خاص هيئة علماء فلسطين

         

1/11/2019

تحت شعار (معاً ضدّ الصفقة والتطبيع) نظّم الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وبمشاركة هيئة علماء فلسطين في الخارج، ومؤسسة الرواد العالمية، ومركز علاقات تركيا والعالم الإسلامي، والائتلاف الكشفي العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين، والائتلاف العالمي للشباب والرياضة للتضامن مع القدس وفلسطين،

نظّموا مؤتمر روّاد ورائدات بيت المقدس الذي انطلق اليوم الجمعة 3/ربيع الأول/1441هـ الموافق 1/11/2019م بحضور رسمي وشعبي حاشد ومن كافة الدول، وسيستمر لمدة يومين.

حيث افتتح المؤتمر بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم.

ثم كلمة الافتتاح للدكتور همام سعيد رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين وعضو المجلس الاستشاري لهيئة علماء فلسطين في الخارج، حيث شكر الحاضرين والمنظمين والرعاة وكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الكبير والملتقى العالمي الإنساني، وخصص بالذكر تركيا التي استضافت المؤتمر ورئيسها رجب طيب أردوغان ورئيس تونس قيس سعيد.

ثم بشّر الحاضرين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين لهذه الأمة.

وأكد على قضية التكليف الشرعي المفروض تجاه قضية فلسطين، المسمّاة فروض الكفاية والتي سمّاها فروض الأمة.

ثم ألقى الأستاذ إسماعيل هنية كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث ألقى كلمته عبر الإنترنت من أرض فلسطين، متمنياً أن يكون مشاركاً بجسده رغم مشاركته بقلبه وروحه، وشكر المنظمين والحاضرين وخاصة تركيا ومن يحتضن ويدعم القضية الفلسطينية، ثم أكّد على دلالات المؤتمر وأهمها:

  1. القدس تمثّل نقطة وحدة الأمة كلها، والقدس كانت ولا زالت موحِّدة للأمة، وهي الإسراء والمعراج.
  2. القدس هي جوهر الصراع الإسلامي الصهيوني، فلا فلسطين بلا القدس.
  3. التأكيد على أن انشغال الشعوب والأمة بقضاياها وملفاتها المهمة لم ينسهم قضية فلسطين، فهي قضية الأمة المركزية والمحورية.
  4. العمل على مقاومة التطبيع وصفقة القرن، وهنا لا بد من التنبيه على نقطة هامة، وهي:

يجب التوحد في وجه هذه الصفقة؛ للعمل من أجل إسقاطها، وهذه ضرورة شرعية ووطنية.

وفي نهاية كلمته أوصى المؤتمر بأن تصدر عنه الخطط الضرورية واللازمة لمشروع تحرير القدس وكل فلسطين، وخاصة ما يلي:  

  1. وضع خطة وبرنامج عمل ورؤيا جامعة؛ لإسقاط مشاريع تصفية قضية فلسطين والقدس ومقدساتها، وعلى رأسها إسقاط صفقة القرن، التي مثّلت قمة التحالف بين قوى الشر والصهيونية.
  2. إطلاق مبادرة شعبية ضد التطبيع، وتثمين جهود الشعوب، والحكام أمثال الرئيس التونسي قيس سعيّد.
  3. دعم صمود المقدسيين، وهم يمثّلون رأس الحربة في الدفاع عن المسجد الأقصى، وهم الأبطال والبطلات لكنهم الآن بأمس الحاجة للدعم المادي والمعنوي، ورجا أن يتم إنشاء صندوق القدس.

وفي ختام كلمته أكد على صمود الفلسطينيين في الداخل حتى عودة الجميع لكامل أراضيهم مهما كلف الأمر، وسنقوم بحماية جميع المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى والمقدسات المسيحية وخاصة كنيسة القيامة.

ثم قدم الطفل رمضان أنشودة شعرية عن القدس والمسجد الأقصى وفلسطين، فكانت مؤثرة ومعبرة.

ثم تحدث الأستاذ طه أيهان رئيس منتدى الشباب في منظمة التعاون الإسلامي باللغة التركية، أكّد فيها على أهمية القدس وفلسطين، وجهود بعض الشعراء والكتاب والمفكرين والمجاهدين الأتراك وسائر المسلمين، حيث قدّم العلماء والسياسيون في دولهم وقدّم أهل فلسطين داخلها ما كمّلوا به بعضهم البعض.

ثم نقل عن إمام مسجد القيروان تأكيده على أهمية الاستثمار في البشر والحجر، فالاستثمار في البشر هو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، والاستثمار في الحجر ما فعله المسلمون الأوائل الذين بنوا هذا المسجد منذ قرابة 1400 سنة، واستخلص الأستاذ طه أيهان من هذه الحكمة أننا في عصرنا يجب أن نركز على الاثنين، لكن الاستثمار في الإنسان أهم بكثير وأولى.

