Copy Post Link

الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية

19/11/2023

تأليف: أ. د. محسن محمد صالح

تقديم: أ. د. محمد عمارة

طبعة عام 2020 مزيدة ومنقحة ومصورة

إصدار: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات – بيروت

وهذه ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية:

وهذه ترجمة الكتاب إلى اللغة التركية:

حقائق وثوابت في

القضية الفلسطينية

رؤية إسلامية

(الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية)

تأليف

أ. د. محسن محمد صالح

تقديم

أ.د. محمد عمارة

طبعة مزيدة ومنقحة

2020

 

 

طُبع بإذن من المؤلف

تقديم الطبعة الأولى

أ. د. محمد عمارة[1]

لقد جمع الإسلام الأمة الإسلامية على خمسة جوامع، توحدها وتؤلف بينها وهي: العقيدة، والشريعة، والحضارة، والأمة، ودار الإسلام.

وعندما كانت وحدة الأمة هي الإطار الجامع لشعوبها وقومياتها وأجناسها وأقطارها، كانت جامعتها الإسلامية جسداً واحداً، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى… وكانت صيحة “وا إسلاماه” تجد الاستجابة في ديار عالم الإسلام.

وفي ظلّ تلك الجامعة الإسلامية، فتح المسلمون، في ثمانين عاماً، أوسع مما فتح الرومان في ثمانية قرون، وشتان بين فتح التحرير وفتح الاستعباد… وقهر المسلمون أشرس الغزاة وأخطر التحديات من الصليبيين الذين شنوا حرباً عالمية غربية على الإسلام والمسلمين دامت قرنين من الزمان (489-690هـ) (1096-1291م)، إلى التتار، الذين كسر المسلمون شوكتهم، ثم هداهم الإسلام فأصبحوا قوة ضاربة مدافعة عن ديار المسلمين.

ومع هذه الفتوحات والانتصارات، التي تحققت بوحدة أمة الإسلام، مثّل المسلمون، في هذه الحضارة، “العالم الأول” على ظهر هذه الأرض لأكثر من عشرة قرون… بينما كان الغرب يغط في سبات عصور الجهالة، والظلام.

فلما جاءت الغزوة الاستعمارية الأوروبية الحديثة، التي بدأت بسقوط “غرناطة” (897هـ/ 1492م) والالتفاف حول عالم الإسلام… ثم ضرب قلبه بحملة “بونابرت” (1213هـ/ 1798م) والتهام أقاليمه إقليماً وراء إقليم، وحتى إسقاط الخلافة العثمانية (1342هـ/1924م)… وعمّت بلوى هذه الغزوة الاستعمارية الحديثة، فأحلّ الغرب التشرذم الوطني والقومي والقطري محل رابطة جامعة الإسلام، وانشغل كل شعب وكل قطر بتحرره الوطني عن قضايا غيره من شعوب أمة الإسلام.

ولتكريس هذا التشرذم ولتأبيد هذه القطرية، ولإعاقة أيّ محاولة للنهضة التي تعيد الحياة والتكامل إلى أعضاء جسد الأمة الإسلامية، أقام الاستعمار الكيان الصهيوني على أرض فلسطين سرطاناً عنصرياً غريباً، يقطع وحدة أرض الأمة، ويهدد كل مشاريع النهضة والوحدة للعرب والمسلمين.

* * *

لكن، إذا كانت النزعات الشعوبية والقطرية قد استوعبت الشرائح التي تغرّبت من مثقفي الشعوب العربية والإسلامية، تلك التي استخدمتها الدول القطرية في أجهزتها الإدارية والسياسية والثقافية فلقد ظلت جماهير الأمة على ولائها الفطري لرابطة الجامعة الإسلامية… وكانت “مركزية” القضية الفلسطينية التي تجسدت فيها وحدة دوائر الانتماء: الوطنية الفلسطينية، والقومية العربية، والعقدية الإسلامية كانت بمثابة الرباط الإسلامي الجامع لأمة الإسلام، على امتداد عالم الإسلام… كما كانت هذه القضية المركزية هي الطاقة المفجرة للمشاعر الإسلامية تجاه التحديات “الصهيونية – الاستعمارية” المحدقة بالمسجد الأقصى، والقدس الشريف، والوطن الفلسطيني الذي ربط الله بينه وبين الحرم المكي الشريف.

لقد أحيت القضية الفلسطينية، ببعدها الإسلامي ومركزيتها بين قضايا الأمة، الرباط الإسلامي الجامع بين أعضاء جسد الأمة الإسلامية… وكما جعل الإسلام المسجد الأقصى واحداً من المساجد التي لا تُشدُّ الرحال إلا إليها… فإن القضية الفلسطينية قد غدت محور القضايا الإسلامية التي تُشدُّ إليها رحال شعوب الأمة الإسلامية على امتداد أقطار وقارات عالم الإسلام، مغالبة بذلك معوّقات النزعات القطرية التي تغل أيدي الأمة عن الانتصار لهذه القضية المركزية.

* * *

ولأن هذا الكتيّب، الذي نقدم بين يديه، قد نجح في استخلاص الحقائق الأساسية لهذه القضية المركزية، وفي تقديم هذه الحقائق الأساسية في إطار الوعي السياسي والفكري والحضاري المتميّز… فقد غدت صفحاته بمثابة “المتن” الذي يجب أن تستظهره وتعيه وتفقهه ذاكرة كل عربي وكل مسلم، بل وكل إنسان شريف ينشد الحقيقة والعدل والإنصاف… وبمثابة “الهيكل العظمي” الحامل لكل تفاصيل هذا الصراع المحتدم على أرض فلسطين.

إن هذا الكتيب، “الصغير والنفيس” الذي كتبه الأستاذ الدكتور/ محسن محمد صالح، هو “دفتر أحوال” قضية المسلمين الأولى… فالخطر الصهيوني إنما يستهدف كل عالم الإسلام، من “غانة” إلى “فرغانة”، ومن حوض نهر الفولجا إلى جنوب خط الاستواء، ولذلك كانت هذه القضية رمزاً للصراع بين كل المسلمين وبين كل أعداء الإسلام… وكان الصراع التاريخي حول القدس والأقصى، كما هو اليوم، بوابة الانتصار الإسلامي على كل الأعداء وسائر التحديات.

لقد وعى هذه “الحقيقة – الاستراتيجية” عماد الدين الكاتب (519-597هـ/ 1125-1201م) عندما خاطب صلاح الدين الأيوبي فقال:

وهيّجْتَ للبيت المقدس لوعةً		يطول بها منه إليك التشوّق
هو البيت إن تفتحه، والله فاعل		فما بعده باب من الشام مغلق!

وتلك هي المهمة، مهمة الوعي بمركزية واستراتيجية القضية الفلسطينية، وطنياً وعربياً وإسلامياً وإنسانياً أيضاً، تلك هي المهمة التي تقدمها صفحات هذا الكتاب الصغير… الذي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعله نافعاً لكل قارئ… وأن يجعله في ميزان حسنات كل من يشيع ويذيع الحقائق الواردة فيه… وأن يجزي كاتبه خير الجزاء… إنه سبحانه أفضل مسؤول وأكرم مجيب.

أ. د. محمد عمارة

جمادى الآخرة 1422هـ

آب/ أغسطس 2001م

مقدمة المؤلف

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

يسعى هذا الكتيب إلى تقديم قاعدة بيانات مكثفة مختصرة تصلح أن تكون منطلقاً للفهم الإسلامي للقضية الفلسطينية. وهو يجمع بين دفتيه مجموعة من المعلومات والحقائق والثوابت والمفاهيم التي يرى المؤلف أنه لا غنى عنها عند التعامل مع القضية الفلسطينية. وهي لذلك أقرب إلى “المتـن” الذي لا تصلح معه التفصيلات والهوامش. ومع ذلك فقد حرص المؤلف على الاستناد إلى المصادر العلمية الموثوقة في انتقاء المعلومات الواردة فيه. وإنَّ تسمية الكتيب بـ”حقائق وثوابت…” لا تعني بالضرورة أنها حقائق مطلقة، فهو جهدٌ بشريٌ قابل للخطأ والضعف والنقصان، والباب مفتوح لكل نصح وتوجيه.

وتأتي هذه الطبعة بعد طبعات كثيرة لهذا الكتيب، على مدار العشرين سنة الماضية، غير أنها طبعة محدثة ومنقحة، حتى أواخر سنة 2020؛ مع العلم أنه قد ترافق مع إصدار هذه الطبعة طبعةٌ أخرى مزودة بالصور والرسوم التوضيحية.

وللعلم فإن هذا الكتيب كان قد صدر في طبعاته الأولى (منذ سنة 2001) وانتشر تحت عنوان “الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية”؛ ولذلك أبقينا على هذا العنوان بين قوسين تحت العنوان الجديد، لتأكيد أن العنوانين للكتاب نفسه.

ونحمد الله سبحانه أن يسَّر لهذا الكتيّب من يعتني بنشره، فطبعت منه مئات الآلاف من النسخ باللغة العربية في مصر، والإمارات، والكويت، ولبنان، والأردن، والمغرب، وماليزيا، كما تُرجم ونشر بعدد من اللغات الأخرى، كالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والسواحلية، والأوردو، وبهاسا ماليزيا، والإندونيسية، والألبانية، والكردية، والتركية، والفارسية، والتترية، والتايلندية.

نسأل الله سبحانه أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم.

أ. د. محسن محمد صالح*

حقائق وثوابت في القضية الفلسطينية

رؤية إسلامية

1. أرض فلسطين

يطلق اسم “فلسطين” على القسم الجنوبي الغربي لبلاد الشام، وهي أرض عربية إسلامية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، غربي قارة آسيا، وتعدّ صلة الوصل بين آسيا وإفريقيا، كما تتميز بقربها من أوروبا. وهي في الوقت نفسه، تقع في قلب العالم العربي وفي قلب العالم الإسلامي، وتربط ما بين جناحي كلٍّ منهما؛ مما يجعلها ذات قيمة استراتيجية كبيرة. ويحدّها شمالاً لبنان، ومن الشمال الشرقي سورية، ومن الشرق الأردن، ومن الجنوب والجنوب الغربي مصر. وتبلغ مساحة فلسطين في حدودها المتعارف عليها حاليا ً27,009 كم². وهي تتميز بتنوّع تضاريسها، كما تتمتع بمناخ معتدل (مناخ البحر المتوسط).

• أرض حضارية عريقة

أرض فلسطين من أقدم المناطق الحضارية في العالم. وهناك آثار تعود إلى العصر الحجري القديم (500 ألف – 14 ألف ق.م.) والعصر الحجري الوسيط (14 ألف – 8 آلاف ق.م.) حيث يطلق على هذا العصر في فلسطين الحضارة النطوفية. وحسب الاكتشافات الأثرية الحديثة فمن المرجح أنها أول أرض شهدت تحول الإنسان إلى حياة الاستقرار والزراعة قبل نحو 11 ألف سنة (9000 ق.م.)، وفي ربوعها أنشئت أقدم مدينة في التاريخ (مدينة أريحا) نحو 8000 سنة ق.م.، وما زالت معمورة زاخرة بالحضارات المختلفة إلى عصرنا هذا.

• مكانة فلسطين الدينية

لأرض فلسطين مكانة عظيمة في قلب كل مسلم، فهي: أرض مقدسة ومباركة[2] بنص القرآن الكريم، وفيها المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد بُنِي لله في الأرض، وثالث المساجد مكانة في الإسلام. وهي أرض الإسراء، فإليها أُسري بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهي أرض الأنبياء، فقد ولد في هذه الأرض وعاش عليها ودفن في ثراها الكثير من الأنبياء عليهم السلام الذين ذكروا في القرآن الكريم. وهي تعدّ في المنظور الإسلامي أرض المحشر والمنشر، وعقر دار الإسلام، والمقيم المحتسب فيها كالمجاهد في سبيل الله، ومركز الطائفة المنصورة الثابتة على الحق إلى يوم القيامة.

وأرض فلسطين أرض مقدسة لدى اليهود والنصارى أيضاً: فيعُدُّها اليهود أرضهم الموعودة، ومحور تاريخهم، ومرقد أنبيائهم، وبها مركز مقدساتهم في القدس والخليل. ويعُدُّها النصارى مهد ديانتهم حيث ولد عيسى عليه السلام وقام بدعوته، وبها مراكزهم الدينية العظيمة في القدس وبيت لحم والناصرة.

• المسلمون ورثة راية التوحيد

يؤمن المسلمون أنهم الورثة الحقيقيون الجديرون بميراث داود وسليمان وأنبياء بني إسرائيل وصالحيهم، ممن حكموا فلسطين ردحاً من الزمن تحت راية التوحيد، وأن شرعية حكمها تحولّت إلى المسلمين لأنهم رافعو راية التوحيد من بعد هؤلاء الرسل، والسائرون على درب الأنبياء. ويعتقد المسلمون أن بني إسرائيل تنكبوا عن طريق الحق، وحرّفوا كتبهم، فلم تعد الأرض المقدسة حقاً لهم، بل للمسلمين الذين استمروا في حمل راية الحق والإيمان.

• حكم المسلمين الحضاري الجامع

كان السُّلوك العام للمسلمين في أثناء حكمهم لفلسطين، وخصوصاً بيت المقدس، سلوكاً حضارياً جامعاً مبنياً على التسامح والتعايش، والعدل والإحسان مع من يخالفهم دينياً، وكفالة حقوق اليهود والنصارى وغيرهم، وحمايتهم، ومنع ظلمهم أو الإساءة إليهم، بل والاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم في بناء الحضارة الإسلامية. أمَّا السلوك العام لغيرهم فقد كان سلوكاً مانعاً يرفض التعايش مع الديانات الأخرى، ويضطهد أتباعها ويسعى للتخلص منهم؛ كما فعل الرومان والصليبيون وغيرهم من قبل، وكما يفعل اليهود الصهاينة هذه الأيام.

