بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، ولا عدوان إلاّ على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:

فما تزال سلطة الانقلاب تطالعنا بعجائبها في الإجرام والترويج له يوماً بعد يوم، وكان آخر ما ابتدعته تلك السلطة الانقلابية تكليف قضاتها بإصدار حكم جائر بحق حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) نبراس المقاومة التي هي شرف الأمة واعتبارها حركة إرهابية، هذا الحكم الذي لم تصدره هذه السلطة بحق الارهاب الحقيقي الذي يمثل الكيان الصهيوني رأسه ومصدره، بل ان ذات المحكمة عندما رفعت لها قضية على الكيان بنفس الخصوص ردتها بدعوى أنها غير مختصة فهي غير مختصة بالحكم على العدو بما يستحق وانما مختصة بالافتراء على حماس المجاهدة المقاومة، وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج وروابط علماء أهل السنة إزاء هذه الجريمة الجديدة من جرائم نظام الانقلاب نؤكد على الآتي:

أولاً: إنّ هذا القرار الجائر الذي يمثل انهياراً أخلاقياً جديداً يجسّده النظام الانقلابي برعايةٍ صهيونية أمريكية، يؤكدّ بما لا يدع مجالاً للشك تنفيذ السيسي ونظامه للأجندة الصهيونية بتشديد الحصار على الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم المشروعة من الدواء والطعام والحياة، وتشويه صورة المقاومة الباسلة والتضييق عليها، فضلاً عن دوره فضلاً عن دوره الإجرامي في حق الشعب المصري وسفك دماءه وانتهاك حقوقه ومصادرة حريته.


ثانياً: إن الهيئة والروابط ترى في هذا القرار وما قد يتبعه من خطوات قلب لمعادلة الأمة مع الكيان الصهيوني وذلك بأن يتولى هذا النظام الانقلابي مواجهة المقاومة الفلسطينية التي تشاغل العدو وتحول دون تنفيذ مخططاته مما يؤكد عندئذ طبيعة هذا النظام بل ويدلل على مصدر وجوده وانه ما نشأ الا بترتيب صهيوني أمريكي لإعاقة برنامج المقاومة وإتاحة الفرصة أمام مشروع الكيان الصهيوني في المنطقة.


ثالثاً: نطالب المكوّنات السياسية الفلسطينية جميعها وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس بإعلان موقفها الرافض من هذا القرار، وإنَّ الصمت المريب لبعضها، والتصريحات الداعمة للقرار من بعضها الآخر تمثل خذلاناً للمقاومة بل تآمراً عليها، وتحقيقاً لمصالح الكيان الصهيوني، ولا يجوز بحالٍ من الأحوال أن تكون الخلافات الفصائلية والمناكفات السياسية هي الحاكم على الموقف من هذا القرار الجائر الذي يستهدف فلسطين كلّها شعباً ومقاومةً ولا يستهدف فصيلاً بعينه، والصمت في هذه المواقف الفاصلة إعلان ضمني بالموافقة عليه مما يعرض صاحبه عارَ الدنيا وخزي الآخرة.


رابعاً: ندعو الدول الإسلامية قاطبة إلى التدخل المباشر ولجم سعار السلطة الانقلابية في مصر التي تجاوزت الحدود الأخلاقية والإنسانية قاطبة، لا سيما وأنَّ هذا القرار يتجاوز حدود فلسطين ليصيب الأمة كلّها في أهم مبدأ من مبادئها وهو مفهوم الجهاد في سبيل الله تعالى ووصمه بالإرهاب ووصف الكيان الصهيوني الإرهابي الإجرامي بأنه دولة جوار صديقة، وإنّ سكوت دول العالم الإسلامي أنظمةً وحكومات ونخباً على هذا القرار هو من أهم أسباب نشوء التطرّف وانفلات الشباب المتحمس من عقال الرشد والاعتدال وهم يرون أنَّ التجربة الجهادية الرائدة والراشدة في الأمة والتي تمثل حركة حماس أهمّ صورها تُحَارَبُ وتوصف بالإرهاب دون أدنى موقف من دولهم وحكوماتهم.


خامساً: ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني وأبناء امتنا الإسلامية إلى التعبير بالوسائل المختلفة جماهيرياً وإعلامياً وثقافياً عن رفضهم واستنكارهم لهذا القرار الجائر والتفاف الأمة كلها حول المقاومة وأبنائهم.

وفي هذا شدٌّ لأزر المجاهدين، ودعم لصمودهم وثباتهم، وإنكارٌ للظلم والباطل وفضح للمجرمين.


سادساً: إنَّ هذا القرار الذي يمثل عدواناً صارخاً على المشروع الجهادي الرائد والراشد في الأمة يوجب على العلماء العاملين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم ومدارسهم الفكرية وكياناتهم ومؤسساتهم الوقوق في وجه هذا الصلف وتشكيل جبهة قوية في محاولات استهداف مشروع الأمة الجهادي الراشد، وهذا هو وقت الحاجة إلى البيان فلا يجوز تأخيره فلا بدَّ من بيان الحكم الشرعي في هذا القرار ومَن أصدره، في إطار أحكام الموالاة العملية للكافرين ومظاهرة اليهود على المسلمين، والتأصيل الشرعي لآليات التعامل معه في صورها المختلفة وإلاّ فليحذروا أن يصيبهم قوله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) سورة البقرة 159 -160

الموقعون على البيان:

– هيئة علماء فلسطين في الخارج

–  رابطة علماء أهل السنة

   2/3/2015م                                                        11/جمادى الأول/1436ه