(دراسة تحليلية لحديث تمني الشهيد الرجوع إلى الدنيا في سنن النسائي)
مجلة المرقاة6 بحث4
تأليف: د. إبراهيم محمد محمود عبده أستاذ الحديث الشريف وعلومه المساعد كلية الدعوة الإسلامية- غزة- فلسطين
ملخص البحث:
يهدف هذا البحث إلى أمور عدة؛ من أهمها: بيان مكانة الشهيد وكراماته وفضائله عند الله تعالى، ونشر ثقافة الجهاد والاستشهاد وإحياؤها في نفوس المسلمين؛ كي يطهروا أوطانهم ومقدساتهم من دنس الصهاينة المجرمين. وقد اتبع الباحث المنهج التحليلي والاستنباطي في شرح الحديث، وبيان لطائفه وفوائد الخاصة بالمتن والإسناد على حدٍّ سواء. وقد توصل الباحث إلى جملة من النتائج؛ أهمُها: أنه لم يُذكر في آية أو حديث أن أحدًا من أهل الجنة يتمنى الرجوع إلى الدنيا سوى الشهيد، بخلاف العصاة والكفار وأهل النار فإنهم يتمنون الرجوع إلى الدنيا؛ ليؤمنوا ويتوبوا، وأنّ السرَّ في تمني الشهيد الرجوع إلى الدنيا؛ ليقتل في سبيل الله تعالى مرات أخرى؛ لما يرى من الكرامات، وأنَّ هذه الكرامات لا تنحصر فيمن قُتل شهيدًا، بل تشمل كل من قصد الشهادة وسعى لها، وإن مات على فراشه.
كلمات مفتاحية: الشرح المفيد، أمنية الشهيد، سنن النسائي.
Abstract:
This research aims at several things: The most important of which are: clarifying the status of the martyr, his dignities and virtues with God Almighty, and spreading the culture of jihad and martyrdom and reviving it in the hearts of Muslims in order to purify their homelands and their sanctities from the filth of the criminal Zionists. The researcher followed the analytical and deductive approach in explaining the hadith and showing its benefits. The researcher reached a set of conclusions: The most important of them is: It is not mentioned in a verse or hadith that none of the people of Paradise wants to return to this world except the martyr, unlike the people of Hell who wish to return to the world of faith and repentance, and that the secret lies in the desire of the martyr to return to this The world, to kill again for the sake of God Almighty because of the dignities he sees, and that these dignities are not specific to those who have been martyred, but this includes everyone who intends to be martyred even if he dies in his bed.
Key words: The useful explanation, The wish of the martyr, Sunan al’imam alnisayiyu.
المقدمة:
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وقائد الغر المحجلين، سيدنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فلما كانت التجارة مع الله تجارة رابحة؛ سعى إليها المتقون، وبحثوا عن أبوابها، فلم يجدوا أعظم من باب الجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى، إذ فيه علامة ظاهرة تدل على صدق المرء مع ربه في إتلافه نفسه وماله من أجل إعلاء رايته وقهر عدوه، وهذه التجارة أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة: 111].
فقد بشر الله عباده المجاهدين بالفوز العظيم، وأظهر لهم فضائل وكرامات تميّزهم عن غيرهم من المؤمنين، حتى تمنى الشهيد بعد ما شاهدها عيانًا أن يعود إلى الدنيا ليقتل في سبيل الله مرات عديدة؛ طمعًا في المزيد من فضل الله تعالى.
وفي هذا البحث سوف أقوم بتسليط الضوء على هذه الفضائل والكرامات التي جعلت الشهيد يتمنى العودة إلى الدنيا من خلال دراسة تحليلية للحديث الذي أشار إلى هذا المعنى، وهو حديث الصحابي محمد بن أبي عميرة t في سنن النسائي، وقد أسميت بحثي هذا بــ “الشرح المفيد في بيان أمنية الشهيد”.
أولًا: أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
تكمن أهمية الموضوع وأسباب اختياره فيما يأتي:
- حاجة الناس إلى من يذكرهم بفضل الجهاد والشهادة في سبيل الله لا سيما على أرض فلسطين المباركة المغتصبة من قبل ألدِّ أعداء الله اليهود الصهاينة، خاصة ونحن نعيش في زمن أساء فيه أعداؤنا استخدام مصطلح الجهاد حتى وسموه بالإرهاب، وكذلك بعض أبناء المسلمين الذين أفرطوا في استخدامه بلا ضوابط ولا أخلاق حتى ولجوا بالدماء، فقتلوا الأبرياء باسم هذا المصطلح الناصع وهو منهم براء!
- حاجة المجاهدين إلى من يثبتهم ويرفع من هممهم للتضحية بالنفس والمال في سبيل الله، وبذل المهج والأرواح دفاعًا عن العباد والبلاد التي استباحها أعداء الله.
- يُعدُّ هذا البحث ضربًا من ضروب الجهاد، وهو جهاد القلم واللسان، عملًا بقول الصادق المصدوق r: “جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَأَنْفُسِكُمْ، وَأَلْسِنَتِكُمْ”([1]).
ثانيًا: أهداف الموضوع:
- بيان مكانة الشهيد وكراماته وفضائله عند الله تعالى؛ دفعًا لعجلة الجهاد والشهادة في سبيل الله.
- نشر ثقافة الجهاد والاستشهاد وإحياؤها في نفوس المسلمين؛ كي يطهروا أوطانهم ومقدساتهم من دنس الصهاينة المجرمين.
- بيان دور السنّة النبوية بالحث على الجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى.
- بيان اهتمام العلماء بأحاديث الجهاد والشهادة من خلال تحليلاتهم وأقوالهم وشروحهم لها.
- الإسهام في نصرة الجهاد والمجاهدين على أرض فلسطين المباركة من خلال هذا السفر المتواضع الذي يبرز مكانة الجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى.
ثالثًا: منهج الباحث:
يتبع الباحث المنهج التحليلي والاستنباطي في شرح الحديث، حيث سيقوم بدراسة الحديث وشرحه شرحًا تحليليًا لمتنه وإسناده؛ ليستنبط منه اللطائف والفوائد.
رابعًا: خطة البحث:
ينقسم البحث بعد هذه المقدمة إلى: مبحثين، وخاتمة، حسب الآتي:
المبحث الأول: ما يخص قضايا الإسناد.
المبحث الثاني: ما يخص قضايا المتن.
الخاتمة: النتائج والتوصيات.
قال الإمام النسائي- رحمه الله-: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ ابْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي عَمِيرَةَ t، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: “مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ يَقْبِضُهَا رَبُّهَا تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا غَيْرُ الشَّهِيدِ». قَالَ ابْنُ أَبِي عَمِيرَةَ t: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: “وَلَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الْوَبَرِ وَالْمَدَرِ»([2]). |
المبحث الأول: قضايا الإسناد
المطلب الأول: تخريج الحديث:
أخرجه النسائي في الكبرى([3]) من طريق عمرو بن عثمان به بمثله، وأخرجه أحمد في مسنده([4])، والبخاري في تاريخه([5])، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ([6])، من طريق حيوة بن شريح، وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد([7])، من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي. كلاهما (حيوة وعبد الوهاب) عن بقية بن الوليد به، بنحوه.
وللحديث شواهد:
الأول: أخرجه النسائي([8])، وأحمد([9])، من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ t بنحوه.
الثاني: أخرجه النسائي([10])، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، بمعناه.
الثالث: أخرجه البخاري([11])، ومسلم([12])، من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t، بنحوه.
الرابع: أخرجه مسلم([13])، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُوْدٍ t عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: 169]، قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: “أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً”، فَقَالَ: ” هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا”.
الخامس: أخرجه الترمذي([14])، وابن ماجه([15])، عن جَابِر بْن عَبْدِ اللهِ t، يَقُولُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ r، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يُرْجَعُونَ، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا}[آل عمران: 169].
المطلب الثاني: دراسة رجال الإسناد:
- عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ كَثِيْرِ بنِ دِيْنَارٍ القُرَشِيُّ مَوْلَهُم، أَبُو حَفْصٍ الحِمْصِيُّ، ت250هـ.
قال الذهبي: “صدوق حافظ”([16])، وقال ابن حجر: “صدوق”([17]).
- بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ صَائِدِ بنِ كَعْبِ بنِ حَرِيْزٍ الحِمْيَرِيُّ أَبُو يُحْمِدَ الحِمْصِيُّ، ت197هـ.
قال الذهبي: “الحافظ، وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقات، وقال النسائي: إذا قال حدثنا وأخبرنا فهو ثقة”([18])، وقال ابن حجر: “صدوق كثير التدليس عن الضعفاء”([19]).
قلت: الراوي صدوق، لكنه مدلس تدليس التسوية، وهو من الطبقة الرابعة الذين لا يغتفر تدليسهم إلا إذا صرّح بالسماع([20])، وقد صرّح بالسماع كما في رواية الإمام أحمد([21])، إذ فيها: “قَالَ بقيَّةُ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ”، وبذلك تنتفي علة التدليس عنه هنا وتغتفر.
- بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ الْخَبَائِرِيُّ السَّحُولِيُّ أَبُو خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ، ت148هـ.
قال الذهبي: “حجة”([22])، وقال ابن حجر: “ثقة ثبت”([23]).
- خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ بنِ أَبِي كَرِبٍ الكَلاَعِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحِمْصِيُّ، ت104هـ.
قال الذهبي: “فقيه كبير ثبت مهيب مخلص، يقال: كان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة”([24])، وقال ابن حجر: “ثقة عابد يرسل كثيرًا”([25]).
قلت: الراوي عنده علتان، وهما:
- التدليس: ولا يضر؛ لأنه من المرتبة الثانية الذين اغتفر الأئمة تدليسهم([26]).
- الإرسال: ولا يضر كذلك؛ لأن إرساله عن بعض الصحابة، وحديثه هنا عن تابعي([27]).
- جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرِ بنِ مَالِكِ بنِ عَامِرٍ الحَضْرَمِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْصِيُّ، ت80هـ، وقيل بعدها.
قال الذهبي: “ثقة”([28])، وقال ابن حجر: “ثقة جليل، مخضرم، ولأبيه صحبة، فكأنه هو ما وفد إلا في عهد عمر t”([29])
قلت: الراوي عنده علتان، وهما:
- التدليس: ولا يضر؛ لأنه من المرتبة الثانية الذين اغتفر الأئمة تدليسهم([30]).
- الإرسال: ولا يضر كذلك؛ لأن إرساله عن أبي بكر t، ولم يرو عنه في هذا الحديث([31]).
- ترجمة الصحابي ابْنِ أَبِي عَمِيرَةَ t([32]):
هو: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمِيرَةَ الْمُزَنِيُّ([33])، أخو عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبي عميرة، سكن الشام، له صحبة، وقد روى عن النبي r ثلاثة أحاديث فقط، وهي: حديث الباب، وحديث: “لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرِمًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ لَحَقَّرَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلَوْ أَنَّهُ يُعَادُ لكيما يَزْدَادُ مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ”([34])، وحديث: “يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةَ، فَلَا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ”([35])([36]).