• شعب فلسطين

إن أقدم شعب معروف سكن فلسطين، وطبعها بطابعه هم “الكنعانيون”، الذين قدموا من جزيرة العرب منذ نحو 4,500 عام، وعرفت أول الأمر باسم “أرض كنعان”. وشعب فلسطين الحالي هم سلائل الكنعانيين ومن اختلط بهم بعد ذلك من شعوب شرقي البحر المتوسط الـ”بلست” أو الفلسطينيون، والقبائل العربية. وبالرغم من أن فلسطين حكمها أقوام شتى بين فترة وأخرى، إلا أن أهلها ظلوا يعمرونها دونما انقطاع. وإن أهل فلسطين هؤلاء هم أنفسهم الذين أسلمت أغلبيتهم الساحقة وتعربت لغتهم مع قدوم الإسلام، حيث تأكدت الهوية العربية والإسلامية لأرض فلسطين لأطول فترة تاريخية متواصلة منذ الفتح الإسلامي لها سنة 15هـ/636م وحتى الآن، ولا عبرة بإخراج جزء من أهلها قهراً تحت الاحتلال الصهيوني منذ سنة 1948.

• حقّ المسلمين في أرض فلسطين

إن مزاعم الحق التاريخي لليهود في فلسطين تتهافت أمام حقّ العرب والمسلمين في أرضهم، فأبناء فلسطين عمروا هذه الأرض قبل نحو 1,500 عام من إنشاء بني إسرائيل دولتهم (مملكة داود)، واستمروا في أثنائها، ثم بعد أن انقطعت صلة اليهود عملياً بها إلى الآن. لقد حكم بنو إسرائيل أجزاء من فلسطين (وليس كلها) نحو أربعة قرون (خصوصاً في الفترة 1000-586 ق.م)[3] وزال حكمهم كما زال حكم غيرهم من الدول كالآشوريين والفرس والفراعنة والإغريق والرومان، بينما ظلّ شعب فلسطين راسخاً في أرضه. وكان الحكم الإسلامي هو الأطول حيث استمر نحو 1,200 عام (636-1917م) باستثناء الفترة الصليبية (90 عاماً). وقد انقطعت قدرة اليهود على التأثير عملياً في حركة الأحداث في فلسطين نحو 1,800 عام (منذ 135م – حتى القرن العشرين)، ولم يكن لهم تواجد سياسي أو حضاري وريادي فيها، بل وحرَّمت تعاليمهم الدينية العودة إليها. وإن أكثر من 80% من اليهود المعاصرين، حسب دراسات عدد من اليهود أنفسهم مثل الكاتب الشهير آرثر كوستلر، لا يمتّون تاريخياً بأيّ صلة لفلسطين، كما لا يمتّون قومياً لبني إسرائيل، فالأغلبية الساحقة ليهود اليوم تعود إلى يهود الخزر (الأشكناز) وهي قبائل كانت تقيم في شمالي القوقاز، وتهوَّدت في القرن الثامن الميلادي. فإن كان ثمة “حق عودة” لهؤلاء اليهود، فهو ليس إلى فلسطين وإنما إلى جنوب روسيا!!

ثم إن دعوى تعلق اليهود بفلسطين وارتباطهم بها لا تقف أمام حقيقة أن معظم بني إسرائيل رفض الانضمام إلى موسى عليه السلام في مسيرته للأرض المقدسة، كما رفض معظمهم العودة إليها من بابل بعد أن عرض عليهم الإمبراطور الفارسي قورش ذلك، وطوال التاريخ وحتى نشوء المشروع الصهيوني ظلّ اليهود أقلية صغيرة في فلسطين، مقارنةً بأهل فلسطين، وكذلك بالنسبة إلى يهود العالم.

• أسباب نشأة الحركة الصهيونية

تعود أسباب نشأة الحركة الصهيونية، التي سعت لإنشاء كيان يهودي في فلسطين، إلى ظهور النـزعات الصهيونية، المؤيدة لتجميع اليهود في فلسطين، وسط مسيحيي أوروبا، وخصوصاً البروتستانت منذ القرن السادس عشر الميلادي. وتعود أيضاً إلى فشل حركة الاستنارة اليهودية “الهسكلا” التي سعت إلى دمج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها. كما تعود إلى ظهور الأيديولوجيات القومية والوطنية ونشوء الدولة القومية في أوروبا، وما انبنى عليها من “تحرر اليهود” وتحولهم إلى مواطنين، خصوصاً في القرن التاسع عشر ورغبة أعداد من اليهود في أن تكون لهم أرض يحكمونها، ويعيشون فيها قوميتهم. وتعود من جهة أخرى إلى نشأة “المشكلة اليهودية” خصوصاً في أوروبا الشرقية، وما تعرض له اليهود من اضطهاد على يد الروس، والتي دفعت عدداً من اليهود للمطالبة بملاذ آمن لهم وبدولة خاصة باليهود، وقد استفاد اليهود في سبيل تحقيق ذلك من تمكُّن بعضهم من الوصول إلى دوائر النفوذ والقرار في أوروبا وأمريكا. ثم إن عدداً من بلدان أوروبا الغربية وأمريكا لم يكن يرغب باستيعاب موجات الهجرة اليهودية القادمة من شرق أوروبا، وكانت تريد تحويل هذه الموجات إلى خارج بلدانها.

• خطر المشروع الصهيوني

إن فكرة إنشاء الكيان اليهودي الصهيوني ليقوم بدور “الدولة الحاجزة” والقلعة المتقدمة للاستعمار، والتي دعمها الاستعمار الغربي، وخصوصاً بريطانيا، تمثل ذروة الخطر الاستعماري الغربي – الصهيوني في قلب العالم الإسلامي. إذ تهدف إلى شطر جناحي العالم الإسلامي في آسيا وإفريقيا إلى شطرين منفصلين. وهي بذلك تسعى إلى إضعافه ومنع وحدته، وإبقائه مفككاً عاجزاً عن النهضة، قابعاً في دائرة التبعية، منتجاً للمواد الأولية وسوقاً استهلاكيةً للمنتجات الغربية. كما تهدف إلى منع ظهور قوة إسلامية كبرى، تحل مكان الدولة العثمانية التي كانت في طور الانهيار. إنمعادلة بقاء الكيان اليهودي الصهيوني واستقراره ونموه، في وسطٍ معادٍ، مرتبطةٌ بضمان ضعف ما حوله من أقطار المسلمين وتفككها وتخلفها. وكذلك فإن معادلة نهضة الأمة ووحدتها وقوتها مرتبطةٌ بالقضاء على المشروع الصهيوني الجاثم على قلبها.

1. المنظمة الصهيونية العالمية

تأسست المنظمة الصهيونية العالمية في بال بسويسرا في آب/ أغسطس 1897 بقيادة ثيودور هرتزل، وسعت إلى إنشاء دولة لليهود في فلسطين، وربطت نفسها بالمشروع الاستعماري الغربي، وفشلت في الحصول على أي شيء ذي قيمة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. والحركة الصهيونية حركة عنصرية قائمة على ديباجات وخلفيات دينية وتراثية وقومية يهودية، وشرط نجاحها مرتبط بإلغاء حقوق أهل فلسطين في أرضهم والحلول مكانهم. ولا فرق في جوهر الفكرة الصهيونية بين تيارات علمانية أو اشتراكية أو دينية أو ثقافية أو سياسية، فالصهاينة كلهم في النهاية صهاينة توفيقيون يسعون إلى الأهداف العليا نفسها.

1. تبنّي بريطانيا للمشروع الصهيوني

تبنَّت بريطانيا المشروع الصهيوني، فأصدرت في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917 وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وتمكنت من إتمام احتلالها لفلسطين في أيلول/ سبتمبر 1918، وتنكرت لوعودها للعرب بزعامة الشريف حسين بالحرية والاستقلال، وقسّمت دوائر النفوذ في بلاد الشام والعراق بينها وبين فرنسا وفق اتفاقيات سايكس – بيكو (أيار/ مايو 1916) التي خططت لجعل فلسطين منطقة دولية. ثم إن بريطانيا استأثرت بفلسطين وفق اتفاقيات سان ريمو (نيسان/ إبريل 1920)، وتمكنت من إدماج وعد بلفور في صك انتدابها على فلسطين الذي أقرته لها عصبة الأمم في تموز/ يوليو 1922.

1. فلسطين تحت الاحتلال البريطاني

فَتَحَتْ بريطانيا خلال احتلالها لفلسطين 1918-1948 الأبواب للهجرة اليهودية، فتضاعف عدد اليهود من 55 ألفاً سنة 1918 إلى 646 ألفاً سنة 1948 (أي من 8% إلى 31.7% من السكان). كما دعمت تملك الأراضي فتزايدت ملكية اليهود للأرض من نحو 420 ألف دونم (1.6% من الأرض) إلى نحو مليون و700 ألف دونم (6.3% من أرض فلسطين)، تسربت إلى اليهود في الغالب من الحكم البريطاني أو من أيدٍ إقطاعية غير فلسطينية؛ وتمكّن شعب فلسطين، على الرغم من قسوة الظروف والمعاناة، من الصمود في أرضه طيلة ثلاثين عاماً محتفظاً بأغلبية السكان (68.3%) وبمعظم الأرض (93.7%).

وقد تمكن اليهود الصهاينة تحت حماية القوات البريطانية من بناء مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية والتعليمية والعسكرية والاجتماعية، وفي سنة 1948 كانوا قد أسّسوا 292 مستعمرة، وكوّنوا قوات عسكرية من منظمات الهاجاناه والأرغون وشتيرن، يزيد مجموعها عن 70 ألف مقاتل، واستعدوا لإعلان دولتهم.

1. المقاومة الفلسطينية 1917–1948

على الرغم من أن المؤامرة على فلسطين كانت أكبر بكثير من إمكانات الشعب الفلسطيني، إلا أن شعب فلسطين رفض الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني، وطالب بالاستقلال. وقامت التيارات الوطنية والإسلامية بزعامة موسى كاظم الحسيني والحاج أمين الحسيني ورفاقهم بالتعبئة الشعبية والتحركات السياسية والثورات العارمة، فكانت ثورات وانتفاضات القدس 1920، ويافا 1921، والبراق 1929، وتشرين الأول/ أكتوبر 1933، وحركة الجهادية بقيادة الشيخ عز الدين القسّام، ومنظمة الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني. وتحت ضغط الثورة الكبرى 1936-1939 اضطرت بريطانيا في كتابها الأبيض (أيار/ مايو 1939) أن تتعهد بقيام الدولة الفلسطينية خلال عشر سنوات، وبأن توقف بيع الأرض لليهود إلاّ في حدود ضيِّقة، وبأن توقف الهجرة اليهودية بعد خمس سنوات. ولكنها تنكرت لالتزاماتها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عبر تصريح بيفن في تشرين الثاني/ نوفمبر 1945، وعادت الحياة للمشروع الصهيوني من جديد برعاية أمريكية.

1. قرار تقسيم فلسطين سنة 1947

في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية (54.7% للدولة اليهودية، و44.8% للدولة العربية، و0.5% منطقة دولية هي منطقة القدس). وقرارات الجمعية العامة ليست قرارات ملزمة حتى ضمن مواثيق الأمم المتحدة نفسها. والقرار نفسه مخالف للأساس الذي قامت عليه الأمم المتحدة، وهو حقّ الشعوب في الحرية وتقرير مصيرها بنفسها. ثم إن الشعب الفلسطيني المعني أساساً بالأمر لم تتم استشارته ولا استفتاؤه. هذا، بالإضافة إلى الظلم الفادح في إعطاء الأقلية اليهودية الصهيونية الدخيلة المهاجرة الجزء الأكبر والأفضل من الأرض.

1. حرب 1948 ونتائجها

أعلن الصهاينة دولتهم “إسرائيل” مساء 14 أيار/ مايو 1948، وتمكنوا من هزيمة الجيوش العربية التي مَثَّلت نموذجاً بائساً لسوء القيادة وضعف التنسيق وقلة الخبرة، والتي كان عددٌ منها ما يزال واقعاً تحت النفوذ الاستعماري. واستولى الصهاينة على نحو 77% من أرض فلسطين (20,770 كم²)، وشردوا بالقوة 800 ألف فلسطيني خارج المنطقة التي أقاموا عليها كيانهم، وذلك من أصل 925 ألفاً كانوا يسكنون في هذه المنطقة (كان المجموع الكلي للفلسطينيين في نهاية سنة 1948 نحو مليون و390 ألف نسمة)، ودمَّر الصهاينة 478 قرية فلسطينية من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة، وارتكبوا عشرات المجازر.

أما بالنسبة لما تبقى من فلسطين فقد قام الأردن بضم الضفة الغربية رسمياً إليه (5,876 كم²) كما وضعت مصر قطاع غزة (363 كم²) تحت إدارتها. وقد وافقت الأمم المتحدة على دخول الكيان الصهيوني “إسرائيل” في عضويتها، شرط السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، وهو ما لم يفعله الكيان الصهيوني مطلقاً. والكيان الصهيوني هو كيان قائم على الظلم، وعلى أسس عنصرية ودينية، وهو كيان لم يحدد حدوده وليس له دستور مكتوب، وهو بذلك يخالف أبرز مواصفات الدولة الحضارية الحديثة.

1. طبيعة مرحلة 1948–1967

تمثَّلت القيادة الفلسطينية في الهيئة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني، التي شكَّلت حكومة عموم فلسطين في 23/9/1948، وأعلنت استقلال فلسطين في مؤتمر غزة في 1/10/1948، إلا أنها جوبهت بخصومة بعض الأنظمة العربية وبتجاهل بعضها الآخر، ومُنعت من ممارسة سلطتها فيما تبقى من فلسطين (الضفة والقطاع)؛ بينما ذَوَى تأثيرها في الخارج في السنوات التالية. وقد ساد شعارا “قومية المعركة”، و”الوحدة طريق التحرير” خلال الفترة 1948-1967، وتولت الأنظمة العربية بقيادة جمال عبد الناصر زمام المبادرة، بينما تراجع الدور القيادي الوطني الفلسطيني إفساحاً للمجال أمام الحلِّ العربي الرسمي.

