المؤلف: شحدة أحمد عبد الهادي ذيب

مواليد ١٣/ ١٠/ ١٩٥٩ في قرية إذنا قضاء الخليل.

دبلوم المختبرات الطبية.

مؤسس ومدير مركز لتحفيظ القرآن لجمعية المحافظة على القرآن الكريم في عمان_حي نزال.

حصل على شهادة الماجستير بعنوان: السرية والكتمان في القرآن الكريم والسنّة المطهرة

حصل على الدكتوراه في الأمن التربوي

 يعمل في حقل الدعوة منذ عام ١٩٧٨

لمشاهدة فيديو يتحدث فيه المؤلف عن كتابه:

https://www.youtube.com/watch?v=JdyHL-y2JuY&list=PLy2uSSABA4WCUtDZkU06_5qmvxZI_BDts&index=2

جامعة أجيال وتكنولوجيا / كلية الآداب والعلوم الإنسانية / قسم الدراسات الإسلاميّة

أطروحة دكتوراه بعنوان ( الأمن من منظور إسلامي )

الأمن التربويّ أنموذجاً

إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور / هلال درويش

إعداد الطالب / شحدة أحمد عبد الهادي ذيب

العام الدراسي / 2019-2020م

خطة البحث:

وقد جعلت بحثي هذا من مقدمة وخاتمة وخمسة فصول.

المقدمة:

الفصل الأول:

 مفهوم الأمن, مشروعيته, أهميته وبعض أنواع الأمن وفيه ثلاثة مباحث.

  1. المبحث الأول:

تعريف الأمن لغة واصطلاحاً ومشروعيته وحكمه.

  1. المبحث الثاني:               

بعض أنواع الأمن في حياتنا.

  1. المبحث الثالث:

أهمية الأمن التربويّ.

الفصل الثاني:

نقص الأمن التربويّ، أسبابه، مظاهره وطرق علاجه وفيه ثلاثة مباحث.

  1. المبحث الأول:

أسباب نقص الأمن التربويّ.

  1. المبحث الثاني:

مظاهر نقص الأمن التربويّ وطرق علاجها.

  1. المبحث الثالث:

علاقة العبادات بالأمن التربويّ.

الفصل الثالث:

الأمن التربويّ في القرآن والسنّة وفيه مبحثان.

  1. المبحث الأول:

نماذج من الأمن التربويّ في القرآن الكريم.

  1. المبحث الثاني:

نماذج من الأمن التربويّ في السنّة النبويّة المطهرة.

الفصل الرابع:

محاضن الأمن التربويّ ووسائل تحقّيقه وفيه مبحثان.

  1. المبحث الأول:

محاضن الأمن التربويّ.

  1. المبحث الثاني:

وسائل تحقّيق الأمن التربويّ.

الفصل الخامس:

أمن الأسرة التربويّ، نبذة عن الأسرة المسلمة والأسرة الغربية وفيه ثلاثة مباحث.

  1. المبحث الأول:

اختيار الزوجة وأهمية ترابط الأسرة.

  1. المبحث الثاني:

تربية الأولاد:

  • مرحلة الطفولة.
  • مرحلة المراهقة ومفهوم الحرّية.
  • مرحلة الشباب وصيانة الأنوثة والرجولة.
  • الأمن الاقتصادي للأسرة.
  • الأمن الوقائي للأسرة المسلمة.
  • المبحث الثالث:
  • لمحة عن الأسرة الغربية.
  • خوف الغرب من الأسرة المسلمة وحرصه على تفكيكها.

الخاتمة

المراجع

الفهارس

المحتويات

المقدمة

      الحمد لله رب العالمين، معزّ المؤمنين وناصر المستضعفين المجاهدين، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، في هذا البحث منّ الله وفتح ويسّر الكتابة في موضوع غاية في الأهمّية، وهو موضوع الأمن التربويّ، حيث يواجه العالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، أزمة في الأمن التربويّ، وهي من أخطر الأزمات، بغض النظر أكانت ناجمة عن ظروف اجتماعيّة، أو سياسيّة، أو اقتصاديّة، بسبب الحروب أو الخلافات الدوليّة والمصالح المتعلقة بها، أو كانت ناجمة عن سوء في التعليم فإنها كلها تخرج من تحت عباءة الأسرة، وذلك من لحظة اختيار الزوج أو الزوجة لبناء الأسرة، حيث هي الجدار الأقوى والأكثر مناعة في وجه الأعداء لبناء الأمن التربويّ، فإنّ البنيان إذا لم يكن قد شُيّد على أساسات متينة، فإنّه سينهار ولو بعد حين، فإذا علمنا أننا مستهدفون، لأننا مسلمون، وأصحاب حضارة عريقة، وجب علينا أن نستيقظ من غفلتنا، ونصحو من سباتنا العميق، ونعود إلى نبعنا الصافي، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