المطلب الثالث: الحكم على الإسناد:
قلت: الحديث إسناده حسن، ولا يضر تدليس بقية بن الوليد فقد صرّح بالسماع في رواية الإمام أحمد كما تقدّم، ويرتقي بالشواهد إلى الصحيح لغيره.
وقد حسنه المنذري([37])، وصححه الحافظ ابن حجر([38])، وقال الهيثمي: “رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ”([39]). وصححه من المعاصرين الأرناؤوط ([40])، والألباني([41]).
المطلب الرابع: ألفاظ التلقي والأداء:
قلت: فيه الإخبار، والتحديث بصيغة الجمع، والعنعنة، والقول.
المطلب الخامس: لطائف الإسناد:
- رواته جميعهم شاميون حِمصِيُّوْن، وكذا الصحابي ابن أبي عميرة فإنه نزل الشام وأقام فيها.
- رواية التابعي عن التابعي: “خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْر”.
- فيه راو مخضرم، وهو:” جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْر”.
- يعدُّ الحديث مثالًا لرواية الوحدان، حيث إن الصحابي ابن أبي عميرة t لم يرو عنه أحد مطلقًا غير جبير بن نفير([42]).
- يصح أن نطلق على هذا الحديث بأنه رواية مجاهدين؛ إذ إن أحد رواته كان كثير الجهاد، وهو خالد بن معدان([43])، وصحابيه ابن أبي عميرة أحسب أنه نزل الشام مرابطًا مجاهدًا([44]).
المطلب السادس: رسم شجرة الإسناد:
ابن أبي عميرة t
|
جبير بن نفير
|
خالد بن معدان
|
بحير بن سعد
|
بقية بن الوليد
|
عمرو بن عثمان حيوة بن شريح الحَوْطي
| | |
السنن الصغرى، مسند أحمد، الجهاد لابن أبي عاصم
والسنن الكبرى للنسائي والتاريخ الكبير للبخاري،
والمعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان
المطلب السابع: رحلة الحديث:
انتقل الحديث من مدينة رسول الله r إلى حمص في الشام، واستقرَّ بها.
المطلب الثامن: مناهج الإمام النسائي في الحديث:
- الاختصار في أسماء شيوخه: مثل: “بقية”، والصحابي: “ابن أبي عميرة t”.
- تقسيم متن الحديث الواحد إلى جمل بإسنادٍ واحد، حيث روى أولًا جملة: “مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ يَقْبِضُهَا رَبُّهَا تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا غَيْرُ الشَّهِيدِ”، ثمَّ قال: “قَالَ ابْنُ أَبِي عَمِيرَةَ t: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: وَلَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الْوَبَرِ وَالْمَدَرِ”([45]).
- تخريج الحديث كشاهد لحديث أبي هريرة t؛ ولعلَّ السبب عدم شهرة هذا الصحابي ابن أبي عَمِيرَةَ t.
المطلب التاسع: التحقق من شرط الإمام النسائي في الحديث:
كان النسائي شرطه في كتاب السنن يتمثل فيما يأتي([46]):
- تخريج أحاديث الرواة من الطبقة الأولى والثانية والثالثة في الأصول، وخرج عن رواة الطبقة الرابعة ممن لم يجمع على تركهم إذا اتصل سندهم، وهذا التخريج في المتابعات والشواهد.
- عدم تخريج أحاديث الرواة المختلطين.
قلت: وإذا طبَّقْنَا هذين الشرطين على رجال إسناد هذا الحديث، فنجد أن الإمام النسائي قد التزم بهما، فلا يوجد أحد فيهم من الرواة المختلطين الذين ترك حديثهم لعلة الاختلاط من جهة، ومن جهة أخرى جميعهم ثقات سوى شيخ النسائي عمرو بن عثمان فإنه صدوق حجة لا ينزل عن الثقة كثيرًا، علمًا أن النسائي خرّج هذا الحديث شاهدًا لحديث أبي هريرة t في ذات الباب([47]).
المطلب العاشر: سبب ورود الحديث:
لم أعثر على سبب ورود لحديث ابن أبي عميرة، أما بخصوص الشواهد فلم أعثر كذلك على سبب ورود لأحاديث عبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وأنس y، أما حديث ابن مسعود فسبب وروده أن الصحابة y سألوا النبي r عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: 169]، قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: “أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً”، فَقَالَ: ” هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا“([48]).
وأما حديث جابر t فسبب وروده مواساة النبي r له بعد استشهاد والده لمّا رآه منكسرًا، قال له: أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ U: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يُرْجَعُونَ…”([49]).
المطلب العاشر: سبب إيراد الحديث:
لم أعثر على سبب إيراد للحديث وشواهده، سوى حديث ابن مسعود، وهو كما قال مَسْرُوقُ بنُ الأجْدَعِ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُوْدٍ t عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: 169]، قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ…”.
المبحث الثاني: قضايا المتن
المطلب الأول: المطابقة بين الترجمة والحديث:
ترجم الإمام النسائي للحديث تحت كتاب الجهاد، بباب تمنِّي القتل في سبيل الله تعالى، ونوع هذه الترجمة ظاهرة، وعلاقتها بالحديث تامة.
المطلب الثاني: اللغة وغريب اللفظ:
- نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ: سواء كانت ذكرًا أم أنثى([50])، وقد سُميت النفس نفسًا، لتولُّدِ النَّفَس منها، واتصاله بها؛ كما سَمُّوا الروح روحًا؛ لأن الروح موجود بها، وقد فرّق بعض العلماء بين “النفس” و”الروح”، فقال: الروح هو الذي به الحياة، والنفس هي التي بها العقل، فإذا نام النائم، قَبَضَ الله نفسه، ولم يقبض روحه، والروح لا يُقبض إلاّ عندَ الموتِ([51]).
- يَقْبِضُهَا رَبُّهَا: أي يميتها([52])، يقال قبَضَ اللهُ فلانًا: أماته “قبض اللهُ روحَه”([53]).
- سبب تسمية “الشَّهِيدِ”:
الشَّهِيدُ هو مَنْ قُتِل مُجاَهدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ويُجْمع عَلَى شُهَدَاءَ، وقد جاء فِي تَسْمِيَته شَهِيدًا سَبْعَة أَقْوَال([54]):
“أَحدهَا: أَنه حَيّ كَأَنَّهُ شَاهد، أَي: حَاضر لقَوْله تَعَالَى: {بل أَحيَاء}.
وَالثَّانِي: أَن الله تَعَالَى وَمَلَائِكَته شهدُوا لَهُ بِالْجنَّةِ.
وَالثَّالِث: لِأَن مَلَائِكَة الرَّحْمَة تشهده.
وَالرَّابِع: لسقوطه بِالْأَرْضِ وَهِي الشاهدة.
وَالْخَامِس: لقِيَامه بِشَهَادَة الْحق فِي أَمر الله تَعَالَى حَتَّى قتل.
وَالسَّادِس: لِأَنَّهُ يشْهد مَا أعد الله تَعَالَى لَهُ من الْكَرَامَة بِالْقَتْلِ.
وَالسَّابِع: لِأَنَّهُ شهد لله سُبْحَانَهُ بالوجود والإلهية بِتَسْلِيم نَفسه بِالْقَتْلِ، وَشهد غَيره بالْقَوْل”.
- أهل الْوَبَرِ: أَيْ أَهْلِ البَوادِي، وَهُوَ مِنْ وَبَرِ الْإِبِلِ؛ لأنَّ بُيوتَهم يَتَّخِذونها مِنْهُ([55]).
- ويرِيدُ بِأَهْلِ المَدَر: أهلَ القُرَى والمُدُن وَالْأَمْصَارِ([56])، والمَدَرُ: جَمْعُ مَدَرة، وَهِيَ البِنْية([57]).
قال السندي: “وَالْمرَاد أَن يكون لي هَؤُلَاءِ عبيدًا فَأعْتقهُمْ”([58]).
المطلب الثالث: المعنى العام للحديث:
لقد بيّن النبي r فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى في هذا الحديث من جانبين:
الأول: بيانه أنه لا يتمنى أحدٌ من أهل الجنة الرجوع إلى الدنيا بعدما تخلّص من تبعاتها ومشاقها إلا الشهيد الذي قتل في سبيل الله تعالى؛ وذلك لما يرى من فضل الشهادة والكرامات التي أعدها الله تعالى للمجاهدين والشهداء في جنات النعيم.
الثاني: أمنيته r القتل والشهادة في سبيل الله تعالى، وتفضيله ذلك على إعتاق العبيد من أهل المدن والقرى والبوادي في سبيل الله تعالى.
المطلب الرابع: المتن الجامع:
سوف أعتمد في أصل المتن رواية الإمام النسائي([59])، وهي التي بنيت عليها شرح الحديث، وكل ُّ إضافة على متن الحديث سوف أجعلها بين معكوفين، هكذا [ ].
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:“مَا [عَلَى الْأَرْضِ]([60]) [مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ]([61]) مِنَ النَّاسِ مِنْ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ [نَفْسُ مُسْلِمٍ]([62]) [نَفْسٍ تَمُوتُ]([63]) يَقْبِضُهَا رَبُّهَا [اللهُ]([64]) [لَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ]([65]) تُحِبُّ [يَسُرُّهَا]([66]) أَنْ تَرْجِعَ [تَعُودَ]([67])، [فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ]([68])، إِلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا [وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْء]([69]) غَيْرُ الشَّهِيدِ [إِلَّا الْقَتِيلُ]([70])، [فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ]([71]) [إِلَى الدُّنْيَا، يَقُولُ: حَتَّى أُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ فِي سَبِيلِ اللهِ]([72]) [فَيُقْتَلَ فِي الدُّنْيَا]([73]) [فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى]([74]) [فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ]([75]) [لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ]([76])“.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: “وَلَأَنْ أُقْتَلَ [لَأَنْ أُقْتَلَ]([77]) فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي [الْمَدَرُ وَالْوَبَرُ]([78]) أَهْلُ الْوَبَرِ وَالْمَدَر”.
المطلب الخامس: الأحكام المستفادة من الحديث:
- ما حكم التمني، وما علاقته بطول الأمل؟
اعلم أن التمني قسمان أحدهما مذموم، والآخر محمود، فأما المذموم فهو ما يجعل صاحبه متعلقًا في الدنيا، غافلًا عن الآخرة، وهو الذي يسمى بطول الأمل، وقد نعت النبي r صاحبه بالعاجز؛ لأنه يعجز عن إدراك مصلحته في الآخرة، فقال: “الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ”([79]).
