مقابلة د. محمد عويضة

    
  • حصلت على الأستاذية في الحديث الشريف وعلومه وعملت في عدد من الجامعات وانتخبت نائباً في البرلمان الأردني
  • ولدت في الفالوجة بفلسطين، وهُجِّرنا إلى مخيم الدهيشة، ثم انتقلنا إلى بلدة الكرامة، وبعدها إلى مخيم البقعة في الأردن
  • كنت من المؤسسين لمؤسسة القدس الدولية ببيروت ورشحت لرئاستها وإدارتها
  • دعم الأمة الإسلامية لفلسطين وأهلها المرابطين واجب شرعي بل له الأولوية
  • حاجات الفقراء في البلدان يسيرة يمكن معالجتها بحسن التخطيط ويمكن أن تكفيهم الحكومات، أما دعم فلسطين وجهاد أهلها المرابطين فيحتاج للدول ولأصحاب الأموال خاصة
  • الفرقة بين المسلمين فيها تضييع للجهود وإضعاف للأمة
  • ثمة اختلافات من صناعة بعض الأنظمة الاستبدادية.. وبعض الخلافات سببها الفهم القاصر لرسالة الإسلام وشمولها

حاوره الدكتور منذر زيتون

نرحب بفضيلة الأخ الحبيب الدكتور محمد عويضة ضيفاً كريماً على موقع هيئة علماء فلسطين، فحياكم الله.

لو تقدم لنا نبذة عن سيرتك الذاتية؟

أنا محمد عبد الله محمد عويضة، حاصل على دكتوراه في الحديث وعلومه من جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1977، وحاصل على الأستاذية في الحديث الشريف وعلومه.

أسكن في مدينة صويلح بالأردن.

عملت معلماً في التربية في مدينة الزرقاء بالأردن من 1969 -1976، ثم معلماً في قطر لمدة عام.

تفرغت للدراسات العليا من 1976 إلى 1977، فنلت الدكتوراه في الحديث بامتياز في 19/12/1977، وعملت في الجامعة الأردنية من مطلع 1978 إلى 1993.

انتخبت نائباً في البرلمان الأردني من 1993/ 1997.

عملت في جامعة الزرقاء عميداً لشؤون الطلبة ثم عميداً لكلية الشريعة من 16/9/1997 وحتى 15/9/ 2003، وعملت في جامعة أم القرى بمكة المكرمة من 2003 وحتى 2019.

ذكرياتك في فلسطين:

ولدت في الفالوجة بفلسطين عام 1947، وهجرنا إلى مخيم الدهيشة قرب بيت لحم، ثم انتقلنا إلى بلدة الكرامة وبقيت فيها حتى معركة الكرامة، وبعدها انتقل الأهل إلى مخيم البقعة في الأردن، وكنت حينها طالباً في كلية الشريعة بعمان .

ذهبت إلى فلسطين وزرت نابلس وأنا طالب في الثانوية العامة، كما زرت القدس أكثر من مرة، وقدمت امتحان الثانوية العامة في كلية الحسين بالخليل حيث كان أخوالي هناك، مع إني كنت أدرس في ثانوية الشونة الجنوبية.. كل هذا لما كانت الضفة مع الأردن قبل عام 1967.

وفي عام 1979 زرت نابلس بدعوة من  عديلي أ. سعيد ستيتية الذي كان  يعمل في جامعة النجاح، وفي هذه الزيارة زرت حيفا وعكا.

وفي عام 1984 طلبت الجامعة الإسلامية بغزة أعضاء هيئة تدريس من الجامعة الأردنية واليرموك، فذهب خمسة كنت أحدهم.. وقد توليت عمادة كلية أصول الدين وعضو مجلس الرئاسة، ورئاسة لجنة التعيين والترقية، وفي هذا العام زرت كل فلسطين ضمن رحلات كنا ننظمها للجامعة أو مع الإخوان.

في هذه السنة تعرفت على الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وعلى قيادة الحركة الإسلامية هناك، وعندها تمت حملة اعتقالات بسبب اكتشاف أسلحة، وعلى إثرها عدت إلى الأردن، وفي نفس اليوم تم اعتقال الشيخ أحمد ياسين في 26/6/1985.

