ختم الملتقى العلمي الدولي الرابع للشباب أعماله في مدينة إسطنبول بتاريخ 15/8/2022 بعد قضاء 20 يوماً من الجد والعمل الدؤوب يواصل فيها المشرفون والمشاركون العمل في الليل والنهار، وقد كان لنا شرف لقاء بعض المسؤولين ليخبرونا عن الملتقى.
فقد قال د. نواف تكروري رئيس الملتقى في جواب سؤالنا عن كلمته التي يوجهها للمشاركين بعد انتهاء الملتقى: “بعد أن انتهت أيام الملتقى بدأت فوراً أيام العمل والجد وتنفيذ المشاريع العملية التي أبدع المشاركون أفكارها وبدؤوا السير في طريق تفعيلها، وهي مشاريع تخدم بلادهم وتخدم قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس والأقصى، وقد كنا سعيدين بلقائنا معكم”.
ثم أرسل رسالته إلى شباب الأمة عموماً فقال: “الشباب هم عماد كل أمة، فإن كانت ضعيفة فهذا يدل على ضعفهم، وإن كانت قويت فلقوتهم وفعلهم وجِدّهم، وبعد أن رأينا النماذج من شباب الأمة في هذا الملتقى زاد يقيننا بقدرة شباب الأمة على النهوض بها، لما رأيناه منهم من معادن وكفاءة لحمل الأمانة ووراثة هذا الدين وأمانة هذه الأمة، وإنْ كان دون ذلك تعب ومشاق وتكاليف جسيمة”.
وكان سؤالنا الأخير له: هذا هو الملتقى الرابع، هل لديكم خطة للخامس؟ أم اكتفيتم بالملتقيات السابقة؟ فأجاب: “لقد منّ الله علينا أن حافظنا على تكرار الملتقى سنوياً رغم الظروف التي مرّ بها العالم هذه السنوات، فالملتقى الثاني عقدناه إلكترونياً بسبب الإغلاق الكامل الذي حل بالعالم ولم نلغه، وكذلك الملتقى الثالث في ظل استمرار كورونا، والآن الملتقى الرابع كان بكامل نشاطاته وبرامجه العلمية وورشاته، وقطعاً لن يكون الأخير بإذن الله تعالى، وإنما سيكون الخامس وما بعده، بل أملنا أن نستمر بهذه الملتقيات الدولية ونضيف لها ملتقيات إقليمية وقطرية، مثل: ملتقى إفريقيا، جنوب آسيا، المغرب العربي، شبه القارة الهندية، تركيا وبلاد الشام والعراق ومصر، وغيرها، فقد شجعنا ما رأينا من آثار طيبة في نفوس الشباب وكذلك الآثار التي تركها هؤلاء الشباب بنا، فهمتهم وتفاعلهم ونشاطهم تبشر بخير، كما أدعو سائر المؤسسات التعليمية والتنموية والتربوية إلى الاستفادة من تجارب وخبرات هذا الملتقى الذي استمر لمدة 20 يوماً مع جمع من الشباب من بلاد المسلمين”.
وقال الشيخ محمد خير موسى المشرف العام على الملتقى حول سبب اختيار عنوان الملتقى (الشباب وتحديات الهوية) : “قال الشاعر: نحن شباب ذللوا سبل المعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا إذا شهدوا الوغى كانوا كماةً يدكون المعاقل والحصونا وإن جن المساء فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجدينا شباب لم تحطمه الليالي ولم يسلم إلى الخصم العرينا ولم يتشدقوا بقشور علم ولم يتقلبوا في الملحدينا وما عرفوا الأغاني مائعات ولكن العلا صيغت لحونا كذلك أخرج الإسلام قومي شباباً مخلصاً حراً أمينا وعلمه الكرامة كيف تبنى فيأبى أن يذل وأن يهونا
في هذا الزمن زمن ما بعد الحداثة حيث يتسم الواقع بالسيولة في كل شيء: المفاهيم والأفكار والأشخاص وحتى سيولة الإنسان نفسه، حيث تتداخل الهويات وتذوب في بعضها البعض، وفي هذا الزمن زمن الهزائم الحضارية حيث يقلِّد المغلوبُ الغالبَ حتى في أفكاره الباطلة لظنه أن القوة تمتلك الحق معها وأن الحضارة حيث تكمن القوة، وحيث يُراد لنا أن تغيب هويتنا في ظل فرض الهويات الأخرى، في هذا الزمن تغدو معركة الهوية هي المعركة الكبرى في حياة كل شاب مسلم، لذلك كله كان هذا الملتقى وهذا العنوان، لأجل أن نعيش حالة تحرير للمفاهيم وبناءٍ للذات وإحياءٍ وبعثٍ للهوية الإيمانية في قلوبنا والهوية الفكرية في عقولنا والهوية السلوكية في أفعالنا وتوجهاتنا”.
