صادر عن علماء ومثقفين من المغرب ضد صفقة القرن.. وضد التطبيع بكل أشكاله ومنه تطبيع المؤسسات الدينية.. ومن أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني وحقه وحق الأمة في القدس وفي كل فلسطين.
قال الحق سبحانه: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم سورة النساء: 35.
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
وبعد،
فإننا نحن علماء ومثقفين ودعاة من المغرب نتابع بقلق وحسرة شديدين ما يتعرض له أبناء الأمة الإسلامية في ربوع العالم من ظلم واضطهاد مستمر في العديد من بقاع العالم، وبالأخص في أرض فلسطين الطاهرة حيث مسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين، كما نتابع ما تشهده قضية المسلمين الأولى من تداعيات خطيرة ومؤامرات مكشوفة وصفقات مشبوهة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتركيع الشعوب العربية والإسلامية تحت أقدام الحركة الصهيونية الاستيطانية، تشارك فيها أنظمة عربية ومؤسسات ثقافية ودينية أضاع أصحابها البوصلة وباعوا دينهم بدنياهم ولبسوا على الناس الحقيقة بزخرف القول، فإننا نعلن للرأي العام الإسلامي والعالمي ما يلي:
– رفضنا صفقة القرن وكل الخطط الأمريكية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والانتصار للصهيونية المارقة ضدا على القيم الإنسانية والكونية ومبادئ العدالة.
– تأكيدنا أن القضية الفلسطينية والقدس والأقصى قضية دينية تندرج نصرتها ضمن أصول الدين وقطعياته وثوابته التي لا يملك أحد التفريط فيها أو المتاجرة فيها مهما علا شأنه سواء كان عالما أو مسؤولا، والدفاع عنها واجب مقدس وفرض عين على كل مسلم قادر على ذلك.
طالع أيضا د. العلمي: عنوان مسيرة الأحد الشعبية هو رفض انبطاح الحاكمين للمشروع الصهيوني
– مباركتنا حملة الفجر العظيم في القدس والأقصى ودعوتنا سائر الشعوب الإسلامية بالانخراط في هذه المبادرة الإحيائية التاريخية التي تقض مضاجع الصهاينة وعملائهم، ودعوتنا لمؤازرة المرابطين في الأقصى ودعم صمودهم ضد كل مخططات التهويد الصهيوني.
– إدانتنا لكل مظاهر التطبيع المنتشرة على قدم وساق بالعالم العربي، واعتبارها غفلة عن صوت الضمير وخيانة للدين والوطن وللقيم الكونية والإنسانية التي ترفض الظلم وهضم الحقوق.
– استنكارنا “صلاة الهولكوست” التي شاركت فيها مؤسسات وشخصيات دينية كان على رأسها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، لكونها تأتي في سياق تمرير صفقة القرن وتبييض وجه الصهيونية الكالح والتغطية على جرائمها ومذابحها منذ عام 1948، وهي لا تقل فظاعة عن مذابح النازية في أوربا والعالم مع التنبيه على أن ما يسمى بالهولكوست النازي في حق اليهود، والذي ندينه، ونجرمه، جاء في سياق حرب امبريالية غربية تتصارع على النفوذ في العالم ونال المسلمون النصيب الأوفر ضمن ضحاياها.
– دعوتنا علماء الأمة ومثقفيها الأحرار إلى اليقظة وكشف كل أساليب التلبيس التي تنهجها الصهيونية وأذرعها المحلية والوقوف سدا منيعا أمام كل محاولات الاختراق الصهيونية الرامية للزج بالعلماء والمثقفين في أتون نار التطبيع والخيانة، وإدراك الفرق الجلي بين الدفاع عن الحق الفلسطيني والكفاح من أجله وبين إيماننا بأن الإسلام دين السلام والمحبة والوسطية والتسامح دون التفريط في الحقوق.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الرباط في 4 جمادى الآخرة 1441 // 30 يناير 2020
المرجع: