خاص هيئة علماء فلسطين
10/7/2025
مؤيد علان شقيرات [1]

الملخص:
تتناول هذه المقالة إحدى العلامات المرتبطة بأحداث آخر الزمان وفقًا لعقيدتنا الإسلامية، وتستعرض معركةً حاسمة بين المسلمين، بقيادة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وبين اليهود بقيادة المسيح الدجال. وتوضح المقالة أهمية المسجد الأقصى في الإسلام وارتباطه الوثيق بالعقيدة الإسلامية، ثم تستشهد بالحديث النبوي الذي ينبئ بحدوث مواجهة بين المسلمين واليهود في آخر الزمان. كما وتتناول تفسير هذا الحديث الشريف، وتبرز الأبعاد التاريخية والواقعية التي يرى البعض تجلياتها اليوم في الصراع الدائر في الأرض المقدسة المباركة فلسطين. وتعرض المقالة توجيهات دينية حول أحداث مستقبلية، مستندةً إلى تفسيرات مختلفة للحديث النبوي، حيث تم تقسيم الحديث وتفسيره عبر وقفات متعددة، تتناول كل جملة فيه بالتحليل. كما تستند المقالة إلى آيات قرآنية وأقوال علماء وشخصيات معاصرة لتعزيز فكرة انتصار المسلمين على أعدائهم في نهاية الزمان، مؤكدةً أن تحرير بيت المقدس أمر حتمي وموعود.
Abstract:
This article deals with one of the signs associated with the events of the end of time according to our Islamic faith, and reviews a decisive battle between Muslims, led by Jesus Christ, son of Mary, peace be upon him, and Jews, led by the Antichrist. The article begins with an introduction that explains the importance of Al-Aqsa Mosque in Islam and its close connection to the Islamic faith, then cites the Prophetic Hadith that predicts a confrontation between Muslims and Jews at the end of time.The article discusses the interpretation of this hadith, and highlights the historical and realistic dimensions that some see as manifesting today in the ongoing conflict in the blessed Holy Land of Palestine. The article presents religious, predictive trends regarding future events, based on different interpretations of the hadith, as the hadith was divided and interpreted through multiple pauses, analyzing each sentence. The article also relies on Quranic verses and the sayings of contemporary scholars and figures to reinforce the idea of Muslims’ victory over their enemies at the end of time, stressing that the liberation of Jerusalem is inevitable and promised.
الصراع آخر الزمان بين المسلمين بقيادة المسيح عيسى بن مريم واليهود بقيادة المسيح الدجال
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ناصر المظلومين، منجي المستضعفين، وقاصم الجبابرة والمتكبرين، وجاعل العاقبة للمتقين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
تعتبر قضية المسجد الأقصى المبارك من القضايا المحورية في العقيدة الإسلامية، فهو قضية دينية بامتياز، مهما حاولت قوى الغرب تغليفها بأبعاد سياسية، اقتصادية، قومية أو وطنية. فهو أولى القبلتين في الإسلام، وأحد المساجد الثلاثة التي تُشد إليها الرحال، وهو مَسْرَى رسول الله ﷺ، ومنه عُرِجَ به إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج. لهذا كان لا بد من استحضار الخطاب الشرعي الديني في تناول قضية المسجد الأقصى والأرض المقدسة المباركة فلسطين.[2]
وهذه المقالة تتناول حديثاً من الأحاديث النبوية التي تبشر الأمة بمستقبل مشرق لبيت المقدس، وتحث المؤمنين على الثبات في مواجهة المؤامرات الصهيونية الصليبية المعاصرة.