      القرآن الكريم هو دستور الأمّة، ونبراسها، ومشعل هدايتها، وسنّة رسول الله ﷺ هي رفيقة القرآن الكريم، ولا ينطق صاحبها عن الهوى، ولا بدّ للأمّة من العودة إليهما، لتربّي أبناءها عليهما، وتقتدي بهدي الحبيب محمد ﷺ فيتخلقوا بأخلاقه التي امتدحها ربنا سبحانه، ليكون هذا الجيل منارة علم وسلام ومحبة، وقوة ومنعة لأمّتنا الإسلاميّة حاضراً ومستقبلاً، يحمي حماها ويذود عنها، ويتصدى للهجمات الشرسة التي تواجه الأمّة، وذلك من خلال تسليط الإعلام الفاجر والمُضَلِّلِ على أبنائها، والأفكار الهدّامة التي تورث الذلّ والمهانة، وفقدَ الكرامة والرجولة والشهامة، وانسلاخ من يؤمن بها من بني جلدته وتنكّره لهم، لاهثاً وراء سراب الأفكار الغربية التي توصل معتقدها إلى ضلال مبين، وقد يصل بها إلى الخيانة والعمل ضدّ مصالح أمّته.

      من هنا نعلم أنّ الإسلام هو خير مرجع لإنشاء غراس وأشبال مجتمع كريم، ونغرس فيها قيم الإسلام منذ نعومة الأظفار، ونحيطهم بحصن الأمن التربويّ المنيع، لنصل إلى الجيل الذي لا يلتفت لأفكار الغرب المسمومة، ولا يقبل عن إسلامه بديلاً، ولو نظرنا إلى حضارتنا وتفحّصنا أساساتها لوجدناها بُنِيَتْ على الأمن التربويّ، فأصبح لنا كياناً دوليّاً بل عالميّاً عظيماً خلال سنوات معدودات، وبنينا حضارة غير مسبوقة ما زالت آثارها وبصماتها شاهدة على العالم، ويشهد لها العالم، وعندما بدأنا نُهملُ ونبتعدُ عن أمننا التربويّ، بدأت أرضية حضارتنا بالاهتزاز، وأخذت جدرانها بالتصدع، إلى أن تـمّ هدمها فوق رؤوسنا مع من بقي من الصالحين أو المصلحين، وأصبحت أطلالاً تشهد على ضعفنا، تشير إلينا مستغيثة بمن بقي من رجالاتها، أغيثوني وإلى المجد أعيدوني، فانبرى رجال باعوا أنفسهم لله يجيبون النداء، ويجمعوا قومهم تحت راية العزّ والمجد من جديد.

      لكي نصل إلى أمننا التربويّ، لا بدّ من سلامة التربية، ولا بدّ أن تكون ربانيّة، وأن يكون لها تاريخ، وأن يكون لها قدوة صالحة على مرّ الزمان، وهذا لا يوجد إلا في ديننا الإسلامي، فمصدره ربّاني، وقدوته محمد ﷺ، ولا بدّ أن تكون الأسرة قدوة لأبنائها، حيث يرتكز البحث هنا حول الأسرة السليمة المحصنة بالأمن التربويّ، ويظهر لنا جليّاً إذا أردنا الأمن التربويّ فلا بدّ أن نُربّي أنفسنا وأبناءنا على العقيدة السليمة، ويبدأ الأمر من تشكيل الأسرة، فالزوج والزوجة هما الأرض الخصبة التي ينبت فيها الأبناء، محصّنين من الآفات والأدواء الاجتماعيّة والفكريّة، بالعقيدة والأخلاق، فمرحلة وجود الأبناء هي المرحلة الثانية من حيث الأهميّة، فالمرحلة الأولى كانت الزوج والزوجة، وهما بمثابة الأرض الخصبة، أو الأرض المخصصة لتشكيل البستان، ونهتم بالغراس التي بداخله، بتغذيتها وتوجيه اتجاه نموّها، وتخليصها من الطفيليات التي تنبت حولها، وإزالة ما يعلوها من ثمار غير سليمة، وتفقد سلامتها من الآفات الزراعية، وسقايتها في الأوقات المناسبة، وإزالة الحشائش الضارة من حولها، وهكذا تبقى الغراس تحت الرعاية إلى أن تؤتي خير أُكلها بإذن ربّها.