وهو الذي حذر منه النبي r، فقال: “لاَ يَزَالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ: فِي حُبِّ الدُّنْيَا وَطُولِ الأَمَلِ”([80])، وفي روايةٍ: “يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ: حُبُّ المَالِ، وَطُولُ العُمُرِ”([81]).
“فِي هَذَا الْحَدِيثِ كَرَاهَةُ الْحِرْصِ عَلَى طُولِ الْعُمُرِ وَكَثْرَةِ الْمَالِ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِمَحْمُودٍ، والْحِكْمَةُ فِي التَّخْصِيصِ بِهَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ: أَنَّ احب الْأَشْيَاء إِلَى ابن آدَمَ نَفْسُهُ، فَهُوَ رَاغِبٌ فِي بَقَائِهَا؛ فَأَحَبَّ لِذَلِكَ طُولَ الْعُمُرِ، وَأَحَبَّ الْمَالَ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ فِي دَوَامِ الصِّحَّةِ الَّتِي يَنْشَأُ عَنْهَا غَالِبًا طُولُ الْعُمُرِ، فَكُلَّمَا أَحَسَّ بِقُرْبِ نَفَادِ ذَلِكَ اشْتَدَّ حُبُّهُ لَهُ وَرَغْبَتُهُ فِي دَوَامِهِ”([82]).
وأما النوع المحمود، فهو الذي يكون في أبواب الخير، وترتب عليه الأجر والمثوبة عند الله تعالى، كمن يتمنى أن يتصدّق في سبيل الله، أو يحفظ القرآن الكريم، أو يُستشهد في سبيل الله تعالى، وعليه تنطبق أمنية النبي r في هذا الحديث.
وقد أفرد الإمام البخاري- رحمه الله- كتابًا في صحيحه أسماه: “كتاب التمني”، وجعل تحته بابًا أسماه: “بَاب مَا جَاءَ فِي التَّمَنِّي وَمَنْ تَمَنَّى الشَّهَادَة”، وكذلك: “بَابُ تَمَنِّي الْخَيْرِ”.
قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله-: “هَذِهِ التَّرْجَمَةُ أَعَمُّ مِنَ الَّتِي قَبْلَهَا؛ لِأَنَّ تَمَنِّيَ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ جُمْلَةِ الْخَيْرِ، وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ التَّمَنِّيَ الْمَطْلُوبَ لَا يَنْحَصِرُ فِي طَلَبِ الشَّهَادَةِ”([83]).
وعليه فقد أورد البخاري رحمه الله أحاديث وآثارًا كثيرة في باب تمني الإنسان فعل الخير، منها:
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r، قَالَ: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ وَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ”، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُهُنَّ ثَلاَثًا، أَشْهَدُ بِاللَّهِ([84]).
وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنِ النَّبِيِّ r، قَالَ: “لَوْ كَانَ عِنْدِي أُحُدٌ ذَهَبًا، لَأَحْبَبْتُ أَنْ لاَ يَأْتِيَ عَلَيَّ ثَلاَثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ- لَيْسَ شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ عَلَيَّ- أَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ”([85]).
وتحت باب “تَمَنِّي القُرْآنِ وَالعِلْمِ”: حديث أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: “لاَ تَحَاسُدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ فَيَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ”([86]).
- هل أمر تمني الرجوع إلى الدنيا يقتصر على الشهيد؟
لم يُذكر في آية أو حديث أن أحدًا من أهل الجنة يتمنى الرجوع إلى الدنيا سوى الشهيد، أما الفجار والكفار وأهل النار فقد ورد أنهم يتمنون الرجوع إلى الدنيا؛ ليؤمنوا ويتوبوا ويتزودوا للآخرة، فقد قال الله تعالى على لسانهم: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[المؤمنون: 99- 100]، وقال أيضًا: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ }[السجدة: 12]، وقال أيضًا: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}[المنافقون: 10].
- فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى:
لقد وردت أحاديث كثيرة ترغِّب بالجهاد والشهادة في سبيل الله؛ لأنه بهما يُمكَّن للمسلمين في الأرض، وهما الطريق إلى الجنة، منها ما رواه البخاريُّ ومسلم عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ: “وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ”([87]).
فبيَّن النبي e أنَّ طريق الجهاد من أيسر الطرق التي توصل العبد للفوز بالجنة، وبيَّن كذلك أنَّ الجهاد والرباط في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، فقد روى البخاريُّ ومسلم، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ t، أنَّ رسول الله e، قَالَ: “رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ في سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، أَوْ الغَدْوَةُ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا”([88]).
وروى البخاريُّ عن أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ؟ قَالَ: “لَا أَجِدُهُ”، قَالَ: “هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلَا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلَا تُفْطِرَ؟” قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟!([89]).
وفي رواية لمسلم: قيل: يَا رسولَ اللهِ، مَا يَعْدلُ الجهادَ في سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: “لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ”، فَأعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ،كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: “لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ”، ثُمَّ قَالَ: “مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبيلِ اللهِ كَمَثلِ الصَّائِمِ القَائِمِ القَانتِ بآياتِ الله لا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ، وَلاَ صَلاَةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ المُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللهِ”([90]).
ولإعلاء منزلة الشهداء وبيان مكانتهم وكرامتهم عند الله كان النبي e يود ويتمنى أن يقتل في سبيل الله، فقد روى البخاريُّ ومسلم، عن أَبِيْ هُرَيْرَةَ t، عَنْ النَّبِيِّe، قَالَ: “انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ”([91]).
فدلَّ ذلك أن أبهى الكرامات إنما تأتي بالقتل والشهادة في سبيل الله؛ لذلك فلا عجب أن يتمنى الشهيد أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات في سبيل الله U.
- ما السبب في تمني الشهيد الرجوع الى الدنيا؟
لقد بيّن النبي r السر في تمني الشهيد الرجوع إلى الدنيا، وذلك ليقتل في سبيل الله تعالى مرات أخرى، لما يرى من الكرامة، وفضل الشهادة([92]).
- ما هي كرامات الشهيد التي من أجلها يتمنى الرجوع إلى الدنيا ليقتل مرات أخرى؟
لقد جاء في بيان كرامات الشهيد آيات بيّنات، وأحاديث كثيرة واضحات، منها:
أولًا: ما جاء في القرآن الكريم:
- قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}[البقرة: 154].
- وقال تعالى:{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169-171].
فيخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار؛ فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار([93]).
- وقد اشترى الله سبحانه وتعالى من المؤمنين نفوسهم لنفاستها لديه إحسانًا منه وفضلًا.
وكتب ذلك العقد الكريم في كتابه العظيم؛ فهو يقرأ أبدًا بألسنتهم ويتلى، قال تعالى مبينًا لزوم هذا العقد أزلًا في محكم القرآن([94]): {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة: 111].
قال الإمام ابن كثير- رحمه الله- في تفسير هذه الآية: “يخبر تعالى أنه عاوض من عباده المؤمنين عن أنفسهم وأموالهم إذا بذلوها في سبيله بالجنة، وهذا من فضله وكرمه وإحسانه؛ فإنه قبل العوض عما يملكه بما تفضل به على عبيده المطيعين له. ولهذا قال الحسن البصري وقتادة: بايعهم الله فأغلى ثمنهم”([95]).
- وقال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا}[النساء: 69].
- وقال تعالى: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء}[الزمر: 69].
فقرن الله سبحانه ذكر الشهداء مع النبيين؛ تكريمًا لهم، وبيانًا لعلو منزلتهم.
- وقال تعالى: {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء}[آل عمران: 140].
قال السهيلي- رحمه الله-: “وفيه فضل عظيم للشهداء، وتنبيه على حب الله إياهم حيث قال: {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء}[آل عمران: 140]، ولا يقال: اتخذت، ولا اتخذ إلا في مصطفى محبوب، قال سبحانه: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ}[المؤمنون: 91]، وقال: {مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا}[الجن: 3]، فالاتخاذ إنما هو اقتناء واجتباء”([96]).
ثانيًا: ما جاء في السنة النبوية([97]):
- الشهيد لا يجد ألم القتل: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: “مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ القَرْصَةِ“([98]).
- الشهيد في الجنة([99]): عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ البَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ r، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلاَ تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَإِنْ كَانَ فِي الجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي البُكَاءِ، قَالَ: “يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى” ([100]).
- الشهيد تكفر عنه خطاياه إلا الدين: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ t، أَنَّ رَسُولَ اللهِ r، قَالَ “يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ”([101]).
فالشهادة في سبيل الله تكفر جميع ما على العبد من الذنوب التي بينه وبين الله تعالى([102]).
- الشهيد رائحة دمه مسك يوم القيامة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُكْلَمُ([103]) أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ” ([104]).
- الشهيد تظله الملائكة بأجنحتها: عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ-رضي الله عنهما- قال: جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ r، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ، فَنَهَانِي قَوْمِي فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ، فَقِيلَ: ابْنَةُ عَمْرٍو- أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو- فَقَالَ: “لِمَ تَبْكِي- أَوْ لاَ تَبْكِي- مَا زَالَتِ المَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ”([105]).
- دار الشهيد: عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ t، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r: “رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلاَنِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ، لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، قَالاَ: أَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ”([106]).
- الشهيد يُزَوَّجُ باثنتين وسبعين من الحور العين، وَيُشَفَّعُ في سبعين من أهله: ففي حديث المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: “لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ”([107]).
- جسد الشهيد لا تأكله الأرض: ومن إكرام الله لأجسادهم التي بذلوها لأجله: إبقاؤها كما هي؛ فلا تأكل الأرض أجسادهم، وفي حديث جابر بن عبد الله بن حرام -رضي الله عنهما- عندما دفن أبوه مع آخر، وكانا قد قتلا في معركة أحد، قال جابر t: “فَأَصْبَحْنَا، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ فِي قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الآخَرِ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً([108]) غَيْرَ أُذُنِهِ”([109]).
وعنه t في حديث آخر قال: “لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ t أَنْ يُجْرِيَ الْكِظَامَةَ([110]) قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ فَلْيَأْتِ قَتِيلَهُ- يَعْنِي قَتْلَى أُحُدٍ- قَالَ: فَأَخْرَجَهُمْ رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ قَالَ: “فَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ رِجْلَ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَانْفَطَرَتْ دَمًا” فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْريُّ t: “لَا يُنْكِرْ بَعْدَ هَذَا مُنْكِرٌ أَبَدًا” ([111]).
وعنه t أيضًا أنّه قَالَ: “فَرَأَيْتُ أَبِي فِي حُفْرَتِهِ كَأَنَّهُ نَائِمٌ وَمَا تَغَيَّرَ مِنْ حَالِهِ قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ، فَقِيلَ لَهُ: فَرَأَيْتَ أَكْفَانَهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا كُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ([112]) خُمِرَ بِهَا وَجْهُهُ، وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْحَرْمَلُ([113])، فَوَجَدْنَا النَّمِرَةَ كَمَا هِيَ، وَالْحَرْمَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ عَلَى هَيْئَتِهِ، وَبَيْنَ ذَلِكَ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً”([114]).
وعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ([115]) قَالَ: “رَأَى بَعْضُ أَهْلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ رَآهُ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ دَفَنْتُمُونِي فِي مَكَانٍ قَدْ آذَانِي فِيهِ الْمَاءُ، فَحَوِّلُونِي مِنْهُ”، قَالَ: “فَحَوَّلُوهُ، فَأَخْرَجُوهُ كَأَنَّهُ سَلْقَةٌ([116]) لَمْ يَتَغَيِّرْ مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا شَعَرَاتٌ مِنْ لِحْيَتِهِ”([117]).
قال السهيلي- رحمه الله-: “وما وجد في صدر هذه الأمة من شهداء أحد، وغيرهم على هذه الصورة لم يتغيروا بعد الدهور الطويلة كحمزة بن عبد المطلب t فإنه وجد حين حفر معاوية t العين صحيحًا لم يتغير، وأصابت الفأس إصبعه فدميت، وكذلك أبو جابر عبد الله بن حرام، وعمرو بن الجموح، وطلحة بن عبيد الله y استخرجته بنته عائشة من قبره حين رأته في المنام، فأمرها أن تنقله من موضعه، فاستخرجته من موضعه بعد ثلاثين سنة لم يتغير، ذكره ابن قتيبة في المعارف، والأخبار بذلك صحيحة”([118]).
وجاء في شرح الطحاوية: “وأما الشهداء فقد شوهد منهم بعد مدد من دفنهم كما هم لم يتغيروا، فيحتمل بقاؤه كذلك في تربته إلى يوم محشره، ويحتمل أنه يبلى مع طول المدة، والله أعلم، وكأنه -والله أعلم- كلما كانت الشهادة أكمل، والشهيد أفضل، كان بقاء جسده أطول”([119]).
وأكتفي بهذا المقدار من ذكر كرامات الشهيد؛ دفعًا للإطالة، لا سيما وقد تكفلت بعض المصنفات بتفصيل ذلك([120]).
- ما هو السرُّ في تأمين الشهيد من الفزع؟
لأنه لا يجتمع للعبد فزعان، فمن فزع في الدنيا فلا يفزع في الآخرة، وقد أخرج النسائي في سننه([121])، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ e، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ؟ قَالَ: “كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِعَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً”.
قال الحكيمُ الترمذي: “مَعْنَاهُ أَنه أظهر صدق مَا فِي ضَمِيره، حَيْثُ برز للحرب وَالْقَتْل، فلماذا يُعَاد عَلَيْهِ السُّؤَال؟!”([122]).
وقال القرطبي :”معناه؛ أنه لو كان في هؤلاء المقتولين نفاق؛ كان إذا التقى الزحفان، وبرقت السيوف فرُّوا؛ لأنَّه من شأن المنافق الفرار والروغان عند ذلك، ومن شأن المؤمن البذل، والتسليم لله نفسًا، وهيجان حميةَ الله، والتعصب له؛ لإعلاء كلمته، فهذا قد أظهر صدق ما في ضميره، حيث برز للحرب والقتل، فلماذا يعاد عليه السؤال؟!”([123]).
- هل هذه الكرامات مختصة فيمن قُتل شهيدًا أم تتحصل لمن مات من المجاهدين ميتتة عادية؟
الذي يظهر من الأحاديث الصحيحة أنَّ الأمر لا يقتصر ولا ينحصر فيمن قُتل شهيدًا، بل إنه يشمل كل من قصد الشهادة وسعى لها وإن مات على فراشه، ودليله حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: “مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا، أُعْطِيَهَا، وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ”([124]).
وجاء في حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ t، أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ: “مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ”([125]).
قال الإمام النووي- رحمه الله-: “وَمَعْنَاهُمَا جَمِيعًا: أَنَّهُ إِذَا سَأَلَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ أُعْطِيَ مِنْ ثَوَابِ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ كَانَ عَلَى فِرَاشِهِ، وَفِيهِ استحباب سؤال الشهادة، واستحباب نية الخير”([126]).
وجاء في بيان من مات مرابطًا دون أن يقتل، أحاديث تبيّن فضل الرباط ودرجات أصحابه في الآخرة، وأنهم لا يفزعون مثل الشهداء؛ لأنهم كانوا في الدنيا في حال حذر مع خوف من مباغتة العدوِّ في أي لحظة؛ لأنَّ الرباط “هو الإقامة بالثغر تقويةً للمسلمين على الكفار، والثغر كل مكان يخيف أهلُه العدوَّ، ويُخيفُهم”([127]).
روى مسلمٌ في صحيحه من حديثِ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ t، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e، يَقُولُ: “رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ”([128]).
وفي روايةٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، عَنْ النبيِّ e، قَالَ: “مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أجْري عَلَيْهِ أَجْر عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وَأجْري عَلَيْهِ رِزْقهُ، وَأَمِنَ مِنْ الْفَتَّانِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنْ الْفَزَعِ”([129]).
- أقسام الشهداء وحكمهم:
قال الإمام النووي- رحمه الله-: وَاعْلَمْ أَنَّ الشَّهِيدَ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ:
أَحَدُهَا: الْمَقْتُولُ فِي حرب الكفار بِسَبَبٍ مِنْ أَسْبَابِ الْقِتَالِ، فَهَذَا لَهُ حُكْمُ الشُّهَدَاءِ فِي ثَوَابِ الْآخِرَةِ، وَفِي أَحْكَامِ الدُّنْيَا وَهُوَ أَنَّهُ لَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ.
وَالثَّانِي: شَهِيدٌ فِي الثَّوَابِ دُونَ أَحْكَامِ الدُّنْيَا، وَهُوَ الْمَبْطُونُ وَالْمَطْعُونُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ جَاءَتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ بِتَسْمِيَتِهِ شَهِيدًا، فَهَذَا يُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَلَهُ فِي الْآخِرَةِ ثَوَابُ الشُّهَدَاءِ، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ ثَوَابِ الْأَوَّلِ.
وَالثَّالِثُ: مَنْ غَلَّ فى الغنيمة، وشبهه ممن وَرَدَتِ الْآثَارُ بِنَفْيِ تَسْمِيَتِهِ شَهِيدًا إِذَا قُتِلَ فِي حَرْبِ الْكُفَّارِ، فَهَذَا لَهُ حُكْمُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا فَلَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَيْسَ لَهُ ثَوَابُهُمُ الْكَامِلُ فِي الْآخِرَةِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ”([130]).
- أنواع الشهداء حكمًا؟
جاء في أحاديث كثيرة، أن الشهيد لا ينحصر فيمن قتل في سبيل الله، وإنما هناك أنواع أخرى من الشهداء، كالغريق والحريق والنفساء… إلخ، منها على سبيل الذكر لا الحصر حديث أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: “مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟”
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.
قَالَ: “إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ”، قَالُوا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: “مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ”.
قَالَ ابْنُ مِقْسَمٍ([131]): أَشْهَدُ عَلَى أَبِيكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ: “وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ”([132]).
قال الإمام النووي- رحمه الله-: “فَأَمَّا الْمَطْعُونُ فَهُوَ الَّذِي يَمُوتُ فِي الطَّاعُونِ، وَأَمَّا الْمَبْطُونُ فَهُوَ صَاحِبُ دَاءِ الْبَطْنِ وَهُوَ الْإِسْهَالُ، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي بِهِ الِاسْتِسْقَاءُ وَانْتِفَاخُ البطن، وقيل: هُوَ الَّذِي تَشْتَكِي بَطْنُهُ، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي يَمُوتُ بِدَاءِ بَطْنِهِ مُطْلَقًا، وَأَمَّا الْغَرِقُ فَهُوَ الَّذِي يَمُوتُ غَرِيقًا فِي الْمَاءِ…
قَالَ الْعُلَمَاءُ وَإِنَّمَا كَانَتْ هَذِهِ الْمَوْتَاتُ شَهَادَةً بِتَفَضُّلِ اللَّهِ تَعَالَى؛ بِسَبَبِ شِدَّتِهَا وَكَثْرَةِ أَلَمِهَا…
قَالَ الْعُلَمَاءُ الْمُرَادُ بِشَهَادَةِ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ غَيْرِ الْمَقْتُولِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنَّهُمْ يَكُونُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ ثَوَابُ الشُّهَدَاءِ، وَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَيُغَسَّلُونَ وَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ”([133]).
- فضل الإعتاق وفكاك الرقاب:
قوله r “وَلَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الْوَبَرِ وَالْمَدَرِ”: قال السندي: “وَالْمرَاد أَن يكون لي هَؤُلَاءِ عبيدًا فَأعْتقهُمْ”([134]).
قلت: ومن هنا تظهر أهمية إعتاق الرقاب؛ إذ جعلها وسيلة للمقارنة مع فضل الشهادة.
وقد جاءت أحاديث كثيرة تبين فضل عتق الرقاب المسلمة؛ ففي الصحيحين من حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t، عَنْ النَّبِيِّ e، قَالَ: “مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ”([135]).
وفي روايةٍ، قال سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ: “فَانْطَلَقْتُ حِيْنَ سَمِعْتُ الحَدِيْثَ مِنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَt، فَذَكَرْتُهُ لِعَلِيِّ بن الْحُسَيْنِ، فَأَعْتَقَ عَبْدًا لَه، قَدْ أَعْطَاهُ بِهِ ابنُ جَعْفَرٍ عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ”([136]).
قال النووي: “فيه بيان فضل العتق، وأنه من أفضل الأعمال، ومما يحصل به العتق من النار ودخول الجنة”([137]).
وقد قال الله I، من قبل: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ % وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ % فَكُّ رَقَبَةٍ}[البلد: 11-13]، “وقوله {الْعَقَبَة}: أي الطريق التي في الجبل، سُمِّيت بذلك؛ لصعوبة سلوكها، وهو مثلٌ ضربه I لمجاهدة النفس والهوى والشيطان، فجعله كالذي يتكلف صعود العقبة، وقوله {فَكُّ رَقَبَةٍ}: أي إعتاقها وتخليصها من أسار الرق، فقد بيَّن I أن العقبة هي هذه القُرَب المذكورة التي تكون بها النجاة”([138]).
قلت: ويدخل في عتق الرقاب فكاك الأسرى من قبضة الأعداء، وذلك بشتى الوسائل سواء بالفداء، أو بمبادلتهم بأسرى الكفار، أو بإعلان النفير العام؛ لاستخلاصهم، وعدم تركهم يُفتنون، ويُعذبُّون في سجون الأعداء، فقضية الأسرى في زماننا من الأولويات، كما كان في صدر الدعوة عتق العبيد ممن كانوا عند الكفار من الأولويات.