أما الحديث الشريف فهو ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».[3]
وعليه يتبين لنا أن حقد اليهود وعداءهم للإسلام وأهله قائم منذ بزوغ نور الإسلام، وهو باقٍ إلى أن تقوم الساعة. وكتب الله عزوجل أن تكون الغلبة في النهاية لأهل الحق، حتى وإن طال ظلم اليهود وعلت دولتهم وتعاظم سلطانهم. وفي هذا الحديث، يبشرنا النبي ﷺ بأن من أشراط الساعة حصول معركة فاصلة بين المسلمين واليهود، فيقول “ﷺ” مخاطبًا الحاضرين من أصحابه، والمراد غيرهم ممن سيكونون في آخر الزمان: «لا تَقُومُ السَّاعةُ حتى تُقاتِلوا اليَهودَ»، وسيقود المسيح عيسى بن مريم عليه السلام المسلمين في هذه المعركة ، بينما سيكون اليهود بقيادة المسيح الدجال.[4]
وفي هذه الحرب، سيتعاون كل شيء مع المجاهدين المسلمين، حتى إن الجمادات من الحجارة والشجر ستنطق وتخبر المسلمين عمن يختبئ من اليهود خلفها، قائلة: “يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، «إلَّا الغرْقَدَ؛ فإنَّه مِن شَجَرِ اليهودِ»، إلا شجر الغرقد، الذي لن يتعاون معهم، لأنه من شجر اليهود. وهذا النوع من الشجر معروف في بلاد بيت المقدس، حيث هناك سيُقتل الدجال، ويُدحر اليهود. والمعنى: أن كل شيء يتعاون مع المسلم من النباتات والجمادات على قتل اليهود، إلا هذا النوع من الشجر؛ لذلك نسب إليهم. وهذا الحديث الشريف يحمل دلائل قوية على بقاء دين الإسلام حتى يوم القيامة، وعلى غلبته النهائية على جميع أعدائه، كما يعد من علامات صدق نبوة محمد ﷺ.[5]
ولننتقل الآن إلى بعض الوقفات التدبرية لهذا الحديث:
الوقفة الأول: قول رسول الله ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ»:
يعد هذا الحديث من معجزات رسول الله ﷺ، فقد أخبر عن قتال المسلمين لليهود في آخر الزمان قبل حدوث ذلك بأكثر من ثلاثة عشر قرنًا. وقبل 76 عامًا فقط، كانت نسبة اليهود في فلسطين لا تتجاوز 7% بالنسبة للسكان العرب والمسلمين في تلك المنطقة، ولم يقم لليهود دولة في فلسطين إلا بعد عام 1948م. واليوم تستعر نيران الحرب بين المسلمين واليهود، حيث يتصاعد العدوان اليهودي ويتسارع، وينكشف طغيانهم على العالم بأسره، بينما يواصل المجاهدون الفلسطينيون، ومن خلفهم المسلمون في كل أنحاء العالم، التصدي لهذا العدوان.[6]
ولقد توجه اليهود إلى فلسطين مختارين إياها دون سواها من بقاع الأرض، بناءً على ما ورد في كتبهم المحرفة كالتلمود، وقد سعى زعماء اليهود وكتّابهم إلى تحقيق هذا التجمُّع الذي أسسوه على البغي والشر، مما يوجب عليهم عاقبة السيف والدمار. فسيأتي الوقت الذي سيشهد فيه العالم إبادتهم النهائية على يد سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وجنوده من المسلمين، كما قال الله عز وجل: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]. [7]
الوقفة الثانية: قول رسول الله ﷺ:«فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ»:
يشير الحديث إلى حالة من الخوف والجبن التي ستدفع اليهود للاختباء وراء الحجر والشجر رغم كل الإمكانيات العسكرية والمالية المتاحة لهم والدعم الدولي من الدول الكبرى ، على الرغم من ذلك فإن اليهود كعادتهم عبر التاريخ، لا يجرؤون على القتال إلا من خلف جدران محصنة أو في المناطق المؤمنة، وهو ما يتجلى بوضوح في واقعنا المعاصر.
ولقد تجلت حقيقة هؤلاء أمام أعيننا في يوم السابع من أكتوبر، حيث انهارت صورة “الجيش الذي لا يُقهر” واندثرت إلى غير رجعة. لقد شاهدنا مثالاً مشابهًا في معركة الكرامة، كذلك، رأى الناس هذه الحقيقة في حرب أكتوبر عام 1973.
