خاص هيئة علماء فلسطين
صادر عن هيئة علماء فلسطين في الخارج
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
- قال تعالى: “وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون”.
البقرة (61) .
لقد طالعتنا القناة العاشرة الإسرائيلية بالإساءة عن سبق إصرار لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتأتي هذه الإساءة تباعا بعد الإساءة للسيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، حيث لم تشكل احتجاجات المسلمين والمسيحيين رادعا كافيا لهذه القناة، كما أنهم لم يواجهوا أي موقف رسمي أو قانوني، فاسترسلوا في الإساءة، إننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج، لا نستغرب هذا التصرف من الصهاينة الأعداء، وإن كنا نرفضه رفضا قاطعا، فنحن نعلم موقف هؤلاء الأعداء من الأنبياء جميعا، وعبر التاريخ، فهؤلاء المسيئون اليوم إنما يمثلون امتدادا تاريخيا لأسلافهم قتلة الأنبياء والمتآمرين على قتلهم، بمن فيهم سيدنا محمد وسيدنا عيسى عليهما السلام، وما نستغربه هو هذا الصمت العربي والإسلامي، والبابوي والغربي والدولي على مثل هذه الإساءات، ولو أن مثل هذه الإساءات صدرت بحق بعض المقدسات الصهيونية، لوجدنا العالم قام ولم يقعد شجبا واستنكارا وإدانة، إننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج، نطالب جميع الدول والمنظمات والهيئات العربية والإسلامية والمسيحية، باتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بمعاقبة الكيان الصهيوني وإلزامه بالاعتذار عن إساءاته، وعدم تكرارها ومحاسبة من صدرت عنهم هذه الإساءات، كما نطالب كل من له صلة بهذا الكيان أو يفكر في تعزيز علاقاته معه، بأن يقطع كل تلك العلاقات والاتصالات، فالعدوان على الأنبياء عليهم السلام عدوان على كرامة الأمم والشعوب، لا يقل شأنا عن العدوان على الأراضي والمقدسات.
وتجد هيئة علماء فلسطين في الخارج الفرصة سانحة لتوجيه التحية لقادة الفصائل الوطنية الفلسطينية على مبادرتهم للحوار الوطني، ذلك أن مثل هذا العدو المحتل الذي لا يراعي قيما ولا مقدسات ولا يحترم حتى الأنبياء، لا بد لمواجهته من الوحدة بين أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين، بغض النظر عن الانتماءات السياسية، ووحدتنا هي الرد القوي والحقيقي على عدوان الاحتلال. قال تعالى:” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا” آل عمران(103).
وإن الهيئة تدعو الإخوة جميعا أبناء الوطن الواحد، والقضية الواحدة، الذين يواجهون عدوا واحدا، إلى المزيد من الإصرار على الوحدة ولم الشمل الفلسطيني، والبحث عن القواسم المشتركة، في سبيل دعم صمود الشعب الفلسطيني، والحفاظ على ثوابته وحقوقه الشرعية ومقدساته، حتى يتم تحرير كامل التراب الفلسطيني، فالتنازع والخصام لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل، وإعطاء المزيد من الفرص للعدو المحتل للتنكيل بشعبنا والتجاوز على كل مقدساتنا وثوابتنا، قال تعالى:” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”الأنفال 46.
المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين بالخارج
4 ربيع أول 1430هـ
1 آذار2009م