      إذا حصل المجتمع على أمنه التربويّ، فإنّه يصبح مجتمعاً متكافلاً، يرعى اليتيم، ويسعى على الأرملة والمسكين، يتفقد الفقير وأبناء الشهيد والأسير، فيحوز الأمن بأشكاله، حيث لا يوجد استقرار أمني ولا وطني ولا اجتماعي، ناهيك عن السياسي والاقتصادي وغيرها من أصناف الأمن، إلا إذا وُجِدَ الأمن التربويّ، حيث يشكل الأمن التربويّ شخصية المواطن، فيبني فكره وقِيَمَه، وتحصيله المعرفي، وسلوكياته في الحياة، ويعتبر الأمن التربويّ الحاوية الأوسع لكافة أصناف الأمن الوطني، ولا تستطيع جهة واحدة في المجتمع أن تدّعي أنّها قادرة على الوصول إلى الأمن المجتمعي الشامل، إذ لا بدّ من تضافر الجهود، واتحاد الأهداف لجهات عدة، لتستطيع الوصول بالمجتمع إلى الأمن المجتمعي، بدءًا من الأسرة، فالمدرسة، فالإعلام، فالجامعة، فجهة العمل، فالدولة وأجهزتها الأمنية، وهكذا فهي منظومة متكاملة ينتج عنها الأمن المجتمعي، إذا قام كلّ بدوره، ولا يكفي أمّة الإسلام لتعيش في أمن وأمان، أن يكون لديها الأمن التربويّ وحده على أهميّته، إذ لا بدّ أن يكون لديها عقيدة عسكرية، بمقوماتها المادية منطلقة من توجيه القرآن لها بالإعداد الشامل لجميع جوانب القوة والأمن بأشكاله المختلفة.

      إذا نظرنا إلى الحضارات التي مرّت على كوكب الأرض، لم نجد حضارة احترمت الإنسان ومنحته الكرامة التي أرادها الله له، بغض النظر عن جنسه ولونه ومعتقده، كما احترمه الإسلام، وذلك من منطلق تكريم الله للإنسان، والحقّيقة أنّ الإسلام هو المصدر الأعظم للأمن التربويّ على كوكب الأرض، وغياب الأمن التربويّ هو سبب كل المشاكل والعداوات بين الشعوب والدول، والإسلام يريد أن يعمّ الأمن التربويّ جميع الخلائق من خلال عالمية رسالة محمد ﷺ، وباعتبار أنّ الوقاية خير من العلاج، والتربية من المهد إلى كافّة المراحل العمريّة، هي خطوات وقائية لسلامة المجتمع، وأفراده وضمان لأمنه التربويّ، والأمن التربويّ يحقّق للخلائق أجمع كل ما تصبو إليه بإذن الله، وقد بيّنت الأطروحة أنّ الكثير من بلادنا يفتقدون منه النصاب المُنْجِي، وركّزت على أهمية الأمن التربويّ، وذكرت العديد من أصناف الأمن في الحياة، وعرجت على أسباب نقص الأمن التربويّ ومظاهره، وذكرت طرق العلاج، وتحدثت عن علاقة العبادات بالأمن التربويّ، كما ذكرت نماذج من الأمن التربويّ من القرآن الكريم، ونماذج أخرى من السنّة المطهرة، وبينت محاضن الأمن التربويّ، وذكرت الأمن الاقتصادي والأمن الوقائي للأسرة، كما ذكرت مراحل تربية الأولاد في الأسرة المسلمة، وختمت الأطروحة ببعض الاقتراحات وعدد من التوصيات، لعلها تصل إلى أذن صاغية لدى أصحاب القرار في بلادنا العزيزة، فيأخذوا ببعض التوصيات، أو الاقتراحات، أو يضيفوا إليها، أو يعدّلوها وكلّ ذلك خير.

      من الأخطاء الموجودة والشائعة بين كثير من النّاس، أنّ الأمن هو سيادة وطنية للدولة على أراضيها، وحدودها، ومائها، وسمائها، وهذا كله مطلوب. وغالباً ما تستخدم الدولة الحلّ العسكري لحماية ما ذُكر من أيّ تهديد خارجي، كما تستخدم قوات الأمن لحفظ الأمن الداخلي، وللمحافظة على أمن المواطنين من العبث، وحمايتهم من كلّ المهدّدات التي تواجههم، ومن أنواع الأمن الكثيرة في حياتنا، الأمن القومي، والأمن الوطني، والذي لن يستقيم أيّ منهما بشكل سليم، ليعطي كل ذي حقّ حقّه ويحافظ على مكتسبات الوطن والمواطن، إلا بوجود الأمن التربويّ.

      وهذه ثلّة من الأسئلة أتركها بين أيدي الباحثين، لا أجيب عليها، لعلّ بعضهم يجد فيها عنواناً لبحث يفيد ويأتي بالجديد:

هل يمكن تحقّيق الأمن في ظلّ الاحتلال والتبعية وعدم استقلال الهوية وانتشار والفقر والجوع؟

هل يمكن تحقّيق الأمن في ظلّ الكبت وتكميم الأفواه؟

هل يمكن تحقّيق الأمن في ظلّ الظلم والمحسوبية وعدم المساواة؟

هل يمكن تحقّيق الأمن في ظلّ حكومة تنهب مقدرات الشعب ولا تبقي ولا تذر؟ وهل يمكن تحقّيق الأمن لمن لا يملك قوته أو سلاحه أو لباسه أو علاجه؟

هل يمكن تحقّيق الأمن في ظلّ أجنحة الغربان التي ترفرف فوق رؤوس العباد وتبث الرعب في نفوس الخلق؟ وهل يمكن تحقّيق الأمن في ظلّ غياب العقيدة والتربية الإسلاميّة؟

والحمد لله رب العالمين