خاص هيئة علماء فلسطين
18/12/2024
لجنة الفتوى في هيئة علماء فلسطين
السؤال:
علماءنا الأجلاء: صدرت بعض التقارير الإعلامية التي تفيد بقيام أكثر من ثلاثمئة وسبعين شركة عربية وإسلامية بإمداد الكيان الصهيوني المحتل بالبضائع وغيرها. وأرغب من فضيلتكم بيان حكم ذلك من الناحية الفقهية والاعتقادية، وما هو الحكم الشرعي في التعامل مع هذه الشركات ومثيلاتها بعد ثبوت إمدادها للكيان الصهيوني؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فلا شك أن إيصال أي نوع من البضائع والسلع لهذا الكيان المغتصِب فيه تقوية وتمكين له -خصوصاً في هذه الأيام خلال هذا المعركة المباركة طوفان الأقصى-، وهو مُسْهمٌ بشكل كبير في إطالة أمد عدوانه وإجرامه؛ لأن المجتمع الصهيوني مجتمع مترف، لا يتحمل انقطاع السلع والمواد الغذائية، فإذا انقطعت أو قلَّت فإنه سيخرج إلى الشوارع مطالباً بوقف الحرب، وهذا من أشد أدوات الضغط على حكومة الاحتلال. وقد انعقد الإجماع على حرمة التعامل مع الكفار الحربيين فيما يتقوون به على المسلمين، حيث بيَّن الشيخ عُلّيش رحمه الله تعالى إجماع العلماء على تحريم إمداد الحربيين بما يتقوون به في ردِّه على استفتاء الأمير عبد القادر الجزائري في واقعة إمداد ملك المغرب الفرنسيين بالطعام والحيوانات بعد أن حاصرهم المجاهدون ثلاث سنين، فكان مما قال: “بيع البقر وسائر الحيوان والطعام والعروض وكل ما ينتفعون به في النازلة المذكورة حرام قطعاً إجماعاً ضرورةً لا يشك فيه مسلم، سواء في حال حصر المسلمين إياهم وفي حال عدمه؛ إذ قتالهم فرض عين على كل من فيه قدرة عليه ولو من النساء والصبيان من أهل تلك البلاد ومن قرب منها”، وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم سلاح التضييق والضغط الاقتصادي مع الكافرين المعتدين فأخرج السرايا والبعوث لمهاجمة قوافل قريش التجارية، وكان سبب غزوة بدر طلبه لعير أبي سفيان.
وعليه فإن منع وصول البضائع للأعداء الصهاينة المحتلين المعتدين يُعَدُّ من أوجب الواجبات الشرعية على المسلمين وذلك منذ احتلالهم لفلسطين إلى أن يسقط احتلالهم، وتعطيل وصول البضائع والمواد إليهم بأية وسيلة من الوسائل من الجهاد المفروض عيناً على كل مسلم، وقد أجمع علماء الإسلام على أن العدو إذا احتل شبراً من بلاد الإسلام فإن الجهاد يصبح فرض عين على أهل هذه البلد وعلى من قرب منهم، وإذا عجزوا عن دفع هذا العدو فإن الفرض العيني يَعُمُّ الأقرب فالأقرب من بلاد الإسلام، فبلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وإذا لم تتحقق بهم الكفاية أو تخاذلوا فعندها يصير الجهاد فرض عين على كل بلاد الإسلام وعلى كل مسلم في الأرض.
