مقابلة د. محسن صالح

    

بدايةً نرحب بكم في الموقع الإلكتروني لهيئة علماء فلسطين  ونشكركم على إتاحة الفرصة لنا للمقابلة.

س1: العلماء هم ورثة الأنبياء ومنارات هداية الأمة… من هم العلماء الذين يستحقون هذه الأوصاف؟

هؤلاء العلماء هم الذين أحسنوا أخذ العلم وتعمقوا فيه وفهموا دلالاته، وتعلموا فقه الأولويات والمقاصد، وتعرفوا على الواقع.

وهم الذين صدحوا بالحق، ولم يخشوا في الله لومة لائم، وحملوا هموم الأمة وقضاياها، وجمعوا بين القول والعمل وبين العبادة الليل وفروسية النهار، وتقدموا الصفوف، وقدموا النماذج، وجاهدوا في الله حق جهاده، وابتغوا مواطن الشهادة.

س2: لقد شهدت القضية الفلسطينية تقزيماً لحقيقة الصراع، فتحولت من قضية إسلامية إلى قضية عربية، ثم إلى قضية فلسطينية يتعاطف معها العرب والمسلمون… فما الذي ينبغي أن يفعله العلماء لإعادة القضية الفلسطينية إلى عمقها الإسلامي؟

ينبغي على العلماء الدعوة إلى إسلامية القضية، والتأكيد على أنها فرض عين على كل مسلم، وأن يقدموا نموذجاً في تجاوز القطريات والقوميات إلى الأمة، كما ينبغي التركيز على خطورة المشروع الصهيوني ليس على الفلسطينيين فقط وإنما على الأمة الإسلامية وأرضها المباركة المقدسة.

كما ينبغي أن يؤسسوا المؤسسات والمنابر التوعوية بالقضية والتحشيد لها وجمع الدعم المعنوي والمالي لفلسطين.

س3: تتردد على الألسنة عبارة: “علماء السلاطين”، هل لهؤلاء العلماء وجود اليوم؟ وهل لهم أثر على القضية الفلسطينية؟

هم كُثُر للأسف ممّن يربطون حياتهم برغبات السلاطين، ويقدِّمون راتب آخر السنة على دينهم وقضايا أمتهم، ومَن يقدِّمون خشية السلطان على خشية الله في معاشهم وحياتهم، وهؤلاء جاهزون لتقديم الفتاوى والتبريرات الشرعية للصلح مع العدو الصهيوني والتنازل عن أرض فلسطين أو أجزاء منها للأعداء، وهم جاهزون للفتوى بضرب قوى المقاومة والمجاهدين وشرفاء الأمة بحجة الأمن والاستقرار ومحاربة “الإرهاب”، وجاهزون كذلك لدعم حصار غزة، والقضاء على من يدعم المجاهدين أو إعلام المؤسسات الخيرية العاملة لفلسطين…

وبالتالي فهم يضلون الناس ويزينون للسلاطين فسادهم واستبدادهم ومحاربة الصادقين، مما يكون له أسوء على الأثر على قضية فلسطين.

س4: هل من كلمة توجهونها إلى علماء الأمة ودعاتها وخطبائها؟

هذا زمان القابضين على الجمر، وزمان قول الحق عند سلطان جائر، وزمان الطائفة المنصورة القابضة على الحق، وزمان نصرة الأقصى وفلسطين والقدس، وهذا زمان الإعداد للمواجهة الكبرى القادمة لنهضة الإسلام وأمته وإزهاق الباطل وإنهاء الفساد والاستبداد في بلادنا، وتحرير الأرض والمقدسات واستعادة كرامة الأمة ووحدتها وريادتها الحضارية.

بارك الله فيكم، وكل الشكر لكم منا ومن متابعي موقعنا، ونشكركم على إتاحة الفرصة للقائكم

قد يعجبك أيضاً