 غير أن الأنظمة العربية افتقدت المنهجية الصحيحة والجدية والإرادة الحقيقية للقتال، ولم تستفد من تجربة العدوان الثلاثي (الصهيوني والبريطاني والفرنسي) على مصر سنة 1956 والاحتلال الصهيوني لقطاع غزة وسيناء؛ وتبنَّت المقاومة الفلسطينية لأسباب تكتيكية مرحلية، وليس ضمن خطة استراتيجية شاملة، وانشغلت بدغدغة عواطف الجماهير بدلاً من إعدادها للمعركة، بينما كان الكيان الصهيوني “الغَضُّ” يشتد ويزداد قوة ورسوخاً. من جهة أخرى، لم تخلُ هذه الفترة من العمل الفلسطيني المقاوم، من خلال مئات الاختراقات الحدودية والعمليات ذات الطبيعة الفردية والجماعية.

1. منظمة التحرير الفلسطينية

أُنشئت منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) سنة 1964 برئاسة أحمد الشقيري، وبدعم مباشر من جمال عبد الناصر الذي خشي أن يفلت زمام القضية من يديه، بعد أن بدأت الساحة الفلسطينية تموج بالحركات السرية والتنظيمات، وخصوصاً “فتح” التي ترجع جذورها إلى سنة 1957. وهدفت المنظمة إلى تحرير الأرض المحتلة سنة 1948، وشدَّد ميثاقها على الكفاح المسلح طريقاً وحيداً للتحرير. وقد رحب عامة الفلسطينيين بإنشائها باعتبارها تجسيداً للهوية الوطنية والكيانية الفلسطينية بعد تغييب طويل.

وفي مطلع سنة 1965، أطلقت حركة فتح رصاصتها الأولى. وفي سنة 1968 انضمت المنظمات الفدائية الفلسطينية وعلى رأسها “فتح” إلى المنظمة وتولى ياسر عرفات زعيم فتح قيادتها منذ شباط/ فبراير 1969 وحتى وفاته في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004. وفي سنة 1974 أقرت الأنظمة العربية لمنظمة التحرير بأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وتم تمثيلها في السنة نفسها بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة.

1. حرب 1967 ونتائجها

كانت حرب حزيران/ يونيو 1967 هزيمة مُرَّة للأنظمة العربية، ففي بضعة أيام احتل الكيان الصهيوني باقي فلسطين، فسقطت الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس، وقطاع غزة، وتم تشريد 330 ألف فلسطيني. كما سقطت الجولان السورية (1,150 كم²) وسيناء المصرية (61,198 كم²).

من جهة أخرى، فقد أدَّت الهزيمة إلى صعود العمل الوطني الفلسطيني المقاوم الذي تولى زمام المبادرة، بينما تراجع المسار القومي الرسمي العربي.

1. تهويد الأرض والإنسان

واصل الكيان الصهيوني تهويد أرض فلسطين بشكل حثيث، وسعى لاجتثاث هويتها العربية والإسلامية ومعالمها الحضارية، فقد صادر، أو وضع تحت تصرُّفه، نحو 96% من الأرض التي احتلها سنة 1948 بما في ذلك أراضي وأملاك الفلسطينيين الذين قام بتشريدهم، ومعظم الأوقاف الإسلامية، والكثير من أراضي من بقي من العرب هناك؛ كما بنى الصهاينة مئات المدن والقرى الاستيطانية في الأرض المحتلة سنة 1948.

ومنذ حرب 1967 صادر الصهاينة مساحات واسعة من الضفة الغربية، وقاموا بشكل منهجي حثيث بإجراءات تهويدها، فبنوا أكثر من 160 مستعمرة وأوجدوا أكثر من مائة بؤرة استيطانية أخرى، وأنشأوا الجدار العنصري العازل، ووضعوا مئات الحواجز التي تُقطّع أوصال الضفة، وسيطروا على معظم مصادر المياه، وحاصروا الضفة والقطاع وجعلوهما أشبه بسجنين كبيرين، وحوّلوا حياة الناس إلى جحيم. وبينما حرَم الكيانُ الصهيوني أبناءَ فلسطين من العودة إلى أرضهم، فتح أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين، فهاجر إليها نحو ثلاثة ملايين و290 ألف يهودي خلال الفترة 1948-2019، ليبلغ العدد الكلي لليهود نحو ستة ملايين و770 ألفاً نهاية سنة 2019.

• تهويد القدس

ركز الصهاينة على تهويد مدينة القدس، فسيطروا على 86% منها، وملأوها بالمهاجرين اليهود (نحو 560 ألف يهودي مقابل نحو 340 ألف فلسطيني في شرقي القدس وغربيها في مطلع سنة 2018). وفي منطقة شرقي القدس (حيث المسجد الأقصى) أسكنوا نحو 220 ألف يهودي، وأحاطوها بسوار من المستعمرات اليهودية يعزلها عن محيطها العربي الإسلامي. وأعلنوا أن القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني. واهتم اليهود الصهاينة بالسيطرة على المسجد الأقصى، فصادروا الحائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق)، ودمروا حيّ المغاربة المجاور له، وصادروا أرضه. وقاموا بشكل حثيث بعمل الحفريات تحت المسجد الأقصى وفي محيطه، بشكل يهدد بانهياره؛ وحتى سنة 2017 بلغ عددها 64 حفرية ونفقاً. كما سعوا بشكل حثيث لتحقيق التقسيم الزماني والمكاني للأقصى؛ في الوقت الذي يقف فيه صمود المقدسيين وأبناء فلسطين عائقاً صلباً في وجوههم. وقام الصهاينة بعشرات الاعتداءات ومئات الاقتحامات للمسجد الأقصى، خصوصاً بعد اتفاق أوسلو 1993، وكان أشهر الاعتداءات إحراق المسجد الأقصى في 21 آب/ أغسطس 1969.

• اللاجئون وحق العودة

تمسك اللاجئون الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى أرضهم، ورفضوا كل مشاريع توطينهم خارج أرضهم، وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة أصدرت قراراً بحق اللاجئين في العودة إلى بيوتهم وقراهم وأرضهم التي أُخرجوا منها سنة 1948 (قرار رقم 194 في سنة 1948)، وأكدت هذا الحق دائماً في أكثر من 140 قراراً على مدى السنوات الماضية؛ إلا أن أياً منها لم ينفذ بسبب إصرار الكيان الصهيوني على رفضها، وعدم جدِّية الدول الكبرى والمجتمع الدولي في إجباره على ذلك.

وقد أسست الأمم المتحدة وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينية (الأونروا) في 8/12/1949، حيث ما زال عملها يغطي مناطق الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأردن، وسورية، ولبنان.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الخارج في بداية سنة 2020 نحو ستة ملايين و714 ألف لاجئ، ويعيش في الضفة الغربية وقطاع غزة نحو مليونين و129 ألف لاجئ هُجِّروا من الأرض المحتلة سنة 1948، بالإضافة إلى 150 ألف مُهجَّر فلسطيني يعيشون في المناطق المحتلة سنة 1948 بعيداً عن أرضهم وقراهم الأصلية، أي أن هناك نحو ثمانية ملايين و990 ألف فلسطيني يعانون من اللجوء والتهجير وهو ما يمثل نحو 67% من الشعب الفلسطيني الذي يقدّر مجموعه في بداية سنة 2020 بنحو 13.35 مليون نسمة. وهذا يُعدّ أكبر عدد للاجئين بين شعوب العالم، وهي أيضاً أعلى نسبة للاجئين في العالم بالنسبة إلى عدد السكان وبفارق كبير عن أي شعب آخر. وتمثل قضية اللاجئين الفلسطينيين أقدم وأطول وأكبر مأساة إنسانية للاجئين منذ القرن العشرين وحتى الآن.

• الأمم المتحدة وقضية فلسطين

تعاملت الأمم المتحدة مع قضية فلسطين على أنها قضية لاجئين منذ 1949 وحتى بداية السبعينيات من القرن العشرين. ومنذ 1974 أخذت تصدر قرارات كثيرة بأغلبية ساحقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء الفلسطينيين حقّ تقرير المصير، وبشرعية الكفاح الفلسطيني (بما فيه الكفاح المسلح) لاسترداد الحقوق المغتصبة، وباعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال التفرقة العنصرية، وبحق اللاجئين غير القابل للتصرف في العودة إلى أرضهم. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا على استعداد دائم لدعم الكيان الصهيوني في رفض هذه القرارات وتجاهلها وإجهاضها، واستخدام حقّ النقض “الفيتو” لمنع التنفيذ العملي لأي منها. في الوقت نفسه استخدموا هذه “الشرعية” الدولية لإقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين وترسيخ وجودها، مما يكشف عن الوجه القبيح الظالم لهذه “الشرعية”.

• وطوال تاريخ القضية الفلسطينية ظلت إحدى الإشكاليات الكبرى تتمثل في انحياز القوى العظمى الصارخ للمشروع الصهيوني، وخصوصاً في التسليم بما يسمَّى “حقّه” في إنشاء دولته على الأرض التي اغتصبها سنة 1948، أي 77% من أرض فلسطين.
• المقاومة الفلسطينية بعد حرب 1967

مثلت الفترة 1967-1970 فترةً ذهبيةً للعمل الفدائي والمقاومة الفلسطينية، غير أنها حُرمت منذ 1971 من استخدام الساحة الأردنية، وبالرغم من تركزها بعد ذلك في الساحة اللبنانية إلا أنها عانت من محاولات الاستهداف والاجتثاث خلال الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990. وأسهم العدوان الصهيوني المستمر على لبنان، واجتياحه الجنوب اللبناني سنة 1978 وتشكيله لحزام أمني عميل، ثم اجتياحه جنوب لبنان ووسطه حتى بيروت سنة 1982 في ضرب البنية التحتية للمقاومة وإجبار منظمة التحرير الفلسطينية ومقاتليها على الانسحاب من لبنان. وبذلك أُغلقت كل الحدود العربية مع الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية.

• تراجع الدعم العربي الرسمي

بشكل عام، عانت الثورة الفلسطينية بشدة من أشقائها العرب “الألدَّاء”، واستُنـزفت طاقاتها ودماؤها في صراعها مع الأنظمة العربية التي حاولت ترويضها وضبطها، والتحدث باسمها والقفز فوقها. وبعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 ضدّ الكيان الصهيوني، والتي حققت أساساً انتصارات معنوية لمصر وسورية، وبعد أن عُدَّت منظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني سنة 1974، أخذ يتضاءل الشعور العربي بالمسؤولية تجاه فلسطين. وبتوقيع مصر لاتفاقيات كامب ديفيد في أيلول/ سبتمبر 1978، خرجت أكبر قوة عربية من الصراع العربي – الصهيوني، ثم إن الحرب العراقية – الإيرانية التي أنهكت الطرفين طوال فترة 1980-1988، وتراجع الدعم المالي الخليجي للثورة الفلسطينية بسبب انخفاض أسعار النفط في الثمانينيات، والاجتياح العراقي للكويت سنة 1990، وما نتج عنه من حرب وصراع، ومن تمزّقٍ عربي إسلامي واسع، ومن موقف سلبي خليجي تجاه منظمة التحرير، بالإضافة إلى انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية، كل ذلك أدى إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية وتوجه قيادة منظمة التحرير نحو التسوية السلمية، وبالتالي حصر نشاطها في دائرة “الممكن السياسي”.

بروز التيار الإسلامي:

من جهة أخرى، أخذ يبرز نشاط التيار الإسلامي الفلسطيني الشعبي في الداخل والخارج، منذ أواسط السبعينيات من القرن العشرين؛ وأصبح منافساً رئيسياً في قيادة الاتحادات الطلابية والنقابات المهنية والنشاطات الخيرية والمجتمعية. كما ظهرت وصبحوظهرت بوادر منظمات إسلامية جهادية مثل أسرة الجهاد أواخر السبعينيات في فلسطين المحتلة 1948، وحركة الجهاد الإسلامي سنة 1980، وتنظيم المجاهدون الفلسطينيون الذي أنشأه الشيخ أحمد ياسين في أوائل ثمانينيات القرن العشرين. وفي الفترة نفسها، نشط الإخوان المسلمون الفلسطينيون في الخارج في إعداد المجموعات الجهادية وتدريبها.

• الانتفاضة المباركة 1987–1993

أعطت الانتفاضة المباركة (كانون الأول/ ديسمبر 1987 – أيلول/ سبتمبر 1993) زمام المبادرة للداخل الفلسطيني، وبرز التيار الإسلامي بقوة ليشكل عنصراً أساسياً في المقاومة الفلسطينية، خصوصاً من خلال حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي أعلنت عن انطلاقتها مع بدء الانتفاضة. وظهر جيل “أطفال الحجارة”، وتجلت مظاهر التكافل الاجتماعي، كما تمّ ضرب ظواهر العملاء والفساد. وأحيت الانتفاضةُ التعاطفَ والتضامن العربي، والإسلامي، والدولي؛ وتصدَّرت قضية فلسطين الاهتمام العالمي، لكن الظروف السائدة وطبيعة العقليات القيادية الفلسطينية والعربية لم تسمح بتأجيجها وتوسيعها باتجاه التحرير، وإنما استخدمتها للاستثمار السياسي السريع باتجاه التسوية مع الكيان الصهيوني الغاصب.

