أقامت هيئة علماء فلسطين اليوم الخميس 15/7/2021 عبر برنامج زووم مجلس عزاء للأستاذ الدكتور عبد المعز حريز رحمه الله أحد أبرز علماء فلسطين وعلماء الأمة الإسلامية، وأحد أبرز مؤسسي هيئة علماء فلسطين وعضو مجلسها الاستشاري، وأستاذ أصول الفقه في الجامعة الأردنية، حيث وافاه الأجل مساء الثلاثاء 3/ذو الحجة/1442هـ الموافق 13/7/2021

افتتح العزاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ حسام النفار، ثم تحدث مدير اللقاء د. حافظ الكرمي الناطق الإعلامي لهيئة علماء فلسطين عن الفقيد ومعرفته الشخصية به وأنه كان نِعم العالم العامِل.

ثم تحدث الشيخ عطية عدلان بصفته صديق المرحوم وقت إقامته في المدينة المنورة، وأجاب عن سبب الاهتمام الزائد بموت العلماء، بأن موتهم بؤس للأمة ونقص لها، خاصة إن كانوا من أمثال الشيخ د. عبد المعز حريز من العلماء الربانيين والدعاة المصلحين، ونصح بقراءة أبحاثه وكتبه مثل (أثر أسباب النزول والورود في الاجتهاد الفقهي)، وختم كلمته بالرجاء من العلماء أن يأخذوا مكانتهم ووظيفتهم وأنهم هم أولو الأمر الذين يجب الرجوع إليهم في المدلهمات، وأن الحكّام إنما هم نائبون عن العلماء، فخلاص الأمة وعزها منوط بالعلماء.

ثم تحدث أ. د. علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن اجتماعنا اليوم للشهادة للمرحوم، وأنه يعرفه عن قرب لعدة سنوات عندما كان مدرساً في جامعات قطر، وأنه _رحمه الله_ أحد مؤسسي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وبعده تحدث د. عبد الله المشوخي جار المرحوم في مدينة الزرقاء الأردنية وزميله في التعليم الجامعي في عدة جامعات في المملكة العربية السعودية، تحدث عن عملهما شهوراً طويلة حتى وضعا لائحة التأسيس لهيئة علماء فلسطين، ثم لخّص ميزات المرحوم بعد صحبتهما لأربعين سنة كاملة في نقاط: 1- لست بالخبّ ولا الخب يخدعني  2- التفكير خارج الصندوق  3- الإبداع والتطوير  4- الدقة والانضباط والإنجاز في وقت قصير   5- لا يخشى في الحق لومة لائم  6- عزة النفس والحرص على كرامته  7- لم يسع لطلب الشهرة رغم وجود أسبابها في حياته  8- الغيرة الشديدة على القيم الأخلاقية، وغيرها الكثير

ثم تحدث د. نسيم ياسين رئيس رابطة علماء فلسطين في غزة عن فضائل العلماء والدعاة وأهميتهم للأمة بل للعالم بأسره.

وبعد عرض فاصل عن حياته تحدث د. محمد صوالحة عن همة المرحوم وتميزه وأنه نسيج وحده، كان صاحب رأي وحكمة، وهو من العلماء العاملين المهتمين بقضية الأمة بل قضاياها، وكل هذا مع خفة الظل والطرفة الجميلة.

ثم تم عرض فيديو من إحدى المقابلات التلفزيونية مع المرحوم حول أهمية القضية الفلسطينية،

وتحدث أ. د. عبد الجبار سعيد عن شهادته بالمرحوم وأنه كان صالحاً مفضالاً عاملاً لقضية الأمة، وأنهما عملا معاً سنوات طويلة فكان نِعم المربي ونعم العالم ونعم الموجه، كان دائماً في مقامات البذل والعطاء والخير، وأنه _رحمه الله_ يوصي الجميع بالقدس خيراً ويقرؤها السلام، ثم أوصى د. عبد الجبار أن نستمر على طريق المرحوم.

وبعده تحدث د. عبد الله لام السنغالي عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتلميذ المرحوم في مرحلة الماجستير تحدث عن التربية لدى المرحوم قبل التعليم، وكيف كان يستقبلهم في مكتبه ويكرمهم ويحسن إلى المحتاجين من الطلاب، كأنه أب للطلاب، وأنه كان يجمع بين العلم النظري وبين التطبيق العملي، وكان يقول لنا: “لا أريدكم أن تكونوا مقلِّدين، فإن لم تصلوا لدرجة الاجتهاد فعلى الأقل تصلون لدرجة قريبة منه”.

