استقبل فضيلة الإمام أحمد دام انجاي، الأمين العام لرابطة الأئمة والدعاة في السنغال، مساء الأربعاء [30-03-2022]، في مقر الأئمة والدعاة بالمعهد الإسلامي بدكار، فضيلة الشيخ الدكتور نواف التكروري، رئيس هيئة علماء فلسطين، الذي يجري زيارة إلى السنغال برفقة مسئول العلاقات الخارجية في الهيئة الأستاذ إبراهيم برهم.
استهل اللقاء باستعراض علاقات التعاون بين رابطة الأئمة والدعاة في السنغال وهيئة علماء فلسطين وسبل تفعيلها لاسيما في المجالين العلمي والدعوي.
وفي كلمة له، رحب الإمام أحمد دام انجاي، الأمين العام لرابطة الأئمة والدعاة بالوفد الفلسطيني، مسردا أهم المحطات التي مرت بها الرابطة منذ نشأتها: ” تأسست الرابطة في عام 2010، وهي عبارة عن منظمة علمائية جامعة، تلعب أدوارا جوهرية في مختلف المجالات، علمية كانت أو سياسية أو دينية وثقافية بكل جدية واحترافية. كما أنها منظمة مستقلة، ومحايدة، ومنفتحة مع كل الكيانات الدينية، والسياسية في البلاد، تسعى جاهدة إلى رفع الوعي العلمي، والديني، والثقافي لدى الشعب السنغالي رغم التحديات الجمة التي تواجهها “.
وأشار الإمام دام إلى الهدف الأسمى الذي تسعى الرابطة إلى تحقيقه: ” نسعى إلى تكوين مسلم، سنغالي، واع و مسئول، يستطيع التفاني في كل مجالات الحياة، وفي سبيل المنفعة العامة. كما أننا اخترنا المنهج الوسطي، إيمانا منا بأصالته، ودوره في تقريب المفاهيم”.
وفي حديثه عن دور الرابطة تجاه القضية الفلسطينية، أشار الإمام أحمد دام إلى مختلف الأدوار الرائدة التي تلعبها الرابطة في نصرة القضية الفلسطينية، وقال: ” كانت الرابطةو لا تزال منذ نشأتها، تؤمن بوجوب نصرة القضية الفلسطينية، لكونها القضية المركزية للأمة الإسلامية. وعليه، فإن الرابطة انخرطت في وقت مبكر في التحالف الوطني لدعم القضية الفلسطينية في السنغال، إيمانا منا بضرورة توحيد الجهود لنصرة القدس وفلسطين، رغم ضعف الإمكانيات، وغياب الوعي الإسلامي لدى الشعوب حول القضية الفلسطينية. وقد شاركت الرابطة وتشارك في كل الأنشطة التي من شأنها خدمة القضية الفلسطينية، وأبرزها المؤتمر الأخير الذي دعت له تنسيقية العلماء في اسطنبول، حيث كانت الرابطة ممثلة في شخص الإمام مصطفى عمار، رئيس اللجنة العلمية، وسنبقى على هذا العهد مهما كلفنا من جهد ومال ووقت”.
وعلى الصعيد نفسه قال الشيخ عرفان جوف، نائب المسئول عن العلاقات الخارجية في الرابطة: “إن الرابطة تتمتع بثقة شعبية، واحترام كل المسلمين في السنغال، وثمة إنجازات ضخمة تثبت على ذلك. كما أنها مؤسسة وسطية، تشمل كل التيارات الإسلامية، وتعمل لصالح الإسلام والمسلمين، مشيدا بجهود أمينها العام الإمام أحمد دام انجاي الذي يعتبر من الرموز المرموقة في هذا السنغال، مثمنا قيادته الحكيمة والرشيدة للرابطة، ودوره الرائد في التحالف الوطني لدعم القضية الفلسطينية، عن طريق ممثله الإمام مصطفى عمار الذي يمثل الرابطة خير تمثيل.
