الثالث من ذي الحجة 1444هـ الموافق الحادي والعشرين من حزيران “يونيو” 2023 م

لمشاهدة الموقف على الرابط التالي:

https://www.baaz.com/post/6492fbf8fd1ca63d4e125491

أيها الإخوة والأخوات؛ يا أبناء شعبنا العظيم ويا أبناء أمّتنا المعطاء:

في البداية نتوجّه إلى أمّتنا الإسلاميّة وشعبنا الفلسطيني بالتّهنئة ببلوغ خير أيّام الدنيا العشر من ذي الحجة؛ ونسأل الله تعالى أن ييسر للحجيج إلى بيت الله الحرام أداء مناسكهم وأن يحفظهم ويتقبل منهم.

لقد كان أسبوعًا حافلًا بالبطولات والتضحيات وزاخرًا بالعدوان الصهيونيّ المتصاعد، وإنّنا في هيئة علماء فلسطين إزاء ما كان من أحداث وتفاعلات في الأسبوع الماضي نؤكّد الآتي:

أولًا: نبارك لشعبنا الفلسطينيّ وأمتنا الإسلاميّة العمليّة البطوليّة التي نفّذها ثلّة من الأبطال قرب مستوطنة “عيلي” على طريق رام الله – نابلس، هذه العمليّة البطوليّة التي جاءت تأكيدًا لنهج الجهاد في سبيل الله تعالى وردًا على جرائم العدو الصهيونيّ، كما نبارك لشعبنا الفلسطيني وأمتنا الإسلاميّة إنجاز المجاهدين الكبير في ملحمة جنين الأخيرة إذ ذاق العدو الصهيونيّ المهانة والثبور والتبار الكبير حين جرّب اقتحام جنين فواجهه الأبطال بالعبوات الناسفة التي أحالت آلياته العسكرية ركامًا من الخردة وحاصروا جنوده لساعات حتى فرّ مذءومًا مدحورًا.

إنّ هاتين الملحمتين في هذا الأسبوع تأكيد عمليّ على جدوى الجهاد في سبيل الله تعالى وأنّه وحده سبيل إلحاق النكاية والخزي بهذا العدو الغاصب وتحقيق الرّدع الأمثل لاستمراره في إجرامه وتجسيد النتيجة المترتبة على الأمر الإلهيّ في قوله عزوجل: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ” التوبة: 14

وإنّنا إذ نحيي سواعد الأبطال المجاهدين في جنين ورام الله ونابلس وسائر مدننا الحبيبة فإننا ندعو إلى المزيد من هذه العمليّات البطوليّة، كما ندعو شعوب أمتنا الإسلاميّة إلى تحمّل واجبهم تجاه هؤلاء الشباب المجاهد دعمًا ماديا ومعنويًا وإسنادًا في المجالات المختلفة.

ثانيًا: ندين بأشد العبارات قرار الاحتلال الصهيونيّ بحق الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلاميّة في القدس، وأحد رموز القدس والمسجد الأقصى المبارك القاضي بإبعاده عن مدينة القدس ستة أشهر قابلة للتمديد، هذا القرار الذي يمثل سابقة خطيرة بحق رموز المسجد الأقصى المبارك ويمهد لمرحلة جديدة تقوم على تهجير العاملين للقدس والمرابطين فيها وإفراغ المدينة المقدسة من رموزها.

كما ترافق هذا القرار بتصاعد العدوان على المسجد الأقصى المبارك وشهد الأسبوع الماضي إفراغ المسرى من المرابطات والمرابطين فيه بالقوة ومنع الاعتكاف في هذه الأيام المباركة في عدوان جديد على شعائر الأمة الإسلاميّة جمعاء في مواسمها المباركة.

وإننا إذ نعلن تضامننا الكامل مع الشيخ ناجح بكيرات، فإننا ندعو علماء الأمة ودعاتها إلى استحضار هذا العدوان في دروسهم وعلى منابرهم في هذه الأيام المباركة، وفضح الباطل الصهيونيّ ومساندة الأقصى المبارك والعاملين له والمرابطين فيه.

ثالثًا: ندين ونرفض بشدّة دعوة وزيرة السياحة البحرينية لوزير السياحة الصهيوني لزيارة البحرين الشقيق، إنّ هذه الدّعوة تمثل طعنة جديدة في الظهر لفلسطين ودماء أبنائها المراقة على طول فلسطين وعرضها وخذلانًا لمقدساتها وانتهاكًا لحرمات الإسلام، ولقد أكدت الأحداث المتسارعة لا سيما في الأسبوع الماضي أن مسار التطبيع لم يجلب إلّا العار لفاعليه وأنّه وبال على قضيّة فلسطين وعلى البلدان التي تمارسه.

رابعًا: نرفض بشدّة التصريحات التي أطلقها رئيس السلطة الفلسطينيّة إبان زيارته للصين ووصفه للشعب الإيغوري المسلم المظلوم بالإرهابيين.

وإننا نستغرب ممن يحمل قضيّة من أعدل قضايا البشرية في وجه الظلم والطغيان كيف يصف المظلومين بهذا الوصف تزلفًا لمن ظلمنهم؟

كما نؤكّد أن هذه التصريحات لا تنسجم مع نبض شعبنا الذي يقف مع المظلومين في الأرض فهو الذي ذاق مرارة الظلم ويعلم جيدًا معنى الخذلان.

وأخيرًا؛ ونحن نعلن موقفنا الأسبوعي وما تضمنه من مواقف وتأكيدات فإننا نهيب بوسائل الإعلام التفاعل مع هذه المواقف والقضايا وتصديرها للرأي العام في العالم الإسلاميّ، كما ندعو العلماء والدعاة والخطباء أن تكون هذه القضايا حاضرةً فلي خطبهم المنبريّة وإنّ هذا من صور الجهاد المبرور بالكلمة والذي ينبغي عدم الاستهانة به أو التقليل من أثره، والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

لتحميل الموقف بدقة عالية:

https://drive.google.com/file/d/1dTsCj2Zg-EQrwqTVKgoD4kmjf6aLojA5/view