وفي لقائنا الشيخ علي اليوسف مسؤول برنامج السمر في الملتقى سألناه:
س1- هل كان السمر للتسلية والترفيه؟ أم لكم غايات أسمى؟
فأجاب: بالتأكيد أن السمر له أهداف متعددة؛ الترفيه والترويح عن النفس أحد أهدافه..
أما غاياتنا الأسمى فهي:
– التعرف على ثقافات الشعوب، وأبرز اهتماماتها..
– بث أجواء الأخوة والمحبة والتعارف بين أعضاء الملتقى.
– ترسيخ فكرة العمل المشترك، وحاجة الأمة لبعضها.
– تعزيز فكرة أن القدس قضية كل مسلم على وجه الأرض.
– تحميل أعضاء الملتقى أمانة الحفاظ على الهوية والدعوة إلى الله.
– اكتشاف المواهب والخامات في شتى المجالات.
– التمهيد لاختيار فرق العمل عبر اكتشاف القدرات.
س2- ما طبيعة برنامج السمر؟ وفكرته وفقراته؟
الجواب: طبيعة برنامج السمر ترفيهية بأسلوب محبب إلى القلوب خشية الملل، وابتغاء تحقيق الغايات الأسمى.
أما فكرته فتنبعث من الحاجة إلى تغيير أجواء الندوات والمحاضرات الفكرية والثقافية؛ لذلك كانت الفقرات التالية:
– القرآن الكريم بعدة قراءات.
– فنون تقديم البرامج.
– إبداعات الدول.
١- قرآن بالقراءات العشر.
٢- شعر.
٣- مسرح.
٤- نشيد بلغات منوعة.
٥- فقرات وطنية.
٦- مقامات.
٧- فنون قتالية.
٨- عروض منوعة.
س3- ما علاقة الملتقى بالقضية الفلسطينية؟
الجواب: هيئة علماء فلسطين هي الجهة المشرفة على الملتقى، لذلك هناك ربط واضح بين الملتقى والقضية الفلسطينية خيم على كل فقرات الملتقى..
وفي ورشة القدس والمقاومة تجلت المناشط الداعمة للقضية الفلسطينية والتي تعدت الخمسة وعشرين نشاطا، وزعت على قرابة أربعين دولة، لمناقشتها، وأخذ ما يمكن تنفيذه منها.
هذا، إضافة إلى الرموز الفلسطينية المقاومة التي زارت الملتقى وعلى رأسها القائد خالد مشعل..
وكذلك فعل علماء الأمة عندما ركزوا على قضية فلسطين في أحاديثهم، وفي مقدمتهم العلامة محمد الحسن ولد الددو.
وقال محمود أبو سعيد المشرف على ملتقى الشابات معرِّفاً به:
ملتقى الشابات: هو الملتقى العلمي الدولي الرابع للشابات الذي تعقده هيئة علماء فلسطين منذ أربع سنوات في تركيا.
والذي يضم الطالبات من سن الـ 20 إلى سن الـ 35 سنة من 15 دولة تقريباً بعدد قارب 130 طالبة.
وضع للملتقى برنامج علمي توعوي يضع الحاضرات أمام واقعهنّ وحاضرهنّ ويضع أمام أعينهنّ أهم المشاريع التي ينبغي أن يعدن بها ويحملنها إلى بلادهن ليقمن بدورهن تجاه دينهن وقضايا أمتهن المصيرية وتجاه قضية الأقصى وفلسطين.
ومن أهم ما ميز الملتقى هذا العام وجود العديد من المشرفات والمحاضرات ذوات الإمكانيات العالية علمياً وخبرة. منهن الدكتورة نجوى قراقيش والدكتورة خيرية وحضور مميز للأسيرة المحررة سمر صبيح التي تركت أثراً رائعاً في نفوس الطالبات مع وجود مميز من الطالبات الواعيات الفاهمات لدينهن والمدركات للخطر الذي يحيط به.