ثم ختم كلمته بالتوصية ببذل الجهود للدفاع عن فلسطين وحمايتها.

ثم عرض المنظمون تسجيلاً لكلمة رئيس تونس قيس سعيّد حول فلسطين والتطبيع.

وبعده فيديو تعريفي بملف الأسرى.

ثم تحدث الشيخ محمد حسن ولد الددو رئيس المجلس الاستشاري لهيئة علماء فلسطين في الخارج عن أقدم أسير في التاريخ المعاصر، وهو المسجد الأقصى المبارك، مذكِّراً بأهميته وفضائله، وفضائل القدس وفلسطين، فالمسجد الأقصى وضعه الله في الأرض المباركة فلسطين دون أي أرض في العالم، ووضعه عند شعب الجبّارين.

ثم تحدّث عن الجهود التي يبذلها المسلمون في سبيل تحريره، ولكن الله شاء أن يزرع هذا السرطان الصهيوني في قلب الأمة لتعود إلى دينها وعزتها، ولا شك أنه سيعود المسجد لأصحابه؛ لأنه الحق، ولن يضره كيد الكائدين مهما طال.

وفي ختام كلمته أوصى المؤتمر بأن يخرج بخطوات عملية على الأرض، وعدم الاكتفاء بالتوصيات والشعارات، فالقضية قضية الأمة وهي أهم قضاياها.

ثم تحدّث السيد ميشيل بيراس البرلماني والسياسي المتضامن مع فلسطين باللغة الإنجليزية، حيث أكّد على وقوف أحرار العالم مع قضية فلسطين العادلة، وأن الظلم كان منتشراً قبل عشرات السنين، لكنه يتكرر في بعض مناطق العالم اليوم، وهذا ما يتحدث عنه البعض بأنه الحرب العالمية الثالثة القائمة الآن، فالحرب ليست حرباً بالأسلحة فقط، إنما بقتل الناس بالجوع والظلم وغيره، مثل ما يعانيه الفلسطينيون.

ثم تحدّث عن مشاهداته عن الظلم والقتل والظروف غير الإنسانية في غزة وفلسطين عموماً.

ثم أوصى بإيقاف الظلم في العالم، وخاصة فلسطين، مع دعم الفلسطينيين في حقوقهم، وخاصة القدس التي ما تزال عاصمة فلسطين وعاصمة السلام والحوار العالمي، فالقدس ليست ملكاً “لإسرائيل”، إنما القدس ملك العالم كله، كما أوصى بالاعتراف بحق العودة للفلسطينيين، مع نشر الوعي والمعرفة، خاصة في أوروبا، التي تنتشر فيها أفكار ومعلومات مغلوطة ومنافية للحقيقة ضد الفلسطينيين وعموم المسلمين والإسلام.

ثم ختم كلمته بتكرار عبارة “فلسطين حرة، فلسطين حرة، فلسطين حرة”.

وعرض المنظمون فيديو تضامن الكويت وبرلمانها مع فلسطين.

وعرضوا فيديو تعريفي بائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين

ثم تحدّثت السيدة ميمونة سي رئيسة العمل النسائي في جمعية الرحاب في السنغال عن حب فلسطين وأهميتها في السنغال، ثم تحدثت عن وعد بلفور وضرورة إسقاطه.

ثم أنشد المنشد إبراهيم أحمد أنشودة المؤتمر

ثم تم الإفصاح عن رسمة (الحرية للأسرى) التي رسمت خلال الافتتاح، ومعانيها الرمزية وما تشير إليه، ثم حطّم قيوده وخلع ملابسه ليظهر تحتها علم فلسطين، وقلب رسمته ليظهر وجهها الحقيقي المشرق الدال على كل المعاني الجميلة في فلسطين.

ثم عرض المنظمون فيديو للسيد رجب طيب أردوغان متحدثاً عن فلسطين في الأمم المتحدة.

وبعدها تحدّث السيد حسن توران النائب عن حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي ورئيس لجنة الصداقة الفلسطينية التركية في البرلمان باللغة التركية، رحّب فيها بجميع الحضور وجميع العاملين للقدس، ثم عرض رؤية تركيا تجاه القدس وأنها بالغة الأهمية، وأن أرضها مقدسة، ونقل كلمة رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان بأن القدس نحملها في قلبنا، وتلازمنا وأمام عيوننا كما الساعة التي نحملها دائماً في يدنا.

ثم شكر المتحدثين قبله وأهمية رسائلهم، وتضامن تركيا مع ما طرحوه ودعمها له، وأكّد على أن القدس هو ملك المسلمين جميعاً، وهي تتعلق بهم جميعاً، بسبب مكانتها المتفردة في الإسلام، وأيضاً تتعلق بالإنسانية جميعها.

كما أكّد على وجوب الوقوف مع المقدسيين في وجه الظلم التي يتعرضون له، مثل هدم بيوتهم بحجج واهية.

