قال تعالى: “بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا” النّساء: 138ــ139

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلّا على الظالمين، والصّلاة ‏والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، ‏وبعد:‏

فإنّ مسلسل التّنازلات المخزي يستمرّ، وقطار التّطبيع الخيانيّ يصل محطّته إلى حكّام مملكة البحرين الذين أعلنَ عنهم الرئيس الأمريكي توصلهم لاتفاق تطبيعيٍّ وإقامة علاقاتٍ كاملة مع الكيان الصّهيونيّ. وإننا الموقعين على هذا البيان من مؤسسات علماء الأمّة نعلنُ إزاء هذا الاتفاق الخطير الآتي:

أولاً: إن هذه الاتفاقيّة التي أبرمها النّظام الحاكم في مملكة البحرين خيانةٌ لله تعالى ولرسوله ولعامة المسلمين وللمقدّسات ولدماء الشّهداء وتضحياتهم؛‏ وهي لن تحمي المطبّعين، ولن تحفظ لهم عروشهم ولا حكمهم، قال تعالى: “فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أن تُصِيبَنَا دائرة ۚ ‏فَعَسَى اللَّهُ أن يأتي ‏بِالْفَتْحِ أو أمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أسَرُّوا فِي أنفُسِهِمْ ‏نَادِمِينَ” المائدة: 52‏

ثانيًا: إنّ من التّلبيس الباطل والكذب الصريح أن يتمّ التّذرّع لاتّفاقات التطبيع الخيانيّة هذه أنّها تجلب النّفع للقضيّة الفلسطينيّة، وإنّ مما يدلّل على كذب هذه الدّعوى أنّ الشّعب الفلسطينيّ الذي يعاني بشكلٍ مباشرٍ من ويلات وجرائم هذا الكيان المجرم قد أعلن بأطيافه ومكوّناته كافة وسلطته وفصائله المقاومة رفض هذه الاتّفاقيّات واعتبارها طعنةً غادرة للشّعب الفلسطينيّ في ظهره، قال تعالى: “وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ” التوبة:56

ثالثًا: يحيّي العلماءُ أبناء شعبنا البحرينيّ الشّقيق الرّافضين للتطبيع الذين يعلنون بكلّ جرأة ووضوح عدم رضوخهم للإرادة الرسميّة المخزية ووقوفهم مع الحقّ ودعمهم لفلسطين إلى آخر رمق، ويؤكّدون أن هذا الشّعب الأصيل هو وجه البحرين الحقيقيّ وهو من سيسقط هذه الاتفاقيًة الخيانيّة عاجلًا بإذن الله تعالى.

رابعًا: يحذّر العلماء نظامَ الحكم في البحرين من مآلات هذا الاتّفاق التّطبيعيّ على البحرين نفسها وعلى القضيّة الفلسطينيّة وعلى الأمّة برمّتها؛ فالعدوّ الصّهيونيّ يجب أنّ يبقى عدوًّا وتحويله إلى حليفٍ سيكون وبالًا ونكالًا عليهم في الدّنيا وخزيًا لهم في الآخرة، قال تعالى: “وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ” البقرة:120. وقال تعالى: “إن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إلَيْكُمْ أيْدِيَهُمْ وَألْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ ‏تَكْفُرُونَ * لَن تَنفَعَكُمْ أرْحَامُكُمْ وَلَا أوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا ‏تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” ‏الممتحنة: 2-3

خامسًا: يستنفرُ الموقّعون عمومَ علماء الأمة ودعاتها وخطبائها فإنّ مسؤوليتهم أمام هذه الهرولة المخزية قد غدت مضاعفة في الرّفض المتجدّد ‏للتطبيع، وحشد طاقات الأمّة المختلفة لرفض هذه الاتّفاقيّات، وبيان الحكم الشرعيّ الصريح فيها والرّد على الذين يحاولون تبرير هذه الخيانات باسم الشريعة كذبًا وزورًا وبهتانًا، قال تعالى: “الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا” الأحزاب:39

سادسًا: يدعو العلماءُ أبناء الأمة كافّة للمسارعة في إنكار هذا الاتفاق التّطبيعيّ الخطير بكلّ ما يمكنهم من قوّة في التحرّك الجماهيري، والجهد الإعلامي، وتعرية حججه وذرائعه، وبيان مخاطره في الحال والمآل، والضّغط الشّعبي على أصحاب القرار ومراكزه للرجوع عن هذه الخطوات التي تلحق عارًا بالأمة كلّها على مرّ الزمان. ويؤكّدون بأن هذه الجهود كلّها من الجهاد المبرور في سبيل الله تعالى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بألْسِنَتِكُمْ، وَأنْفُسِكُمْ، وأمْوَالِكُمْ، وأيْدِيكُم” رواهُ أَبُو داود وأحمد بإسنادٍ صحيح.

 سابعًا: يحيّي العلماء شعبنا المرابط في أنحاء فلسطين كلها وشعبنا القابض على ‏حقه في منافي الأرض ومخيمات اللجوء، كما يحيّون سائر أبناء أمتنا وأحرار العالم الرّافضين للتطبيع مع هذا الكيان المجرم، مؤكدين على أنّ تطبيع الأنظمة الحاليّة مع الكيان الصهيوني لن يفلح في اختراق الشعوب كما هو تطبيع الأنظمة السابقة حيث بقيت الشعوب بسبب وعيها وتمسكها بفلسطين عصيّة على التطبيع ولا ترى في الكيان الصهيونيّ إلّا عدوّا تجب إزالته

وإن تحرير فلسطين قادم لا محالة، وإن الصبح صبح النصر والتحرير والتمكين وعودة اللاجئين وخزي العملاء وفضح المنافقين بات قريبًا، أليس الصبح بقريب؟!‏

الموقعون على البيان:

  1. رابطة علماء أهل السنة
  2. رابطة علماء المغرب العربي.
  3. هيئة علماء فلسطين في الخارج
  4. اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا
  5. التجمع الإسلامي في السنغال
  6. جمعية الاتحاد الإسلامي
  7. جمعية الاتحاد العالمي لعلماء تركيا UMAD.
  8. جمعية النهضة اليمنية
  9. جمعية علماء ماليزيا
  10. دار الإفتاء الليبية
  11. رابطة إرشاد المجتمع الصومال
  12. رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق.
  13. رابطة علماء المسلمين.
  14. رابطة علماء أهل السنة تركيا.
  15. رابطة علماء فلسطين- قطاع غزة.
  16. رابطة علماء و دعاة جنوب شرق آسيا
  17. مجلس علماء اسما . ماليزيا
  18. المجمع العلمي – أفغانستان
  19. مركز تكوين العلماء – موريتانيا
  20. ملتقى دعاة فلسطين.
  21. ملتقى علماء فلسطين – غزة.
  22. المنتدي الإسلامي للتنمية والتربية- السنغال
  23. منظمة النهضة الشبابية التشادية.
  24. الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين.
  25. هيئة علماء اكرام . ماليزيا
  26. هيئة علماء ليبيا
  27. مجلس العلماء الأندونيسي
  28. هيئة علماء المسلمين في لبنان

حرر  بتاريخ :     25 محرم 1442هـ

                     13 سبتمبر 2020م