خاص هيئة علماء فلسطين

    

الحديث الثّاني

عن فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ؛ أنَّهُ قالَ: يا رسولَ اللَّهِ؛ أرضٌ عندَنا هيَ أرضُ رِيفِنَا ومِيرَتَنَا، وإنَّ وَبَاءها شديدٌ، فقالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عليهِ وسَلّم: “دعْها عنكَ فإنَّ مِنَ القَرَفِ التَّلَفُ”

أخرجه أبو داود، وقال ابن حجر العسقلاني؛ حديثٌ حسن.

•           معنى الحديث

“أرضُ رِيفِنَا”: أي ذات الزرّع والخصب ويحصل لنا فيها الثمار والنبات

“ومِيرَتَنَا”: أي مصدر طعامنا الذي نستخدمه والذي نتاجر به وننقله من بلد إلى بلد.

“وإنَّ وَبَاءها شديدٌ” أي إنّ فيها أمراضًا تنتقلُ منها وتتسببّ بالعدوى عند دخولها والتّردّد إليها.

” دعْها عنكَ”: أي توقّف عن دخولك فيها والتّردّد إليها ما دام الوباء فيها.

“القَرَف”: أي ملابسة الدّاء ومداناةُ مكان المرض والاقترابُ من مواطن الأمراض المعدية

“التَّلَفُ”: الهلاك

وفي الحديث رسائل مهمّة

أوّلًا: قد يصبحُ مصدر الرّزق في زومن الأوبئة مصدرًا لنشر المرض، فعندها ينبغي تجنّبه وتقديم الصّحّة والسّلامة عليه.

ثانيًا: النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يأمر بعدم الاقتراب أو الدّخول أو التردّد على أماكن انتشار الأوبئة المعدية ويلحق بالأماكن الأشخاص؛ فحيثما وجد شخص مصابٌ بوباء معدٍ فلا ينبغي الدّخول عليه لغير متخصص يستطيع وقاية نفسه من العدوى.

ثالثًا: النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقرّر قاعدةً مهمّة في تجنّب العدوى وهي “إنَّ مِنَ القَرَفِ التَّلَفُ” أي إنَّ الهلاك هو نتيجة للتداني والاقتراب والاحتكاك بمواطن الأوبئة المعدية فينبغي تجنّب ذلك.