من جانبه، نوّه الإمام محمد لوح، أمين صندوق الرابطة، أن الرابطة تعمل من أجل نشر الوعي الإسلامي في أوساط المجتمع السنغالي، مشيرا إلى أنها ليست منحازة وليست لها ميولات سياسية، احتراما لخطها الحيادي، وحفاظا لاستقلاليتها. وتمنى من الله أن يجمعنا في فلسطين وأن يرزقنا صلاة ركعتين في المسجد الأقصى المبارك.
كما تطرق السكرتير الدائم للرابطة، الدكتور بابكر جوب، إلى أهم انجازات الرابطة ومنها: توحيد خطب الجمعة وتوزيعها على الأئمة في كافة التراب الوطني، مع الأخذ بعين الاعتبار المستجدات الوطنية بكل أبعادها فيها، ودفاع الرابطة عن الإسلام، والمصالح الإسلامية، على المستوى الوطني، والإقليمي، والدولي، إضافة إلى التدريب المستمر للدعاة، بحيث يمكنهم التكيف مع مختلف القضايا، بحيث يقدرون على الفهم، والتحليل، والاستنباط، والطرح، والإقناع.
فيما ذكّر الإمام فاضل أن السنغال كان من أوائل البلدان التي تدعم القضية، وأنها ماضية على هذا النهج ما دام في الصدر قلب ينبض ونفس يتردد.
وقال الإمام مصطفى عمار: ” لقد شاركت الرابطة في حشد الجماهير السنغالية من أجل النزول في ميدان الأمة لنصرة القدس وفلسطين، خلال معركة سيف القدس الأخيرة، كما أن من عادتها تعبئة المواطنين حول كل القضايا الإسلامية. وقد شاركت أنا شخصيا في مؤتمر تنسيقية العلماء باسطنبول ممثلا الرابطة”.
من جانبه، شكر الشيخ الدكتور نواف تكروري رابطة الأئمة والدعاة على حفاوة الاستقبال، وذكر فضيلته أن الإمام هو ميزان كل بلد، ومعياره، وأن هيئة علماء فلسطين تأسست في فبراير 2009م، وغرضها التواصل مع علماء الأمة قاطبة، مشيرا إلى أن الأمة الإسلامية معتدى عليها في كل بيت من البيوت، وأن العداوة لم تترك إماما، أو عالما، أو داعية، وأن العلماء والدعاة هم الذين يصنعون الأمة.
وعلى الصعيد نفسه قال الدكتور نواف: ” الكيان الصهيوني محتل لكنه غير آمن ولن يأمن، لأنه إذا أمن فنحن عملاء، ورابطة الأئمة والدعاة في السنغال هي عضو في تنسيقية العلماء التي تضم 85 مؤسسة علمائية من حوالي 40 دولة، ونريد منها دعم مشاريع العلماء في فلسطين لأن العلماء هم الذين يصنعون المقاومين والثابتين”.
وأشار فضيلته إلى أهمية القدس والمقدسات الإسلامية قائلا: “فلسطين ليست لنا وحدنا، بل لجميع المسلمين، ونحن نتحدث عن ملكية مقدسات، ونتكلم عن سلطان الإسلام على هذه الأرض المقدسة، وعن تراث سيدنا عمر رضي الله عنه، وعن مسرى الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنتم يا أهل المنابر تستطيعون أن تحركوا قلوب الشعوب وأبناء هذه الأمة تجاه الأقصى”
واختتم كلمته بتوجيه طلب إلى الرابطة:” أطلب منكم على الأقل أن تخصصوا خطبة جمعة كل شهرين للقضيَة الفلسطينية، لكي نخاطب هذا الشعب السنغالي الأصيل الذي تنقصه بعض المعلومات عن القضية الفلسطينية”.
واختتم اللقاء بتقديم الهيئة هدايا ترمز إلى المقدسات الإسلامية في فلسطين، مثل مسجد قبة الصخرة ومواد علمية تتحدث عن القضية الفلسطينية إلى الرابطة.
كاتب التقرير: محمد منصور إنجاي