وتحدث د. الحسن العلمي أستاذ الحديث والفكر الإسلامي في جامعة ابن طفيل المغربية عن مكانة العلم والعلماء في الأرض، وأن فقد العلماء مصيبة على الأمة، ورجا من طلابه ومحبيه أن يخلفوا المرحوم بعلمه وعمله ومسيرته.

ومِن اليمن تحدث د. فضل مراد عن آثار موت العلماء العاملين.

وشهدت إحدى طالباته في الجامعة بأنه كان ينصح ويعلم الجميع حتى غير طلابه، وكانوا يستشيرونه وينتفعون منه في رسائلهم للماجستير والدكتوراه من خلال مكتبه المفتوح للجميع في الجامعة.

ثم بعد عزاء أهل الفقيد والدعاء بأن يعوض الله أمتنا وقضيتنا في فقد هذا العَلَم خيراً قال د. نواف تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين: “ليس د. عبد المعز حريز مؤسساً في الهيئة فقط؛ بل إنه من أصحاب الفكرة من أول لحظة” وقال د. نواف: “وفي رحلات المرحوم إلى الخليج ودول المغرب يكون قد جهز المشاريع الداعمة من أجل تحريض وتحريك علماء الأمة لحمل هذه القضية”

ثم كانت لفتة الوفاء من الهيئة تعبيراً عن امتنانها للمرحوم وتقديرها له، حيث أعلن الناطق الإعلامي للهيئة أنها تبنت 5 مِنَح لدراسة العلوم الشرعية في مرحلة الماجستير والدكتوراه تحت اسم (منحة د. عبد المعز حريز)، وأنها ستعلن عن التفاصيل لاحقاً عبر منصاتها الإعلامية المتنوعة.

أمّا كلمة الختام فكانت عند القائد الفلسطيني خالد مشعل حيث قال: “نعزِّي ونُعزَّى… نعزِّي بشكل خاص أمه وزوجه أم أنس وأبناءه وآل حريز وهيئة علماء فلسطين، ونُعزَّى فقد كنتُ آنسُ برأيه في كثير من القضايا.. التقيت به وعملنا معاً في مشاريع عدة، وزارني في بيتي ولا زالت صورته حاضرة في قلبي”

هذه بعض المعلومات التي وردت في مجلس العزاء:

– الاسم: عبد المعز عبد العزيز مكاوي حريز

– الشهادات العلمية: الماجستير والدكتوراة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

 البكالوريوس: الجامعة الأردنية / كلية الشريعة

– العمل: عمل في عدد من الجامعات العربية كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، وكلية التربية للبنات بجدة، وكلية العلوم المصرفية بعمان، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، وكلية الشريعة في الجامعة الأردنية.

– إضافة للعمل الجامعي فقد كانت له مشاركات في جوانب متعددة منها:

  • المشاركة في تأسيس هيئة علماء فلسطين
  • عضوية مجلس أمناء كلية المجتمع الإسلامي في الزرقاء عدة سنوات
  • رئاسة مجلس الثقافة والتربية والتعليم التابع لجمعية المركز الإسلامي في الأردن
  • مستشار شرعي لمؤسسة وافا لتنمية القدرات وتمويل المشاريع الصغيرة
  • المشاركة في البرامج التلفزيونية في عدة قنوات.
  • المشاركة في عدة ندوات ومؤتمرات علمية.

– ويعد الدكتور عبد المعز حريز أحد علماء الأردن البارزين في أصول الفقه، وله العديد من الإسهامات العلمية، وأشرف على العشرات من الرسائل والأبحاث العلمية في أصول الفقه، وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية المتعلقة بمجمع الفقه الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

– كان ذو بصيرة، وامتلك رأيا ثاقبا وحجة

– كان منارة للدعوة والعلم والعمل الإسلامي، وكذلك عمل لقضيته الفلسطينية، فكان منذ سنوات بعيدة في مختلف حقولها وميادينها بالعلم والعمل والرأي والحجة والمشورة والبناء والتحرك في اتجاهات عديدة، وإن إخوانه الذين عرفوه ورافقوه في تلك الميادين ليستذكروا عطاءه ودوره المتميز في خدمة قضيته وخدمة شعبه في الداخل والخارج، والعمل من أجل نصرة فلسطين ومجاهديها في مختلف المحافل، علاوة على ما كان يتمتع به رحمه الله من همة عالية وحكمة ورأي سديد.

– عُرف د. عبد المعز بصدق أخوّته وجرأته في قول الحق وانه لا يخاف في الله لومة لائم.

رحم الله د. عبد المعز حريز (أبا انس) وأسكنه فسيح جناته وجعله من أهل الفردوس الأعلى في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً وألهم أهله وأبناءه وبناته وزوجته وذويه الصبر والرضى بقضاء الله وقدره، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

هذا رابط المجلس كاملاً: