خاص هيئة علماء فلسطين
22/9/2025
المفتي: لجنة الفتوى في هيئة علماء فلسطين
السؤال: ما حكم راتب الشهيد؟ وهل يدخل في الميراث أم هو منحة؟ وكيف تُعامل الحالات المختلفة؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمستحقات الشهيد والمنح المقدمة لأهله يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسة:
- مستحقات الشهيد التي استقطعت من راتبه دون زيادة عليها أو التي تعد من الديون التي له على جهة عمله.
- مستحقات الشهيد التي تعد من قبيل التأمين أو الضمان الاجتماعي وهي تشتمل على جزء مستقطع من الراتب يضاف إليه جزء آخر تتكفل به جهة العمل أو مؤسسة الضمان أو الدولة وهي مستحقة بسبب عمل الشهيد.
- الهبات والمنح المقدمة من الجمعيات الخيرية ومن أهل الخير والتي تقدم لأسرة الشهيد.
وفيما يلي بيان لأحكام هذه الاستحقاقات والمنح:
أولا: المستحقات التي استقطعت من راتب الشهيد دون زيادة عليها أو التي تعد من الديون التي له على جهة عمله، فهي من الميراث، وذلك لقوله صلى الله عليه: ” مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا فَإِلَيْنَا”، وبالتالي فالواجب الشرعي في هذه الحالة تقسيم هذا المال على الورثة بحسب أنصبتهم الشرعية، ولا عبرة بأي قانون أو نظام لا يعد ذلك من الميراث وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: “الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إلا شرطا حرم حلالا، أو أحل حراما”. فإذا تعارضت الأنظمة مع النص الشرعي القطعي الدلالة فالنص مقدم في جميع الأحوال.
ثانيا: المستحقات التي من قبيل التأمين أو الضمان الاجتماعي والتي تشتمل على جزء مستقطع من الراتب وجزء آخر تقدمه جهة العمل، والتي استحقت بسبب عمل الشهيد، وسواء حددت مؤسسة العمل أو الدولة من تصرف له هذه الأموال أم لم تحدد، فهذه المسألة حصل فيها خلاف بين المعاصرين والذي نراه في هذه الحالة أن تصرف الأموال وفق النظام المعمول به في المؤسسة أو الدولة إن وجد وإلا فتصرف على من كان يعيلهم الشهيد قبل استشهاده كالزوجة والأولاد، بالإضافة إلى الأم والأب إن كان يعيلهم، ولا يعد الاستحقاق من الميراث، وذلك لأن شرط الواقف أو المانح كنص الشارع.
ثالثا: الهبات والإعانات التي لا علاقة لها بعمل الشهيد السابق فهذه أيضا تقسم بحسب شرط الجهة المانحة فإذا لم يحدد المستفيدون فتقسم على من كان يعيلهم الشهيد ويجب عليه الإنفاق عليهم من أسرته. هذا والله تعالى أعلم.
الخميس 26/ ربيع أول / 1447
18/9/ 2025