قال الشهيد سيِّدُ قطب: “لقد كان أبو بكر t يقتحم العقبة، وهو يعتق هذه الرقاب العانية لله، وكانت الملابسات الحاضرة في البيئة تجعل هذا العمل يُذكر في مقدمة الخطوات والوثبات لاقتحام العقبة في سبيل الله”([139]).
وفكاك الأسرى اليوم يجب أن يُذكر في مقدمة الخطوات والوثبات لاقتحام العقبات الكأداء في الآخرة، قال الشيخ السعدي: “فكُّها من الرِّق، بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها، ومن باب أولى فكاك الأسير المسلم عند الكفار”([140]).
المطلب السادس: اللطائف الدعوية والتربوية في الحديث:
- على الدعاة أن يستفزوا همم المؤمنين للجهاد في سبيل الله للدفاع عن الثوابت والحقوق واسترجاعها لا سيما المقدسات المسلوبة والبلاد المنهوبة من قِبل أعداء الله اليهود.
- فيه ما كان عليه النبي r من علو الهمة والتشوف نحو الدرجات العلى وتمنيه الشهادة في سبيل الله تعالى.
- على المؤمن أن يرتقي بأمنياته، فلا يتمنى إلا ما يقربه من الله ويرفع درجاته في أعالي الجنان، وعليه أن يجتنب الأمنيات الرخيصة التي تنسيه الآخرة وتصده عن سبيل الله، فإن الله يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها.
- استحباب طلب الشهادة والتعرض لها والسعي نحوها ابتغاء وجه الله تعالى.
- على المسلم أن يجمع بين أبواب الخير كلها، فيكون له نصيب منها قدْر المستطاع، فقد كان أحد رواة الحديث خالد بن معدان كذلك، كما جاء في ترجمته: عابدًا زاهدًا مجاهدًا عالمًا عاملًا.
- أهمية إعتاق الرقاب وفكاك الأسرى، وأثر ذلك في لحمة المسلمين، والتكافل بينهم.
- على المسلم دائمًا أن يستحضر نية الخير في كل شئون حياته، فلا يزال المرء بخير ما دام ينوي الخير، والله سبحانه يثيب على ذلك.
- 8- فيه إيثار الصالحين من الصحابة والتابعين الآخرة الباقية على الدنيا الفانية، كما فعل عَلِيُّ ابن الْحُسَيْنِ عندما أَعْتَقَ عَبْدًا لَه، قَدْ أَعْطَاهُ بِهِ ابنُ جَعْفَرٍ عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ.
الخـــاتــمـــــة
{رزقنا الله حُسنها وزيادة}
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الذي أنعم عليَّ وأعانني على إتمام هذا البحث، فأسأله I أن يكتب له القبول في الدنيا والآخرة، وأن يجعله من الأعمال المبلّغة إلى دار السلام، والموجبة للفوز بحسن الختام، أمّا بعد:
فبعد خوض غمار هذا البحث والعيش معه في رحاب الشهادة وفضائل الشهيد وأمنياته، أضع بين يدي القرّاء الكرام ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات:
أولًا: النتائج:
- لقد التزم الإمام النسائي في تخريج هذا الحديث بشرطه الذي وضعه لسننه، فلا يوجد في إسناده أحد من الرواة المختلطين الذين ترك حديثهم لعلة الاختلاط من جهة، ومن جهة أخرى جميعهم ثقات سوى شيخ النسائي عمرو بن عثمان فإنه صدوق حجة لا ينزل عن الثقة كثيرًا، علمًا أن النسائي خرّج هذا الحديث شاهدًا لحديث أبي هريرة t في ذات الباب.
- من منهج الإمام النسائي في هذا الحديث الاختصار في أسماء شيوخه، وكذلك تقسيم متن الحديث الواحد إلى جمل بإسنادٍ واحد.
- من لطائف إسناد هذا الحديث أنه يعدُّ مثالًا لرواية الوحدان، حيث إن الصحابي ابن أبي عميرة t لم يرو عنه أحد مطلقًا غير جبير بن نفير.
- يصح أن نطلق على هذا الحديث بأنه رواية مجاهدين؛ إذ إن أحد رواته كان كثير الجهاد، وهو خالد بن معدان، وصحابيه ابن أبي عميرة قد نزل الشام مرابطًا مجاهدًا.
- فيه فضل الهجرة إلى الشام؛ للرباط فيها وحماية ثغور المسلمين، ولذلك فإن راوي الحديث الصحابي ابن أبي عميرة، وغيره من الصحابة قد نزلوا الشام وأقاموا فيها.
- سُمي الشهيد بذلك لعدة أسباب، منها: أنَّ الله تَعَالَى وَمَلَائِكَته شهدُوا لَهُ بِالْجنَّةِ، ولقِيَامه بِشَهَادَة الْحق فِي أَمر الله تَعَالَى حَتَّى قتل، ولِأَنَّهُ يشْهد مَا أعد الله تَعَالَى لَهُ من الْكَرَامَة بِالْقَتْلِ… إلخ.
- اعلم أن التمني قسمان؛ أحدهما مذموم والآخر محمود، فأما المذموم فهو ما يجعل صاحبه متعلقًا في الدنيا، غافلًا عن الآخرة، وهو الذي يسمى بطول الأمل، وأما النوع المحمود فهو الذي يكون في أبواب الخير، وترتب عليه الأجر والمثوبة عند الله تعالى، ومنه تمنى الشهادة والقتل في سبيل الله.
- لم يُذكر في آية أو حديث أن أحدًا من أهل الجنة يتمنى الرجوع إلى الدنيا سوى الشهيد، أما الفجار والكفار وأهل النار فقد ورد أنهم يتمنون الرجوع إلى الدنيا ليؤمنوا ويتوبوا ويتزودوا للآخرة.
- السر في تمني الشهيد الرجوع إلى الدنيا، وذلك ليقتل في سبيل الله تعالى مرات أخرى؛ لما يرى من الكرامة، وفضل الشهادة.
- من هذه الكرامات التي أعدها الله للشهيد مما ثبت في السنة النبوية: أنه لا يجد ألم القتل، وأنه تُكفر عنه خطاياه إلا الدين، وأنَّ رائحة دمه مسك يوم القيامة، وأنَّه يُزَوَّجُ باثنتين وسبعين من الحور العين، وَيُشَفَّعُ في سبعين من أهله، وَيُجَارُ من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر… إلخ.
- السرُّ في تأمين الشهيد من الفزع؛ أنّه لا يجتمع للعبد فزعان، فمن فزع في الدنيا فلا يفزع في الآخرة.
- الذي يظهر من الأحاديث الصحيحة أنَّ الكرامات والفضائل لا تقتصر ولا تنحصر فيمن قُتل شهيدًا، بل تشمل كل من قصد الشهادة وسعى لها وإن مات على فراشه.
- جاء في أحاديث كثيرة، أن الشهيد لا ينحصر فيمن قتل في سبيل الله، وإنما هناك أنواع أخرى من الشهداء، كالغريق والحريق والنفساء… إلخ.
- يظهر من فوائد الحديث فضل الإعتاق وفكاك الرقاب في سبيل الله تعالى؛ إذ جعل ذلك وسيلة للمقارنة مع فضل الشهادة.
- يدخل في عتق الرقاب فكاك الأسرى من قبضة الأعداء، فإن لذلك أهميةً وأثرًا بالغًا في لحمة المسلمين، والتكافل بينهم.
ثانيًا: التوصيات:
- يوصي الباحث المتخصصين في العلوم الشرعية، وطلبة الحديث خاصة بإظهار كنوز السنة النبوية، وإبراز معالمها، وذلك من خلال الدراسة التحليلية لأحاديثها.
- يوصي الباحث بدراسة الأحاديث التي تهتم بواقع المسلمين وهمومهم؛ لوضع الحلول المناسبة لهم.
- على الدعاة أن يستفزوا همم المؤمنين للجهاد في سبيل الله للدفاع عن الثوابت والحقوق واسترجاعها لا سيما المقدسات المسلوبة والبلاد المنهوبة من قِبل أعداء الله اليهود.
- على ولاة أمور المسلمين، ومجاهديهم أن يسعوا إلى تحرير أسراهم من سجون الأعداء، وذلك بشتى الوسائل سواء بالفداء، أو بمبادلتهم بأسرى الكفار، أو بإعلان النفير العام؛ لاستخلاصهم، وعدم تركهم يُفتنون، ويُعذبُّون في سجون الأعداء، ولذلك قضية الأسرى في زماننا من الأولويات، كما كان في صدر الدعوة عتق العبيد ممن كانوا عند الكفار من الأولويات.
- على المؤمن أن يرتقي بأمنياته، فلا يتمنى إلا ما يقربه من الله ويرفع درجاته في أعالي الجنان، وعليه أن يجتنب الأمنيات الرخيصة التي تنسيه الآخرة وتصده عن سبيل الله، فإن الله يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها.
- على المسلم أن يجمع بين أبواب الخير كلها، فيكون له نصيب منها قدْر المستطاع، فقد كان أحد رواة الحديث خالد بن معدان كذلك، كما جاء في ترجمته: عابدًا زاهدًا مجاهدًا عالمًا عاملًا.
- على المسلم دائمًا أن يستحضر نية الخير في كل شئون حياته، فلا يزال المرء بخير ما دام ينوي الخير، والله سبحانه يثيب على ذلك.
فهرس المصادر والمراجع:
- ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية، تخريج محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط9، 1408هـ.
- أبو الحجاج، يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، جمال الدين ابن الزكي المزي (ت742هـ)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة- بيروت، ط1، 1400هـ- 1980م.
- أبو الحسن، علي بن أبي بكر الهيثمي، (ت907هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الفكر، بيروت، 1412هـ.
- أبو الحسن، علي بن إسماعيل بن سيده المرسي، (ت458هـ)، المخصص، المحقق: خليل إبراهم جفال، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط1، 1417هـ 1996م.
- أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي التتوي، نور الدين السندي، (ت1138هـ)، حاشية السندي على سنن النسائي- مطبوع مع السنن- مكتب المطبوعات الإسلامية – حلب، ط2، 1406هـ – 1986م.
- أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله r= صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت.
- أبو الحسين، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، (ت395هـ) معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت، ط1، 1411هـ.
- أبو السعادات، مجد الدين، المبارك بن محمد الشيباني، المشهور بابن الأثير الجزري، (ت606هـ)، النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي- محمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية – بيروت، 1399هـ – 1979م.
- أبو العباس، شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري الكناني الشافعي، (ت840هـ)، مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، تحقيق: محمد المنتقى الكشناوي، دار العربية- بيروت، ط2، 1403هـ.
- أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، ت774هـ، تفسير القرآن العظيم، مصر، دار الحديث، ط1، 1408هـ.
- أبو الفرج، جمال الدين، عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، (ت597هـ)، غريب الحديث، المحقق: الدكتور عبد المعطي أمين القلعجي، الكتب العلمية – بيروت – لبنان، ط1، 1405 – 1985.
