7/3/2024

ذِكرُ المجاهدين للكرامات والمواقف التي تحدث معهم في الجهاد وتصويرها وإذاعتها

عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: «صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدًا، وَالمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ» رواه البخاري في (باب منْ حَدَّثَ بِمَشَاهِدِهِ فِي الحَرْبِ)

الشرح والتعليق

1-    هذا الحديث يدل على جواز أن يحدث المجاهد بما رآه وسمعه وفعله أثناء الجهاد في سبيل الله تعالى.

2-    وفي عصرنا الحالي أفهم منه جواز تصوير المجاهدين أنفسهم أو غيرهم وهم يقومون بمختلف الأعمال الجهادية والمهام القتالية، ومن ثم بثها ونشرها على القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي.

3-    معظم شراح الحديث من العلماء السابقين ذكروا أن إحجام الصحابة عن التحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ومواقفه الجهادية إنما هو بسبب حرصهم على نقل المواقف  كما حدثت دون زيادة أو نقصان ورعا منهم حتى لا يدخلوا في الوعيد (من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)

4-    قال ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري: “وأما حديث طلحة عن مشاهده يوم أحد، ففيه من الفقه: أن للرجل أن يحدث عما تقدم له من العناء في إظهار الإسلام وإعلاء كلمته، وما نفّذ فيه من أعمال البر والموجبات غير النوافل؛ لأنه كان عليهم نصر الرسول وبذل أنفسهم دونه فرضا؛ ليتأسى بذلك متأسٍّ ولا يدخل ذلك في باب الرياء؛ لأن إظهار الفرائض أفضل من سترها؛ ليشاد منار الإسلام وتظهر أعلامه، وكان طلحة من أهل النجدة، وثبات القدم في الحرب. ذكر البخاري عن قيس في المغازي، قال: (رأيت يد طلحة شلاء وقى بها الرسول يوم أحد) وعن أبى عثمان (أنه لم يبق مع النبي (صلى الله عليه وسلم) غير طلحة وسعد) فلهذا حدث طلحة عن مشاهده يوم أحد؛ ليُقتدى به ويرغب الناس في مثل فعله”.

5-    وهذا الكلام من ابن بطال رحمه الله يفهم منه جواز البث والتصوير والنشر لما في ذلك من رفع لمعنويات المسلمين، وإيجاد رموز وقدوات لهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، وبيان خور الأعداء وجبنهم، وإضعاف معنوياتهم، وتشريد من خلفهم، وإيلامهم مع المنافقين المؤيدين لهم.

6-    كما أن كثيرا من المواقف التي تم بثها لصبر غزة وأهلها وثباتهم ورفضهم النزوح عن أرضهم قد أحدثت تغييرا كبيرا في مواقف غير المسلمين، ودفعت بعضهم إلى الدخول في الإسلام.

7-    ختاما فإنني أذكر ببعض المواقف التي كان لها أثر كبير، وتصدرت مواضع التواصل الاجتماعي مثل (حلل يا دويري) و(روح الروح) و(معلش بنتقموا منا في أولادنا) و(المجاهد الأنيق) و(ولعت)

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الشهادة، وأن يبلغنا منازل الشهداء

والله أعلم.

والحمد لله رب العالمين

مع تحيات د. عمر حماد

الجمعة 2/2/2024م

الموافق 21/رجب/1445هـ