خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم 

 {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) التوبة 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:  

 في جولة تصعيدية هي الأعنف والأخطر؛ قام المستوطنون الصهاينة – بدعم من قوات الاحتلال الصهيونيّ وحكومته اليمينية المتطرفة – بالعدوان على بَلْدَاتٍ في جنين ونابلس ورام الله من الضفة الغربية، فاعتقلوا وقتلوا وهدموا المنازل وأحرقوا البيوت؛ ليفرضوا الاستيطان بالقوة والغصب، ولم يكتفوا بهذا حتى اقتحموا المساجد، ودنسوها بأحذيتهم وكلابهم ورجسهم ودنسهم، وتعمدوا تمزيق المصاحف وألقوها على الأرض، في سياقٍ غاية في العنف والهمجية والتحدي لمشاعر ملياري مسلم في العالم بأسره، كلُّ هذا حدث على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ابتداء من المحيط الإقليمي العربيّ ومرورًا بالمحيط الإسلاميّ الأوسع وانتهاء بالمحيط الدوليّ، وإلى الآن لم يحرك أحدٌ ساكنًا، باستثناء بعض المواقف السياسية المشكورة والمقدرة. 

    وإزاء هذا العدوان الغشوم السافر، الذي لم يَلْق من البلاد العربية والإسلامية ردّ الفعل المناسب ولو بالحدّ الأدنى؛ يقف علماء الأمة مستنكرين في غضب عارم، معلنين عن إدانتهم وشجبهم لهذا العدوان، الجبان في دوافعه، الوضيع في نهجه ومسلكه، البالغ منتهى الإجرام فيما يخطط له ويتغيّاه، وإذْ يُعْرِبُ العلماء – ومِن ورائهم المؤسساتُ والروابط والهيئات العلمائية – عن موقفهم هذا؛ يعلنون الآتي: 

أولًا: إن وجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بحد ذاته موجب لقتال المعتدين الصهاينة الماكثين في أرضنا بقوة الغصب والعدوان، وإن كل من اعتدى من المستوطنين على بَلْدات الفلسطينيين وعلى بيوتهم وأشخاصهم، وكل من اعتدى على حرمة مسجد أو أحرق مصحفًا أو مزقه فهو حلالُ الدَّم لا عصمة له ولا حرمة، ويجب على المجاهدين من أبناء فلسطين أن يستهدفوهم بكل ما أوتوا من إمكانات؛ زجرًا لهم وردعًا لأمثالهم، وهذا حقّ شرعيّ وقانونيٌّ لا خلاف فيه. 

ثانيًا: ما يقوم به أبناء فلسطين من التصدي للعدوان الصهيونيّ وللاستيطان اليهودي في أرض فلسطين هو جهادُ دَفْعٍ يجب وجوبًا عينيًّا، ولا يمكن أن يوصف بأنَّه إرهاب إلا في سياق التدليس والتلبيس؛ ومن ثَمًّ وجب على المسلمين في أصقاع الأرض كافة أن يعينوهم بما استطاعوا من مال أو سلاح أو مواقف سياسية فاصلة أو بكل ما هو ممكن أكثر من ذلك ، ووجب على الحكام كافة  أن يعلنوا إنهاءهم لاتفاقيات التطبيع إن كان في قلوبهم توقير لكتاب الله تعالى ودماء المسلمين وحرماتهم إلى أن يزول هذا الكيان الغاصب الذي لا تنفع معه إلا لغة الجهاد والسلاح. 

ثالثًا: هكذا تتوالى الأدلة الواقعية، وتتابع الأحداث الشاهدة على معاهدات السلام واتفاقيات التطبيع العربية الإسرائيلية بأنّها من أبطل الباطل، وأنّها ليست سوى هزائم سياسية متوالية ومتتابعة، لا يعتبر فيها اللاحق بالسابق، مما يؤكد تعمد الإضرار بالأمة وبقضيتها الكبرى، وفي هذا ما فيه ممَّا يقول فيه الشرع كلمته، بل القانون والدستور والعرف السياسي والميثاق الوطنيّ والعهد الأخلاقيّ؛ فهل ينتهي هؤلاء عن هذا العبث ويوقفوا هذه المسيرة الآثمة؟ أم يريدون أن يسلموا شعوبهم وبلادهم إلى الحلم الصهيونيّ؟! وإن على أبناء الأمة أن يلفظوا هؤلاء المطبعين حتى يعلموا أن هذه الأمة تنفي خبثها ولا تقبل الخنوع والخذلان. 

رابعًا: ويتوجه العلماء بالشكر والتقدير لوفد السفراء الذين قاموا بزيارة البلدات المعتدى عليها، ومناداتهم بمنع هذا العدوان، وكذلك يتوجهون بالشكر لممثل الاتحاد الأوربيّ الذي وصف ما جرى من عدوان صهيوني بأنه إرهاب، ولا ينسون الجميل والمعروف لأهله.  

خامسًا: يدعو العلماء إلى استحضار المرابطين في القدس والضفة والقطاع في دعاء المسلمين، وبذل المال دعماً ونصرة لهم، ويدعون المسلمين جميعًا للتخلي عن كثير مما يتلهون به من شهوات الدنيا، والتفكير في شأن المسلمين العام، والاهتمام بأمر الإسلام والمسلمين؛ فإنّ ذلك من صميم الإيمان، ويتوجهون بالدعاء للمسلمين أن يأخذ الله بأيديهم ويبعث فيهم الهمّة العالية. 