- أبو الفضل، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، (ت852)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تحقيق: محب الدين الخطيب، ورقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، دار المعرفة- بيروت، 1379هـ.
- أبو الفضل، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس المشهور بـ “طبقات المدلسين، تحقيق: د. عاصم ابن عبد الله القريوتي، مكتبة المنار- عمان، ط1، 1403هـ- 1983م.
- أبو الفضل، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، تحقيق: محمد عوامة، بيروت، دار القلم، ط3، 1411هـ.
- أبو الفضل، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، تحقيق: محمد عوامة، دار الرشيد- سوريا، 1406هـ- 1986م.
- أبو الفضل، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، دار الفكر- بيروت، 1404هـ- 1984م.
- أبو الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، (ت852هـ)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلى محمد معوض، دار الكتب العلمية- بيروت، ط1، 1415هـ.
- أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، الطبراني (ت360هـ)، المعجم الكبير، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية – القاهرة، ط2، د.ت.
- أبو القاسم، عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي (ت581هـ)، الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية، تحقيق: طه عبد الرؤوف، دار الفكر، بيروت، 1409هـ.
- أبو بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني، (ت287هـ)، الجهاد، تحقيق مساعد بن سليمان الراشد الجميد، مكتبة العلوم والحكم – المدينة المنورة، ط1، 1409هـ.
- أبو بكر، عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (ت211هـ)، المصنف، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. من منشورات المجلس العلمي، بدون معلومات عن الطبع.
- أبو بكر، محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، (ت 328هـ)، الزاهر في معاني كلمات الناس، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط1، 1412 هـ -1992.
- أبو زكريا، أحمد بن إبراهيم بن محمد، محيي الدين الدمشقيّ ثم الدمياطيّ، المعروف بابن النحاس (ت814 هـ)، مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق، ومثير الغرام إلى دار السلام، تحقيق: إدريس محمد علي، ومحمد خالد اسطنبولي. الطبعة الأولى ، دار البشائر الإسلامية، بيروت، 1410هـ.
- أبو زكريا، يحيى بن شرف النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، دار إحياء التراث العربي- بيروت، ط2، 1392هـ.
- أبو سعيد، خليل بن كَيْكَلدي العلائي، (ت761ه)ـ، جامع التحصيل في أحكام المراسيل، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار عالم الكتب- بيروت، 1407هـ- 1986م.
- أبو طاهر، مجد الدين، محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (ت817هـ)، القاموس المحيط، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط2، 1407هـ.
- أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي، (ت303هـ)، السنن الكبرى، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، مؤسسة الرسالة- بيروت، ط1، 1421هـ- 2001م.
- أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي، (ت303هـ)، سنن النسائي- المجتبى من السنن-، تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، ط2، 1406هـ- 1986م.
- أبو عبد الرحمن، عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، التركي ثم المرْوزي (ت181هـ)، الجهاد، تحقيق: نزيه حماد. جدة، دار المطبوعات الحديثة.
- أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (ت230هـ)، الطبقات الكبرى، دار صادر، ط1، 1968م.
- أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (ت241هـ)، المسند، تحقيق، شعيب الأرنؤوط، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، ط1، 1421 هـ – 2001 م.
- أبو عبد الله، شمس الدين، محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، (ت748هـ)، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، تخقيق: محمد عوامة، دار القبلة للثقافة الإسلامية- جدة، ط1، 1413هـ- 1992م.
- أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي القرطبي، ت671هـ، التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، تحقيق: د. الصادق بن محمد بن إبراهيم، مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع، الرياض، ط1، 1425هـ.
- أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، ت748هـ، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، ط1، 2003م.
- أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل البخاري، (ت256هـ)، الجامع الصحيح، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة- بيروت، ط1، 1422هـ.
- أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، ت256هـ، التاريخ الكبير، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد- الدكن.
- أبو عبد الله، محمد بن علي بن الحسن، المشهور بالحكيم الترمذي، (ت320هـ)، نوادر الأصول في أحاديث الرسول e، تحقيق: عبد الرحمن عميرة، دار الجيل- بيروت.
- أبو عبد الله، محمد بن يزيد القزويني، الشهير بابن ماجه، (ت273هـ)، سنن ابن ماجه، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرون، دار الرسالة العالمية، ط1، 1430هـ- 2009م.
- أبو عمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، ت463هـ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل- بيروت، ط1، 1412هـ- 1992م.
- أبو عمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (ت463هـ)، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، تحقيق: مصطفى العلوي، ومحمد البكري، مكة، المكتبة التجارية، ط2، 1402هـ.
- أبو عيسى، محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، (ت279هـ)، جامع الترمذي المشهور بـ “السنن”، تحقيق: د. بشار عواد معروف، دار الجيل- بيروت، ودار العرب الإسلامي- بيروت، ط2، 1998م.
- أبو محمد، عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله، زكي الدين المنذري (ت656هـ)، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، ضبط وتعليق: مصطفى عمارة. الطبعة الثالثة، مصر، مكتبة مصطفى البابي الحلبي، عام 1388هـ.
- أبو محمد، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت276هـ)، المعارف، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1407هـ.
- أبو نعيم، أحمد بن عبد الله الأصبهاني، (ت430هـ)، معرفة الصحابة، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي، دار الوطن للنشر، الرياض، ط1، 1419هـ- 1998م.
- أبو يوسف، يعقوب الفسوي، (ت277هـ)، المعرفة والتاريخ، تحقيق: أكرم ضياء العمري، مؤسسة الرسالة- بيروت، ط2، 1410هـ.
- أحمد مختار عبد الحميد عمر، (ت1424ه)، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، ط1، 1429هـ- 2008م.
- أحمد يوسف أبو حلبية، الكشاف المبين في مناهج المحدثين، كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة – فلسطين.
- باسم الجوابرة، تفريج الكرب بفضائل شهيد المعارك والحرب، الطبعة الأولى، الرياض: دار الراية، عام 1413هـ.
- سيد قطب إبراهيم حسين الشاربي، (ت1385هـ)، في ظلال القرآن، دار الشروق- بيروت- القاهرة، ط17، 1412هـ.
- صديق حسن خان القنوجي، العبرة بما جاء في الغزو والشهادة والهجرة، تحقيق: محمد السعيد زغلول. الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1405هـ.
- عبد الرحمن بن ناصر السعدي، (ت1376ه)، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ- 2000م.
- علاء الدين مغلطاي بن قليج الحنفي، ت762 هـ، إكمال تهذيب الكمال، تحقيق: أبي عبد الرحمن، عادل بن محمد، وأبي محمد أسامة بن إبراهيم، دار الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1422هـ- 2001م.
- علي نايف بقاعي، مناهج المحدثين العامة والخاصة (الصناعة الحديثية)، دار البشائر الإسلامية- بيروت- لبنان، ط2، 1430هـ، 2009م.
- مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (ت179 هـ)، الموطأ، تصحيح وترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الكتب العلمية، بيروت.
- محمد بن أبي بكر الرازي، مختار الصحاح، إخراج: دائرة المعاجم في مكتبة لبنان. بيروت، مكتبة لبنان، عام 1992م.
- محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت751هـ)، زاد المعاد في هدي خير العباد، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط14، 1407هـ.
- محمد بن علي الشوكاني اليمني، (ت1250هـ)، فتح القدير، دار ابن كثير، دار الكلم الطيب- دمشق، بيروت، ط1، 1414هـ.
- محمد مرتضي الحسيني الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: إبراهيم الترزي. بيروت، دار إحياء التراث العربي، عام 1385هـ.
- محمد ناصر الدين الألباني (ت1420هـ)، صحيح الترغيب والترهيب، مكتبة المعارف- الرياض، السعودية، ط5، 1421هـ- 2000م.
- محمد ناصر الدين الألباني (ت1420هـ)، صحيح الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير)، المكتب الإسلامي، د.ط، د.ت.
- محمد ناصر الدين الألباني، أحكام الجنائز وبدعها، الطبعة الأولى، بيروت، المكتب الإسلامي، عام 1388هـ.
- محمد ناصر الدين الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، مكتبة المعارف- الرياض، 1415هـ.
- وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية- الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية- 45جزءًا: الأجزاء (1- 23)، ط2، دار السلاسل- الكويت، الأجزاء (24- 38)، ط1، مطابع دار الصفوة- مصر، الأجزاء (39 – 45)، الطبعة الثانية، طبع الوزارة، (من1404- 1427هـ).
[1])) أبو داود السجستاني، السنن (3/ 10)، كتاب الجهاد، بَابُ كَرَاهِيَةِ تَرْكِ الْغَزْوِ، حديث رقم2504، وأحمد بن حنبل الشيباني، المسند (19/ 272)، حديث رقم12246، عَنْ أَنَسٍ t، وقد صححه الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند، وقال: على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم”.
[2])) أحمد بن شعيب النسائي، السنن (6/ 33)، كتاب الجهاد، باب تمنِّي القتل في سبيل الله تعالى، حديث رقم3153.
[3])) أحمد بن شعيب النسائي، السنن الكبرى (4/ 293)، كتاب الجهاد، باب تمنِّي القتل في سبيل الله تعالى، حديث رقم4346.
[4])) ابن حنبل، المسند (29/ 425)، حديث رقم17894.
[5])) أبو القاسم، سليمان بن أحمد الطبراني، التاريخ الكبير (1/ 15).
[6])) يعقوب بن سفيان الفسوي، المعرفة والتاريخ، (1/ 287).
[7])) أبو بكر، أحمد ابن أبي عاصم الشيباني، الجهاد، (2/ 547)، حديث رقم214.
[8])) أحمد بن شعيب النسائي، السنن، (6/ 35)، كتاب الجهاد، باب مَا يَتَمَنَّى فِي سَبِيلِ اللَّهِ U، حديث رقم3159، وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 269)، رقم2228، وصحيح الجامع الصغير وزيادته (2/985)، رقم5638.
[9])) ابن حنبل، المسند، (37/ 383)، حديث رقم22710، وقد صححه الأرناؤوط.
[10])) النسائي، السنن، (6/ 32)، كتاب الجهاد، باب تمني القتل في سبيل الله، حديث رقم3151.
[11])) أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل البخاري، الصحيح الجامع، (4/ 22)، كتاب الجهاد والسير، بَابُ تَمَنِّي المُجَاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، حديث رقم2817.
[12])) أبو الحسين، مسلم بن الحجاج النيسابوري، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1877.
[13])) مسلم بن الحجاج، الصحيح الجامع، (3/ 1502)، كتاب الإمارة، بَابُ بَيَانِ أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، حديث رقم1887.
[14])) أبو عيسى محمد بن سورة الترمذي، الجامع المشهور بـ “السنن”، (5/ 80)، كتاب التفسير، باب سورة آل عمران، حديث رقم3010، وقال: “هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ”.