ثم صرّح بوقوف تركيا رئيساً وحكومةً وشعباً مع فلسطين والفلسطينيين وفي كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مهما كان موقف بعض الحكام والحكومات العربية، حتى إن هذا الموقف التركي من أهم أسباب عداء هذه الحكومات لتركيا.

وفي ختام كلمته أكّد على وقوف جميع أعضاء حزب العدالة والتنمية مع فلسطيني والفلسطينيين، وأن جميع أعضاء الحزب في البرلمان هم أعضاء أيضاً في لجنة الصداقة الفلسطينية التركية في البرلمان التركي. ثم قال: “فلسطين حرة”.

وتم ختم الافتتاح بالاستعداد لصلاة الجمعة.

وفي اليوم التالي عقدت ورشة خاصة وأعلنت هذا التقرير عنها:

بسم الله الرحمن الرحيم

تقرير ورشة علماء الأمة لإطلاق ميثاق الثوابت الشرعية المتعلقة بقضية فلسطين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين، وبعد:

فقد اعتاد الائتلاف العالمي لأجل القدس في دوراته السابقة على أن تضم ورشات عمله ورشة للعلماء.

وقد تكللت إحدى ورشات العلماء قبل سنتين بإطلاق ميثاق علماء الأمة لمواجهة التطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني.

وقد التقى سعادة الدكتور أكرم العدلوني الأمين العام للائتلاف _في إطار التحضير لهذا الملتقى المبارك (الملتقى 11 للائتلاف العالمي لأجل القدس_ بثلة من العلماء لبحث المخاطر التي تستهدف القضية الفلسطينية، وكان الحديث عن أن أهم المخاطر هي:

  1. تسارع الحديث عن صفقة القرن التي تهدف الى إعادة صياغة المنطقة _وفي القلب منها فلسطين_ عبر التنازل عن الثوابت والمبادئ الأساسية لقضية فلسطين.
  2. التشويه الفكري والإعلامي الذي تشهده المفاهيم الشرعية المتعلقة بالقضية الفلسطينية كالمقاومة والجهاد، ومحاولة تمييع الكثير من الثوابت الشرعية المتعلقة بقضية فلسطين.
  3. غياب وثيقة مرجعية تحدد الثوابت الشرعية للقضية الفلسطينية.

مما دعا العديد من هيئات وروابط ومؤسسات العلماء في الأمة الإسلامية إلى اللقاء لبحث هذه الثوابت، وآلية تعميق الوعي الإسلامي بها، فاتفقوا على ضرورة إطلاق “ميثاق علماء الأمة حول الثوابت الشرعية المتعلقة بقضية فلسطين”.

وبناءً على ذلك تم تشكيل لجنة تحضيرية عقدت العديد من الاجتماعات التي توّجت بعقد ورشة عمل العلماء ضمن الملتقى 11 للائتلاف العالمي لأجل القدس.

وذلك يوم السبت 5/ربيع الأول/1441 هجرية الموافق 2/نوفمبر/2019 ميلادي في مدينة إسطنبول العامرة.

وقد ضمت حوالي مئة من العلماء والدعاة رجالاً ونساءً من مختلف بلاد العالم الإسلامي.

وقد تمت مناقشة فكرة الميثاق، فاتفق المجتمعون على أهمية إنتاجه وضرورة إطلاقه.

وقد تم توزيع العلماء على مجموعات تبحث محاور عدة ستتضمنها مواد الميثاق لوضع التصورات الأولى لهذا الميثاق من الأفكار والموضوعات والمفاهيم والمراجع الشرعية.

وقد التقت هذه المجموعات، فوصلت إلى التصورات الأولية في المحاور الآتية:

أولاً: الثوابت الشرعية في المجال العقدي والإيماني.

ثانياً: الثوابت الشرعية في المجال الجهادي.

ثالثاً: الثوابت الشرعية في المجال التربوي والثقافي والفني.

رابعاً: الثوابت الشرعية في المجال الإعلامي.

خامساً: الثوابت الشرعية في المجال التاريخي.

سادساً: الثوابت الشرعية في المجال السياسي والاقتصادي.

سابعاً: الثوابت الشرعية في المجال القانوني والحقوقي.

ثامناً: الثوابت الشرعية في المجال الاجتماعي.

وقد تمّ جمع كل ما قدمته المجموعات من أفكار ومفاهيم ومقترحات في المحاور آنفة الذكر.

وتمّ الاتفاق على تشكيل لجنة لصياغة هذه المخرجات، لتشكيل ورقة أوّلية لميثاق علماء الأمة حول الثوابت الشرعية المتعلقة بقضية فلسطين.

كما تمّ الاتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة العمل في الميثاق حتى يصدر بإذن الله تعالى، تضم ثلة من علماء الأمة من مختلف البلدان والهيئات والروابط.