خاص هيئة علماء فلسطين
11/5/2025

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)
إن ما يجري اليوم في غزة لهو وصمة عار في جبين الضمير الإنساني الذي يتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وجميع حقوق البشر في الحياة الكريمة، حيث أطلق العالم المسمى بالحر يد البطش الصهيونية النازية بالقتل والتدمير والحصار والنار على شعب فلسطين، وبالخصوص شعب غزة الذي تعتبر كل جريمته أنه يريد أن يعيش حرا على أرضه بما فيها من مقدسات وخيرات لا يشاركه فيها أي غاصب دخيل.
إن العالم الذي يرعى مؤسسات دولية بدعوى المحافظة على السلم العالمي والعدالة بين الشعوب والدول، يلوي رأسه عن الجوع الذي بلغ ذروته هذه الأيام في غزة، والذي طال النساء والأطفال والرجال، حيث لا غذاء ولا دواء ولا ماء ولا كهرباء ولا كساء ولا وقود، علاوة على القصف والقتل لكل ساكن ومتحرك، فأين الضمير العالمي؟!
إننا نستهجن هذا الصمت المريب من المجتمع الدولي والمؤسسات الراعية للحق في الحياة الكريمة، وهذه الغفلة المتعمدة لهذه الجرائم البشعة التي يندى لها جبين البشرية، والتي يمارسها قوم محسوبون ضمن عداد البشر زورا وبهتانا، أولئك الذين يحتفلون بالتدمير ويفرحون بالقتل ويسعدون ببقر بطون الحوامل وقتل أجنتها، فمن أي فصيل من البشر هؤلاء، إلا أن يكونوا وحوشا ضارية تربت على الشذوذ والحقد على كل ما هو إنسان.
إننا في هذه الأيام التي أصبحت حالكة السواد على شعب فلسطين وفي مقدمته غزة، وما يتوعد به العدو الصهيوني النازي من تغيير في خارطة المنطقة، حيث لا يخفي أطماعه في التوسع في الدول العربية والإسلامية حول فلسطين، ليستدعي وقفة جادة من دولنا العربية والإسلامية لكبح جماحه ووضع حد لطغيانه وبطشه، مما يستدعي بالضرورة العاجلة تكاتف جميع الأيادي الضاربة لنصرة الحق الفلسطيني الثابت دينيا ووطنيا ودوليا لشعبنا المكلوم على أرضه ومقدساته والذي يعتبر صمام الأمان في مواجهة العدو النازي.
وفي هذا المقام فإننا في هذه الوقفة لنؤكد على ما يلي:
أولا: ندعو إلى رفع الغطاء الدولي عن هذا الكيان الغاصب وهذه الدولة اللقيطة المؤقتة التي ما أقيمت إلا على أنقاض شعب كان يعيش فيها بأمان، حيث لم يجلب الدعم الدولي لها وعلى رأسه الدعم الأمريكي إلا المعرة على أمريكا والعداوة لدى شعوب العالم.
ثانيا: نذكر الرئيس ترمب بما يذكر ونعلمه بما يعلم ونسأله ألم تعلم أن سلاحك الفتاك يحرق أجساد أطفالنا ونسائنا الغضة ويحولها إلى رماد، ألم تعلم أن تأييدك لهذا المجرم الصهيوني قد حوله الى وحش مسعور لا يبالي بحياة بشر، هل هذا ما تسعى بلادكم الى ريادة العالم من أجله؟!.
ثالثا: إلى الرئيس ترمب، ألم تعلم أن هناك مئات آلاف من الناس يعيشون تحت قصف الحصار وقصف الدمار بسلاحكم وقراركم وأن الكثيرين ينتظرون الموت جوعا وعطشا وأن عددا منهم قد ماتوا فعلا وأن هؤلاء شعب من شعوب المنطقة التي ستحط فيها زائرا وأنت تشارك في التجويع والدمار.
رابعا: إلى الرئيس ترمب وإدارته التي تزعم نيتها إطعام الناس في غزة، أما علمتم أن شعب غزة شعب كريم يريد أن يعيش بكرامة، لا أن تعد عليه اللقم وكأنه يستجدي على أبواب اللئام، فكيف تقبل دولتك التي تزعم رعاية الإنسان واحترام حقوقه أن يعيش هذا الشعب في أيام الحر والقر في خيام مهترئة أو تحت البنايات المدمرة التي دمرها سلاحك وبين أكوام القمامة وبجوار المياه العادمة التي أودت بحياة الكثير من الأطفال بسبب الأمراض والأوبئة وأن الكهرباء لدى هذا الشعب أصبحت من ذكريات الماضي وأن غاز الطهي يراه الناس في أحلامهم.
ختاما: أيها الإخوة الكرام إننا ندعوكم لأن تكونوا معنا كل سبت في هذه الوقفة الأسبوعية لنعيش معا صرخة الجوعى والعطشى والمرضى والجرحى والثكلى في غزة لنشاطرهم همهم ونحمل معهم شيئا ولو يسيرا من الألم والوجع ولنبقى أمة الجسد الواحد الذي يئن من وجع أخيه.
هذا وبالله المستعان وعليه التكلان وإليه الشكوى وهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين.
*************
وقد تمت قراءة هذا البيان في إسطنبول في فعالية: “لبيك غزة” يوم السبت 11/5/2025
بمشاركة نخبة من العلماء والدعاة:
▪️ د. محمد أبو راتب
▪️ د. عبد الحي يوسف وقد ألقى الكلمة التالية:
▪️ د. مروان أبو راس وقد قرأ البيان.
▪️ إسراء الشيخ
▪️ نعيم الأيوبي