[15])) ابن ماجه القزويني، السنن، (1/ 131)، كتاب السنة، بَابٌ فِيمَا أَنْكَرَتْ الْجَهْمِيَّةُ، حديث رقم190، وقال الأرناؤوط: “إسناده جيد”.
[16])) أبو عبد الله، محمد بن أحمد الذهبي، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، (2/ 83)، رقم4192.
[17])) ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، ص424، رقم5073.
[18])) الذهبي، الكاشف، (1/ 273)، رقم619.
[19])) ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، ص126، رقم734.
[20])) ابن حجر العسقلاني، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس المشهور بـ “طبقات المدلسين”، ص49، رقم 117.
[21])) ابن حنبل، المسند، (29/ 425)، حديث رقم17894.
[22])) الذهبي، الكاشف، (1/ 264)، رقم539.
[23])) ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، ص120، رقم640.
[24])) الذهبي، الكاشف، (1/ 369)، رقم1354.
[25])) ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، ص190، رقم1678.
[26])) ابن حجر العسقلاني، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، المشهور بـ “طبقات المدلسين”، ص: 31، رقم46.
[27])) انظر: أبو سعيد العلائي، جامع التحصيل، ص171، رقم167.
[28])) الذهبي، الكاشف (1/ 290)، رقم761.
[29])) ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، ص138، رقم904.
[30])) ابن حجر العسقلاني، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، المشهور بـ “طبقات المدلسين”، ص: 28، رقم39.
[31])) أبو سعيد العلائي، جامع التحصيل، ص153، رقم88.
[32])) انظر ترجمته في: البخاري، التاريخ الكبير (1/ 15)، رقم5، وأبي نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة (1/ 185)، رقم677، وابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/ 1376)، رقم2341، والمزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال (26/ 236)، رقم5526، ومغلطاي، إكمال تهذيب الكمال (10/ 303)، رقم 4242، وابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة (6/ 24)، رقم7814.
[33])) هذه النسبة لولد عُثمَان وَأَوس ابني عَمرو بن أد بن طابخة بن إليَاس بن مُضر، نُسبوا إِلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة، وهم قبيلة كبيرة، وقد نسب إليها جماعة من الصحابة. (انظر: السمعاني، الأنساب، 12/ 226، وابن الأثير الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، 3/205).
[34])) أخرجه أحمد ابن حنبل في مسنده، (29/ 197، حديث17650)، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النِّبِيِّ r قَالَ:… الحديث، موقوفًا إلا أنه يأخذ حكم الرفع؛ لأنه مما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه، وله شاهد أخرجه أحمد في مسنده (29/ 196، حديث17649) عن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ r مرفوعًا.
وقد صحح إسناد حديث ابن أبي عميرة t الحافظ ابن حجر في (الإصابة في تمييز الصحابة 6/ 25)، حيث قال: “سنده قوي”، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: “إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق- وهو السلمي مولاهم- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة”.
[35])) أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير للطبراني 3/92، حديث2760)، من طريق سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ t: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا. قَالَ: كَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ. ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ t: أَسْنِدُوني. فَأَسْنَدَهُ عَلِيٌّ t إِلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ: “إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ الْبَلْوَى، يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةَ، فَلَا يُرْفَعُ لَهُمْ دِيوَانٌ، وَلَا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ، يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الْأَجْرُ صَبًّا” ، وَقَرَأَ: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
قلت: وقد ضعف إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 35، حديث3818)، حيث قال: “رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا”.
[36])) انظر: المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال (26/ 236).
[37])) الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 131)، رقم1357.
[38])) ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة (6/ 25).
[39])) الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5/ 297).
[40])) انظر: تحقيقه لأحمد ابن حنبل، المسند، (29/ 425)، حديث رقم 17894.
[41])) الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 131)، رقم1357.
[42])) انظر: ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، (9/383). قال المزي في: (تهذيب الكمال في أسماء الرجال 26/ 236): “وقد روى عنه جبير بْن نفير حديثا آخر سماه فيه محمدًا وهو قوله: يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا ينصب لهم ميزان … “.
[43])) قال عنه الذهبي في (تاريخ الإسلام 3/ 42): “كَانَ كَثِيرَ الْجِهَادِ”.
[44])) كان من منهج النبي r الحث على الهجرة إلى بلاد الشام لسكناها والمرابطة فيها، فمن هذه الأحاديث على سبيل الذكر لا الحصر:
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: “أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلَانُ (أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 88)، حديث رقم11138 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (7/ 802) حديث رقم3270).
- عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: “سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ”، قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ، فَقَالَ: “عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ، فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ”. (أخرجه أحمد، المسند، (28/ 215)، حديث رقم17005، وأبو داود، السنن، (3/ 4)، كتاب الجهاد، بَابٌ فِي سُكْنَى الشَّامِ، حديث رقم2483، وصححه الأرناؤوط في تعليقه على المسند، والألباني في صحيح الجامع (1/ 682)، حديث رقم 3659 – 1442).
- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: “لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ “. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: ” بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ”. (أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على مسند أبيه (36/ 656)، حديث رقم22320 ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 564)، حديث رقم12248: رجاله ثقات، وصححه الأرناؤوط في تعليقه على المسند).
[45])) النسائي، السنن، (6/ 33)، كتاب الجهاد، باب تمنِّي القتل في سبيل الله تعالى، حديث رقم3153.
[46])) انظر: أ.د. أحمد أبو حلبية، الكشاف المبين في مناهج المحدثين، ص87، و أ. د. علي بقاعي، مناهج المحدثين العامة والخاصة، ص 111- 115.
[47])) النسائي، السنن، (6/ 32)، كتاب الجهاد، باب تمني القتل في سبيل الله، حديث رقم3151، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: “لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ سَرِيَّةٍ، وَلَكِنْ لَا يَجِدُونَ حَمُولَةً، وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيِيتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ” ثَلَاثًا.
[48])) مسلم بن الحجاج، الصحيح الجامع، (3/ 1502)، كتاب الإمارة، بَابُ بَيَانِ أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، حديث رقم1887.
[49])) الترمذي، الجامع المشهور بـ “السنن”، (5/ 80)، كتاب التفسير، باب سورة آل عمران، حديث رقم3010، وقال: “هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ”، وابن ماجه، السنن، (1/ 131)، كتاب السنة، بَابٌ فِيمَا أَنْكَرَتْ الْجَهْمِيَّةُ، حديث رقم190، وقال الأرناؤوط: “إسناده جيد”.
[50])) أبو الحسن ابن سيدة المرسي، المخصص، (5/ 169).
[51])) أبو بكر الأنباري، الزاهر في معاني كلمات الناس، (2/ 374).
[52])) السندي، حاشيته على سنن النسائي، (6/ 33).
[53])) د أحمد مختار عبد الحميد عمر، وآخرون، معجم اللغة العربية المعاصرة، ص2063.
[54])) ابن الجوزي، غريب الحديث، (1/ 569-570)، و ابن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر، (2/ 513)، والنووي، المنهاج شرح مسلم، الصحيح الجامع، (2/ 164).
[55])) ابن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 145).
[56])) ابن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 309).
[57])) ابن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 145).
[58])) السندي، حاشيته على سنن النسائي، (6/ 33).
[59])) النسائي، السنن، (6/ 33)، كتاب الجهاد، باب تمنِّي القتل في سبيل الله تعالى، حديث رقم3153.
[60])) النسائي، السن، (6/ 35)، كتاب الجهاد، مَا يَتَمَنَّى فِي سَبِيلِ اللَّهِ U، حديث رقم3159، عن عبادة بن الصامت t.
[61])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1877، عن أنس t.
[62])) أحمد ابن حنبل، المسند، (29/ 425)، حديث رقم17894، عن ابن أبي عميرة.
[63])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1877، عن أنس t، والنسائي، السنن، (6/ 35)، كتاب الجهاد، مَا يَتَمَنَّى فِي سَبِيلِ اللَّهِ U، حديث رقم3159، عن عبادة ابن الصامت t.
[64])) أحمد ابن حنبل، المسند، (29/ 425)، حديث رقم17894، عن ابن أبي عميرة.
[65])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث 1877، عن أنسt، والنسائي، السن، (6/ 35)، كتاب الجهاد، مَا يَتَمَنَّى فِي سَبِيلِ اللَّهِ U، حديث رقم3159، عن عبادة بن الصامت t.
[66])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1877، عن أنس t.
[67])) أحمد ابن حنبل، المسند، (29/ 425)، حديث رقم17894، عن ابن أبي عميرة.
[68])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1877، عن أنس t.
[69])) أحمد ابن حنبل، المسند، (19/ 62)، حديث رقم12003، عن أنس t.
[70])) النسائي، السن، (6/ 35)، كتاب الجهاد، مَا يَتَمَنَّى فِي سَبِيلِ اللَّهِ U، حديث رقم3159، عن عبادة بن الصامت t.
[71])) الترمذي، الجامع المشهور بـ “السنن”، (3/ 239)، كتاب الجهاد، بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ الشُّهَدَاءِ، حديث1661، عن أنسt، والنسائي، السنن، (6/ 35)، كتاب الجهاد، مَا يَتَمَنَّى فِي سَبِيلِ اللَّهِ U، حديث3159، عن عبادة ان الصامت t.
[72])) الترمذي، الجامع المشهور بـ “السنن”، (3/ 239)، كتاب الجهاد، بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ الشُّهَدَاءِ، حديث رقم1661، عن أنس t.
[73])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1877، عن أنس t.
[74])) النسائي، السن، (6/ 35)، كتاب الجهاد، مَا يَتَمَنَّى فِي سَبِيلِ اللَّهِ U، حديث رقم3159، عن عبادة بن الصامت t.
[75])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1877، عن أنس t.
[76])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1877، عن أنس t.
[77])) أحمد ابن حنبل، المسند، (29/ 425)، حديث رقم17894، عن ابن أبي عميرة.
[78])) أحمد ابن حنبل، المسند، (29/ 425)، حديث رقم17894، عن ابن أبي عميرة.
[79])) الترمذي، الجامع المشهور بـ “السنن”، (4/ 219)، كتاب صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ عَنْ رَسُولِ اللهِ r، بابٌ منه، حديث رقم2459، عن شدّاد بن أوس t، وقال: حديث حسن.
[80])) البخاري، الصحيح الجامع، (8/ 89)، كتاب الرقاق، بَابُ مَنْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي العُمُرِ، حديث رقم6420، عن أبي هريرة t.
[81])) البخاري، الصحيح الجامع، (8/ 90)، كتاب الرقاق، بَابُ مَنْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي العُمُرِ، حديث رقم6421، عن أنس t.
[82])) انظر: ابن حجر العسقلاني، فتح الباري (11/ 241).
[83])) ابن حجر العسقلاني، فتح الباري (13/ 218).