وهذا المقطع من الحديث يذكّرني بقول الله عز وجل: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر: 14].وقد قال سيد قطب في تفسيره لهذه الآية وهو يصف واقع اليهود وصفًا دقيقًا مما يجعل تفسيره كأنه يتحدث عن أحداثنا الراهنة في معركة طوفان الأقصى:
“وما تزال الأيام تكشف حقيقة الإعجاز في «تشخيص» حالة المنافقين وأهل الكتاب حيثما التقى المؤمنون بهم في أي زمان وفي أي مكان. بشكل واضح للعيان. ولقد شهدت الاشتباكات الأخيرة في الأرض المقدسة بين المؤمنين الفدائيين وبين اليهود مصداق هذا الخبر بصورة عجيبة. فما كانوا يقاتلونهم إلا في المستعمرات المحصنة في أرض فلسطين. فإذا انكشفوا لحظة واحدة ولوا الأدبار كالجرذان. حتى لكأن هذه الآية نزلت فيهم ابتداء.وسبحان العليم الخبير! وتبقى الملامح النفسية الأخرى «بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ» .. «تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى» على خلاف المؤمنين الذين تتضامن أجيالهم، وتجمعهم آصرة الإيمان من وراء فواصل الزمان والمكان، والجنس والوطن والعشيرة”.[8]
ويضيف سيد رحمه الله قائلًا: “والمظاهر قد تخدع فنرى تضامن الذين كفروا من أهل الكتاب فيما بينهم، ونرى عصبيتهم بعضهم لبعض، كما نرى تجمع المنافقين أحيانا في معسكر واحد. ولكن الخبر الصادق من السماء يأتينا بأنهم ليسوا كذلك في حقيقتهم إنما هو مظهر خارجي خادع. وبين الحين والحين ينكشف هذا الستار الخداع. فيبدو من ورائه صدق الخبر في دنيا الواقع المنظور، وينكشف الحال عن نزاع في داخل المعسكر الواحد، قائم على اختلاف المصالح وتفرق الأهواء، وتصادم الاتجاهات. وما صدق المؤمنون مرة، وتجمعت قلوبهم على الله حقا إلا وانكشف المعسكر الآخر أمامهم عن هذه الاختلافات وهذا التضارب وهذا الرياء الذي لا يمثل حقيقة الحال. وما صبر المؤمنون وثبتوا إلا وشهدوا مظهر التماسك بين أهل الباطل يتفسخ وينهار، وينكشف عن الخلاف الحاد والشقاق والكيد والدس في القلوب الشتيتة المتفرقة! إنما ينال المنافقون والذين كفروا من أهل الكتاب.. من المسلمين.. عند ما تتفرق قلوب المسلمين، فلا يعودون يمثلون حقيقة المؤمنين التي عرضتها الآية في المقطع السابق في هذه السورة.[9]
ويختم تفسيره لهذه الآية بقوله: “والقرآن يقر هذه الحقيقة في قلوب المؤمنين، ليهون فيها من شأن أعدائهم ويرفع منها هيبة هؤلاء الأعداء ورهبتهم. فهو إيحاء قائم على حقيقة وتعبئة روحية ترتكن إلى حق ثابت. ومتى أخذ المسلمون قرآنهم مأخذ الجد هان عليهم أمر عدوهم وعدو الله، وتجمعت قلوبهم في الصف الواحد، فلم تقف لهم قوة في الحياة. والمؤمنون بالله ينبغي لهم أن يدركوا حقيقة حالهم وحال أعدائهم. فهذا نصف المعركة. والقرآن يطلعهم على هذه الحقيقة في سياق وصفه لحادث وقع، وفي سياق التعقيب عليه، وشرح ما وراءه من حقائق ودلائل، شرحا يفيد منه الذين شهدوا ذلك الحادث بعينه، ويتدبره كل من جاء بعدهم، وأراد أن يعرف الحقيقة من العالم بالحقيقة!” [10]
الوقفة الثالثة: قول رسول الله ﷺ : «فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ».
قال الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله عن نطق الشجر والحجر: “لا مانع أن يكون هذا النطق بلسان الحال، فقد قيل إن لسان الحال أفصح من لسان المقال. والكلام في اللغة هو كل ما يفيد معنى، حتى لو لم يكن بالنطق المعتاد. الأهم أن من يُكتب له النصر، يصبح كل شيء في الكون يعمل لصالحه ويشير إلى عدوه، حتى النبات والجماد. أما من يُكتب عليه الخذلان، فيصبح كل شيء ضده، حتى السلاح الذي في يده”[11]
نحن اليوم نرى الجمادات مثل الأجهزة الخلوية تنقل الأصوات، والطائرات الضخمة تطير في الهواء، والمركبات تسير على الأرض، وكلها من صنع الإنسان. فإذا كان هذا هو حال صنع الإنسان، فكيف بخالق الحجر والشجر؟ فكما نطق الحديد الذي كان في الأصل صامتًا، سيتكلم الشجر والحجر بإذن الله تعالى.[12]
وإذا تأملنا واقعنا اليوم، خصوصًا في ظل أحداث معركة طوفان الأقصى، نجد أن الاحتلال لم يترك شيئًا لم يعتدِ عليه، فلم يسلم من بطشه بشر ولا شجر ولا حجر، حتى الأموات في قبورهم نالهم نصيب من عدوانه. هذا النطق المرتقب من الشجر والحجر سيكون تعبيرًا عن الظلم الكبير والقهر الشديد الذي يتعرض له الناس بسبب اليهود. ما يقومون به ليس مجرد أفعال عابرة، بل هو تجسيد لتعليماتهم الدينية المحرفة التي تدفعهم إلى تدمير كل شيء أمامهم.
