19/3/2025

د. صلاح الخالدي ‏رحمه الله

يراهن اليهود على نسيان المسلمين للقدس والأقصى، ولفلسطين الأرض المقدسة، ‏ويرسمون خططهم القادمة على هذا الأساس، وينشرون بين الأجيال الجديدة من ‏المسلمين المخدرات والمفاسد والفواحش والإباحية؛ ليغرقوا فيها، وينسوا البلاد ‏والقضية، والأقصى والإسراء. ويستخدمون أعوانهم وأتباعهم من الموجهين ‏والمنفذين؛ لتحقيق كل ذلك, وقد يستجيب لمخططاتهم بعض أبناء المسلمين، ‏ومعظم القادة الحاكمين، وقد تنسى بعض الأجيال الجديدة القضية, لكن روح ‏الأمة وقلبها النابض، وهم الصالحون والصالحات من حملة الإسلام ودعاته، ومن ‏الملتزمين به عقيدةً وعبادةً وحياةً، هم الذين يواجهون اليهود، ويحبطون مخططاتهم، ‏ويفتحون عيون الأمة على خطرهم.‏

‏ ‏

إن فلسطين كيان المسلمين، وإن القدس في عيونهم، وإن الأقصى في سويداء ‏قلوبهم؛ ولهذا لا ينسون ذلك أبدًا، طالما صلوا لله، وقرءوا في كتابه الكريم, وإذا ‏كان اليهود ينشطون لـ”تهويد القدس” كاملة، ولبناء المستوطنات اليهودية في جبل ‏أبي غنيم وغيره، ويريدون نقل القدس من مكانها؛ ليبنوا مكانها أورشليم، ‏ويضعونها هي في “أبو ديس”, وإذا كنا عاجزين عن منع اليهود من تنفيذ ‏مخططاتهم في هذه المرحلة من ضياع الأمة، فعلينا أن نقوم بجهد المُقِلِّ، ومن فقرات ‏جهد المُقِلِّ، وليست هي كل شيء، أن نبقى ذاكرين للقدس كلها، وللأقصى ‏المبارك، ولأرض الإسراء ولفلسطين كلها الأرض المقدسة، نبقى ذاكرين لها ‏باعتبارها أرضنا وبلادنا وقضيتنا، وأن الوجود اليهودي عليها شاذ نشاز، لا بُدَّ أن ‏يُزال في يوم من الأيام.‏

‏ ‏

إن القدس والأرض المقدسة مرتبطة مع القرآن ارتباطًا وثيقًا، لقد خلد الله القضية ‏عندما سجلها في آيات القرآن الكريم, ونص على أن فلسطين أرض مباركة ‏مقدسة، وأن المسجد الأقصى مبارك، بارك الله حوله, ولا يستطيع اليهود -ولا ‏أتباعهم من بعض العرب- محو الآيات التي تتحدث عن ذلك وشطبها من ‏القرآن، ولو أنهم “شطبوها” من مناهج المدارس، وهذا هو “الزاد اليومي” لكل ‏مسلم ومسلمة، فكلما ذكرنا سورة الإسراء تذكرنا الأقصى والقدس وفلسطين ‏المباركة.‏

‏ أيها المسلمون والمسلمات، يا من تعيشون “مع القرآن” وتسعدون قلوبكم ‏وكيانكم به.. أكثروا النظر في آياته التي تتحدث عن قضيتكم وأقصاكم وقدسكم ‏ومسرى نبيِّكم, وأديموا تذكر القدس الشريف والأقصى المبارك وفلسطين المقدسة، ‏تذكَّروها كل يوم مرات ومرات، تذكروها بعد الصلوات، وتذكروها مع الأذكار ‏والتسبيحات، وتذكَّروها واذكروها وذكِّروا الآخرين بها في اللقاءات والجلسات ‏والكلمات والندوات، ومن نسي القدس وفلسطين فقد نسي الله، ونسي القرآن، ‏ونسي نفسه وحياته، ومن فعل ذلك فهو من الخاسرين.‏

‏ ‏

نقلاً عن موقع قصة الإسلام للسرجاني

https://islamstory.com/ar/artical/24474/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3%D8%A9