• تحوّل منظمة التحرير إلى مسار التسوية

مع تزايد ضعف منظمة التحرير الفلسطينية أخذ التيار المؤيد للتسوية السلمية مع الكيان الصهيوني في الاتساع في أوساط المنظمة إلى أن جاء قرارها في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 1988 بإعلان دولة فلسطين وبالاعتراف بقرار الأمم المتحدة 181 الداعي لتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وبقرار مجلس الأمن 242 الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر 1967 الذي يتعامل مع قضية فلسطين على أساس أنها قضية لاجئين، ويدعو لحل القضية بالطرق السلمية.

 وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1991 دخلت منظمة التحرير والدول العربية في مفاوضات سلمية مع الكيان الصهيوني في مدريد. وخلال نحو سنتين لم يستطع وفد المنظمة الرسمي التوصل إلى اتفاق مع الكيان الصهيوني. ولم تحدث أيّ حالة انفراج إلا من خلال قناة مفاوضات سرية مختلفة كانت قد فتحت في كانون الأول/ ديسمبر 1992، وأدت إلى ما يعرف باتفاق أوسلو أو “غزة – أريحا أولاً”، الذي تم في أوسلو بالنرويج، والذي وقعت عليه رسمياً المنظمة مع الكيان الصهيوني في واشنطن في 13 أيلول/ سبتمبر 1993.

• اتفاق أوسلو (غزة – أريحا)

اعترفت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من خلال اتفاق غزة – أريحا بما يُسمى حقّ “إسرائيل” في الوجود، وبشرعية احتلالها وملكيتها لـ 77% من أرض فلسطين، وتتعهد المنظمة بالتوقف عن المقاومة المسلحة والانتفاضة، كما تتعهد قيادة المنظمة بحذف وإلغاء كافة البنود الداعية لتحرير كل فلسطين وتدمير الكيان الصهيوني من ميثاقها الوطني، وتتعهد أيضاً بحل كافة المشاكل بالطرق السلمية. وبهذه الاتفاقية تشطب منظمة التحرير عملياً نفسها وأهدافها وميثاقها. وتحصل قيادة المنظمة، في مقابل ذلك، على اعتراف من “إسرائيل” بها باعتبارها ممثلة الشعب الفلسطيني، وتُعطى حكماً ذاتياً محدوداً في قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، على أن يتم حلُّ القضايا الرئيسية الأخرى خلال خمس سنوات.

وطوال أكثر من ستّ سنوات من المفاوضات لم تتسع دائرة الحكم الذاتي للسلطة، إلا بعد اتفاق شرم الشيخ في 4/9/1999 لتغطي قطاع غزة، ولتبسط سيطرتها الإدارية والأمنية على 18% فقط من الضفة (مناطق أ)، وسيطرتها الإدارية فقط على 22% من الضفة (مناطق ب)، أما باقي الـ 60% من الضفة فيتابع الاحتلال الصهيوني سيطرته الإدارية والأمنية عليه. وهو ما جعل مناطق سيطرة السلطة جزراً معزولة في بحر الاحتلال، وتتركز حيث الكثافة الفلسطينية. وهو وضع لم يتغير رسمياً حتى الآن (أواخر 2020).

• أوجُه الاعتراض على اتفاق أوسلو

وُوجه اتفاق أوسلو (غزة – أريحا) بشكل خاص ومشروع التسوية السلمية القائمة على التنازل عن الحقوق بمعارضة قوية فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، وكانت أبرز نقاط الاعتراض:

1. لقد أفتى علماء المسلمين الموثوقون بعدم جواز التسوية السلمية مع الكيان الصهيوني، حسبما يريد الداعون إليها، وبضرورة الجهاد لتحرير الأرض المغتصبة وإرجاعها كاملة إلى أصحابها الشرعيين. وباعتبار هذه المعركة بين حقّ وباطل تتوارثها الأجيال حتى يأذن الله بالنصر والتمكين. وبأن فلسطين أرض وقف إسلامي لا يملك أحد حقّ التنازل عنها، ولا يجوز لجيل إن انتابته حالة ضعف أن يحرم الأجيال القادمة من حقها. كما أن قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين الذين يرفضون التنازل عن حقهم فيها مهما طال الزمن، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، فضلاً عن أن تكون قضية منظمة التحرير أو قيادتها.

2. انفردت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بإقرار اتفاق أوسلو دون الرجوع إلى الشعب الفلسطيني، حيث توجد معارضة قوية لهذا الاتفاق في أوساط الإسلاميين والوطنيين واليساريين على حدٍّ سواء، وحتى في أوساط حركة فتح نفسها.

3. أجّل هذا الاتفاق البتّ في أهم القضايا الرئيسية وأكثرها حساسية، وأصبح حسمها مرتبطاً بمدى “كرم” الطرف الصهيوني، الذي استغل قوته لفرض تصوره عملياً على الأرض، وعلى حساب الطرف الفلسطيني الأضعف، وأبرز هذه القضايا:

•  مستقبل مدينة القدس.
• مستقبل اللاجئين الفلسطينيين.
• مستقبل المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية.[4]
• طبيعة الكيان الفلسطيني المستقبلي، وصلاحياته، وحدوده، وسيادته على أرضه.

4. وافق هذا المشروع رغبة صهيونية هدفت إلى التخلص من عبء مناطق الكثافة السكانية الفلسطينية بما تحمله من مشاكل أمنية واقتصادية.

5. الحصيلة العملية للاتفاق إدارة حكم ذاتي، ذات صلاحيات تنفيذية محدودة، مرتبطة بالاحتلال وتحت هيمنته المباشرة، وللكيان الصهيوني حقّ النقض “الفيتو” على قراراتها وقوانينها التشريعية، كما حُرِمت السلطة الفلسطينية من حقّ تشكيل جيش خاص بها، وهي لا تملك أن تُدخل أي أسلحة إليها إلا بإذن الكيان الصهيوني.

6. أصبحت إدارة الحكم الذاتي مضطرة لقمع وسحق أي جهاد وعمليات مسلحة ضدّ الكيان الصهيوني، والقبض على مجاهدي المنظمات الفلسطينية لإثبات “حسن نواياها” وحرصها على “السلام”، وتشكلت لها أجهزة أمنية تحصي على الناس أنفاسهم، بينما كان أداؤها أكثر ضعفاً في الميادين الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، واستشرى الفساد في أجهزتها.

7. ظلت الحدود تحت السيطرة “الإسرائيلية”، وظل دخول مناطق السلطة الفلسطينية أو الخروج منها مرتبطاً “بحقّ” الصهاينة في إعطاء الإذن بذلك أو منعه.

8. لا تشير الاتفاقية إلى حقّ الفلسطينيين في تقرير المصير، وإنشاء دولتهم المستقلة، ولا تتحدث عن الضفة الغربية وقطاع غزة باعتبارها أراضٍ محتلة.

9. فتح هذا الاتفاق الباب على مصراعيه للدول العربية والإسلامية لعقد اتفاقيات وبناء علاقات مع الكيان الصهيوني، وأعطى الفرصة للتغلغل الصهيوني في المنطقة وتحقيق الهيمنة الاقتصادية، وضرب القوى الإسلامية والوطنية في المنطقة.

10. بعد أكثر من ربع قرن على اتفاقية أوسلو، نجح الكيان الصهيوني في إدارة التسوية السلمية، وتمكّن من تحويل السلطة الفلسطينية إلى سلطة تخدم أغراض الاحتلال أكثر مما تخدم الشعب الفلسطيني، واستفاد من غطاء التسوية في تهويد الأرض والإنسان. فبالإضافة إلى برامج تهويد القدس، قام بمضاعفة أعداد مستوطنيه في الضفة الغربية من نحو 280 ألفاً إلى أكثر من 800 ألف، وضاعف مساحة المستعمرات والأراضي الفلسطينية المصادرة. في الوقت الذي تنكّر فيه لاتفاقية أوسلو، وتبنى “صفقة ترامب”، وفكرة ضمّ أجزاء واسعة من الضفة الغربية؛ مع الاستمرار في حصار قطاع غزة.

• انتفاضة الأقصى 2000–2005

أكدت انتفاضة الأقصى التي اندلعت في 29 أيلول/ سبتمبر 2000، تمسّك الشعب الفلسطيني بحقه في أرضه، وأكدت تفاعل الشعوب العربية والإسلامية الواسع مع الانتفاضة، كما أكّدت البعد الإسلامي للقضية، وكشفت شراسة الصهاينة والوجه القبيح لأدعياء السلام الصهيوني، كما وجهت لطمة كبيرة لمشروع التسوية الذي يجري على حساب حقوق الأمة وثوابتها.

وعانى أبناء فلسطين من ظروف في غاية القسوة، وأعاد الصهاينة احتلال معظم أراضي السلطة الفلسطينية. لكن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته البطولية، التي شاركت فيها كافة الفصائل الفلسطينية، أحدثت لأول مرة نوعاً من “توازن الرعب” مع الكيان الصهيوني، الذي تعرّض لضربات قاسية في كل مكان. وهزت الانتفاضة الدعامتين اللتين يقوم عليهما المشروع الصهيوني، وهما الأمن والاقتصاد.

وقد اضطر الكيان الصهيوني إلى الانسحاب من قطاع غزة وتفكيك مستعمراته في أيلول/ سبتمبر 2005 إثر المقاومة البطولية لشعب فلسطين. وقد كانت وفاة ياسر عرفات في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 الذي قاد السلطة الفلسطينية منذ إنشائها، ودخول الفلسطينيين في أجواء الانتخابات الرئاسية والبلدية والتشريعية، وموافقة الفصائل في القاهرة على التهدئة (17 آذار/ مارس 2005) أثره في انحسار موجة انتفاضة الأقصى.

• التدافع بين تياري التسوية والمقاومة

كان فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في مطلع سنة 2006، مؤشراً على تزايد ثقة الفلسطينيين بالتيار الإسلامي وبخط المقاومة، وعلى تراجع مسار التسوية السلمية والخط الرسمي الفلسطيني الذي يتبناها. وكانت محاولات الإسقاط والإفشال التي تعرضت لها حكومة إسماعيل هنية من “إسرائيل” ومن أطراف فلسطينية وعربية ودولية دليلاً على مدى خصومة هؤلاء للخط الإسلامي والمقاوم، وعلى ازدواجية المعايير، حيث لا تُحترم “العملية الديموقراطية” ونتائج الانتخابات، عندما يفوز أنصار هذا الخط.

وقد اضطرت حكومة السلطة وحماس للقيام بحسم عسكري في حزيران/ يونيو 2007؛ أدى إلى سيطرتها على قطاع غزة، بينما قامت رئاسة السلطة وفتح بالسيطرة على الضفة الغربية، وبمتابعة الالتزام بمشروع التسوية، وقمع تيارات المقاومة. وعانى الفلسطينيون من تعمّق الانقسام الفلسطيني، وتدهور دور المؤسسات الممثلة للشعب الفلسطيني وخصوصاً منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني والمجلس التشريعي، وإصرار فصيل فلسطيني (فتح) على استمرار هيمنته على المؤسسات الرسمية الفلسطينية، وعلى صناعة القرار الفلسطيني.

وقد تمّ توقيع عدة اتفاقات للمصالحة الفلسطينية، كان أبرزها في أيار/ مايو 2011، غير أن هذا الاتفاق (الذي تلته عدة اتفاقات وتفاهمات) عانى وما زال يعاني من التعطُّل والتعثُّر، لأسباب وخلفيات مرتبطة بتعارض مساري التسوية والمقاومة، وبتحديد الثوابت الفلسطينية، وبأولويات العمل الوطني والبرنامج الوطني المرحلي، وبأزمة الثقة بين فتح وحماس، وبالتأثيرات والتدخلات الخارجية.

من ناحية أخرى، فقد تمكن تيار المقاومة من المحافظة على مكانته في الساحة الفلسطينية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بالرغم من استمرار محاولات إفشاله وإقصائه ونزع شرعيته. وتمكن قطاع غزة من الصمود بوجه الحصار الخانق، ومن الصمود والأداء المتميز في ثلاث حروب مع الاحتلال الإسرائيلي (2008/2009، و2012، و2014)، وأبدع في تطوير قدراته العسكرية، ووسائل المقاومة “الخشنة والناعمة”، بما في ذلك مسيرات العودة. كما استمر العمل المقاوم في القدس وباقي الضفة الغربية بالرغم من القمع الصهيوني، ومطاردات الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية.

• الكيان الصهيوني بين التقدم الاستراتيجي والمخاطر الوجودية

خلال أكثر من سبعين عاماً، تمكّن الكيان الصهيوني من الوصول إلى وضع استراتيجي متقدم في قلب المنطقة العربية والإسلامية، فأصبح يضمّ التَّجمّع الأكبر ليهود العالم (نحو 47% من يهود العالم)، وتمتع بوضع عسكري متفوق على جيوش المنطقة، وبنظام سياسي مؤسسي قادر على إدارة اختلافاته بكفاءة، وبمستوى اقتصادي متقدم وبدخل فردٍ مرتفع يضارع بلدان أوروبا الغربية، وبتفوق علمي وتكنولوجي وصناعي على جميع دول المنطقة، وبغطاء “شرعية” دولية مصطنعة، وبدعم غير مسبوق من القوى الكبرى، كما نجح في تحقيق اختراقات لافتة في مجال التطبيع مع البيئة الرسمية العربية. ونجح كذلك في إدارة ملف التسوية السلمية بما يخدم أهدافه التوسعية، وبما يُقزِّم المشروع الوطني الفلسطيني ويُضعفه.

في المقابل، فإن المشروع الصهيوني يواجه تحديات استراتيجية ومخاطر وجودية مستقبلية، تجعله دائماً في دائرة القلق واللا استقرار. فالشعب الفلسطيني ما زال صامداً على أرضه، وأعداد أبنائه أخذت تتجاوز أعداد اليهود في فلسطين التاريخية.

