خاص هيئة علماء فلسطين

         

“وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ” الأنفال: 39

الحمد لله القائل: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ” النساء: 75 والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وقائدًا للمجاهدين؛ وبعد:

 فإن هيئة علماء فلسطين تدين بأشد عبارات الغضب والاستنكار المجزرة المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في مجمع ناصر الطبي في غزة والتي أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من بينهم عدد من الصحفيين  وأفراد من فرق الدفاع المدني الذين كانوا يؤدون واجبهم في إنقاذ الأرواح تحت وابل القصف والعدوان.

إنّ هذه الجريمة النكراء تأتي امتدادًا لمسلسل طويل من القتل الممنهج الذي يشنّه هذا الكيان المجرم ضد كل ما يرمز إلى الحياة في غزة في تحدٍّ سافر للأمة الإسلامية جمعاء وللبشرية كلها، وتأكيدٍ على أنّ هذا العدو لا يعرف سوى منطق الدم والإبادة.

وإن الهيئة أمام هذه الجريمة البشعة، تؤكد على الآتي:

أولًا: إنّ دماء الشهداء الطاهرة تصرخ في وجه الأمة لتنهض إلى واجبها في نصرة غزة والمقاومة دعمًا وتأييدًا ووقوفًا صريحًا في ميادين العز والكرامة.

ثانيًا: إنّ ما وقع في مجمع ناصر الطبي وعلى الهواء مباشرة إعلان حرب مفتوحة على كل صوت للحق وكل يد تمدّ العون للمستضعفين ما يجعل واجب الجهاد في سبيل الله آكد وألزم من أي وقت مضى.

ثالثًا: إنّ الصمت الدولي وتواطؤ الأنظمة وتخاذل كثير من المؤسسات العالمية شراكةٌ كاملة في هذا العدوان المستمر  ووصمة عار لن تمحوها السنون.

رابعًا: تدعو الهيئة علماء الأمة وخطباء المساجد إلى بيان وجوب نصرة المجاهدين وحرمة التخاذل وإلى تذكير الأمة بأن دماء غزة أمانة في أعناقهم وأن السكوت خيانة لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين.

خامسًا: مطالبة كل القوى الحية في الأمة بالتحرك العاجل ميدانيًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا لإيقاف هذه الإبادة الدموية ودعم مشروع المقاومة بكل أشكاله حتى يزول الاحتلال وتتحرر الأرض والمقدسات؛

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} الشعراء: 227

هيئة علماء فلسطين

2 ربيع الأول 1447هـ

25 أغسطس 2025م