حيث في خطاب متلفز لرئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء 25 أكتوبر 2023، حاول أن يبرر عدوانهم على غزة مستخدمًا نصوصًا توراتية. تتحدث عن حربهم ضد “العماليق”، وسعى لربط أفعالهم بنبوءة النبي إشعياء. حيث استشهد بنص من سفر صموئيل الأول: “اذهب وحارب عماليق، اقضِ عليهم قضاء تامًا، هم وكل ما لهم. لا تشفق عليهم، اقتل جميع الرجال والنساء والأطفال والرضع، واقتل ثيرانهم وغنمهم وجمالهم وحميرهم، وحاربهم حتى يفنوا.”[13]
هذا ليس موقفًا فرديًا، بل هو متأصل في تعاليمهم. فقد أكد الحاخام مانيس فريدما أيضًا على ما سماه “القيم التوراتية” في الحروب، واصفًا الطريقة اليهودية بأنها الطريقة الأخلاقية الوحيدة في الحرب، والتي ترتكز على شعارهم: “دمّر أماكنهم المقدسة، واقتل رجالهم ونساءهم وأطفالهم ومواشيهم.”[14] ومن هنا نرى أن النصوص التي يقدسونها، وكبار حاخاماتهم، هم من يشعلون نيران العدوان الصهيوني ويدفعون الاحتلال إلى ممارسة أبشع الجرائم، التي لا تستثني بشرًا أو حجرًا.
وعند المقارنة مع العقيدة الإسلامية، نجد الاختلاف الجذري. فالشريعة الإسلامية تحث على احترام الحياة البشرية وتكريمها وإعمار الأرض ومنع تدميرها. من ذلك قول النبي ﷺ كما رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةٌ، فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها».[15] هذه التعاليم تحض على الزرع والبناء، حتى في أحلك الظروف. [16]
لذلك نجد في هذا الحديث النبوي الشريف أن الإسلام يأمرنا بزرع الشجر حتى في أحلك الظروف وأهوال القيامة، مما يبرز قيمة الحفاظ على الطبيعة وإعمار الأرض. إضافةً إلى ذلك، حتى في حالة الحرب، نهى الإسلام عن الاعتداء على الأشجار أو تدمير المباني. وقد جاءت وصايا الرسول ﷺ للجيوش بالامتناع عن قلع الشجر أو هدم أي بناء قائم، مشددًا على ضرورة الحفاظ على ما يعمر الأرض.
لهذا، ليس من الغريب أن ينادي الحجر والشجر المسلمين في آخر الزمان ليقتلوا من كان سببًا في نشر الفساد والخراب على الأرض، أولئك الذين لم يتركوا شيئًا إلا وألحقوا به الأذى، حتى الجمادات والأشجار التي لم تسلم من عدوانهم. فالحجر والشجر مدركان تمامًا لمن يستحق النصر، وسيختاران المسلمين، الذين يمثلون الحضارة والإنسانية، لينادوا عليهم دون غيرهم.
وعند التأمل في الحديث، نجد أن الفئة التي يناديها الحجر والشجر هي “يا مسلم، يا عبدالله”. وهذا يحمل دلالتين واضحتين. أولًا: أن من سيقاتل اليهود ويحرر الأرض المقدسة المباركة هم المسلمون وليس أي فئة أخرى، إذ لم يأتِ في الحديث ذكر “يا فلسطيني” أو “يا عربي”. ثانيًا: النداء بـ “يا عبدالله” يشير إلى أن المعركة هي معركة عقيدة، فالمسجد الأقصى وبيت المقدس أعز من أن ينصرهم جندٌ لا يعرفون الله أو يشركون به، فلن ينصرهما إلا من عرف الله تعالى، ومن يتبع دين الحق، وهم عباد الرحمن وحدهم.
من هنا، نستنتج أن جهادنا في الأرض المقدسة ليس مجرد جهاد على أرض وحدود، بل هو جهاد وجودي نابع من عقيدتنا الإسلامية العظيمة. قضيتنا ليست قضية وطنية أو قومية كما يحاول البعض تقزيمها وفصلها عن بعدها العقدي. بل هي قضية دينية أصيلة، تترتب على حقنا الشرعي في بيت المقدس وأكنافه. ومن هذا المنطلق، على الأمة الإسلامية أن تربي أبناءها على هذا الفهم الإيماني الصحيح، حتى نصل إلى تحرير بيت المقدس الذي سيكون عاصمة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة، التي بها نحقق الحق، وندحض الباطل، ونعيد معاني العزة التي طالما اشتقنا إليها.