وتنامت من ناحية ثانية قوة المقاومة الفلسطينية، وتحول قطاع غزة إلى قلعة للمقاومة التي تطورت أسلحتها، وغطت صواريخها كافة مساحة فلسطين التاريخية؛ كما تصاعدت قوى المقاومة للمشروع الصهيوني خارج فلسطين. وفشل المشروع الصهيوني من ناحية ثالثة في التحول إلى كيانٍ طبيعي في المنطقة، وما زالت الشعوب العربية والإسلامية تنظر إليه كسرطان وكعدو يحتل أرضهم المقدسة، بغضّ النظر عن القشرة السطحية التي تمثلها بعض الأنظمة الرسمية. ومن ناحية رابعة، فقد ازدادت الأزمات الداخلية للتجمع الصهيوني في فلسطين، بسبب التعارضات بين أصحاب الاتجاهات الدينية والعلمانية، وتزايد المشاكل بين اليهود الشرقيين والغربيين، وتفشي مظاهر الانحلال والفساد… وغيرها. ومن ناحية خامسة، فقد تراجعت قدرة القوى الكبرى على التدخل المباشر في المنطقة في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة مخاضاً (وإن كان عسيراً) تجاه تغيير نهضوي، يُعيد للأمة زمام المبادرة والسير باتجاه التكافؤ والتفوق الاستراتيجي في مواجهة المشروع الصهيوني.

• مسيحيو فلسطين

تعرض مسيحيو فلسطين إلى الظلم والقهر والتشريد نفسه الذي تعرض له مسلمو فلسطين. وشاركوا في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ بدء الاحتلال البريطاني لفلسطين. وقدّموا نموذجاً للتماسك والوحدة الوطنية في وجه المشروع الصهيوني، وشاركوا في الدفاع عن عروبة فلسطين بالكلمة والقلم والبندقية. وعبّروا عن انتمائهم الحضاري للمنطقة بهويتها ولغتها وتراثها.

• الإسلام والوطنية

إن حُب الوطن والدفاع عن أرضه وشعبه ومقدساته هو واجب شرعي وحق إنساني، وإن المشاعر الوطنية وحُب القوم والعشيرة هو سلوك طبيعي ما دام لا يحرّم حلالاً ولا يُحِلّ حراماً، ولا ينتقص من حقوق الآخرين. وإن دوائر العمل لفلسطين سواء كانت وطنية أم عربية أم إسلامية أم إنسانية هي دوائر تركيز متكاملة متناغمة، ويجب ألا تكون متعارضة.

ومن جهة أخرى، فإن السعي لعلاج أمراض المجتمع وتحقيق التطور الحضاري والتمكين لدولة الإسلام في الأرض، والسعي لتحقيق الوحدة العربية والإسلامية، وكذلك السعي لتحرير فلسطين، هي جهود متكاملة، يخدم بعضها بعضاً، ويمكن أن تسير جنباً إلى جنب دونما تعارض أو تضاد.

• الإسلام والسلام وفلسطين

الإسلام دين السلام، فالله هو السلام، وتحية المسلمين فيما بينهم السلام، والجنة هي دار السلام. والعلاقة في الإسلام مع الآخرين قائمة على التسامح الديني والتعارف والتعايش السلمي والحوار بالتي هي أحسن. وبالتالي، فإن الإسلام هو ضدّ “الإرهاب” وضدّ قتل الأبرياء. والإسلام في الوقت نفسه هو دين الحق والعدل والحرية، يأبى أتباعه أن يُظلموا كما يأبون أن يَظلموا، ويرفضون أن يعطوا الدنيّة في دينهم، ويبذلون الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامتهم وأرضهم ومقدساتهم.

ولا يمكن لأي “سلام” في فلسطين أن يقوم بناء على ظلم أهلها واغتصاب حقوقهم وإخراجهم من أرضهم. وإن فرض شروط القاهر الغاصب على شعب مستضعف قد يوصل إلى “تسوية” مؤقتة، ولكنه لن يؤدي إلى السلام. وسيظل الجهاد لتحرير فلسطين واجباً وشرفاً ووساماً على صدر كل شريف، ولا عبرة بالطغيان الإعلامي الصهيوني والغربي الذي يتلاعب بألفاظ ومصطلحات “الإرهاب” و”السلام”.

• الموقف من اليهود

إن المسلمين لا يقاتلون اليهود لمجرَّد كونهم يهوداً، فالأصل في علاقة المسلمين بأهل الكتاب أو أهل الذمة هو العدل والإحسان وإعطاء كافة الحريات والحقوق الدينية وحقوق المواطنة الكاملة لهم في ظلّ الإسلام. وإن “المشكلة اليهودية” والعداء للسامية نشأت في أوروبا وليس في العالم الإسلامي، الذي كان اليهود يلجأون إليه آمنين من الاضطهاد والتعصب الديني والقومي في أوروبا. إن المسلمين يقاتلون اليهود الصهاينة المعتدين، الذين اغتصبوا أرض فلسطين، وشردوا شعبها، وانتهكوا مقدساتها، وسيقاتل المسلمون أيّ فئة أو جماعة تحاول احتلال أرضهم، مهما كان دينها أو قوميتها.

• فلسطين القضية المركزية للأمة

عندما يتعلق الأمر بقضايا التحرر والصراع مع أعداء الأمة والاستعمار؛ فإن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية؛ ليس فقط لمكانتها الدينية والاستراتيجية، وإنما أيضاً لكون المشروع الصهيوني مشروعاً عالمياً عدوانياً يتّخذ من فلسطين قاعدة لإضعاف الأمة وتمزيقها ومنع نهضتها.

من ناحية أخرى، فإن قضية فلسطين هي القضية الجامعة التي يتوحّد عليها العرب والمسلمون ويجتمعون على نُصرتها مهما كانت خلافاتهم.

وقضية فلسطين هي البوصلة لأنها تعيد توجيه بوصلة الأمة ضدّ عدوها المركزي المشترك، بعيداً عن الخلافات العرقية والطائفية والقُطرية.

وقضية فلسطين هي الرافعة لأن تحريرها مرتبط بالأمة ونهضتها، ورفع سويّتها، وتحقيق شهودها الحضاري؛ ولأن نموذج الصمود والمقاومة في فلسطين يُمثل حالة إلهام وقوة دفع كبرى للأمة وشعوبها، ولأنها رافعة، في عيون الأمة، لمن يدعمها ويؤازرها ويجاهد لتحريرها. وهي في المقابل قضية كاشفة خافضة لمن يخذلها؛ ففي الصراع على الأقصى والقدس والأرض المباركة يُعرف الصادق، وينكشف المتخاذل ويسقط في عين الأمة المنافق والعميل والعدو.

• الرؤية الإسلامية لتحرير فلسطين

إن الإسلام ينبغي أن يكون هو القاعدة التي يستند إليها مشروع التحرير وتتبير المشروع الصهيوني:

• لأن الله سبحانه تكفل بنصر عباده الصادقين.
• ولأن الإسلام هو عقيدة الأمة، وبه خيرها وفلاحها.
• ولأن الإسلام هو الأقدر على تعبئة الجماهير وحشد طاقاتها.
• ولأن تجارب التاريخ (سواء في فتح القدس أم تحريرها من الفرنجة والتتار) أثبتت نجاح الحل الإسلامي، كما أثبت تاريخنا الحديث والمعاصر فشل الأيديولوجيات الأخرى.

إن الحل الإسلامي ليس حلاً طائفياً ولا عنصرياً ولا انعزالياً، وهو لا يعني ظلماً أو تهميشاً للأقليات، ولا يعني إكراهاً في الدّين، بل هو مشروع حضاري يتسم بالانفتاح والمرونة، واستيعاب كافة الشرائح والقوى الساعية للإسهام في مشروع التحرير، والتي ستأخذ مواقعها وفق إخلاصها وكفاءتها.

إن أبرز معالم الحل الإسلامي لقضية فلسطين تتمثل في:

1.تبني الإسلام عقيدة وسلوكاً ومنهج حياة، والحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى.

2.لا بدّ منقيادة مؤمنة كفؤة صادقة، تكون مؤهلة لمواجهة المشروع الصهيوني وهزيمته.

3.توسيع دائرة الصراع مع العدو الصهيوني ليكون (بالإضافة إلى كونه مسؤولية كل فلسطيني وعربي) مسؤولية كل مسلم، بل وكل إنسان يدافع عن الحق والعدل والحرية، وعدم قصر هذا الصراع على الدائرة الفلسطينية أو الدائرة العربية. لأن تحرير فلسطين أصبح فرض عين على كل مسلم، ولأن الصهاينة يُنفذون مشروعهم بشكل عالمي منظم، فلا بدّ من مواجهة مكافئة ترتقي إلى مستوى التحدي.

4.دعم شعب فلسطين ومساندته وتأهيله بكافة الوسائل، باعتبار أنه خطّ الدفاع الأول عن الأمة الإسلامية، حتى يَثبُتَ على أرضه، ويستمر في صموده وجهاده.

5.السعي لتحقيق نهضة حضارية تكون مدخلاً للتغيير والارتقاء الإيجابي الشامل في مجتمعاتنا المسلمة سياسياً واقتصادياً وعلمياً وعسكرياً، ومدخلاً للوحدة خصوصاً في البيئة الاستراتيجية المحيطة بفلسطين؛ حتى يكون المسلمون قادرين ذاتياً على مواجهة تكاليف الجهاد وأعباء التحرير، وتحقيق شروط التمكين والاستخلاف في الأرض وريادة الإنسانية.

• البُعد الإنساني للقضية

إن القضية الفلسطينية قضية ذات أبعاد إنسانية كبرى، إذ تمثل صرخة المظلوم في وجه أدعياء حقوق الإنسان، وتكشف المعايير المزدوجة للنظام الدولي وسوءاته، وتُزري بالنفاق المقيت لحضارته. إن وجود الكيان الصهيوني في فلسطين، قلب العالم الإسلامي، وحشده لأسلحة الدمار الشامل، والدعم الأمريكي والغربي غير المحدود له، سوف يظل الفتيل المشتعل الذي يهدد السلام العالمي بالانفجار؛ فالمسلمون سيمتلكون يوماً ما أسباب القوة، وهم لم ولن يتنازلوا عن أرضهم.

إن الحركة الصهيونية واحتلالها لفلسطين هي النموذج المتبقي للاستعمار التقليدي الأوروبي الغربي الذي زال عن أرجاء العالم، ويجب أن يزول عاجلاً أم آجلاً عن فلسطين.

إن مهمة تحرير فلسطين هي مهمة إنسانية وحضارية يجب أن تشارك فيها شعوب الأرض وأقطارها.

• العلو اليهودي الصهيوني

إن علو “بني إسرائيل” أو العلو اليهودي الصهيوني في الأرض حقيقة لا مراء فيها،[5] وإن النفوذ اليهودي الصهيوني في دوائر القرار والتأثير العالمية واضح مشهود، سواء كان ذلك في السياسة أم في الإعلام أم في الاقتصاد، وخصوصاً في الولايات المتحدة. ونحن إذ نقرّ ذلك، لا نذكره بدوافع عنصرية أو “عداءً للسامية” أو نشراً للبغض والكراهية؛ لأن التفوق الحضاري أمر محمود ومطلوب، شرط أن يستخدم في خدمة الإنسانية وتَقدُّمها، وليس في نشر الظلم والفساد واغتصاب حقوق الآخرين.

وإذا كان الله سبحانه قد قدّر لهم سُبل العلو والنفوذ، فإن هذا الأمر لا ينبغي أن يُضخّم، كما لا ينبغي أن يُنظر إليهم وكأنهم وراء كل صغيرة أو كبيرة من الأحداث، أو كأنهم قدر الله الغالب. فهم بشر خلقهم الله، وتجري عليهم سنن الله في الكون والتدافع وتداول الأيام. وإذا كانوا ينجحون، بقدر الله، وبدعمٍ من قوى عالمية (بحبلٍ من الله وحبلٍ من الناس)، وبجِدِّهم ومثابرتهم وحسن تنظيمهم، فقد وقعت لهم كوارث ومآسٍ كثيرة في تاريخهم. وينبغي أن يُنظر إلى هذا العلو باعتباره حافزاً للمسلمين للاستجابة لمواجهة هذا التحدي، ولاستكمال شروط الاستخلاف في الأرض والنهضة الحضارية.

• هزيمة المشروع اليهودي الصهيوني

إن هزيمة المشروع اليهودي الصهيوني في فلسطين واندحاره ليست أمراً ممكناً فقط، وإنما هي حقيقة أكيدة لأنها بشرى ربانية، جاءت في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولأنها بشرى نبوية، حدثنا عنها المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى. ثم لأن سنن الله سبحانه في الكون وتجارب التاريخ تخبرنا أن الظلم لا يدوم، وأنه على الباغي تدور الدوائر، وأنه لا يضيع حق وراءه مُطالِب، وأن الأمة عندما تعود إلى ربها، وتحقق وحدتها، وتسترجع أسباب عزتها وقوتها، قادرة بإذن الله على تحقيق النصر والتحرير.

---

[1] مفكر إسلامي مصري معروف، ومؤلف ومحقق للكثير من الكتب والدراسات، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وعضو الهيئة الاستشارية لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات. أسهم في الكثير من الدوريات الفكرية المتخصصة، وشارك في مئات الندوات والمؤتمرات العلمية. توفي رحمه الله في 28/2/2020.

* أستاذ الدراسات الفلسطينية وتاريخ العرب الحديث، رئيس قسم التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا سابقاً، المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ببيروت حالياً.

1 إن حدود القداسة والبركة لأرض فلسطين غير مرتبطة بالضرورة بالحدود الجغرافية المتعارف عليها حالياً، وهي حدود وضعها الاحتلال البريطاني في النصف الأول من عشرينيات القرن العشرين. ثم إن دائرة البركة تتسع لتشمل بلاد الشام كلها.