[84])) البخاري، الصحيح الجامع، (9/ 82)، كتاب التمني، بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّمَنِّي، وَمَنْ تَمَنَّى الشَّهَادَةَ، حديث رقم7227.
[85])) البخاري، الصحيح الجامع، (9/ 83)، كتاب التمني، بَابُ تَمَنِّي الخَيْرِ، حديث رقم 7228.
[86])) البخاري، الصحيح الجامع، (9/ 84)، كتاب التمني، بَابُ تَمَنِّي القُرْآنِ وَالعِلْمِ، حديث7232.
([87]) البخاري، الصحيح الجامع، (4/ 22)، كتاب الجهاد والسير، بَابٌ: الجَنَّةُ تَحْتَ بَارِقَةِ السُّيُوفِ، حديث 2818، ومسلم، الصحيح الجامع، (3/1362)، كتاب الجهاد والسير، بَابُ كَرَاهَةِ تَمَنِّي لِقَاءِ الْعَدُوِّ، وَالْأَمْرِ بِالصَّبْرِ عِنْدَ اللِّقَاءِ، حديث 1742.
([88]) البخاري، الصحيح الجامع، (4/35)، كتاب الجهاد والسير، بَابُ فَضْلِ رِبَاطِ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حديث2892، مسلم، الصحيح الجامع، (3/1499)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حديث1880.
([89]) البخاري، الصحيح الجامع، (4/ 15)، كتاب الجهاد والسير، بَابُ فَضْلِ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ، حديث2785.
([90]) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1498)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث 1878.
([91]) البخاري، الصحيح الجامع، (1/16)، كتاب الإيمان، بَابٌ: الجِهَادُ مِنَ الإِيمَانِ، حديث 36، ومسلم، الصحيح الجامع، (3/1495)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ وَالْخُرُوجِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حديث 1876.
[92])) راجع مطلب تخريج الحديث في قضايا الإسناد، ومطلب المتن الجامع في قضايا المتن.
([93]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (1/402).
([94]) ابن النحاس، مشارع الأشواق، (1/64)، بتصرف.
([95]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (2/374).
([96]) السهيلي، الروض الأنف، (3/193).
([97]) هذه العناوين استفدتها من كتابها “تفريج الكرب بفضائل شهيد المعارك والحرب” لباسم الجوابرة، بتصرف في بعضها.
([98]) أخرجه أحمد في مسنده (13/ 334)، حديث رقم7953 ، والنسائي في سننه (6/ 36)، كتاب الجهاد، باب ما يجد الشهيد من الألم، رقم 3161، والترمذي في جامعه (3/ 242)، كتاب الجهاد، باب فضل المرابط، حديث رقم 1668، وابن ماجه في سننه (4/ 84)، كتاب الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله، رقم 2802. وقال الترمذي: “حديث حسن صحيح غريب”، وقال الأرناؤوط: “إسناده قوي”، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 649)، حديث رقم960.
([99]) ودرجات الشهداء تتفاوت، ففي الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: “إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ…”، أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، (4/ 16)، كتاب الجهاد، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، حديث رقم 2790.
([100]) أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، (4/ 20)، كتاب الجهاد، باب من أتاه سهم غرب فقتله، حديث رقم 2809.
([101]) أخرجه مسلم، الجامع الصحيح، (3/ 1502)، كتاب الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين، حديث رقم 1886.
([102]) ابن النحاس، مشارع الأشواق، (2/720).
([103]) يكلم: أي يجرح. (انظر: ابن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/199).
([104]) أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، (4/ 18)، كتاب الجهاد، باب من يجرح في سبيل الله U، رقم 2803، وأخرجه مسلم، الجامع الصحيح، (3/ 1495)، كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، حديث رقم 1876.
([105]) أخرجه البخاري (4/ 21)، كتاب الجهاد، باب ظل الملائكة على الشهيد، حديث رقم 2816، ومسلم (4/ 1917)، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام، حديث رقم 2471.
([106]) أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، (4/ 16)، كتاب الجهاد، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، حديث رقم 2791.
([107]) أخرجه الترمذي في جامعه (3/239)، كتاب الجهاد، باب في ثواب الشهيد، حديث،1663، وابن ماجه في سننه (4/ 82)، كتاب الجهاد، بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حديث2799، وأحمد في مسنده (28/419)، حديث17182، وابن أبي عاصم في الجهاد (2/32)، قال الترمذيُّ: “حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ”، وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد: 5/293): “رواه أحمد، ورجاله ثقات”، وحسّن إسناده ابن النحاس في (مشارق الأشواق 2/739)، وابن حجر في (فتح الباري 6/2)، وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة، 7/647، حديث3213)، وفي (أحكام الجنائز، ص36).
([108]) هنية: أي قليلًا، وهو تصغير هنة. (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/279).
([109]) أخرجه البخاري (2/ 93)، كتاب الجنائز، باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة؟، حديث رقم 1351.
([110]) الكظامة: كالقناة، وهي آبار تحفر في الأرض متناسقة، ويخرق بعضها إلى بعض تحت الأرض، فتجتمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها فتسيح على وجه الأرض. (ابن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/177-178).
([111]) أخرجه ابن المبارك في “الجهاد”، ص112، وعبد الرزاق في المصنف: (3/ 547، حديث رقم6656) و (5/277، حديث رقم 9602)، وابن سعد في الطبقات: (3/11)، وابن عبد البر في “التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد”، (19/242) و (13/142).
([112]) كل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي نمرة. (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والاثر، 5/118).
([113]) نوع من النبات. انظر: القاموس المحيط، ص1271، ومختار الصحاح، ص56.
([114]) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى، (3/562، 563)، من حديث الأوزاعي عن الزهري عن جابر، وصححه ابن حجر في فتح الباري، (3/257)، وقال الأرناؤوط في تحقيقه لـ (ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد، 3/216): “رجاله ثقات، وسنده صحيح”.
وأخرج مالك في الموطأ (2/470) بنحوه من حديث عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح، وعبد الله بن عمرو…قال ابن عبد البر: “هكذا هذا الحديث في الموطأ مقطوعًا لم يختلف على مالك فيه، وهو متصل من وجوه صحاح بمعنى واحد متقارب”. (ابن عبد البر، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، 19/239).
([115]) قيس بن أبي حازم البجلي، أبو عبد الله الكوفي، مخضرم، مات بعد التسعين أو قبلها، ويقال: له رؤية، وهو الذي يقال إنه اجتمع له أن يروي عن العشرة المبشرين بالجنة. (انظر: المزي، تهذيب التهذيب، 8/386، وابن حجر، تقريب التهذيب، ص456).
([116]) سلقة، ورد في معنى “سلق” عدة معان، لعل الأقرب إلى معناها: هو الأملس الطيب. (انظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/391، وابن فارس، معجم مقاييس اللغة، 3/96، والفيروزآبادي، القاموس المحيط، ص1155، و المرتضى الزبيدي، تاج العروس، 25/454).
([117]) أخرجه عبد الرازق، المصنف، (5/277-278)، حديث رقم 9603.
([118]) السهيلي، الروض الأنف، (1/52)، وقوله: “ذكره ابن قتيبة في المعارف” أي: قصة استخراج عائشة لأبيها طلحة. (انظره في: ابن قتيبة، المعارف، ص134، في أخبار طلحة بن عبيد الله t).
([119]) ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية، ص404.
([120]) انظر في هذا: د. باسم الجوابرة، تفريج الكرب بفضائل شهيد المعارك والحرب، وابن النحاس، مشارع الأشواق، (2/661)، وما بعدها.
وانظر: المنذري، الترغيب والترهيب للمنذري، (2/310 – 328)، فقد ذكر ستة وأربعين حديثًا في فضائل الشهادة.
وقال صديق خان: “إن الأحاديث الواردة في فضيلة الشهادة والشهداء تبلغ أربع مائة حديث، كما قال المجد في سفر السعادة”. (صديق خان، العبرة بما جاء في الغزو والشهادة والهجرة، ص182).
([121]) النسائي، السن، (4/99)، كتاب الجنائز، باب الشهيد، حديث2053، وصححه الألباني في (صحيح الجامع الصغير، 2/827).
([122]) الحكيمُ الترمذي، نوادر الأصول في أحاديث الرسول، (4/161).
([123]) أبو عبد الله القرطبي، التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، ص424.
[124])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1517)، كتاب الإمارة، بَابُ اسْتِحْبَابِ طَلَبِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1909.
[125])) مسلم، الصحيح الجامع، (3/ 1517)، كتاب الإمارة، بَابُ اسْتِحْبَابِ طَلَبِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم1909.
[126])) النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم، (13/ 55).
([127]) الموسوعة الفقهية الكويتية (17/165).
([128]) مسلم، الصحيح الجامع، (3/1520)، كتاب الإمارة، بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللهِ U، حديث1913.
([129]) أحمد ابن حنبل، المسند، (15/137)، حديث9244، وسنن ابن ماجه (4/61)، كتاب الجهاد، بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حدبث2767.قال البوصيري: “هَذَا إِسْنَاد صَحِيح رِجَاله ثِقَات”، وصححه الألباني والأرناؤوط. (البوصيري، مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، 3/155، والألباني، صحيح الجامع الصغير وزيادته، 2/1115، وأحمد ابن حنبل، المسند، ، تحقيق الأرناؤوط15/137، حديث9244).
[130])) النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم، (2/ 164).
[131])) هو: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مِقْسَمٍ، أحد رواة الحديث.
[132])) البخاري، الصحيح الجامع، (4/ 24)، كتاب الجهاد والسير، بَابٌ: الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى القَتْلِ، حديث2829، مسلم، الصحيح الجامع، – واللفظ له- (3/ 1521)، كتاب الإمارة، بَابُ بَيَانِ الشُّهَدَاءِ، حديث رقم1915.
[133])) النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم، (13/ 62-63).
[134])) السندي، حاشيته على سنن النسائي، (6/ 33).
([135]) البخاري، الصحيح الجامع، (8/145)، كِتَابُ كَفَّارَاتِ الأَيْمَانِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [المائدة: 89]، وَأَيُّ الرِّقَابِ أَزْكَى، حديث6715، مسلم، الصحيح الجامع، (2/1147)، كِتَابُ الْعِتْقِ، بَابُ فَضْلِ الْعِتْقِ، حديث1509.
([136]) البخاري، الصحيح الجامع، (3/144)، كِتَابُ الْعِتْقِ، بَابٌ فِي العِتْقِ وَفَضْلِهِ، حديث2517، مسلم، الصحيح الجامع، (2/1147)، كِتَابُ الْعِتْقِ، بَابُ فَضْلِ الْعِتْقِ، حديث1509.
([137]) النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم، (10/ 151).
([138]) انظر: الشوكاني، فتح القدير، (5/540-541).
([139]) سيد قطب، في ظلال القرآن، (6/3912)
([140]) السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص925.