الوقفة الرابعة: قول رسول الله ﷺ :«إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ»:
شجرة الغرقد، المعروفة أيضًا بالعوسج عندما تكبر، هي نوع من الأشجار ذات الأشواك الكثيفة. وقد أشار الإمام النووي رحمه الله إلى أن الغرقد هو شجر شوكي معروف في بيت المقدس، كما أوضح الإمام القرطبي رحمه الله أن العوسج حين يكبر يُسمى الغرقد.[17] تتميز هذه الشجرة بحجمها الصغير وأوراقها القاسية، فضلاً عن قدرتها العالية على مقاومة الجفاف وندرة المياه. رغم أن ثمارها حمراء وجذابة الشكل، إلا أنها غير صالحة للأكل. [18]
تنمو شجرة الغرقد بارتفاع لا يتجاوز بضعة أمتار، وارتبطت بنبوءات آخر الزمان. يُطلق عليها “شجرة آخر الزمان” لأنها وفقًا لنبوءة الرسول محمد ﷺ، ستكون ملاذًا لليهود في معركة النهاية. لهذا السبب، يزرعها اليهود بكثافة في المغتصبات الصهيونية، وظهرت بوضوح في المستوطنات خلال الفترة الأخيرة بالتزامن مع الحرب على غزة. ولم يقتصر انتشار شجر الغرقد على المغتصبات الصهيونية في فلسطين فقط، بل وُجدت في أماكن أخرى تحت أسماء مختلفة. ففي العراق تُعرف باسم “الصريم”، كما ظهرت أيضًا في سيناء، حيث تنمو في المناطق الصحراوية التي تفتقر إلى المياه. ويتراوح طول هذه الشجرة عادةً بين 2 إلى 5 أمتار.[19]
“صورة لشجرة الغرقد”
وشجر الغرقد يتميز عن غيره من الأشجار بطبيعة فروعه وأوراقه، فهو عبارة عن شجيرة شوكية متشابكة العروق تحمل أشواكًا صلبة. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت سلطات الاحتلال نيتها زراعة آلاف النباتات من شجر الغرقد، زاعمة أنها تمثل حاجزًا دفاعيًا أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تستهدف المغتصبات الصهيونية. وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن زراعة هذه الأشجار الكثيفة حول القبة الحديدية ساهمت في منع حدوث أي أعطال بها، مما يدعم مزاعم الاحتلال حول فوائد هذا النوع من الأشجار في حماية منشآتهم.[20]
وقفة استشرافية: مما قاله شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح حول قتال اليهود وتحرير فلسطين:
يقول شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح: “إن الأقصى المبارك هو مشروع تحرير مستمر إلى قيام الساعة، وعلى الأمة الإسلامية أن تواصل العمل الدؤوب لتحريره دون انقطاع. هذا الواجب لم يبدأ بجيل الصحابة رضي الله عنهم فحسب، بل سيستمر إلى ما شاء الله من أجيال قادمة. فلا يجوز أن تثقل الأمة إلى الأرض أو تتوانى عندما تحل بالنكبات على الأقصى المبارك، سواء في هذا الزمان أو في أي زمان قادم، وفي عهد أي جيل كان. إن المنطق الإسلامي الصحيح يؤكد أن رسول الله ﷺ عندما جعل الأقصى المبارك مشروع تحرير دائم، كان يقصد أن هذا المسجد الشريف سيواجه العديد من الانتكاسات التي ستؤثر على طهره وبركته وحريته، ومن ثم فإن الواجب هو المبادرة المستمرة لتحريره”.[21]
ويضيف الشيخ: “مثلما حدثت انتكاسات في الماضي كما يحدث اليوم، قد تحدث في المستقبل أيضًا، لذلك علينا أن نفهم أن تحرير الأقصى هو مسؤولية متواصلة تستدعي الجهاد كلما ألمت به أزمة. أما موعد قتال اليهود وتحرير فلسطين، فهو محل اجتهاد وتنوع في الآراء، إلا أن اليقين لدينا هو أن تلك الأحداث ستحدث يوم أن تصبح القدس الشريف عاصمة الخلافة الإسلامية، ويوم أن يصبح الأقصى المبارك تاجًا لعاصمة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة”.[22]
الوقفة الختامية
