18/3/2024

فتاوى معاد نشرها لأهميتها اليوم، جمعتها ونشرتها لجنة علماء الشريعة الإسلامية في حزب جبهة العمل الإسلامي

الفتوى الأولى:

الحمد لله الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والصلاة والسلام على من أُسري به إلى الأرض المبارك فيها للعالمين، قبلة المسلمين الأولى وأرض الأنبياء ومهبط الرسالات، وأرض الجهاد والرباط إلى يوم الدين، وعلى آله الأخيار، وصحبه الذين عطروا بدمائهم الزكية تلك الأرض الطيبة حتى أقاموا بها الإسلام، ورفعوا فيها رايته خفاقة عالية، وطردوا منها أعداءه الذين دنسوا قدسه بالشرك والكفر، وعلى الذين ورثوا هذه الديار فحافظوا على ميراث المسلمين ودافعوا عنه بأموالهم وأنفسهم وبعد:

فإن مهمّة علماء المسلمين وأهل الرأي فيهم أن يكونوا عصمة للمسلمين، وأن يبصروهم إذا احتارت بهم السبل وأدلهمّت عليهم الخطوب، ونحن الموقعين على هذه الوثيقة نعلن للمسلمين في هذه الظروف الصعبة: أن اليهود هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، اغتصبوا فلسطين، واعتدوا على حرمات المسلمين فيها وشرّدوا أهلها، ودنسوا مقدساتها، ولن يقر لهم قرار حتى يقضوا على دين المسلمين، وينهوا وجودهم ويتسلطوا عليهم في كل مكان.

ونحن نعلم بما أخذ الله علينا من عهد وميثاق في بيان الحق أن الجهاد هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وأنه لا يجوز بحال من الأحوال الاعتراف لليهود بشبر من أرض فلسطين، وليس لشخص أو جهة أن تقر اليهود على أرض فلسطين، أو تتنازل لهم عن أي جزء منها أو تعترف لهم بأي حق فيها.

إن هذا الاعتراف خيانة لله والرسول، وللأمانة التي وُكِّل إلى المسلمين المحافظة عليها، والله يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}، وأي خيانة أكبر من بيع مقدسات المسلمين والتنازل عن بلاد المسلمين إلى أعداء الله ورسوله والمؤمنين.  إننا نوقن بأن فلسطين أرض إسلامية وستبقى إسلامية، سيحررها أبطال الإسلام من دنس اليهود كما حررها الفاتح صلاح الدين من دنس الصليبيين، ولتعلمن نبأه بعد حين، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أسماء العلماء الذين وقعوا على الفتوى الأولى وقت إصدارها قبل سنوات:

عمر سليمان الأشقر، د. يوسف القرضاوي، نادر النورين، د. محمد عثمان شبير، إبراهيم زيد الكيلاني، د. خالد المذكور، د. محمد نعيم، د. عجيل جاسم النشر، د. مصطفى محمد عرجاوي، د. أحمد حسن فرحات، د. وهبة الزحيلي، طه سيد عبد الله محمد الحميلي، د. توفيق القراعي، د. نزيه حماد. د. طه جابر العلواني، جاسم المهلهل، د. علي المسالوس، د. عيسى زكي شقرة، عبد الرحمن بن عبد الخالق، د. محمد الشريف، الشيخ عبد الله المعتوق، أحمد بن محمد الخليلي، د. همام عبد الرحيم سعيد، د. عصام البشير، محمد زكي الدين محمد قاسم، د. عبد الله إبراهيم، محمد عطا السيد سيد أحمد، محمد عبد الرحمن، د. فتحي يكن، د. حسن محمد سليم، حكمت يار، حسين أحمد القاضي، أحمد محمد العسال، مصطفى مشهور مشهور، نجم الدين الرياقان، قاضي حسين أحمد حريز، وحيد الدين خان، برهان الدين رباني، أحمد شاه، عبد ربه الرسول سياف، محمد الغزالي، عبد السلام الهرس، صادق عبد الرحمن الماجد، محمد أمين بهراج، د. الأمين محمد، راشد الخريجي، الشيخ فيصل مولوي، الشيخ حافظ سلامة، أوغوز فان أصيل ترك، الشيخ أحمد قطان، محمد أحمد الراشد، د. عبد الله عزام، د. عبد الستار عثمان سعيد، محفوظ النحتاج، محرم عارفي، عبد الحق الفلاحي، نور محمد عبد الجبار، عبد الحليم وصفي أحمد، الشيخ أبو الليث الندوي، مفتي شمس الدين، الشيخ عبد الرحمن باه، وزير الشئون الدينية سابقًا في غينيا كوناكري.

