خاص هيئة علماء فلسطين

         

18/12/2024

لجنة الفتوى في هيئة علماء فلسطين

السؤال: تعلمون – وفقكم الله – أن المرابطين في أرض غزة، يمكثون الوقت الطويل متربصين بعدو الله وعدوهم؛ يحرسون الثغور ويحمون الأرض والعرض، وقد تأتي عليهم صلاة الجمعة وهم على تلك الحال، لكنهم يسمعون أصوات الأئمة وهم يخطبون الجمعة أو يصلون بالناس؛ فهل يتسنى لهم أن يأتموا بأولئك الأئمة من حيث يمكثون في أماكن رباطهم وعقدهم القتالية أم أن ذلك لا يجوز؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فها هنا جملة مسائل نبينها لإخواننا المرابطين، نسأل الله تعالى لهم نصراً عزيزاً وفتحاً قريبا:

أولاها: أن الخوف من الأعذار التي تسقط بها صلاة الجمعة؛ فمتى ما كان هؤلاء المجاهدون في مواجهة عدوهم وقد استحر القتال، أو كانوا يخشون منه غدراً واستغلالاً لانشغالهم بالصلاة فإن وجوب الجمعة يسقط عنهم

ثانيها: أن القول بسقوط وجوب الجمعة عن هؤلاء المرابطين مبنيٌّ على قاعدة أن (العبادات إذا تزاحمت فإنه يقدم ما يخشى فواته على ما يمكن تداركه)، ولا شك أن الجمعة إذا فاتت – لعذر – فإن لها بدلاً وهو صلاة الظهر؛ أما مقاومة العدو الغازي وردُّ عدوانه فإنه واجب الوقت الذي لا يصح تأجيله ولا التشاغل بغيره عنه، لما يترتب على ذلك من ضرر عظيم على الإسلام وأهله

ثالثها: صلاة هؤلاء المرابطين – حيث هم – مقتدين بصلاة إمام المسجد صحيحة؛ وذلك إن لم يكن الفاصل كبيراً؛ لأن الاتصال المكاني بين الإمام والمأموم شرط عند جماهير العلماء؛ حيث إن الاقتداء يقتضي التبعية في الصلاة، والمكان من لوازم الصلاة؛ فيقتضي التبعية في المكان ضرورة، وعند اختلاف المكان تنعدم التبعية في المكان؛ فتنعدم التبعية في الصلاة لانعدام لازمها. وعلماؤنا المالكية رحمهم الله هم أكثر المذاهب توسعاً في ذلك حيث أباحوا الاقتداء بمسمِّع ولو من بعد.

 وعليه فلا حرج عليكم في صلاتكم الجمعة خلف إمام المسجد ما دمتم لصوته سامعين؛ وذلك لكون الضرورة داعية لذلك؛ وجمعاً بين مصلحة أداء الصلاة في وقتها مع جماعة المسلمين، مع الاستعداد التام لمواجهة العدو والدفاع عن بيضة المسلمين

والله تعالى أعلم