عندما يخرج الدجال، سيتبعه عشرات الآلاف من اليهود الذين سيجتمعون معه في محاولة لقتال المسلمين. وفي ذلك الوقت، ينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، ويجتمع حوله المسلمون لقتال الدجال وأتباعه. سيدعو عيسى عليه السلام اليهود إلى الإسلام، ولن يُقبل منهم في ذلك الحين إلا الإسلام. فيسلم من يسلم منهم، ويظل على يهوديته من يبقى رافضًا للدعوة. هنا تكون المعركة التي أشار إليها النبي ﷺ. يتضح من ذلك أن المعركة التي سيخوضها المسلمون تحت قيادة المسيح عليه السلام ستكون معركة عادلة ومشروعة، يحبها الله تعالى بلا شك، نظرًا لأنها تسعى لتحقيق العدل وإزالة الظلم، وتدعو الناس إلى الحق والإيمان بالله. ومما يدل على ذلك:[23]
أنها ضد الدجال ومؤيديه الذين اجتمعوا لقتال المسلمين: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة:32]. بالإضافة لذلك فإنها معركة يخوضها المسلمون تحت قيادة عيسى بن مريم عليه السلام أحد الرسل الكرام. علاوةً على ذلك فإن الله تعالى يكرم المسلمين في هذه المعركة بهذه الكرامة وهي نطق الحجر والشجر ومناداته على المسلم حتى يقتل اليهودي الذي يختبئ وراءه. وأخيرًا كل ذلك يدل على أنها معركة عادلة يحبها الله، كما هو الشأن في المعارك الإسلامية كلها التي يكون المقصد منها إعلاء كلمة الله في الأرض «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» رواه مسلم.[24]
وعلى ضوء ذلك فإن الأحداث الجارية اليوم، وعلى رأسها معركة طوفان الأقصى، إذا تم تفسيرها في ضوء الحديث النبوي الشريف، فإننا ندرك أن الصراع القائم ليس مجرد صراع بين “الفلسطينيين والإسرائيليين”. إنه صراع أعمق بكثير مما يحاول البعض الترويج له، بل هي معركة بين الإيمان والكفر، الحق والباطل، الخير والشر. إنه صراع بين من سيكون في صف المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وبين من سينضم إلى صف المسيح الدجال وأعوانه. هذا الصراع لا يقتصر على أهل الأرض المباركة فلسطين لوحدهم، بل يمتد ليشمل الأمة الإسلامية بأسرها في مواجهة القوى الغربية الاستعمارية الصهيونية، وحلفائهم في المنطقة من حكام الأنظمة العربية، الذين يمثلون أبرز أدوات تثبيت هذا الاحتلال، وعلى رأسهم قادة سلطة التنسيق الأمني الذين باتوا “أكبر شجرة غرقد زرعت في فلسطين”.
علاوةً على ذلك فقد بات واضحًا أن المؤامرات التي تُحاك لتصفية القضية الفلسطينية تتعاظم بشكل واضح، ولم تعد تقتصر على الأعداء الظاهرين فحسب، بل تتسلل من بيننا عبر المنافقين الذين باعوا دينهم وأصبحوا يروجون لمشاريع الغرب وأعداء الإسلام تحت مسميات وشعارات خادعة. ومن الواضح لكل من يملك بصيرة أن الدفاع عن القضية الفلسطينية ضمن منظومة المجتمع الدولي والقانون الدولي المضلل أو هيئة الأمم المتحدة، لا يعني سوى التفريط بالقضية وتثبيت كيان يهود بالأرض المباركة فلسطين.
وعليه، فإن تحرير بيت المقدس مسؤولية تقع على عاتق الأمة الإسلامية بأكملها. ولا يمكن تحقيق هذا التحرير إلا بالعودة إلى شرع الله وتحكيمه في الحياة، إذ لا نصر للأمة ما لم تحكم بشرع الله، والجهاد في سبيل الله هو السبيل الشرعي والواقعي لتحرير فلسطين وتطهيرها من دنس الاحتلال، وإنهاء الاستعمار الذي ألقى بظلاله على هذه الأرض المقدسة المباركة فلسطين.
والمعادلة المطلوبة الآن واضحة وهي معركة واحدة، لكنها حقيقية، تخوضها جيوش الأمة ضد العدو الصهيوني؛ الهدف هو إنهاء وجوده وتحرير المسجد الأقصى المبارك وكل شبر من الأرض المقدسة، وإغاثة غزة وأهلها المكلومين. هذه المعركة إما أن تُحقق بتضافر جهود الأمة وجيوشها لتواجه العدو مرة واحدة وتحقق النصر، أو تبقى الأمة في حالة من السكوت والخنوع، ما يؤدي إلى دفع أثمان باهظة من دماء وخراب ودمار سيصل إلى كافة أبناء الأمة الإسلامية إينما كانوا ولن يقتصر ذلك على أهل بيت المقدس فحسب.
