مقابلة د. رمزي غالب كريّم عضو هيئة علماء فلسطين

    

8/4/2024

بداية نرحب بكم فضيلة الأخ الحبيب ضيفاً كريماً في موقعكم الإلكتروني -موقع هيئة علماء فلسطين- فأهلا وسهلا.

السؤال الأول: البطاقة الشخصية:

الاسم الكريم مع الدرجة الأكاديمية:

رمزي غالب إبراهيم كريم

دكتوراه في التربية، تخصص “طرق تدريس لغة عربيّة وتربية إسلاميّة” من كلية التربية، جامعة الجنان، مدينة طرابلس، لبنان.

الصفة العملية: مدرس وموجه تربوي، وعضو مجلس إدارة ومجلس أمناء لمؤسسات قرآنية وتعليمية.

الإقامة الحالية: لبنان .

الحالة الاجتماعية: متزوج ولي ولد وأربع بنات.

البلد الأصلي: من قرية سعسع قضاء صفد.                          

السؤال الثاني: ملخص السيرة الذاتية وهل لك من ذكريات في فلسطين؟

– عملت في التعليم والإشراف التربوي في مدارس ومؤسسات تعليمية، والإشراف الاجتماعي في جمعية لكفالة الأيتام، وعضوية مجلس أمناء في مؤسسات قرآنيّة وتعليميّة، وعضو في المؤتمر الشعبي الفلسطيني.

زُرت غزة في العام 2012م، ضمن وفود الجمعيات الدولية، وهي رحلة العمر إلى أرض طيبة مباركة بما تُمثل من معاني الرباط والجهاد والاستشهاد والتضحيات، بل هي (غزة) حكاية شعب مُقاوم يُسطّر بدمه صفحات مشرقة في تاريخ أمتنا، على أمل تحقيق النصر والعودة والتحرير للمقدسات.

السؤال الثالث: نرجو التكرم بتعريفنا بجهودكم ونشاطاتكم تجاه الأقصى والقدس وفلسطين: أهدافها. وسائلها. الشرائح المستهدفة. أمثلة منها؟

هنالك أنشطة مُنوّعة، منها: القيام بأنشطة في المدارس والمعاهد الشرعيّة والجامعات، من دروس وندوات ومحاضرات، ودورات تثقيفيّة. والهدف منها الحفاظ على الهوية والثقافة الفلسطينية والارتباط بالمقدسات الإسلامية للأجيال في المخيمات الفلسطينية والجوار اللبناني. إضافة إلى القيام بسلسلة من الأنشطة والدروس المسجديّة والخطب والمحاضرات والإعداد لبرامج الدورات الصيفية القرآنية للفتيان والفتيات والشباب والشابات، والتي تهدف لبناء شخصية الأجيال بناء إسلاميا مُتكاملا.

السؤال الرابع: مع وجود الأزمات المالية العالمية والمحلية في الدول جميعها، هل المطلوب أن يتوجه المسلمون لإغاثة أهلهم وجيرانهم في دولهم مادياً ومعنوياً؟ أم المطلوب إغاثة أهل فلسطين ونصرة المقدسات؟ ما الأولويات وما ضوابطها؟

نحتاج إلى تقدير متوازن وفق المصالح المنشودة والمخاطر المُحدقة بنا، ولا شك أن الأولوية تكمن في دعم المسجد الأقصى والمرابطين فيه، ودعم صمود أهلنا في مدينة القدس. واليوم، أحوج ما نكون إلى أن نخلف مُجاهدا في أهله في غزة هاشم في حرب التجويع والمرض والدمار للحجر والبشر التي يمارسها العدو الصهيوني. على أن لا ننسى الفقراء والمساكين من حولنا.

السؤال الخامس: لقد انتشر التعليم مِن بُعد فجأة في العالم بعد أن كان ثانوياً، كيف يستثمر علماء فلسطين هذه التقنيات؟ وما نصائحكم للاستغلال الأمثل لها بغية نصرة القضية الفلسطينية؟

التقنيات المعاصرة من ذكاء صناعي ووسائل تواصل اجتماعي أصبحت جزءا من حياتنا، وتحظى باهتمام كبير من أفراد المجتمعات بكل أعمارهم. وهي ميدان مُؤثر وفاعل من ميادين الدعوة إلى الله تعالى. لذا، لا بُدّ من إعداد برامج دعوية تستهدف كل شرائح المجتمع بكل مستوياتهم ومختلف ثقافاتهم، بأساليب مشوقة وجذابة تحاكي احتياج العصر، وتلقى قبولا من جيل الشباب. مع العلم أنّ الصورة المُعبّرة، والموقف المُؤثّر، والكلمة الصادقة المُوجّهة وغيرها من الأفكار والأساليب، قادرة على التأثير في المجتمعات كما يحدث الآن في معركة طوفان الأقصى.

السؤال السادس: هل يمكن أن يضع المسلمون خطة عملية لخروج الأمة مما هي فيه من هذه الأحوال الصعبة، وهل يمكن أن تبرمج عملياً للتنفيذ؟

أمتنا هي خير أمة أخرجت للناس كما وصفها القرآن الكريم، لها تاريخها وحضارتها، وهي قادرة على أن تكون في مقدمة الأمم من خلال خطط وبرامج وفق الآتي :

  •  دراسة سنن النصر والتمكين في القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة، وتجارب الأمم والشعوب عبر التاريخ.
  •  العمل وفق الوسع على مستوى الأفراد والجماعات والهيئات والمؤسسات،
  •  صناعة العالم القدوة ، والداعية المربي،
  • ايجاد الحزب السياسي الذي يخدم مجتمعه بصدق وإخلاص وجودة وإتقان للعمل، ويحسن طرح الإسلام بأنه البديل والحل، ويحافظ على الثوابت والقيم من خلال فهم الواقع والمتغيرات وإدارة الأزمات بحكمة وحنكة.
  •  

السؤال السابع: هناك انقسامات كثيرة بين المسلمين، ولعل أصعبها ما يحدث بين العلماء أنفسهم وكذلك بين الحركات الإسلامية، ما الخلاص من ذلك؟

الخلاف الذي نراه بين العلماء والحركات يزول عندما يُتَّفَق على الأولويات وعلى القضايا الجوهرية الكبرى. وأولها قضية فلسطين ونُصرة المسجد الأقصى المبارك، والتضامن مع غزة اليوم . من دون إغفال ما أصاب بلدانًا عربية وإسلامية من ويلات الحروب وفتن داخلية. والخلاص يتحقق من خلال حوار مُعمّق وفق منهجية علمية شرعية أصيلة مستمدة من الكتاب والسنة، ظلالها أُخُوة في الله قائمة على تقبل الرأي الآخر واحترامه.

السؤال الثامن: هل ترى من جدوى في مشاركة العلماء المسلمين في مؤسسات بلادهم التشريعية والتنفيذية والقضائية، وعلى أية مستويات يمكن أن تكون المشاركة فاعلة ومنتجة؟

المشاركة لا بُدّ منها، كما قال تعالى: ﴿إن خير من استأجرت القوي الأمين﴾، في كل مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائيّة ، وعلى كل المستويات والصُعد. فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بنى الإنسان والدولة، وأعدّ الجيوش وأرسل السفراء، وسيرته حافلة بالأمثلة والشواهد….

السؤال التاسع:هل ترون خلاصاً لفلسطين والمقدسات مما هي فيه من الاحتلال، وما هي مبشرات ذلك اليوم؟

المبشرات نراها اليوم في معركة طوفان الأقصى، رغم جراح أهلنا في غزة وعذاباتهم، إلا أنّ المعركة أثّرت في العالم كله، وأحدثت انتفاضة فيه، وكشفت زيف ما يُسمى بحقوق الإنسان والقانون الدولي، وانحياز الهيئات والمؤسسات الدولية لصالح العدو. وأبرز البشائر أن المعركة رسّخت في الأجيال والشعوب العربية والإسلامية والإنسانية قيما ومفاهيم جديدة. كما أنها أوصلت رسائل للعدو بأنّ حق أمتنا في أرضها ومقدساتها لا يموت بالتقادم أو بالاحتلال.

السؤال العاشر: ما هو دور الأمة المنشود في تشكيل طوفان الأمة لإسناد طوفان الأقصى؟

دور الأمة المنشود في الدعم والنصرة، فالمسلم أخو المسلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).متفق عليه. ومن واجب الأمة تجاه إخوانهم المضطهدين عدة أمور، أهمها:

١- تحقيق الفعل والعمل المؤثر، لا الاقتصار فقط على التأثر والتعاطف.

٢- الدعاء لهم في أوقات الإجابة.

 ٥- الكفالة المالية للعائلات المنكوبة،  ففي الحديث: (كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة).رواه مسلم.

٦- القيام بأنشطة وفعاليات مؤثرة وضاغطة لفك الحصار عن غزة وإيقاف الحرب عليها.

٧- تفعيل سلاح المقاطعة فقد أثمرت، والعمل على إيجاد البديل المحلي والوطني.

٨- التوعية والتوجيه من العلماء للشعوب إلى حقيقة الحرب وخلفياتها.

٩- الطلب من الأحزاب العربية والإسلامية الحاكمة منها أن تقف مواقف مؤثرة تلزم العدو بإيقاف الحرب على غزة.

السؤال الحادي عشر: هل من رسالة إلى هيئتكم هيئة علماء فلسطين وعلمائها؟

هي هيئة ربانيّة طيبة مباركة برسالتها ورؤيتها وأهدافها وأقسامها ورجالها ونسائها، وقد استعملها الله -عز وجل- لنصرة المسجد الأقصى المبارك، ودعم قضايا الأمة الإسلامية العادلة، فهي في رباط، وعلى ثغر، وتاريخنا الإسلامي يشهد أن التغيير في الأمة يبدأ من العلماء والقادة، فهم ملح الأرض ومسكها وصلاحها.

بارك الله فيكم، والشكر كله لكم منا، ومن متابعي موقعنا، ونشكركم على إتاحة الفرصة للقائكم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

أجرى المقابلة، ونسقها

أ. عبد المحسن حوا

15 مارس 2024م

قد يعجبك أيضاً