2 بعد وفاة سليمان عليه السلام سنة 923 ق.م. انقسمت مملكته إلى دولتين: إسرائيل في الشمال، التي سقطت سنة 722 ق.م. على يد الآشوريين، ودولة يهودا التي سقطت على يد البابليين سنة 586 ق.م.

[4] انسحب الإسرائيليون من المستعمرات في قطاع غزة في خريف سنة 2005.

[5] تحدث الله سبحانه في فواتح سورة الإسراء عن علو بني إسرائيل مرتين علواً كبيراً، ويظهر من عدد من المؤشرات والقرائن أن العلو الحالي هو العلو الأول، نظراً لقوته واتساعه وتأثيره. ثم إن علو بني إسرائيل على أيام داود وسليمان عليهما السلام كان علو إصلاح وليس علو إفساد، ولم يكن لهم بعد ذلك شأن يُذكر في حركة التاريخ وتوجيه الأحداث إقليمياً أو دولياً. وكان كاتب هذه السطور تحدث بذلك منذ سنة 2001؛ وهناك من العلماء والمهتمين من يميل إلى هذا الرأي كالشيخ عمرالأشقر وطارق سويدان. ويرى الشيخ عمر الأشقر أن الفترة الزمنية بين العُلوين الأول والثاني ستكون متقاربة وقصيرة نسبياً. والله أعلم.

Basic Facts

on the

PALESTINE ISSUE

Prof. Dr. Mohsen Mohammad Saleh

Professor of Palestinian Studies

& Modern Arab History

Updated and Revised Version

Introduction

   This booklet seeks to present an intensified and concise database, on which an Islamic understanding of the Palestine issue is built. It gathers all the information, facts, fundamentals and concepts that the author believes are indispensable to those who deal with the Palestine issue. It is a concise book that is too small to include details or endnotes. Despite all that, the author based his information on reliable scientific sources. Titling the book “Basic Facts..” doesn’t necessarily mean that they are ultimate facts, since  it is a human endeavor susceptible to error. The door is open to every advice and orientation.

This edition comes after numerous editions of this booklet that were published over the past twenty years. However, this edition is an updated and revised one, until 2020; and there is another edition that has provided for the first time pictures and illustrations.

   We thank Almighty Allah that publishing this book was facilitated. Hundreds of thousands of Arabic copies were printed in Egypt, UAE, Kuwait, Lebanon, Jordan, Morocco and Malaysia. It was also translated into several languages, such as English, French, German, Swahili, Urdu, Bahasa Malaysia, Indonesian, Albanian, Kurdish, Turkish, Farsi, Tatar, and Thai.                                                                                      

                                                                                Prof. Dr. Mohsen Saleh[1]

1. The Land of Palestine

The name “Palestine” is designated to the south western part of Bilad al-Sham (i.e., countries of Syria, Jordan, Palestine and Lebanon). It is an Arab Muslim land situated on the eastern shores of the Mediterranean Sea, west of the Asian continent. It is the connecting link between Asia and Africa. Palestine is, also, distinguished by its close proximity to Europe. At the same time, it is located in the heart of the Arab world and the Muslim world, connecting their two wings. This makes it of great strategic importance. It is bordered on the north by Lebanon, to the northeast by Syria, to the east by Jordan and to the south by Egypt. The area of historic Palestine, according to its present known boundaries, is 27,009 km². It is distinguished by the diversity of its terrain, and enjoys a moderate Mediterranean climate.

• An Ancient Civilized Land

The land of Palestine is amongst the oldest inhabited parts of the world. There are ruins dating back to the Old Stone Age (500 thousand – 14 thousand BC) and the Middle Stone Age (14 thousand – 8 thousand BC), which is called in Palestine the Natufian culture. According to contemporary archaeological discoveries, it is the first land that experienced the transformation of primordial human life to a sedentary and agricultural one, i.e., before about 11 thousand years (9000 BC). The world’s oldest city, Jericho, was founded in Palestine about 8000 BC. It has since remained a splendid abode of various civilizations until our time.

• The Religious Significance of Palestine

Palestine has a unique place in the heart of every Muslim. It is, according to the Quran, a sacred and blessed land.[2] It contains al-Aqsa Mosque, the first Qibla or direction of Muslim prayer, the second mosque consecrated to Allah (SWT) (God) on earth and the third most sacred mosque in Islam. It is also the land of Al‑Isra’ (i.e., The Night Journey). To its sacred realm, the Prophet Muhammad (SAAS) was taken on a miraculous night journey. It is the land of the prophets. Many of the prophets mentioned in the Holy Quran were born, raised, and buried in its soil may the peace of Allah (SWT) be upon them all. From an Islamic perspective, it is the land of the Gathering and Resurrection and the centre of the abode of Islam. It is the abode of the victorious and righteous, people who adhere to the truth, till the day of resurrection.

The land of Palestine is also holy to Jews and Christians. The Jews regard it as their promised land, the focal point of their history and the resting place of their prophets. The centres of their holy sites are in Jerusalem and Hebron. The Christians consider it the cradle of their religion, as ‘Issa (P.B.U.H)—Jesus—was born there and conveyed his mission in it. The great centres of Christianity, namely Jerusalem, Bethlehem and Nazareth are in Palestine.

• Muslims, the Heirs of the Monotheism Banner

From an Islamic perspective, Muslims believe that they are the true heirs worthy of carrying out the mission and the legacies of David, Solomon, the Prophets of the Children of Israel and their venerable forefathers, of those who ruled Palestine for a period of time under the banner of monotheism (Tawheed). The legitimacy of their rule was transferred to Muslims because they are the ones who raised the banner of monotheism after those prophets and have pursued their path.

• The Muslim Civilized Rule

During their rule of Palestine, the general attitude of Muslims—especially in Jerusalem—was civilized and based on tolerance, coexistence, justice and benevolence toward those of different religion, ethnicity and social status (ensuring the rights of Jews, Christians and others, protecting them and preventing any offence or unjust acts against them). Furthermore, Muslims opened the doors to the followers of other religions to fully participate (on the same footing) in building the Islamic Civilization. While, historically, the general attitude of the others who ruled Palestine was a negative one that failed to coexist with other religions, oppressing their followers and trying to get rid of them; as the Romans, Crusaders and others did before, and as well as the Israelis do these days.  

• The People of Palestine

The oldest people to inhabit Palestine and inscribe their mark upon it are the “Canaanites.” They came from the Arabian Peninsula about 4,500 years ago; hence the first known name of the Land was the “Land of Canaan.” The present day Palestinians are the descendants of the Canaanites, the peoples of the eastern Mediterranean, i.e., the PLST (Peleset) or the Philistines, and Arab tribes who inter‑married with them thereafter. Although various peoples had ruled Palestine, the land’s indigenous people continued to inhabit it uninterruptedly. The overwhelming majority of these inhabitants embraced Islam, and on its advent, they adopted the Arabic language as their lingua franca. Thus, the Arab and Islamic identity of Palestine has been uninterruptedly established since the Islamic Futuh (conquests) in 15 AH/ 636 CE and until today, though a big part of the population has been forcibly expelled by the Israeli occupation in 1948.

• The Right of Muslims to the Land of Palestine

The Jewish claim of their historical rights in Palestine is not equivalent to the claims of Arabs and Muslims. Indeed, the sons of Palestine inhabited and developed the lands for more than 1,500 years before the Children of Israel established their state. They continued to inhabit it during the existence of that state and after Jewish links with Palestine were severed. The Jews ruled over parts of Palestine, and not all of it, for about four centuries (1,000–586 BC).[3] Their rule faded away as did the rule of other foreign powers, like the Assyrians, Persians, Pharaohs, Greeks and Romans, while the Palestinian people remained firmly rooted in their land.

With the brief interlude of 90 years during the Crusades, the Islamic rule of about 1,200 years is the longest in Palestinian history (636–1917 CE). The capacity of Jewish people to settle in Palestine was effectively non-existent for about 1,800 years, from 135 CE until the 20th century. During that period, they had no political, civilizational or leadership presence in Palestine. Indeed, their religious teachings prohibited any return to it. As established by several Jewish researchers and scholars,[4] the vast majority of contemporary Jews are in no way related to Palestine, nor are they descendants of the Children of Israel. Almost 80% of Jews today trace their origins to the Khazars (Ashkenaz), who inhabited the northern Caucasus region and were Judaized during the 8th–10th centuries CE. Thus, if members of the Jewish community want to invoke their right of return it should be to the areas which they originally inhabited as opposed to the area of Palestine.

Additionally, the Jewish claim of their historic association with Palestine and their link to it is questionable in face of the fact that the majority of the Children of Israel refused to join Moses in his exodus to the Holy Land. Similarly, most of them refused to return to it from Babylon, though the Persian Emperor Cyrus the Great had offered to guarantee their safety.

• The Origins of the Zionist Movement

The Zionist movement, that strove to establish a Jewish state in Palestine, owes its existence to the pro-Zionist agitation amongst the European Christians, especially the Protestants since the 16th century, who campaigned for the assembly of the Jews in Palestine. Other factors for this development were the failure of the Jewish enlightenment (Haskala)to assimilate them in the societies, in which they resided, as well the rise of nationalist patriotic ideologies and nation states in Europe, on which the “emancipation of the Jews” and their transformation into citizens was based on. In the 19th century, the emergence of the “Jewish Question,” notably in east Europe, and the Russian suppression of the Jews, acted as precipitants to Zionist ambitions in Palestine. In their drive to achieve this goal, the Jews made use of the good offices of some of them who rose to certain positions of influence in Europe and the United States (US). In addition, a number of west European and American countries resisted the absorption of the waves of Jewish immigration from Eastern Europe, instead they wanted to divert them elsewhere.

• The Danger of the Zionist Project

The establishment of the Zionist entity to fulfil the role of being a “buffer state” and a colonial stronghold, supported by western colonialism, especially the British, represents the pinnacle of the western‑Zionist threat. By establishing it in the heart of the Islamic and Arab lands, it would split the two wings of the Islamic world in Asia and Africa into two separate parts. It would obstruct Muslim unity and thereby weaken it. Hence, this would ensure that the Arab and Muslim world remains divided and incapable of any revival, rotating instead in the orbit of subservience, producing raw materials and consuming western commodities. The chances of the Zionist State continuing to enjoy stability and growth in a hostile environment rest upon an assurance that the Muslim states around it remain weak, fragmented and underdeveloped. Likewise, the likelihood of the revival of the Muslim Ummah (nation), its unity, and strength is also dependent upon its ability to end the Zionist occupation of Palestine.

1. The World Zionist Organization

The World Zionist Organization (WZO) was founded in Basle in August 1897 under the leadership of Theodor Herzl. It sought to establish a state for the Jews in Palestine and linked itself to the western colonial projects. It failed to obtain anything substantial until the end of the First World War. The Zionist movement is a racist movement founded on the basis of the Jewish religion, heritage and nationalism. The condition for its success is dependent upon the abrogation of Palestinians’ rights in their land and replacing them. There is no fundamental difference among the various strands of Zionist thought, be it secularist, socialist, religious or political. Indeed, all strands of Zionism are unified by the principal common goal of establishing a homeland for the Jewish people.

1. The British Adoption of the Zionist Project

Britain adopted the Zionist project, and on 2/11/1917 issued the Balfour Declaration for the establishment of a national home for the Jewish people in Palestine, and managed to complete its occupation of Palestine in September 1918. It contradicted to its pledges of freedom and independence to the Arabs under the leadership of Sheriff Hussein. It, moreover, divided the areas of al-Sham and Iraq into spheres of influence between itself and France according to the Sykes‑Picot Agreement (May 1916), which planned to make Palestine under international control. Subsequently, Britain gained control of Palestine by virtue of San Remo Agreement of April 1920. It also managed to include the Balfour Declaration in the mandatory for Palestine, which was acknowledged by the Council of the League of Nations in July 1922.

1. Palestine Under Occupation

During the period of its occupation of Palestine (1918–1948), Britain opened the doors of immigration before the Jews. Their number skyrocketed from 55 thousand in 1918 to 646 thousand in 1948, (i.e., from 8% to 31.7% of the population). It also supported the acquisition of land, so much so, that Jewish ownership increased from approximately 420 thousand donums(1 donum= 1000 m²) (1.6% of the land) to about 1.7 million donums (6.3% of the land of Palestine). All this was channelled to the Jews mostly by the British authorities or non‑Palestinians. The Palestinian people managed, despite the severe conditions and suffering, to stand firm in their land throughout the 30 years, maintaining their majority population status (68.3%) and controlling most of the land (93.7%). Nonetheless, The Zionist Jews managed, with the active help and cover of the British occupation, to establish economic, political, educational, military and social institutions. By 1948 they had established 292 settlements and formed a military force of about 70 thousand fighters from the Haganah, Irgun and Sternterrorist groups, and prepared to declare their state.

1. The Palestinian Resistance 1917–1948

Although the British empire and great powers policies against Palestine was much larger than the ability of its people to defend, they, nevertheless, rejected the British occupation and the Zionist project, and, therefore, demanded their independence. The Islamic and nationalist movements under the leadership of Musa Kazim al-Husseini and Haj Amin al-Hussaini spearheaded a number of political initiatives that included mass mobilization and popular uprisings. The first of these was the Jerusalem uprising in 1920, which was followed by similar uprisings in Jaffa in 1921, al-Buraq Wall in 1929 and October 1933. The “Jihadiyyah” movement under the leadership of ‘Ezzedine al-Qassam, took an important role in the resistance. Under the pressure of the Palestinian Revolt of 1936–1939, Britain was forced to issue the White Paper of May 1939 promising to enable the independent Palestine State to come into being within 10 years, to prohibit transfers of Palestinian land to the Jews except under very exceptional circumstances, and to prohibit further Jewish immigration after five years. However, in November 1945 after World War II, the British authorities through the Ernest Bevin Statement betrayed these obligations, and new life was breathed into the Zionist project under the auspices of the United States of America.

