خاص هيئة علماء فلسطين

         

د. محمود سعيد الشجراوي

 تحاول دولة الاحتلال دائما أن تقوم باستغلال الأعياد سواء كانت أعياد وطنية (كما يسمونها) أو أعياد دينية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك. والحقيقة أنه يوجد في العام أربع مواسم أعياد يستفيد منها الاحتلال وبالذات منظمات الهيكل لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك ولزيادة عدد المقتحمين أو مضاعفة أعداد المقتحمين الذين يدخلون المسجد الأقصى المبارك هذه المواسم الأربعة هي موسم الأعياد اليهودية الطويل الذي يتضمن عيد التوبة وعيد الغفران وراس السنة العبرية وهذا ياتي دائما في شهر 9 أو 10 ويوم احتلال القدس  الذي يزعمون أنه يوم توحيد القدس العبري ويأتي في شهر مايو وذكرى خراب الهيكل الأول والثاني وهذه الذكرى وهذا العيد مختلق أصلا وهو يوم 27/7 وهذا أقرب الأعياد إلينا الآن وموسم رابع وهو عيد الفصح العبري وهو موسم طويل سبعة أيام.

ويأتي استغلال الأعياد سواء كانت دينية أو وطنية في تحشيد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك في سياق معركه السيادة على القدس و المسجد الأقصى المبارك.

 هذه المعركه التي عمرها أكثر من 56 سنة اليوم ولكنها في  السنوات الثلاثة الأخيرة كانت أوضح ما تكون حين حدث تقاطع عيد الفصح العبري مرتين في شهر رمضان كان أحد نتائجه معركة سيف القدس وما زالت معارك الاحتلال مع المقتحمين ومع من يستطيعون الوصول الى المسجد الاقصى المبارك من الشعب الفلسطيني ومن الأمة قائمة.

ويأتي ضمن إجراءات تهويد المدينة المقدسة وضمن إجراءات إظهار سيادة الاحتلال على مدينة القدس المحتلة ما يسمونه مسيرة الأعلام التي تجتذب عدداً كبيراً من الشباب اليهودي للمشاركة في هذه المسيرات، ويتم جلبهم مجاناً من خارج مدينة القدس لأجل تنفيذ هذه المسيرات ويتم أيضاً تجنيد آلاف الشرطة والمخابرات والمستعربين والحراس لتأمين هذه المسيرات بحيث أنه أحيانا يكون عدد الجنود الذين يؤمنون المسيرة بالالاف وأحيانا يزيد عدد الجنود والمخابرات الذين يؤمنون المسيرة على عدد الاعلام المرفوعة في مسيرات الاعلام،  وهذه المسيرات تعطي انطباعا فعلا أن الاحتلال قد سيطر أو له سيادة على مدينة القدس طوال فترة المسيرة فقط، لكن بمجرد انتهاء هذه المسيرة يعود القادمون من خارج المدينة المقدسة إلى بيوتهم وتعود مدينة القدس  القديمة عربية إسلامية كما كانت قبل بدء مسيرة الأعلام.

أما طريقة مواجهة سواء كان اقتحامات المسجد الأقصى المبارك أو مسيرات الأعلام فطبعا الذين يواجهون كل الاعتداءات هم أهلنا القادرين على الوصول إلى القدس وإلى المسجد الأقصى المبارك، ومنذ بدأ الاحتلال بالاحتلال مدينة القدس في عام 1967 كانت معركة الاعتكاف ومعركة الرباط دائماً كلمة السر في حفظ المسجد الاقصى المبارك، وليس أدل من ذلك في السنوات الأخيرة حيث تم فرض معركة الاعتكاف ومعركة الرباط، ولكن حتى نكون منصفين إن عدد المعتكفين وعدد المرابطين في المسجد الأقصى المبارك دائماً دون المأمول، وإن كان من فرصة لدعوة أهلنا في القدس المحتلة وأهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 وأهلنا في الضفة الغربية أن نوجه الدعوة لكل من يستطيع الوصول الى المسجد الأقصى المبارك في هذه الايام ألا يتردد ابداً، لأن وجوده في القدس ووجوده في المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام هو رباطٌ وهو اعتكافٌ وهو غزوٌ في سبيل الله عز وجل وهو مراغمةٌ لأعداء الله عز وجل وهو حفظٌ لمقدسات الأمه فالتواجد في هذه الايام في القدس  يكون خمسه عبادات في وقت واحد يؤجر صاحبها ان شاء الله.

 وإن كان من فرصة أيضاً أن نوجه الدعوة ليس فقط لشعبنا الفلسطيني بل لكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك من أي جنسية كان، كل من لديه جواز سفر يمكنه من دخول فلسطين أنا أوجه له الدعوة لأن يتواجد هذه الأيام في القدس وفي المسجد الأقصى المبارك، ولكن يذهب زائرا مرابطا بهذه النية ولا يذهب ابدأ بنية التطبيع أو الاعتراف للاحتلال بسيادته على القدس والمسجد الاقصى المبارك، وأدعو هذا القادم إلى القدس أن يقضي أطول فترة ممكنة في داخل المسجد الاقصى المبارك وفي القدس القديمة حماية وحفظا لهما من اعتداءات الاحتلال وأدعوه أيضاً أن ينام في الفندق العربي وأن يستخدم المواصلات العربية وأن يشتري من المحلات العربية وأن يشتري هداياه من المحلات العربية، ويكون في نيته قادم للرباط والاعتكاف ولحفظ المسجد الاقصى المبارك.

وإن أردت أن أختم بشيء فأدعو الله عز وجل أن يكتب لنا زيارة القدس والمسجد الاقصى المبارك وهو حر عزيز طاهر من رجس اليهود ومن رجس المطبعين والمستسلمين. اللهم آمين.