سادساً: يدعو العلماء إلى أن تكون خطبة عرفة وخطبة العيد والجمعة في سائر بلاد المسلمين مشتملة في أجزاء رئيسية منها على بيان خطورة هذه الجريمة وتعرية الحقد الصهيوني على الإسلام والمسلمين جميعاً، وبيان واجب الأمة تجاه كتاب ربها ومقدساتها كافة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وفي ذلك تعظيم شعائر الله تعالى في هذه الأيام المباركة، قال تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} الحج (32) 

وأخيرًا يُذَكِّرُ العلماء إخوانهم المرابطين والمجاهدين والمسلمين كافة بوعد رب العالمين: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج: 40)، والله منجزٌ لعباده ما وعدهم به، والحمد لله رب العالمين. 

لتحميل الفيديو:

https://drive.google.com/file/d/1fa4jKo1-3xXT391HWmWYx3Ft4ta_Tw5g/view

الموقعون على البيان:

أولاً: الهيئات: (الترتيب حسب الأبجدية) 

  1. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  
  1. اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في تركيا  
  1. التجمع الإسلامي في السنغال   
  1. التجمع الآسيوي لاتحاد العلماء المسلمين   
  1. تحالف المسجد العالمي للدفاع عن الأقصى   
  1. جماعة عباد الرحمن في السنغال  
  1. جمعية العلماء المسلمين – الجزائر  
  1. جمعية المعالي للعلوم والتربية بالجزائر  
  1. جمعية النهضة اليمنية  
  1. جمعية علماء ماليزيا   
  1. جناح العلماء الحزب الإسلامي ماليزيا  
  1. حركة NOR لمقاومة التطبيع  
  1. دار الإفتاء الليبية   
  1. الرابطة العالمية لفقهاء الأمة   
  1. رابطة العلماء السوريين  
  1. رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق   
  1. رابطة علماء إريتريا  
  1. رابطة علماء الأزهر الشريف بالخارج  
  1. رابطة علماء السادة المالكية في إفريقيا   
  1. رابطة علماء المسلمين  
  1. رابطة علماء المغرب العربي      
  1. رابطة علماء أهل السنة   
  1. رابطة علماء فلسطين  
  1. المجلس الاستشاري للمنظمات الإسلامية بماليزيا (مابيم)   
  1. المجلس الإسلامي السوري   
  1. مجلس الدعاة في لبنان  
  1. مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي   
  1. مركز تكوين العلماء – موريتانيا  
  1. مركز محكمات للبحوث والدراسات  
  1. ملتقى دعاة فلسطين  
  1. منتدى العلماء  
  1. مؤسسة أمناء الأقصى للدعاة وخريجي الشريعة  
  1. مؤسسة منبر الأقصى الدولية                   
  1. الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين في لبنان   
  1. الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام  
  1. الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة  
  1. هيئة علماء إكرام ماليزيا 
  1. هيئة علماء السودان   
  1. هيئة علماء المسلمين في العراق  
  1. هيئة علماء المسلمين في لبنان  
  1. هيئة علماء فلسطين  
  1. هيئة علماء ليبيا 

ثانياً: الشخصيّات: (الترتيب عشوائي) 

  1. أ. إسلام الغمري  
  1. أ. د. صالح حسين الرقب  
  1. أ. د. كامل صبحي صلاح  
  1. أ. د. محمود الشوبكي   
  1. أ. د. نسيم شحدة ياسين  
  1. أ. سعد ياسين  
  1. الإمام إبراهيم سك في السنغال  
  1. د. إبراهيم مهنا  
  1. د. أحمد الرقب  
  1. د. أحمد الكيالي  
  1. د. أحمد شحروري  
  1. د. أشرف غالي   
  1. د. أشرف نزار حسن  
  1. د. الحسن الكتاني  
  1. د. أنس زاهر المصري  
  1. د. جمال عبد الستار  
  1. د. حافظ الكرمي  
  1. د. حسن سلمان   
  1. د. رضوان الأطرش  
  1. د. سالم الجفري  
  1. د. سعد الدين فخري الرفاعي  
  1. د. سعيد بن ناصر الغامدي  
  1. د. سعيد محمود اللافي  
  1. د. عاطف محمد أبو هربيد  
  1. د. عبد الجبار سعيد  
  1. د. عبد الحي يوسف  
  1. د. عبد الرزاق قسوم  
  1. د. عبد السلام البسيوني   
  1. د. عبد الله بن عبد المجيد الزنداني  
  1. د. عبد المجيد الزنداني  
  1. د. عصام البشير  
  1. د. عطية عدلان   
  1. د. علي القره داغي  
  1. د. عمر الجيوسي  
  1. د. فاطمة عبد الله عزام  
  1. د. محمد أبو مصطفى   
  1. د. محمد الجمال  
  1. د. محمد الصغير  
  1. د. محمد سعيد بكر  
  1. د. محمد عبد الكريم  
  1. د. محمد عويضة  
  1. د. محمد يسري  
  1. د. محمود الشجراوي  
  1. د. محمود النفار  
  1. د. مروان أبو راس  
  1. د. مروح موسى نصار  
  1. د. مضر أبو الهيجاء   
  1. د. مفيد أبو عمشة  
  1. د. منير جمعة  
  1. د. ناصر محمد صيام  
  1. د. نواف تكروري  
  1. د. همام سعيد  
  1. الشيخ الملا أنور الفارقيني   
  1. الشيخ حسين عبد العال  
  1. الشيخ سامي الساعدي  
  1. الشيخ عبد المطلب عبد الله   
  1. الشيخ علي اليوسف  
  1. الشيخ محسن حوى  
  1. الشيخ محمد الحسن ولد الددو  
  1. الشيخ مخلص يحيى برزق  
  1. عبد الصمد فتحي