في الختام، نستذكر قول الله تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (141)﴾ [آل عمران: 139-141] فهذه الأيام تتداول بين الناس، ليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منهم شهداء. فلا تيأسوا من رحمة الله، فهو ناصر عباده المؤمنين، وإن موعدنا قريب مع تكبيرات النصر وصلاة الفتح والتحرير في المسجد الأقصى المبارك، رغم قسوة الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية عامة، وأهل فلسطين وقطاع غزة خاصة.
ونؤمن يقينًا أن وعد الله حق، كما قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [الإسراء: 7]. وستتحقق بشرى النبي ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
فاللهم انصر الإسلام والمسلمين بأتقياء المؤمنين، وانصر المجاهدين، واجعلنا ممن يحررون بيت المقدس ويقتلعون علو اليهود والظالمين. اللهم طهر صفوفنا من المنافقين والمتخاذلين والمنسقين والمطبعين، واهزم الأحزاب من اليهود والصليبيين ومن حالفهم. اللهم أنزل علينا نصرك الذي وعدت، نصرًا عزيزًا يُرفع فيه الحق وتعلو فيه راية الإسلام، ويقام به خلافةً راشدةً على منهاج النبوة تحكمنا بشرع رب العالمين وتحرر الأسرى والمسرى وفلسطين وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمين، والحمد لله رب العالمين.
*******************
قائمة المراجع
- القرآن الكريم.
- أيمن جاسم الدوري،” مُبشرات السنة النبوية لبيت المقدس: دارًا للهجرة، ودوامًا للعمران، ومقرًا للخلافة أنموذجًا“، مجلة دراسات بيت المقدس، 22 (1)، 2022، ص73 – ص84.
- سيد قطب، في ظلال القرآن، المجلد السادس، القاهرة: دار الشروق، 1986م.
- الإسلام سؤال وجواب،” المعركة بين اليهود والمسلمين في آخر الزمان المعتدي فيها هم اليهود“، منشور بتاريخ: 28/2/2015، شوهد بتاريخ: 18/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://n9.cl/foa3bx.
- إسلام ويب، صفة شجرة الغرقد، منشور بتاريخ: 15/5/2002، شوهد بتاريخ: 18/1/2024.
- الدرر السنية، الموسوعة الحديثية، شوهد بتاريخ 17/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://dorar.net/hadith/sharh/61547.
- الدرر السنية، الموسوعة الحديثية، شوهد بتاريخ:19/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://n9.cl/gff8g.
- الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض،” ما جاء في قتال المسلمين لليهود الصهاينة في آخر الزمان“، ألوية الناصر صلاح الدين، منشور بتاريخ: 30/3/2018م، شوهد بتاريخ: 17/1/2024.
- علا حب رمان،” مراحل القتال بين المسلمين واليهود في ضوء حديث الغرقد“، هيئة علماء المسلمين، منشور بتاريخ: 21/6/2023، شوهد بتاريخ: 18/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://n9.cl/ei4z7.
- محمود العدم،” كي الوعي _ أساطير توراتية تشرّع لقادة إسرائيل إبادة الفلسطينيين“، شبكة الجزيرة الاعلامية، منشور بتاريخ: 21/11/2023، شوهد بتاريخ: 19/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://2u.pw/6qH8zmEj.
- مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية،” حاخام أمريكي: لابد من تدمير مقدسات العرب وقتل رجالهم ونسائهم وأطفالهم“، منشور بتاريخ: 6/7/2009، شوهد بتاريخ: 10/11/2024، منشور على الرابط التالي: https://aqsaonline.org/BlogPosts/Details/d5fc1178-937b-49a3-8fc0-704017eb5c4f
- ندى قطب،” أخبرنا بها الرسول شجرة آخر الزمان وعلاقتها بدولة الاحتلال”، موقع الوطن المصري، منشور بتاريخ: 31/10/2023، شوهد بتاريخ: 18/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://n9.cl/fua0k.
- هاشم الفخراني،” تصديقا لحديث النبي أشجار الغرقد تحمى اليهود من صواريخ غزة“، موقع اليوم السابع، منشور بتاريخ: 4/9/2014، شوهد بتاريخ: 20/9/2024، منشور على الرابط التالي: https://linksshortcut.com/gSOas.
