خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

فقد قامت قوات الاحتلال الصهيوني صباح اليوم الأربعاء 12/ذو القعدة/1434ه الموافق 18/أيلول/2013م

باقتحام المسجد الأقصى المبارك واحتجاز المعتكفين فيه واعتقال العديد منهم والاعتداء عليهم، كما سمحت لآلاف المغتصبين المستوطنين الصهاينة بدخول المسجد الأقصى وممارسة طقوسهم فيما يسمى عيد العُرش.

وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إذ نستنكر ببالغ الغضب هذا العدوان السافر المتكرر من العدو الصهيوني على المسجد الأقصى فإننا نؤكد على ما يلي:

أولاً: المسجد الأقصى هو العنوان الأبرز لقضية فلسطين بل هو محور ومركز قضية الأمة الإسلامية جمعاء والعدوان عليه استهدافٌ للأمة كلها في دينها ورمز عقيدتها وقبلتها الأولى مما يستوجب حشد الطاقات كلها واستنفارها للدفاع عنه والذود عن حياضه بالوسائل كافة.

ثانياً: إنَّ مسلسل التنازلات التفاوضي هو السبب الرئيس في تجرئة الصهاينة على مقدسات المسلمين في فلسطين وعلى رأسها المسجد الأقصى، ولذا فإننا ندعو إلى وقف هذا المسلسل الهزيل والعودة إلى خيار الأمة كلها في انتهاج المقاومة والجهاد سبيلاً لتحرير الأقصى والدفاع عنه.

ثالثاً: إنّ الكيان الصهيوني يستغل انشغال بعض الأنظمة العربية بقتل الشعوب وسلبها حريتها والاستماتة في قمعها ودعم البعض الآخر للقتلة والانقلابيين بالمال والمواقف بينما لا يعلو لها صوتٌ ولا يرى لها دعمٌ في مواجهة غطرسة طغيان الكيان الصهيوني واعتداءاته المتلاحقة على أولى القبلتين وثاني المسجدين.

وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نؤكد على أنَّ هذه التصرفات والإجراءات الظالمة من هذه الأنظمة هي خدمة مجانية للعدو الصهيوني ومساندة له في اعتداءاته على القدس والمسجد الأقصى.

رابعاً: إن الوقائع المتتابعة كلها تؤكد بما لاشك فيه بأنَّ الطريقَ الأوحد إلى تحرير فلسطين كلها والمسجد الأقصى من رجس الصهاينة المعتدين إنما هو الجهاد في سبيل الله تعالى بأشكاله كافة ووسائلها كلها، وهذا يتطلب من الأمة كلها في مقدمتهم أبناء فلسطين إعداد العدة اللازمة للقيام بهذه الفريضة الواجبة.

خامساً: نوجه التحية إلى أهل القدس المرابطين على ثراها وفي ساحات مسجدها الأقصى المبارك في وجه الغطرسة الصهيونية، والرافضين لمحاولات التطبيع والاستكانة والخضوع للصهاينة، وندعو أبناء القدس وفلسطين المحتلة عام 1948م والضفة الغربية حيثما يستطيعون الوصول إلى القدس إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه بكل ما يستطيعون والمرابطة داخله وفي باحاته وردّ المعتدين والمفرطين.

ونؤكد أن ما جرى البارحة من طرد أحد رموز التفاوض مع الصهاينة رداً على تصريحاته برغبته دخول قطاع غزة على ظهر دبابة مصرية من ساحات المسجد الأقصى المبارك، ما هو إلا دليل على وضوح الرؤية والتوجه عند أهل القدس المرابطين المجاهدين الرافضين لأشكال العدوان على الشعب الفلسطيني كلها أياً كان فاعلها ومرتكبها والرافضين للمتعاونين مع المعتدين أياً كانت صفتهم وانتماءاتُهم.

حيا الله أهل القدس المجاهدين المرابطين وإنَّ النصر صبرُ ساعة وإِنَّ مع الْعُسْر يُسرا.

( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )

12/ذو القعدة/1434هـ

18/أيلول/2013م

هيئة علماء فلسطين في الخارج

بيان رسمي