جهودك تجاه الأقصى والقدس وفلسطين؟

كنت من المؤسسين لمؤسسة القدس الدولية ببيروت، ورشحت لرئاستها وإدارتها وقمت بذلك لفترة قصيرة وحال دون الاستمرار ارتباطي بجامعتي آنذاك، وبقيت عضواً في مجلس إدارتها حتى عام ٢٠٠٤ بعد تعاقدي مع جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

في نشاطي في التدريس الجامعي كما في نشاطي الدعوي اهتمام بموضوع فلسطين والقدس خاصة بالتأكيد على مكانتها وأهميتها والتذكير بواجب الأمة والعلماء والدعاة تجاهها.. ومن ذلك كثير من المحاضرات بالمكانة الدينية للقدس والمسجد الأقصى ولفلسطين كونها الأرض المباركة وأرض الرباط للفئة المؤمنة كما نصت على ذلك آيات الكتاب والسنة المباركة..

مع وجود الأزمات المالية العالمية والمحلية في جميع الدول هل المطلوب أن يتوجه المسلمون لإغاثة أهلهم وجيرانهم في دولهم مادياً ومعنوياً؟ أم المطلوب إغاثة أهل فلسطين ونصرة المقدسات؟ ما الأولويات وما ضوابطها؟

دعم الأمة الإسلامية لفلسطين وأهلها المرابطين واجب شرعي بل له الأولوية بين واجبات الإنفاق والدعم.. وهذا الأمر قد يبدو متعارضاً مع أولوية الدعم كل لأهل بلده..

هذه مسالة تحتاج إلى الفهم وحسن التعاطي.. فمع أن هناك نصوصاً شرعية على أولوية الدعم للأقارب والجيران وأهل البلد إلا أنها لا تتعارض مع واجب الدعم لأهل الرباط والجهاد، والمسألة تحتاج للفهم وحسن التصرف من قبل أهل العلم والاختصاص..

ويشار في هذا الصدد لعدة أمور منها مكانة الجهاد، فهو ذروة سنام الإسلام، ولمكانة فلسطين والقدس بالذات ولطبيعة الكيان الصهيوني وما يمثله من أخطار تهدد الأمة كلها.. ثم إن حاجات الفقراء في البلدان يسيرة يمكن معالجتها بحسن التخطيط ويمكن أن تكفيهم الحكومات وعامة الناس بالصدقات والزكاة.. أما دعم فلسطين وجهاد أهلها المرابطين فيحتاج للدول كما يحتاج لكبار أصحاب الأموال خاصة..

هناك انقسامات كثيرة بين المسلمين ولعل أصعبها ما يحدث بين العلماء أنفسهم وكذلك بين الحركات الإسلامية ما الخلاص من ذلك؟

الفرقة بين المسلمين فيها تضييع للجهود وإضعاف للأمة في الوقت الذي يبذل أعداؤها جهوداً كبيرة في إضعافها والسيطرة عليها وعلى مقدراتها.. كما أن للحكومات الاستبدادية دورها في توظيف هذه الخلافات بما يخدمها..

ومن هنا تبدو الحاجة ماسة للعمل على معالجتها وللعلماء الدور الأهم في ذلك.. ولعل من الأولويات في ذلك فهم طبيعة هذه الخلافات وبواعثها.. لا شك أن ثمة اختلافات من صناعة بعض الأنظمة الاستبدادية.. وبعض الخلافات سببها الفهم القاصر لرسالة الإسلام وشمولها لكل جوانب الحياة.. فالبعض يهتم بجانب من جوانب الحياة ويريد أن يجعله الإسلام كله.. والبعض فهمه سطحي قاصر ويريد أن يحمل الأمة على فهمه هذا ويحارب من يخالف هذا الفهم الذي يراه.. ولمعالجة هذه المشكلة فان على العلماء الدور الأكبر..

فأولاً يجب عدم الانشغال بمحاربة هذه المجموعات، وثانياً يجب السعي لتوسيع الأفق ليأخذ خير ما عند كل مجموعة.. وثالثاً العمل على نشر الفهم الشامل لهذا الدين الذي ينظم كل شؤون الحياة.

قد يعجبك أيضاً