خاص هيئة علماء فلسطين

         

قال تعالى: “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ” المائدة:32 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وبعد: 

فإنّنا في هيئة علماء فلسطين نتابع ببالغ الحزن والقلق الاشتباكات الجارية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين في لبنان، وإزاء هذا الحدث الكبير فإنّنا نوجّه نداءات عاجلة ورسائل مملوءة بالحرقة والحرص على الدم الحرام وعلى شعبنا الفلسطيني وعلى لبنان الشقيق. 

النّداء الأوّل: إلى المتقاتلين في مخيم عين الحلوة؛ نناشدكم بالله تعالى الذي حرّم سفك الدم الحرام وحرّم رفع الإخوة السلاح في وجوه بعضهم بعضًا أن تضعوا أسلحتكم وتحقنوا دماءكم ودماء إخوانكم وأهليكم في مخيّم عين الحلوة. 

إنّ هذه الأسلحة يجب أن تتوجّه إلى صدور المحتلّين الغاصبين الذين يدنسون مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلم ويقتلون شعبنا وأهلنا ويحتلون أرضنا؛ فاتقوا الله في أنفسكم وفي شعبكم وفي أوطانكم وفي قضيّتكم وأوقفوا هذا الاقتتال الذي لا يخدم إلّا المحتلّ الصّهيونيّ، وليكن كلّ واحد منكم على نهج خير ابني آدم فيقول بملء فمه ما قاله تعالى على لسان ابن آدم الأول: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} المائدة: 28 

النّداء الثّاني: إلى القوى المجتمعيّة والسياسيّة الفاعلة في مخيم عين الحلوة وعموم لبنان الشقيق من علماء ووجهاء وزعماء ومصلحين؛ إننا نستنفر نخوتكم وشهامتكم للتدخل العاجل لوقف الاشتباكات وحقن الدماء في مخيم عين الحلوة وتحقيق الصلح بين المتقاتلين، وإنّ هذا من أوجب واجبات الوقت وهو من أعظم الأعمال المبرورة التي تقتضيها الأخوة الإيمانيّة والحرص على مصلحة الدين والبلاد والعباد. 

قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الحجرات: 10 

النّداء الثّالث: إلى الحكومة اللبنانية الشقيقة والمرجعيّات الفلسطينيّة كافّة؛ إنكم اليوم أمام مسؤوليّة كبيرة لا سيما في هذا الظرف بالغ الدقة الذي تمر به قضية فلسطين والمنطقة عمومًا، وهذا يوجب التكاتف والتعاضد لوأد أيّة فتنة تطلّ برأسها والحفاظ على السلم المجتمعي في المخيمات الفلسطينية لتكون جزءًا من مشروع التحرير القادم بإذن الله تعالى. 

وإننا نضرع إلى الله تعالى أن يرحم الضحايا ويشفي الجرحى ويربط على قلوب المكلومين ويحقن الدماء إنه أكرم مسؤول. 

هيئة علماء فلسطين 

12 محرم 1445 هـ  

30 تموز 2023 م