يدعو فيه إلى جهاد شامل لمواجهة الظلم والعدوان، وينادي العالم الحر والأمة الإسلامية لوقف الإبادة الجماعية في غزة

5/4/2024

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى في مُحكَم التنزيل: [وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا] (سورة النساء: الآية ٧٥).

إن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني العنصري في قطاع غزة إبادة جماعية تمثل إساءةً خطيرةً، وهدما لجميع القيم الإنسانية، وتنبعث من عقول مريضة وقلوب ملوثة بالكراهية والتعصب.

إن قتل الأبرياء وتعذيب الأطفال والنساء والشيوخ والعلماء، وهم رموز من رموز الحياة والمعرفة والرحمة، يعد انتهاكاً فظيعاً لكل القيم الإنسانية والأخلاقية التي دعا إليها جميع الأديان السماوية.

* نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا نكرر إدانتنا لهذه الجرائم الوحشية، بل ندعو أمتنا الإسلامية إلى مقاومة حقيقية، وجهاد شامل لمواجهة هذا الظلم والعدوان السافر، وندعو العالم الحر إلى وقف إطلاق النار الفوري والعاجل قبل حلول عيد الفطر المبارك، ونطالب بتحرك فوري من قبل المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية لوقف هذا النزيف الإنساني والتدخل لإنقاذ الأرواح وحماية الأبرياء.

*  كما ندعو الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية، والمؤسسات والهيئات والنقابات والشركات العالمية إلى ممارسة الضغط الدولي على حكوماتهم لوقف الدعم المالي والسياسي والعسكري لهذا الكيان الغاشم، وإلا فليقوموا برفع قضايا ضد هذه الحكومات في المحاكم الدولية بتهمة دعم كيان يقوم بالجرائم ضد الإنسانية والمساهمة في الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

* إننا نستند إلى بياناتنا السابقة والواقعية في دعوتنا إلى فتح المعابر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى عزة، وإذا فشلت الحكومات في ذلك، فإنهم سيكونون شركاء في مجاعة وموت الشعب الفلسطيني في غزة.

* ندعو الجميع إلى تنظيم مسيرات واعتصامات سلمية وضخمة أمام السفارات الداعمة لهذا الكيان الغاشم والمحتل في جميع عواصم العالم، في جمعة الغضب، وفي كل أيام العيد، للتنديد بدعمهم اللامحدود للقمع والقتل والتطهير العرقي.

*  كما ندعو الأئمة والخطباء في كل مساجد العالم إلى تخصيص خطبهم لرفع الوعي بهذه الجرائم الوحشية ولدعم كل الجهود الدولية والمحلية التي تسعى لإنهاء هذا الظلم والاستبداد.

* نحن ندعو بإلحاح المؤسسات الإغاثية الدولية والإقليمية لإرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة عن طريق المعابر المرتبطة بها مباشرة، وليس من خلال التعامل مع الكيان المحتل الذي يفرض حصاراً غير قانوني على قطاع غزة، ويعيق وصول المساعدات إليهم.

* ونناشد الحكومات الإسلامية بتحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية في كسر الحصار ودعم هذه المؤسسات الإغاثية لتقديم المساعدات الضرورية للمحتاجين. إن حماية هذه المؤسسات وتيسير عملها هو واجب إنساني وديني يجب على الحكومات الإسلامية الوقوف إلى جانبها وتقديم الدعم اللازم لها.

وأخيرا، فإننا نثق بقدرة الله -عز وجل- على تحقيق النصر لأهلنا في غزة العزة وإنهاء الظلم، وندعوه -سبحانه وتعالى- أن يُعجل بفرجه، وأن يحفظ الشعب الفلسطيني، وينصرهم على هذا الكيان المغتصب والظالم، إنه سميع مجيب الدعاء.

والله ولي التوفيق.

 

الخميس: 4 أبريل 2024

الموافق: 25 رمضان 1445هــ

                                              

       الأمين العام د. علي محمد الصلابي                                الرئيس أ.د. علي محيي الدين القره داغي

 

نقلاً عن:

https://iumsonline.org/ar/ContentDetails.aspx?ID=34864