د. محمود سعيد الشجراوي

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤالٌ مهمٌ ينبغي لكلِّ عاقلٍ أن يوجهه لنفسهِ كلَّ صباح؛ ماذا قدَّمتُ أنا للقدسِ وللمسجد الأقصى المُبارك؟؟

وماذا يمكنني بالفعل أن أقدم لقضية كبرى كقضيه القدس والمسجد الأقصى المُبارك؟؟

وهل نصرةُ القدسِ والمسجد الأقصى المُبارك محصورةٌ بالدعاءِ فقط؟؟

 وهل أنا إذا قمتُ بالدعاء للقدس والمسجد الأقصى المُبارك فقد قمتُ بواجبي نحوهما؟؟

 ام أن لديَّ وعليَّ واجباتٌ أخرى ممكنةٌ أستطيع القيام بها ومهامٌ كثيرةٌ جدًا يمكنني أن أنصرَ من خلالها قضية القدس والمسجد الأقصى المُبارك؟؟

في أسئلتنا هذه لا نقلل ابدًا من قيمة وأهمية الدعاء ولا من شأنه العظيم، بل إنَّ محبَّ القدس والمسجد الأقصى المُبارك له وِردُ دعاء يوميٍّ لا يتخلفُ عنه، ولكنَّ الدعاء أحد وسائل النصرة المهمة؛ وليس كلها وسأسوق في عجالة بعض وسائل نصرة القدس والمسجد الأقصى المُبارك التي يمكنُ ليس لكلِّ عالمٍ بل لكلِّ مسلمٍ بل لكلِّ مسلمةٍ امرأة أن تقوم بجزء كبير منها؛ وهي في بيتها، أمَّا الرجالُ الرجال، والعلماءُ الأفذاذُ فلهم وعليهم واجباتٌ إضافية يعلمونها.

•       لعل من أوائل ما يستطيع المسلم أن يقدمه للقدس والمسجد الأقصى المُبارك؛ أن يَعْرَفَ ويُعَرِّفَ، أن يعرفَ هو ماذا يحدثُ في القدسِ والمسجد الأقصى المُبارك، وأن يُعَرِّفَ بما عَرَفَ، فيجعل من أوجبِ واجباته اليومية أن يتابعَ أحداثَ وأخبارَ المسجد الأقصى المُبارك يوم بيوم، ثم يحدِّثَ من حوله بها، أن يَعرِفِ حقيقة المسجد الأقصى المُبارك ويُعَرِّفَ بها.

•       إن من أوجب الواجبات تجاه المسجد الأقصى المُبارك بعد أن نَعرِفَ أحواله وأوضاعه أن ننشرها ونحوِّل أنفسنا وحساباتنا الشخصية الى منصَّاتٍ مقدسيةٍ أقصاويةٍ وإلى محطاتٍ فضائيةٍ تتحدث بلسان حال القدس والمسجد الأقصى المُبارك، إنَّ صفحات محبي القدس والمسجد الأقصى المُبارك ليست خالية أبدًا من صوره ولا من أخباره ولا من متابعة أحواله.

•       إن من أهم واجبات المسلم العادي لا أقول العلماء تجاه المسجد الأقصى المُبارك أن يربي أبنائه وأهل بيته على معرفتهِ وحبِّ القدس والمسجد الأقصى المُبارك، فيتأكد أولًا أن محيطه الأول ودائرته الأولى يعرفون ما يعرف أو زيادة على ما يعرف ويحبونه كما يحب.

•       والدعاءُ أيضًا أحدُ أهمِّ الواجبات على كل مسلم تجاه القدس والمسجد الأقصى المُبارك، بل هو سلاحٌ هامٌ بيد كلِّ مسلمٍ ينبغي له ان يستخدمه ((سهامُ الليل))، ولذلك نقول إن محبَّ القدس والمسجد الأقصى المُبارك له وردُ دعاءٍ يوميٍ لا يتخلفُ عنه؛ يدعو للقدس والمسجد الأقصى المُبارك بالتحرر، ويدعو لنفسه ان يكون له دورٌ في هذا التحرير القادم، ويدعو لأبنائه كذلك، يدعو لأمته بالتوحد والقوة، ويدعو لأهلنا في الداخل الفلسطيني بالثبات والنصر.

•      

•       وأن من أوجب واجبات المسلم والعلماء بشكل خاص تجاه القدس والمسجد الأقصى المُبارك تحديث النفس بالجهاد في سبيل الله تعالى لأجل تحرير القدس والمسجد الأقصى المُبارك ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم ((مَنْ ماتَ ولمْ يَغزُ ولمْ يحدِّثْ نفسَه بالغزوِ ماتَ على شُعبةٍ من نفاقٍ)) أخرجه مسلم (1910) وكيف إذا كانَ الغزوُ متعلِّقٌ بأقدس مقدساتِ المسلمين الأسيرة المسجد الأقصى المُبارك؟؟

•       ونضيفُ لهذهِ الواجباتِ واجبُ الجهادِ بالمالِ وهو واجبٌ على كلِّ مسلمٍ أن يقدِّمَ من حرم ماله جزءًا مهما قلَّ ليكون وَقودًا لمعركة تحرير القدس والمسجد الأقصى المُبارك وأنا هنا وإن كنتُ أخص ذوي الطول من هذه الأمةِ المُباركةِ لكن الجهاد بالمال مشروع ولو بشقِّ تمرةٍ وبالله عليكم ماذا أبقت شِقُّ التمرةِ من عذرٍ لأحد؟؟

•       وإن واجب فضحِ المؤامرات وتوضيح المشكلات وإصدار الفتاوى فيما يستجد من قضايا القدس والمسجد الأقصى المُبارك هو واجبٌ إضافيٌ على علماءِ الأمةِ خصوصًا في مواضيع مهمة كالديانة الإبراهيمية الجديدة وجرائم التطبيع ومهادنة العدو أو التنازل عن أي ذرةٍ من تراب فلسطين لهذا العدو الصائل الغاشم.

•       وأما الواجب الأكملُ الذي يختصُّ به الرجالُ دون النساء وأن كانت بعض النساء تتفوق وتتقدم فيه على كثيرٍ من الرجالِ فهو واجبُ الجهادِ بالنفس لتحرير القدس والمسجد الأقصى المُبارك، وهذا الواجبُ الأكملُ قد يكون متاحًا لبعضنا الآن، وغيرُ متاحٍ للبعض الآخر، أما الواجبات السابقة له من المعرفة والنشر وتربية الأبناء والدعاء وتحديث النفس بالجهاد والجهاد بالمال مهما قلَّ فهي واجبات متاحة لكلِّ مسلمٍ على وجه الأرض ومَنْ يَصْدُقُ النيةَ لنْ يَعْدَمَ الوسيلة.