خاص هيئة علماء فلسطين

    

الحديث الثّامن

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:

“يختصِمُ الشُّهداءُ والمتوفَّونَ على فُرُشِهِم إلى ربِّنا في الَّذينَ يتوفَّونَ منَ الطَّاعونِ، فيقولُ الشُّهداءُ: إخوانُنا قُتِلوا كما قُتِلنا، ويقولُ المتوفَّونَ في فرشِهِم: إخوانُنا ماتوا على فرشِهِم كما مُتنا، فيقولُ ربُّنا: انظُروا إلى جراحِهِم، فإن أشبَهَ جراحُهُم جراحَ المقتولينَ؛ فإنَّهم منهم ومعَهُم، فإذا جراحُهُم قد أشبَهَت جراحَهُم”

 أخرجه النّسائيّ وأحمد، وقال الحافظ ابن حجر: “هذا حديثٌ حسنٌ صحيح”

            1.           يوم القيامة يجد المؤمنون أن بعضهم قد فضل على بعضهم في درجات الجنان فيقع بينهم حوارٌ تنافسيّ طمعًا بنيلِ درجةٍ أعلى في الجنان، فالمتوفّون العاديّون يجدون الذين ماتوا بسبب الأوبئة قد فاقوهم في المنزلة وأنّهم مع شهداء المعركة في منزلتهم؛ فيطالبون بمنزلةٍ كمنزلتهم كونهم ماتوا على فراشهم مثلهم؛ ويدافع الشّهداء عن موتى الأوبئة بأنّهم ماتوا قتلًا بسبب الوباء فاستحقوا منزلة الشّهداء، فيأمرهم الله تعالى أن ينظروا إلى موتى الأوبئة إن كانت لهم جراحٌ تشابه جراح شهداء المعركة فيكونون معهم في منزلتهم، فيجد النّاس لمرضى الأوبئة جراحًا تنزفُ كجراح شهداء المعركة فيستحقّون بذلك منزلتهم.

            2.           في الحديث دلالةٌ على أنّ من مات بسبب الوباء يشارك شهيد المعركة منزلته ومكانته في الجنان بإذن الله تعالى.

            3.         في الحديث دلالةٌ على عِظَم ما يعانيه من مات بسبب الوباء حيث تغدو له جراحٌ نازفة يوم القيامة، تنزف دمًا ريحه ريح المسك.

            4.         في الحديث دلالةٌ على أنّ من ماتوا بسبب الأوبئة يسمّون “قتلى” كونهم ماتوا بسبب فتك الوباء بهم.