الفتوى الثانية: تحريم قبول التعويض والتنازل عن حق العودة:

قبول التعويض من اليهود أو سماسرتهم عن جزء من أرض فلسطين حرام، وكذلك التنازل عن حق العودة إلى الوطن، وهما من أعظم الكبائر والآثام.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد، فإن اليهود المغتصبين لأرض فلسطين يعملون ويخططون لإعطاء الشرعية لاحتلالهم لأرض فلسطين واغتصابها ظلما وعدوانا، والتفريط بحق أهل فلسطين الذين أخرجوا من ديارهم من العودة إلى فلسطين لتخلو لليهود عن طريق الحكام والأنظمة، وعن طريق أهل فلسطين وشعبها.

1- أما عن طريق الحكام والأنظمة فبمعاهدات يعقدونها معهم يتنازلون بموجبها لليهود عما احتلوه من أرض فلسطين، ومن المعلوم أن هذه المعاهدات التي تنازل الحكام بها عن أرض الإسلام في فلسطين باطلة شرعا، وأن فلسطين من نهرها إلى بحرها أرض مقدسة مباركة، ووقف مقدس فرض الله علينا المحافظة على قداستها وإسلاميتها والجهاد لتحريرها، وقد أجمع علماء المسلمين على تحريم مسالمة العدو وإنهاء حالة الحرب معه وهو مغتصب لأرض الإسلام، ومعتدٍ على حقوق المسلمين مشرد لشعب فلسطين، طامع عازم على تهويد القدس ومسجدها الأقصى، ماضٍ في ظلمه وعدوانه، ولأنه في ذلك إقرارٌ للمغتصب على عدوانه واغتصابه و تمكينٌ له، وهو من أعظم المحرمات، قال تعالى: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون، والله معكم ولن يتركم أعمالكم}.

2- أما الطريق الآخر الذي يسعى اليهود من خلاله لإعطاء الاحتلال لفلسطين الشرعية، وحق البقاء والأمن، وإنهاء حالة العداء وحق الأجيال المسلمة بالعمل لتحرير أرضهم ومقدساتهم في فلسطين، فهو أن يتنازل شعب فلسطين عما يملكه من أرض، وقبول أفراد هذا الشعب بالتعويض المالي عن أملاكهم في فلسطين المحتلة، وهو ما يسمونه حق التعويض أو العودة.

الحكم الشرعي في قبول التعويض:

أرض فلسطين أرض خراجية وقفية مقدسة مباركة بإجماع الصحابة منذ الفتح العمري، وقبول التعويض والتنازل عنها لغير المسلمين من أعداء الإسلام باطل شرعا ومن أعظم المذكرات والآثام، ذلك أن الذي يقبل التعويض عن أرضه وعقاره في فلسطين لليهود يكون مشاركا في التنازل عن إسلامية أرض فلسطين لتصبح يهودية، ومساعدا على هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه، ويكون مواليا لليهود ناصرًا لهم في تحقيق أهدافهم التوراتية بتهويد أرض الإسلام وفلسطين، وهدم المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المسجدين الذي تشد إليه الرحال، خائنا لوطنه ومقدساته، بائعا لدماء المجاهدين والعلماء والشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم وأموالهم ودمائهم لتحرير فلسطين منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى يومنا هذا، وهذا كله من أعظم الكبائر والآثام وموالاة لأعداء الله، والله يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنهم منهم. إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [المائدة].  ولقوله تعالى: {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} [الممتحنة].

حق عودة اللاجئين إلى أرضهم فلسطين:

إن حق الشعب الفلسطيني في أرضه ودياره ومقدساته ثابت بالدليل الشرعي القاطع، وإن اليهود الغاصبين هم الذين طردوهم من أرضهم بقوة السلاح؛ وعليه فإن عودة المهجرين واللاجئين إلى أرضهم وديارهم ومقدساتهم حق شرعي وثابت، يحرم التنازل عنه ولا تسقطه معاهدة ولا وثيقة ولا وعد، ولا يلغيه تقادم، ويحرم الصلح عليه أو على جزء منه، ولا يغني عنه توطين ولا تعويض فردياً كان أم جماعياً، ومن سعى إلى مخالفة ذلك فهو مرتكب لجرم شرعي، ومخالف لحق ديني مقدس، ومن استحل ذلك فهو كافر لأنه يكون قد مكن أعداء الله، وأعداء الأمة من أرض المسلمين، ويكون مواليا لأعداء الله مما تظاهرت الأدلة على بيان حكمه الشرعي العظيم.

ــ انتهى ــ

وهذا كتاب فتاوى شرعية في القضية الفلسطينية منشور عبر النت ولم نعلم جامعه: