أقامت هيئة علماء فلسطين يوم السبت 4/12/2021 في إسطنبول ورشة عمل خاصة بعلماء الأمة تحت عنوان (المسجد الإبراهيمي بين الواقع المؤلم والواجب المطلوب)، حضرها 80 عالماً وداعية من مختلف أنحاء العالم بالإضافة لبعض علماء ونشطاء مدينة الخليل، كما حضرها عبر زووم إمام المسجد الإبراهيمي وبعض مؤرخي الخليل
حيث ناقشت الورشة واقع المسجد الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن في فلسطين المحتلة، وما يعانيه في ظل الاحتلال الصهيوني من تدنيس وتهويد مروع
وخرجت الورشة بواجبات عملية سيقوم بها علماء الأمة ودعاتها تلبية لنداء ثاني أشهر مساجد فلسطين والذي ارتبط اسمه بخليل الله ورسوله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وتم تشكيل لجنة متخصصة بالمتابعة والتنسيق.
في بداية الورشة تحدث عبر برنامج زووم من مدينة الخليل المؤرخ نضال كاتبة بدر مؤلف كتاب (الحارات العتيقة في مدينة الخليل العريقة) عن تاريخ المسجد الإبراهيمي منذ بنائه حتى اليوم،
كما فنّد الروايات الإسرائيلية والتاريخية المختلفة، فميّز الصحيح من المكذوب، مع عرض صور من المخطوطات والآثار القديمة والحديثة.
وبعده تحدث عبر برنامج زووم أيضاً من مدينة الخليل إمام الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة عن مكانة المسجد الإبراهيمي من الناحية الدينية والتاريخية ومدى أهميته لدى المسلمين،
وعن حالته في ظل الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلاله حتى اليوم، خاصة مجزرة الحرم الإبراهيمي وتقسيمه زمانياً ومكانياً،
كما ذكر بعض الصعوبات والاعتداءات على المسجد والمصلين وحتى الاعتداء على ما جاور المسجد، مثل مصادرة بيوت المسلمين بحجة التنقيب عن الآثار أو فتح الطرقات والمتنزهات،
وقال: “إن دخول المسلمين للصلاة في المسجد الإبراهيمي يشبه دخولهم إلى ثكنة عسكرية؛ بسبب كثرة التفتيش والتصوير بالصوت والصورة مع عرقلة دخولهم لأي سبب، وهذا بخلاف تعاملهم مع المستوطنين الذين يدخلونهم ويشرحون لهم التاريخ المزور ويشجعونهم على إقامة الصلوات التلمودية والطقوس اليهودية”.
ثم تحدث د. محمد ياسر عمرو مدير أكاديمية دراسات اللاجئين _وهو من مواليد الخليل وعاش شبابه فيها_ عن أهم وأخطر الجرائم الصهيونية بحق المسجد الإبراهيمي وما ومن حوله،
وضرب أمثلة كثيرة مما رآه بعينه وعاشه بنفسه في طفولته التي كانت قريبة من المسجد،
ثم وجّه عدة نصائح لأهل الخليل ولعموم المسلمين فقال: “أنصح أهل الخليل أن يبذلوا ويضحوا ويسلكوا كل الطرق للدفاع عن المسجد الإبراهيمي كما فعل ويفعل أهل القدس في دفاعهم عن المسجد الأقصى”
وتابع قائلاً: “أيها المسلمون لا تجعلوا بعض الخلافات الفقهية البسيطة تمنعكم من نصرة المسجد الإبراهيمي والقيام بواجب الأمة نحوه، مثل: تسميته بـ (الحرم الإبراهيمي) أو وجود بعض القبور فيه”
وفي ختام كلمته طالب الأمة بالقيام بواجبها تجاه المسجد الإبراهيمي مثل:
- مشروع توثيقي معرفي للتعريف بالمسجد الإبراهيمي من خلال فيديوهات تعريفية وكتب مطبوعة وإلكترونية
- مقارنة وربط التجارب والخبرات ما بين مدينة الخليل والمسجد الإبراهيمي وبين مدينة القدس والمسجد الأقصى.
- دعم أهل الخليل مثل دعم أهل القدس مادياً ومعنوياً.
- استنفار الأمة لنصرة المسجد وأهله ومدينته.
ثم بدأت المداخلات والأسئلة والحوارات من العلماء والعالمات المشاركات في الورشة.