هذا وقد علم القاصي والداني بما يقوم به البعض من التجار الخونة لله ولرسوله وعامة المسلمين من إمداد للعدو الصهيوني المجرم بالبضائع والسلع والمواد الغذائية من الفواكه والخضراوات، ومرور هذه السلع والبضائع عبر الأراضي الأردنية، فنقول بأن هذه الأفعال تعدُّ من أعظم الكبائر، وإذا كانت مقرونة بالولاء للصهاينة ومحبتهم ومحبة انتصارهم على المجاهدين، فهذا مخرجٌ من الملة باتفاق علماء الأمة، ولا يجوز السماح للشاحنات المحمَّلة بالبضائع للكيان الصهيوني بأن تمر عبر الأردن، وأن يتاح لها نقل ما يحتاجونه؛ مما يقوّيهم ويثبِّتهم، ويجعلهم يستمرون في حربهم على إخواننا في غزة وعموم فلسطين، فيجب شرعًا منع هذه الشاحنات، واعتراضها بكل وسيلة ممكنة، وعلى كل مسلم قادر على منع وصولها أن يقوم بذلك، ولو كان بالوقوف في سلاسل بشرية في وجه هذه الشاحنات، وتتحمل السلطات الأردنية، وكل الدول التي تسهِّل استقبال البضائع والمرور بأراضيها الإثم والوزر، وتعتبر شريكة في تقوية الأعداء على المسلمين
كما أنه يجب فضح التجار الذين يرسلون البضائع إلى الكيان الصهيوني وكشفهم والتشهير بهم، ويجب على كل مسلم مقاطعتهم، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا یَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِینَ قَـٰتَلُوكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِیَـٰرِكُمۡ وَظَـٰهَرُوا۟ عَلَىٰۤ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن یَتَوَلَّهُمۡ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ﴾ فقد نهانا ربنا عز وجل عن موالاة الذين قاتلونا وأخرجونا من ديارنا، ومن موالاتهم إمدادهم بما يحتاجونه تقوية لهم. وقال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضٍۚ إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن فِتۡنَةࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادࣱ كَبِیرࣱ﴾ قال الإمام البقاعي في تفسير الفساد فيها: «وبيان الفساد أنه إذا ترك المؤمنون التناصر فيما بينهم انحلَّ النظام فتزايدت الكروب، فالواجب عليكم أن تكونوا إلباً واحداً ويداً واحدة في الموالاة وتقاطعوا الكفار بكل اعتبار ليقوم أمركم وتطيب حياتكم، وتصلح غاية الصلاح دنياكم وآخرتكم»، وقال سبحانه: ﴿وَلَا یَطَـُٔونَ مَوۡطِئࣰا یَغِیظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا یَنَالُونَ مِنۡ عَدُوࣲّ نَّیۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلࣱ صَـٰلِحٌۚ﴾ وفي قطع إمداد الصهاينة بهذه السلع إغاظة لهم، وعليه فإن منع وصول هذه الإمدادات لهم من الجهاد المبارك المبرور، والسماح لها بالوصول إليهم من التعاون على الإثم والعدوان. وفي السماح بوصول تلك الإمدادات للكيان المجرم نصرة له وخذلان للمسلمين المحاصرين في غزة العزة، الذين يمنع عنهم العدو كل شيء، حتى وصلوا إلى مرحلة الموت جوعاً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ» أخرجه مسلم في صحيحه، قال الإمام النووي: «الخذل ترك الإعانة والنصر، ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منِ امرئٍ يَخْذُلُ مسلمًا في موطنٍ ينتقَصُ فيه من عرضِهِ ويُنْتَهَكُ فيه من حرمَتِهِ إلّا خذَلَهُ اللهُ في موطِنٍ يُحِبُّ فيه نُصْرَتَهُ» أخرجه أبوداود في سننه، فعقوبة الخذلان شديدة، قال الإمام المناوي: «خِذْلانُ المُؤمِنِ حرامٌ شديدُ التَّحريمِ؛ مِثلَ أن يَقدِرَ على دفعِ عَدُوٍّ يريدُ البَطشَ به، فلا يَدفَعَه». والله تعالى أعلم
——————–
Filistin Alimler Birliği Fetva Komitesi’nin, İslam Dünyasındaki Bazı Şirketlerin, Siyonist İsrail’e Mal ve Diğer İhtiyaç Maddeleri Tedarik Etmeleriyle İlgili Hükümlere Dair Fetvası
Rahman ve Rahim olan Allah’ın adıyla…
Fetva Özeti: Savaş halindeki kafirlere, Müslümanlara karşı güç sağlamaları için herhangi bir şey tedarik etmek haramdır. Çünkü bu, Müslümanlara karşı bir zayıflamaya ve onlara destek vermemeye yol açar. Eğer bu, kafirlere dostluk beslemek ve onların Müslümanlara karşı zafer kazanmalarını istemekle birleşirse, bu büyük küfürdür. Ayrıca, bunu yapan tüccarların veya ülkelerin ifşa edilmesi, dini bir sorumluluktur.