[1] بكالوريوس رئيسي في الإدارة العامة، فرعي العلاقات الدولية، كلية الحقوق والإدارة العامة، جامعة بيرزيت، فلسطين.شهادة التمهيدي في دراسات بيت المقدس، صادرة عن مركز البحوث والتطبيقات لدراسات القدس، جامعة ماردين آرتوقلو، تركيا. الدبلوم المكثّف في العلاقات الدولية والدبلوماسية، ودبلوم الدراسات الفلسطينية، أكاديمية دراسات اللاجئين، بريطانيا. ملتحقٌ حاليًا بدبلوم “نصرة الأقصى وغزة علميًا وعمليًا”، مركز مِعراج للبحوث والدراسات، أكاديمية أنصار الأقصى. المؤلِّف الرئيسي للمفكرة المقدسية: “إنما الأقصى عقيدة”.
[2] أيمن جاسم الدوري،” مُبشرات السنة النبوية لبيت المقدس: دارًا للهجرة، ودوامًا للعمران، ومقرًا للخلافة أنموذجًا”، مجلة دراسات بيت المقدس، 22 (1)، 2022، ص2.
[3] صحيح مسلم، حديث رقم 2922
[4] الدرر السنية، الموسوعة الحديثية، شوهد بتاريخ 17/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://dorar.net/hadith/sharh/61547
[5] المرجع السابق.
[6] الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض،” ما جاء في قتال المسلمين لليهود الصهاينة في آخر الزمان”، ألوية الناصر صلاح الدين، منشور بتاريخ: 30/3/2018م، شوهد بتاريخ: 17/1/2024.
[7] الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض، ما جاء في قتال المسلمين لليهود الصهاينة في آخر الزمان.
[8] قطب، سيد – في ظلال القرآن، القاهرة، دار الشروق، ط 12، 1986م، 6/ 3529.
[9] المرجع السابق.
[10] المرجع السابق.
[11] علا حب رمان،” مراحل القتال بين المسلمين واليهود في ضوء حديث الغرقد“، هيئة علماء المسلمين، منشور بتاريخ: 21/6/2023، شوهد بتاريخ: 18/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://n9.cl/ei4z7
[12] علا حب رمان، مراحل القتال بين المسلمين واليهود في ضوء حديث الغرقد.
[13] محمود العدم،” كي الوعي _ أساطير توراتية تشرّع لقادة إسرائيل إبادة الفلسطينيين، شبكة الجزيرة الاعلامية، منشور بتاريخ: 21/11/2023، شوهد بتاريخ: 19/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://2u.pw/6qH8zmEj.
[14] مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية،” حاخام أمريكي: لابد من تدمير مقدسات العرب وقتل رجالهم ونسائهم وأطفالهم”، منشور بتاريخ: 6/7/2009، شوهد بتاريخ: 10/11/2024، منشور على الرابط التالي: https://aqsaonline.org/BlogPosts/Details/d5fc1178-937b-49a3-8fc0-704017eb5c4f
[15] المصدر: السلسلة الصحيحة، المحدث: الألباني، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم، الصفحة أو الرقم: 9.
[16] الدرر السنية، الموسوعة الحديثية، شوهد بتاريخ:19/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://n9.cl/gff8g.
[17] إسلام ويب، صفة شجرة الغرقد، منشور بتاريخ: 15/5/2002، شوهد بتاريخ: 18/1/2024.
[18] ندى قطب،” أخبرنا بها الرسول شجرة آخر الزمان وعلاقتها بدولة الاحتلال”، موقع الوطن المصري، منشور بتاريخ: 31/10/2023، شوهد بتاريخ: 18/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://n9.cl/fua0k.
[19] المرجع السابق.
[20] هاشم الفخراني،” تصديقا لحديث النبي أشجار الغرقد تحمى اليهود من صواريخ غزة”، موقع اليوم السابع، منشور بتاريخ: 4/9/2014، شوهد بتاريخ: 20/9/2024، منشور على الرابط التالي: https://linksshortcut.com/gSOas.
[21] الشيخ رائد صلاح،” أبجديات في الطريق إلى الأقصى”، هيئة علماء فلسطين، منشور بتاريخ:28/4/2018، شوهد بتاريخ: 17/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://palscholars.org/?p=5524.
[22] المرجع السابق.
[23] الإسلام سؤال وجواب،” المعركة بين اليهود والمسلمين في آخر الزمان المعتدي فيها هم اليهود”، منشور بتاريخ: 28/2/2015، شوهد بتاريخ: 18/1/2024، منشور على الرابط التالي: https://n9.cl/foa3bx.
[24] المرجع السابق.