1. The 1947 Partition of Palestine Resolution

On 29/11/1947, the United Nations (UN) General Assembly issued Resolution No. 181 recommending the partition of Palestine into two states, one Arab and the other Jewish (about 54.7% of the land going to the Jewish state, 44.8% to the Arab state while 0.5% which includes the area of Jerusalem, was designated as a corpus separatum under a special international regime). Within the very context of the UN, the resolutions of the General Assembly are, however, not binding. Besides, Resolution No. 181 contradicted the basis upon which the UN was itself founded, that is the right of people to enjoy freedom and self-determination. Furthermore, the people who were primarily affected, the Palestinians, were never consulted, not to mention as a matter of fact the oppression that was reflected in granting the immigrant Jewish minority the greater portion and the best part of the land.

1. The 1948 War and Its Results

The Zionists announced the creation of their state “Israel” on the night of 14/5/1948. They managed to defeat the Arab armies, which reflected a model of poor leadership, weak coordination and inexperience. To make matters worse, some of them were under colonial influence. The Zionists seized 77% of the land of Palestine (20,770 km²) and forcibly expelled 800 thousand inhabitants out of a total of 925 thousand Palestinians outside the area in which they established their state (The Palestinian population was estimated in 1948 to be 1.39 million Palestinians in whole Palestine). They obliterated most of Palestinian villages, and perpetrated dozens of massacres.

As for what remained of Palestine, Jordan officially annexed the West Bank (WB) (5,876 km²), while Egypt placed the Gaza Strip (GS) (363 km²) under its administration. The UN agreed to Israel’s membership into the world body on condition that it allows the Palestinian refugees to return to the homes and villages from which they were expelled. But, to this day, Israel adamantly and absolutely refuses to comply with this demand. It is a state that is based on oppression, racism and religious fanaticism. It is an entity with no official borders and no written constitution, thus contradicting the most conspicuous features of a modern civilized state.

1. The Nature of the 1948–1967 Period

The Palestinian leadership was represented in the Arab Higher Commission by its head Hajj Amin al-Hussaini. On 23/9/1948, the Committee established the All-Palestine government in Gaza, and on 1/10/1948, in the Gaza conference, it declared the independence of Palestine. However, it was confronted with the rivalry of some Arab regimes while others ignored it. It was prevented from exercising its authority in what remained of Palestine (WB and GS); while its influence waned abroad in the following years. Throughout the period 1948–1967, the slogans of “Nationalistic Battle” and “Unity is the Way to Liberation” were given much prominence among Arab regimes. They, led by Jamal ‘Abdel Nasser, took the initiative, while the role of the Palestinian leadership was curtailed, clearing the way for a presumable Arab solution.

But the Arab regimes lacked the correct methodology, seriousness and genuine will to fight. They did not learn from the experience of the Tripartite Aggression (Israeli-British-French) on Egypt in 1956, and the Israeli occupation of GS and Sinai. They adopted the Palestinian resistance for several tactical reasons and not as part of a comprehensive strategic plan. Meanwhile, they were engaged in playing on the emotions of the masses instead of preparing them for liberation, while the “young” Zionist state became, progressively, stronger and more entrenched. Nonetheless, there was Palestinian resistance during this period, where hundreds of border crossings and operations, by individuals and groups, took place.

1. The Palestine Liberation Organization

The Palestine Liberation Organization (PLO) was founded in 1964 under the leadership of Ahmad Shuqayri, and with the direct support of Gamal Abdel Nasser, who feared that matters would slip out of his control, after the emergence of secret movements and organizations in the Palestinian scene, especially Fatah whose roots can be traced to 1957. The PLO aimed at liberating all the Palestinian lands occupied in 1948. Its Charter emphasized armed struggle as the only means of liberation. The majority of Palestinians welcomed its emergence and considered it the embodiment of the Palestinian national identity after long years of eclipse.

In early 1965, the Fatah movement fired its first bullet. In 1968, the Palestinian commando organizations, headed by Fatah, joined the PLO. Fatah leader, Yasir ‘Arafat, assumed and maintained the leadership of the PLO since February 1969 until his death in November 2004. In 1974, the Arab regimes endorsed the PLO as the sole legitimate representative of the Palestinian people. That same year, it was granted permanent observer status in the UN.

1. The 1967 War and Its Results

The June 1967 war resulted in a bitter defeat for the Arab regimes. Within a matter of days, the rest of Palestine was lost.The WB, including East Jerusalem, as well as GS, were all captured, while 330 thousand Palestinian inhabitants were expelled. At the same time, the Syrian Golan Heights (1,150 km²) and Egyptian Sinai (61,198 km²) were also occupied.

On the other hand, the defeat led to the rise of the action of the Palestinian national resistance, which took the initiative, while the official Arab nationalist track retreated.

1. The Judaization of the Man and the Land

Israel intensified the judaization of the Palestinian Land and tried to change its Arab and Islamic identity, as well as its civilizational features. It expropriated, or put at its disposal, about 96% of the land it occupied in 1948, including the property of the evicted Palestinians, most of the Islamic charitable endowments (Awqaf) and much of the land of those Arabs who remained. The Zionists built hundreds of cities and settler villages in the lands occupied in 1948. After the 1967 war they expropriated vast areas of the WB and persistently and methodically judiazed them. They have built over 160 settlements, more than hundred settlement outposts, and the Separation Wall and they put hundreds of barriers that paralyzed the WB. They also controlled most of water sources, besieged WB and GS and transformed them into two large prisons. While prohibiting the people of Palestine from returning to their homes and villages, Israel opened the doors for Jewish immigration to Palestine. Hence, about 3.29 million Jews immigrated to Palestine between 1948 and 2019 to make their total number around 6.77 million Jews in Israel proper at the end of 2019.

• The Judaization of Jerusalem

Israelis concentrated much of their efforts on the judaization of Jerusalem. They confiscated 86% of the city and filled it with Jewish immigrants (about 560 thousand Jews and 340 thousand Palestinians in East and West Jerusalem in the beginning of 2018). In an area in East Jerusalem, where the al-Aqsa Mosque is located, about 220 thousand Jews were settled there, and after it was encircled with a series of settlements that aim at isolating it from its Arab and Islamic surroundings. They declared Jerusalem the eternal capital of Israel.

The Israelis have attached great importance to their control over al-Aqsa Mosque. They seized the Western Wall (Ha’it al-Buraq) of the Mosque, destroyed the Mughrabi neighbourhood and expropriated its land. They conducted intensive excavations under and around al-Aqsa Mosque in a way that threatens the collapse of the Mosque; for until 2017, the number of excavations and tunnels reached 64. They also actively sought to achieve the maximum temporal and spatial division, at a time when the Jerusalemites and the people of Palestine stand steadfastness against them. The Israelis carried out hundreds of incursions into al-Aqsa Mosque and dozens of violations, especially after the Oslo Accords in 1993. The most infamous of these attacks was the partial burning of the Mosque on 21/8/1969.

• The Refugees and the Right of Return

The Palestinian refugees have insisted on their right to return to their homes and villages and adamantly rejected all attempts aimed at their resettlement outside their ancestral land. Although the UN issued a resolution affirming the refugees’ right of return to their villages and lands they left in 1948 (Resolution 194 adopted in 1948), and reaffirmed this right over the past years in more than 140 resolutions, none of them has ever been implemented because of the intransigence of Israel and the lack of will and seriousness on the part of the major powers and the international community in coercing it to comply.

The United Nations established the United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East (UNRWA) on 8/12/1949, as its work continues to cover the WB, GS, Jordan, Syria, and Lebanon.

In the Beginning of 2020, the number of Palestinian living outside Palestine was estimated to be 6.714 million refugees. Another 2.129 million refugees, from the 1948 occupied territories, live in the WB and GS, in addition to 150 thousand refugees living in the 1948 occupied territories but away from their lands and villages. Therefore, there are about 8.99 million Palestinians suffering refuge and exile, i.e., 67% of the Palestinian people who is estimated to be 13.35 million Palestinians, in the early 2020. This is considered to be the largest number of refugees worldwide. It is also by far the highest ratio of refugees in the globe. The Palestinian refugee problem is, indeed, the oldest and most tragic humanitarian refugee problem of the 20th century, which is still occurring.

• The UN and the Palestine Issue

From 1949 until the beginning of the 1970s, the UN related to the Palestinian Question as a refugee problem. But, after 1974, it began to issue resolutions, most of which from the General Assembly, that affirmed the Palestinian right to self‑determination, and recognized their struggle (including armed struggle) to restore their usurped rights. The world body further declared Zionism a form of racial discrimination, and upheld the inalienable right of the Palestinian refugees to return to their homes. Notwithstanding, the US and its allies have always been supporting Israel in its rejection, disregard and contravention of these resolutions. The US constantly used its veto in the Security Council to prevent the practical enforcement of any of these resolutions, while, at the same time, it advanced this presumed international “legitimacy” to consolidate the Israeli state on Palestinian land and to entrench its presence there. This, no doubt, exposes the ugly and oppressive face of such “legitimacy.”

 Throughout the history of the Palestine issue, the prejudice of the great powers in favour of Israel remains one of the greatest difficulties that face this cause. This bias is crystal clear in their acknowledgement of Israel’s “right” to establish a state on a land that was usurped in 1948, i.e., 77% of Palestine’s land.

• The Palestinian Resistance After the 1967 War

In some respects, the period 1967–1970 represents the Golden Age of Palestinian resistance and its commando operations. But, since 1971, it was prevented from using Jordan as a haven. Though henceforth concentrating its activities in Lebanon, several attempts were made to uproot it, particularly during the Lebanese civil war of 1975–1990. The continuous Israeli aggression against Lebanon, including its invasion of southern Lebanon in 1978, and the establishment of a security zone there, and the subsequent 1982 invasion of the southern and middle parts of the country up to the capital Beirut, destroyed the PLO’s infrastructure, and compelled it and its fighters to withdraw from Lebanon. Thus, closing all the Arab borders with Israel in the face of the Palestinian resistance.

• The Decline of the Official Arab Support

Generally speaking, the Palestinian revolution has experienced some of its worst setbacks at the hands of its Arab brothers, who drained its energy and blood in conflicts with regimes that tried to domesticate, control, speak on its behalf, and even jump over it. After the October 1973 war against Israel—which achieved some moral gains for Egypt and Syria—and the recognition in 1974 of the PLO as the sole legitimate representative of the Palestinian people, the Arab sense of responsibility towards Palestine began to decline. Following its signature of the Camp David Agreement in September 1978, Egypt, the most powerful Arab power, stepped out of the Arab-Israeli conflict. Similarly, the Iraqi‑Iranian war of 1980–1988, and the drop in oil prices in the 1980s, led to a reduction of financial support from the Gulf States to the Palestinian revolution. The subsequent Iraqi invasion of Kuwait in 1990, the resultant war and far‑reaching fragmentation of the Arab and Islamic ranks, in addition to the negative Gulf position towards the PLO, had further exacerbated these setbacks. The demise of the Soviet Union and the Eastern Bloc had also weakened the Palestinian resistance and resulted in the resort of the PLO leadership to the peace settlement. Its activities have, thus, been confined to the “possible political” arena.

The Emergence of the Islamic Movement

On the other hand, since the midst of the 1970s, the activities of the popular Islamic Palestinian movement have become well-known inside and outside Palestine; it became a major competitor in leading student unions, professional unions, and charitable and community activities. The signs of Islamic resistance organizations also appeared, such as Usrat al-Jihad (Family of Jihad) in the late 1970s, in the 1948 occupied Palestinian territories; Palestinian Islamic Jihad movement in 1980 led by Fathi al- Shiqaqi, and Tanzim al-Mujahidun al-Filastiniyyun (The Palestinian Mujahidun Organization) established by Sheikh Ahmad Yasin in the early 1980s. During the same period, the Palestinian Muslim Brothers (MB) movement abroad was active in preparing and training resistance groups.

• The First Intifadah 1987–1993

The first Intifadah (The Uprising of December 1987–September 1993) seized the initiative for the Palestinians in the WB & GS. The Islamic movement was very prominent to the extent that it has become the fundamental element of the Palestinian resistance; especially the Islamic Resistance Movement (Hamas), which officially announced itself at the beginning of the Intifadah. The “children of the stones” generation had appeared, social solidarity had manifested, and agents and corruption were fought. The Intifadah aroused the sympathy and solidarity of the Arab and Muslim worlds, as well as those of the international community; and the Palestine issue topped the world’s attention. But the prevailing conditions and the compromising mentality of the Palestinian and Arab leadership neither capitalized nor built upon this support toward liberation. Instead, they exploited it for quick political gains by coming to a peace settlement with Israel.

• The PLO Shift Towards the Peace Process

With the continued weakening of the PLO, the elements which supported a peaceful settlement with Israel gradually dominated the Organization. This ultimately led to the PLO’s decision of November 1988 to declare the State of Palestine and to recognize the UN Resolution No. 181 which recommended the partition of Palestine between the Jews and Arabs. It also recognized the Security Council Resolution No. 242 of November 1967, which related to the Palestinian Question as a refugee problem, and called for the resolution of the conflict by peaceful means. In October 1991 the PLO and Arab states entered into peace negotiations with Israel in Madrid. After almost two years of futile negotiations, the official Palestinian delegation failed to arrive at an agreement with Israel. Meanwhile, since December 1992, parallel secret negotiations were conducted in Oslo, Norway, that led to the drafting of the Oslo Accords or Gaza-Jericho First Agreement. They were officially signed by the PLO and Israel in Washington on 13/9/1993.

