خاص هيئة علماء فلسطين
19 حزيران 2025
🟠 عناصر الخطبة:
🟤 مناسبة الخطبة.
🟠 افتتاحية الخطبة.
1️⃣ {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً} .
2️⃣ صفات اليهود في القرآن
3️⃣ موقف الرسول من اليهود.
4️⃣ زوال إسرائيل وعد غير مكذوب..
🟩🟨🟦🟪🟫

⚫ مناسبة الخطبة
ما يتعرض له المسجد الأقصى خطير جدا، أن يغلق المسجد تماما بوجه المصلين لمدة ستة أيام، وتمنع صلاة وخطبة الجمعة، ثم يفتح المجال لأعداد قليلة من المصلين لاتتجاوز ٤٥٠ مصليا، يُعدُ عدوانا خطيرا على المسجد وكل المسلمين في الأرض، علاوة على فرض السيادة الصهيونية عليه، بحيث تقرر هي من يدخل المسجد ! ومتى يُفتح ويغلق!
ضاربين بعُرض الحائط، كل القوانين التي تدعو إلى احترام الأديان، غير مكترثين بالأوقاف الإسلامية التابعة للأردن والمناط لها الإشراف على المسجد الأقصى المبارك.
إن استغلال الصهاينة عدوانهم على المسجد الأقصى المبارك، بعد عدوانهم على إيران هو من قبيل فرض سياسة الأمر الواقع، وإرادة التوسع في المنطقة.
⚛ افتتاحية الخطبة:
♻ قال الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} الإسراء:4- 6.
1️⃣ {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً}
أخبر الله تعالى في هذه الآيات أن بني إسرائيل سيفسدون في الأرض مرتين، ويتجبرون فيها، وقد حصل ذلك منهم، فأرسل الله عليهم في المرة الأولى بختنصر فاستباح بيضتهم واستأصل شأفتهم وأذلهم وقهرهم جزاء وفاقاً، ثم ردَّ الله لبني إسرائيل قوتهم ومدهم كأول مرة فعتوا كسابق عهدهم، وحصل منهم إفساد في الأرض كالإفساد الأول أو يزيد، فأرسل الله عليهم من فعل بهم مثل فعل بختنصر أو يزيد، وهو بيردوس ملك بابل، -كما ذكر ذلك البيضاوي في تفسيره-،
وبعد أن هزمهم وقهرهم، ودب اليأس في قلوبهم، بين لهم عز وجل أنه سيرحمهم إن تابوا وأنابوا، فقال: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} الإسراء:8، وحذّرهم إن هو أنعم عليهم بطاعتهم له أن يعودوا إلى الإفساد مرة أخرى؛ لأن هلاكهم في ذلك، فقال عز وجل: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} الإسراء:8 . أي إن عدتم إلى الإفساد عدنا إلى إذلالكم،
ومع هذا التحذير والإنذار نجد أنهم يعودون لهذا الإفساد كما هو حاصل هذه الأيام في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وايران ويعيد الله عليهم سوء العذاب، قال الله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ } آل عمران.
يشير مصطلح “علو اليهود في الأرض” إلى الآية القرآنية في سورة الإسراء (الآية 4) التي تتحدث عن فساد بني إسرائيل مرتين في الأرض وعلوهم علواً كبيراً.
هذا العلو قد فسر بأشكال مختلفة، منها العلو المادي، والعلو السياسي، والعلو العلمي والتكنولوجي.
المعنى اللغوي:
“علو” هنا يعني الارتفاع والسيادة والتمكن.
من أنواع العلو لليهود في الأرض:
العلو المادي: يشمل التقدم الاقتصادي والعسكري، والسيطرة على مقدرات الأمور.
العلو السياسي: يشمل السيطرة على مناطق جغرافية، وتشكيل تحالفات دولية.
العلو العلمي والتكنولوجي: يشمل التقدم في العلوم والتقنية.
3️⃣ من صفات بني اسرائيل في القرآن:
🟥 نقض العهود:
( الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة و هم لا يتقون ) الأنفال: 56٠
🟨 الخيانة:
( ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم ) المائدة: 13
🟫 تحريف الكتاب:
( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) النساء: 46
🟪 قتل الأنبياء والدعاة:
{ لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا و فريقا يقتلون}المائدة : 70.
{ و يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس } آل عمران: 21.
🟦 سوء أدبهم مع الله:
(وقالت اليهود يد الله مغلولة، غلت أيديهم و لعنوا بما قالوا) المائدة : 64 .
{لقد سمع الله الذين قالوا إن الله فقير و نحن أغنياء سنكتب ما قالوا و قتلهم الأنبياء بغير حق و نقول ذوقوا عذاب الحريق } آل عمران:181..
🟧 جبنهم الشديد:
( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر…) الحشر:14.
( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة … ) البقرة: 96 .
🟩 شدة كراهيتهم للمسلمين:
{لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود …} المائدة: 82.
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} البقرة:120.
🟥 ترويجهم للإشاعات الكاذبة:
( وقالت اليهود و النصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق ) المائدة: 18.
( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم يقولون على الله ما لا تعلمون ) البقرة: 80 .
{وبكفرهم و قولهم على مريم بهتانا عظيما (*) و قولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم} النساء: 156،157 .
هذا قليل من كثير، ومعظم الآيات التي تتكلم عن اليهود جاءت بصيغة المضارع وليس الماضي بما يفيد أنهم سيستمرون هكذا إلى يوم القيامة.
3️⃣ موقف الرسول من فتن اليهود.
واجه صلى الله عليه وسلم مكر اليهود واعتداءاتهم بحد السيف لا بالتطبيع ولا التمييع، وأعد العدة وأخذ بأسباب النصر التي حققت هزيمتهم وانكسار شوكتهم في جزيرة العرب إلى غير رجعة، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها…
🟪 بنو قينقاع واعتداؤهم على المسلمة:
ذهبت امرأة من المسلمين إلى سوقهم لبيع شيء لديها، فراودوها على كشف وجهها، فأبت، فربط أحدهم طرف ثوبها إلى ظهرها، فلما وقفت انكشفت سوأتها، فضحكوا منها، فصاحت، فأسرع رجل من المسلمين لنصرتها فقتل اليهودي، فاجتمع عليه اليهود فقتلوه. ثم وصل الخبر إلى الرسول في المدينة المنورة، فحاصرهم الرسول خمسة عشر يومًا، ثم أجلاهم إلى الشام،
🟩 “بنو النضير ” ومحاولتهم اغتيال النبي:
كان بين بني النضير وبني عامر عقد وحلف. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعين بهم في دية هذين القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما عمرو بن أمية للعهد الذي كان صلى الله عليه وسلم أعطاهما، فلما أتاهم صلى الله عليه وسلم قالوا: نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت. ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه – ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جداًر من بيوتهم قاعد – فمن رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة ويريحنا منه؟
فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه، فيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي. فأخبره الوحي بخطتهم فغادر مكانه ولحقه أصحابه، ثم جهز جيشه
فحاصرهم النبي حتى أجلاهم عن المدينة المنورة.
🟦 بنو قريظة وخيبر وتواطؤهم مع أحزاب المشركين:
غدر يهود بني قريظة بالمسلمين أثناء حصار الكفار للمدينة المنورة، وقد سعوا إلى التعاون مع الكفار من أجل الهجوم المزدوج على الرسول والمسلمين، بل السعي إلى أخذ النساء والذراري من حصن حسان بن ثابت – رضي الله عنه – رهينة لإذلال المسلمين بعد ذلك. وقد كان عقاب هؤلاء بعد حصارهم أن يحكم فيهم زعيم الخزرج سعد بن معاذ، وقد ظنوا أنه حليف سابق لهم، ولكن سعد – رضي الله عنه – حكم فيهم أن: يقتل الرجال، وتسبى الذرية، وتقسم الأموال. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات.
✴ يهود خيبر، فقد كانت وكر الدس والتآمر، فأهلها حزبوا الأحزاب، وحرضوا – سابقًا – بني قريظة على الغدر والخيانة، واتصلوا بالمنافقين وبغطفان وأعراب البادية ضد المسلمين، ووضعوا خطة لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم وإزاء ذلك حاصرهم الرسول، فسقطوا مهزومين، ما بين قتلى وأسرى..
4️⃣ زوال إسرائيل وعد غير مكذوب.
رغم العلو الصهيوني اليوم نتيجة حبل الناس الممدود لهم من أمريكا مرورا بأوروبا وانتهاء بالأنظمة العربية العميلة بيد أن زوالهم حتمي متى ما أخذت الأمة الإسلامية بأسباب النصر والتمكين، ومنها بعد الالتزام بشريعة الله وعدم مخالفة أوامره التفوق العلمي والتكنواوجي على كافة المستويات عسكريا، أمنيا، اجتماعيا، اقتصاديا، تربويا وثقافيا وغير ذلك…
لاسيما أن نصوصا عديدة بينت أن العاقبة والنصر والتمكين للمؤمنين، ومن ذلك:
♻ {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور : 55.
♻ {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) اﻹسراء 7.
{وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} اﻹسراء 104.
♻ قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» رواه مسلم.
♻ قال صلى الله عليه وسلم : “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله” رواه البخاري.
♻ قال صلى الله عليه وسلم:
“بَشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ والدِّينِ والرِّفْعَةِ والنَّصْرِ والتَّمْكِينِ فِي الأَرضِ”
، ولو أن الله تعالى نصر المسلمين مع ما هم عليه من التفريط والإهمال، لكان ذلك لهم ولجميع الأمم فتنة؛ لأن نصر المسلمين يكمن في تمسكهم بدينهم وعبادتهم لربهم، قال تعالى: {َلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} الحج:40.
وقال تعالى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } الصافات:173.
وقال تعالى: {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} آل عمران:139.
🍃🍂🍃🍂🍃