2 محرّم 1445هـ الموافق 20 تموز “يوليو” 2023 م
أبناء أمّتنا الإسلاميّة المعطاء، أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد:
ما يزال المسجد الأقصى المبارك يكتوي بنيران العدوان الصّهيونيّ المتصاعد، وما فلسطين ولّادة بالأبطال رغم كلّ هذا الألم والإجرام الصهيوني الذي يعصف بها، ولقد كان الأقصى المبارك هو الأكثر حضورًا هذا الأسبوع في عدوان الصّهاينة، وبناءً عليه فإننا في هيئة علماء فلسطين، نؤكّد في موقفنا الأسبوعيّ الآتي:
أولاً: ندين ببالغ الغضب والاستنكار الاقتحام الصّهيونيّ لمصلّى باب الرّحمة، وانتهاك الجنود الصهاينة لحرمته، أولئك الشرذمة الذين تعمّدوا أن يدخلوا ويتجولوا في أنحاء المسجد بأحذيتهم في رسالة إهانة واضحة لكل مسلم واستهانة بمشاعر ملياري مسلم في الأرض.
وهنا نجدّد التأكيد أنّ مصلى باب الرّحمة جزءٌ أصيل ورئيس من المسجد الأقصى المبارك، وأنّه لا يمكن التنازل عنه أو تغيير صفته تحت أيّ ظرف من الظروف، وإنّ العدوان عليه وانتهاك حرمته هو انتهاك لحرمة ثالث مساجد المسلمين قداسة في الأرض، وهذا يحمّل المسلمين مسؤوليّة مضاعفة أمام محاولات تغيير وصف مصلى باب الرحمة وانتهاك قداسته.
قال تعالى: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” البقرة: 114
ثانياً: تطلق هيئة علماء فلسطين نداءً تحذيريًا عاجلًا لأبناء أمتنا الإسلاميّة لاستنفار جهودها لمواجهة الدعوات التي أطلقتها جماعات الهيكل المزعوم، وعدد من منظمات اليمين الصهيوني الاستيطانية وأعلنت من خلالها عن تنظيم مسيرة أعلام تهويدية في القدس المحتلة يوم الأربعاء السابع من محرّم 1445ه الموافق السادس والعشرين من شهر تموز “يوليو” 2023م.
وإنّنا نؤكّد أنّ هذه المسيرة وأشباهها من الخطورة بمكان لأنّها تمثّل معركة السيادة على القدس وعلى المسجد الأقصى المبارك، وهذا يوجب على الأمة كلّها في فلسطين وخارجها علماءً ودعاة وكتابًا ومفكرين وسياسيين وإعلاميين وأفرادًا وجماعات ومؤسسات التحرّك الفاعل واستنفار الجهود لمواجهة هذا العدوان الصهيونيّ المزمع.
قال تعالى: “انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” التوبة: 41
ثالثاً: تبارك الهيئة العمليّة الجهاديّة البطوليّة التي وقعت الأحد الماضي قرب حاجز تقوع في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وخلفت عددًا من الإصابات في صفوف الاحتلال الصّهيون وقذفت الرّعب في كيانه وأكّدت بقاء جذوة الجهاد مشتعلة ما دام الاحتلال الصّهيونيّ باقيًا على أرض فلسطين.
رابعاً: تتقدّم الهيئة ببالغ التعزية والمواساة إلى الشعب الجزائريّ الشقيق في ضحايا حادث المرور الأليم، الذي وقع في ولاية تمنراست جنوبي البلاد، ونضرع إلى الله تعالى أن يربط على قلوب ذوي الضحايا وأن يشفي الجرحى وأن يحفظ الجزائر الحبيبة وسائر بلاد المسلمين.
والحمد لله رب العالمين.
لتحميل الفيديو بدقة عالية:
https://drive.google.com/file/d/1Y6WHedEJq5Qv3ZcWj7cJUMF4nIiP1267/view