• The Gaza‑Jericho First Agreement

Through the Gaza‑Jericho First Agreement, the PLO leadership recognized the “right of Israel to exist,” and acknowledged the legitimacy of its occupation and ownership of 77% of Palestinian land. It also pledged to stop the armed struggle and the Intifadah, and to abrogate all the clauses in the PLO’s National Charter which called for the total liberation of Palestine and the destruction of Israel. It further undertook to solve all problems by peaceful means. By this agreement the PLO practically cancelled itself, its objectives and charter. In return for these far-reaching concessions, the PLO leadership obtained recognition from Israel as the representative of the Palestinian people, and was granted a limited self‑autonomous rule in the GS and parts of the WB, pending the resolution of the core issues of the conflict within the next five years.

During more than six years of negotiations, the circle of the self-autonomous rule did not expand, except after the Sharm el-Sheikh Memorandum, on 4/9/1999, covering GS, and extending its administrative and security control over only 18% of WB (Areas A), and its administrative control over only 22% of WB (Areas B). As for the remaining 60% of WB, the Israeli occupation continues its administrative and security control over it, thus making the control areas of the Palestinian Authority (PA) isolated islands in a sea of occupation, concentrated where there is Palestinian population density. This situation has not changed officially until now (late 2020).

• Objections to the Oslo Accords

The Oslo Accords were faced with strong objection from many Palestinians, Arabs and Muslims, which may be summarized in the following points:

1. The leadership of the PLO had unilaterally concluded the Oslo Accords and subsequent treaties without consulting the Palestinian people, amongst whom sizeable groups—Islamists, leftist, nationalist and even within the ranks of Fatahitself—strongly objected to these deals.
2. The deal did not settle the most important and sensitive issues, that were allowed to drag on pending the “generosity” of the powerful and manipulative Israel. These are:
3. The future of Jerusalem.
4. The future of Palestinian refugees.
5. The future of the Jewish settlements in the WB.[5]
6. The nature of the Palestinian future entity, its jurisdictions, borders and sovereignty over the land.
7. This project complied with the Israeli desire to get rid of the densely populated Palestinian territories, which are overburdened with security and economic problems.
8. The outcome of the agreement is a defective self-rule administration that has limited executive jurisdiction and is connected to the occupation and under its direct hegemony. Israel is empowered to veto all legislations and resolutions issued by the PA. It is also prohibited to recruit its own army, while entry of armaments into “self-rule” territories is strictly conditioned on a prior Israeli permission.
9. Due to its solemn undertaken to refrain from any military resistance against Israel, the self-rule administration found itself obliged to crush any such resistance undertaken by its own people. It became anxious to preserve its “peace” with Israel and to exhibit “good intentions” towards the Israelis. Its performance in the economic, political and social arenas was very weak, and corruption spread in its organs.
10. The borders remained under Israeli administration, while entering or leaving the PA territories need a prior Israeli consent.
11. The treaties do not pinpoint the Palestinian rights of self determination and the establishment of an independent state. They, furthermore, do not refer to the WB and GS as occupied territories.
12. This Accord made the doors wide open for the Arab and Islamic countries to make agreements and build relations with Israel.
13. More than a quarter of a century after the Oslo Accords, Israel has succeeded in managing the peace process, transforming the PA into an authority that serves its purposes more than those of the Palestinian people, and using the peace process as a cover to Judaize the land and people. For in addition to the programs of Judaizing Jerusalem, Israel has doubled the number of its settlers in WB from about 280 thousand to more than 800 thousand, and doubled the area of settlements and confiscated Palestinian lands. This has happened while it was, on the ground, ignoring the Oslo Accords, adopting the “Trump Deal” and the idea of annexing large parts of WB; and continuing to blockade GS.
14. Al-Aqsa Intifadah 2000–2005

Al-Aqsa Intifadah, which began on 29/9/2000, asserted that the Palestinian people adhere to their right to their land. It also showed the widespread interaction of the Arab and Islamic peoples with the Intifadah. It made the Islamic aspect of the Palestine issue quite clear, while it revealed the Israeli occupation viciousness and the ugly face of those among them who claim to be peace advocates.The Intifadah was a clear answer to the peace settlement project that is conducted at the expense of the rights and fundamentals of the Palestinians and Muslim Ummah.

The Palestinian people suffered great hardship and misery; and the Israelis have reoccupied most of the PA territories. However, the steadfastness of the Palestinian people and their heroic resistance, in which all Palestinian factions had participated, shook the two pillars on which Israel stands; security and economy.

In September 2005, Israel was obliged to withdraw from GS and dismantle its settlements there, due to the heroic resistance of the Palestinian people. The death of Yasir ‘Arafat who led the PA since its inception and the preoccupation of the Palestinians with the presidential, municipal and legislative elections, as well as the agreement by all factions to calm things down (17/3/2005) had together led to the dwindle of Al-Aqsa Intifadah.

• The Political Jostling Between the Settlement and Resistance Trends

Hamas’ victory in the Palestinian Legislative Council (PLC) elections, at the beginning of 2006, was an indicator of the rise in the trust placed by the Palestinians in the Islamic movement and the resistance. It was also an indicator that the peace process and the official Palestinian side adopting it were in recession. The Israeli, Palestinian, Arab and international attempts to overthrow and thwart Ismail Haniyyah’s government were evidence of the extent of their animosity towards the Islamic and resistance movements. It asserts the double standards of those who do not respect the democratic process and elections’ results, when it comes to these movements and their supporters.

In June 2007, the PA government and Hamas were compelled to mount a military move to control GS. While the Authority’s presidency and Fatah took control of WB, and continued their commitment to the peace settlement, subduing resistance movements. Palestinians suffered from the deepening Palestinian rift and schism, from the deterioration in the role of the institutions that represent the Palestinian people, in particular the PLO, Palestinian National Council (PNC) and the PLC, and from the insistence of a Palestinian faction (Fatah) on its continued domination over official Palestinian institutions and Palestinian decision making.

Several Palestinian reconciliation agreement were signed, the most important of which was in May 2011, however, this agreement (which was followed by several agreements and understandings) has suffered failures, due to the conflict between the settlement and resistance trends, the differences in determining the Palestinian fundamentals, the priorities of national action and national interim program, and due to the Fatah-Hamas confidence crisis and external influences and interventions.

As for the resistance movement, it managed to maintain its position in the Palestinian arena in the 2010s, despite the continued attempts of thwarting, excluding, and delegitimizing it. GS was able to withstand the suffocating siege and three wars with the Israeli occupation (2008/2009, 2012 and 2014), and excelled in developing its military capabilities and the means of “hard and soft” resistance, including the Marches of Return. Moreover, despite the Israeli repression, and the pursuit of the PA security forces, the resistance continued in Jerusalem and the rest of WB.

• Israel Between the Strategic Progress and Existential Risks

Within more than seventy years, Israel has reached an advanced strategic position in the heart of the Arab and Muslim world. It has become the place for the largest gathering of the world’s Jews (about 47% of the world’s Jews). It enjoys a military status superior to the region’s armies; an institutionalized political system capable of efficiently managing its differences; an advanced economy and high per capita income, even compared to Western European countries; a scientific, technological and industrial superiority over all the countries of the region; an artificial international “legitimacy” cover, and an unprecedented support of major powers. Israel has achieved remarkable breakthroughs in the normalization with official Arab regimes, and succeeded in managing the peace settlement file in a way that serves its expansionist ambitions and dwarfs and weakens the Palestinian national project.

However, the Zionist project faces strategic challenges and future existential risks, causing Israel anxiety and instability. For the Palestinian people are still steadfast on their land, and their numbers are starting to exceed the number of Jews in historic Palestine.

Second, the strength of the Palestinian resistance has grown, and GS has turned into a “fortress” of the resistance, whose weapons have developed, and missiles have covered the entire area of historic Palestine. Moreover, the anti-Israel movements abroad have strengthened. Third, Israel has failed to turn into a normal entity in the region, and Arab and Muslim peoples still view it an enemy occupying their holy land, regardless of the positions of some formal regimes. Fourth, the internal Israeli crises have increased, due to the conflicts between religious and secular trends, the increasing problems between Eastern and Western Jews, and the widespread manifestations of decadence and corruption… and others. Fifth, the desire and ability of major powers to directly intervene in the region has reduced, at a time when the region is witnessing drastic (though uneasy) changes, towards the rise of the “revival” powers that would restore the Arab Muslim lead, which would be, sooner or later, on par with Israel and strategically superior to it.

• The Christians of Palestine

Like their Muslim brothers, the Palestinian Christians suffered the same injustice, tyranny and expulsion. They participated in the Palestinian national movement since the British occupation of Palestine and had represented a model of solidarity and national unity in the face of the Zionist Israeli occupation. They participated in defending of the Arabic identity of Palestine, with word, pen and on the battlefield. They asserted their cultural belonging to the region with its identity, language and heritage.

• Islam and Nationalism

Loving one’s country and defending its land, people and holy sites are a religious duty and a human right. Whereas patriotic feelings and love of people and family are natural behaviour as long as it doesn’t contradict the fundamentals of Islam and doesn’t diminish the right of others. Working for Palestine, whether in the national, Arab, Islamic or humanistic levels, is working in focused, harmonious and integrated circles that must not be conflicting.

On the other hand, the efforts to solve society’s problems, to attain civilizational development, to establish a Muslim state, to strive for an Arab and Islamic unity and to liberate Palestine; are all integrated efforts that serve each other and may coexist without suffering contradiction.

• Islam, Peace and Palestine

Islam is a religion of peace. Based on Islamic understanding, Allah (SWT) is Peace, and the Muslim salutation is that of peace. Paradise is the abode of peace. The relationship between Muslims and others is based on religious tolerance, acquaintance and peaceful coexistence where dialogue prevails. Consequently, Islam is against “terror” and the killing of the innocents. At the same time, Islam is the religion of rightness, justice and liberty. Its followers refuse to oppress or be oppressed, and to be humiliated because of their religion. In the defence of their dignity, land and holy sites, Muslims are willing to strive to resist to the maximum of their capacity. No “peace” in Palestine can prevail if it is built on the oppression of its people, usurping their rights and expelling them from their land. Imposing the conditions of the despotic usurper on a weakened people may lead to a temporary “settlement,” but it will not lead to peace. Fighting to liberate Palestine will remain a duty, an honour and a medal on the chest of every honest man. This is said with total disregard of the strong Zionist and pro-Israeli western media that manipulate the terms “terrorism” and “peace.”

• The Position on Jews

Historically, Muslim relationship with all Ahl al-Kitab (the Peoples of the Book, i.e., Jews and Christians) or Ahl al-Dhimmah (the Protected Peoples) had been exclusively based on justice and benevolence, and they enjoyed full freedom as well as religious and citizenship rights under Muslim rule. Indeed, the “Jewish Question” and Anti-Semitism started and gained momentum in Europe. The Muslim world, that has nothing to do with this prejudice, had provided a safe haven for the Jews against European religious fanaticism and ultra-nationalism. Palestinians, Arabs and Muslims fight the Zionist aggressors simply because they usurped the land of Palestine, expelled its people from their homeland and transgressed their sacred places. It is, of course, orderly and legitimate for oppressed peoples to resist any oppressive force that seeks to occupy their land, irrespective of its religion or nationality.

• Palestine, the Ummah’s Central Cause

When addressing liberation issues and the conflict with colonialism and the enemies of the Ummah; the cause of Palestine arise as the central issue of the Muslim Ummah; Not only because of its religious and strategic standing, but also because the Zionist project is of aggressive nature, and can not stabilize itself in Palestine, unless Arab and Muslim countries of the region are weak, fragmented and underdeveloped.

The Palestine issue is the uniting issue, on which Arabs and Muslims unite and meet to support it, regardless of their differences.

The Palestine issue is the “Compass,” since it redirects the Ummah’s compass against its common enemy, regardless of the ethnic, sectarian and national differences.

The question of Palestine is a “lever” to the Ummah, because its liberation is linked to the Ummah and its revival, and the model of steadfastness and resistance in Palestine is a great inspiration and momentum for the Ummah and its peoples. In the eyes of the Ummah, the Palestine issue is a lever to those who support it and strive to liberate it, while it is disgracing for those who fail it. In the struggle over al-Aqsa, Jerusalem and the holy Land, the honest becomes known, the negligent is exposed and the hypocrite, the agent and the enemy fail in the eyes of the Ummah.

• The Humanitarian Dimension of the Palestine Issue

Undoubtedly, the Palestine Question has profound and far­-reaching humanitarian dimensions. It represents the cry of the oppressed in the face of those who proclaim human rights. It exposes the double standards and sinister character of the “new international order.” It derides the hypocrisy of its “civilization.” The presence of Israel in the heart of the Muslim world, its mobilization of weapons of mass destruction, and the unlimited US and Western support of it, will always be the burning fuse threatening the world peace to explode.

The Zionist movement and its occupation of Palestine is one of the last remaining outposts of traditional western European colonialism that was obliterated from all parts of the world, and must, sooner rather than later, be expunged from Palestine.

The mission of liberating occupied Palestine is essentially a humane and civilized mission in which all nations and countries should contribute.

---

[1] Professor of Palestine Studies and Modern and Contemporary Arab History, former head of Department of History and Civilization at the International Islamic University Malaysia (IIUM) and now the general manager of al-Zaytouna Centre for Studies and Consultations.

[2] In the Islamic understanding, the borders of sacredness and blessing of Palestine’s land is not necessarily confined to today’s known geographical borders. These borders were set by the British occupation in the period 1922-1923. The “blessing” includes all of Bilad al-Sham.

[3] After the death of Solomon (P.B.U.H) in 923 BC, his kingdom was divided into two states: Israel in the north was conquered by the Assyrians in 722 BC; and Judea which fell in the hands of the Babylonians in 586 BC.

[4] Like A. Koestler, A. N. Polak, K. L. Brook, S. Sand and E. Elaik.

[5] In the autumn of 2005, the Israelis withdrew from the settlements of GS.