قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة: 114

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد:

فقد أقدمت قطعان المستوطنين الصهاينة  على اقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على الحرائر المرابطات والمرابطين فيه ورفع العلم الصهيوني في باحاته، وتزامن ذلك مع تغطية حائط المسجد الإبراهيمي في الخليل بعلم الكيان الصهيوني في استخفاف واضح لمشاعر المسلمين قاطبة، وإننا في هيئة علماء فلسطين نؤكد إزاء هذه الجرائم الإرهابية الآتي:

أولًا: نجدد التأكيد أن المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل حق خاص للمسلمين وليس لغير المسلمين فيه أي حق على الإطلاق، والادعاء بأن لليهود الصهاينة حقًّا فيه أو في إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو ادعاء باطل، وكل ما ينبني عليه باطل أيضًا

قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آل عمران: 67

ثانيًا: إن اقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المسجد الإبراهيمي هو اعتداء على الأمة الإسلامية جمعاء واستخفاف بمشاعر المسلمين، وهذا يوجب عليهم التحرك العاجل الجاد نصرة لدينهم ومقدساتهم.

ثالثًا: إنّ الهيئة تطالب الحكام والمسؤولين وكل من هم في مواقع صناعة القرار والتأثير فيه في العالم الإسلامي أن يكون لهم موقف يسجله لهم التاريخ وتحفظه لهم الأجيال ويرضى عنهم به الملك القهار في التحرك لرفع الضيم عن مقدسات المسلمين في القدس والخليل، وإلا فإن تهاونهم لن تكون عاقبته إلا الخزي في الدنيا والآخرة.

رابعًا: إن هذه الاعتداءات الإجرامية توجه لطمة للمهرولين على دروب التطبيع المخزية، وتبين كذبهم  وهم يستقبلون الصهاينة في ديار المسلمين ويوقعون معهم الاتفاقيات والأحلاف؛ ويحاولون ستر عارهم هذا بذريعة خدمة قضية فلسطين.

خامسًا: تدعو الهيئة علماء الأمة ومؤسساتهم لبيان الموقف الشرعي من هذا العدوان ومن السكوت عليه، مع بيان الواجب المفروض على جميع أبناء الأمة لمواجهته دون خوف من سطوة حاكم أو خشية من نفوذ ذي سلطان

قال تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} الأحزاب: 39

سادسًا: تحيي الهيئة المرابطات والمرابطين الأبطال الذين واجهوا هذا الاقتحام والعدوان بصمود وثبات عزّ نظيره، وتطالب الأمة الإسلامية بتوجيه فعالياتها كافة إلى دعمهم مادياً ومعنوياً بوصفهم خط الدفاع الأول عن مقدسات المسلمين ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم.

هيئة علماء فلسطين

4/شوال/1443هـ 

5/مايو/2022م