خاص هيئة علماء فلسطين
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرّحيم
قال تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ . أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ . فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ” التوبة 38.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والصّلاةُ والسّلامُ على نبينا محمّدِ بنِ عبدِ اللهِ المبعوثِ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن تبعهمْ بإحسانٍ إلى يوم الدّين وبعدُ:
فقد اندلعتْ مواجهاتٌ عنيفةٌ منذ صباحِ اليوم الأربعاء 15/ذو الحجّة/1435 هـ الموافق 8/تشرين الأوّل (أكتوبر) 2014م في المسجدِ الأقصى المباركِ بعدَ أنْ اقتحمتْه القواتُ الصّهيونيةُ الخاصّة لتأمين اقتحاماتِ المستوطنين إليه بمناسبةِ ما يُسمّى (عيدُ العُرُش).
وقد أسفرتِ المواجهاتُ عن إصابة العشراتِ المرابطين في ساحات المسجد الأقصى وسريان النّارِ في المسجد القبليّ في تصعيدٍ خطيرٍ جدّاً, كما أسفرت أيضاً عن تفريغ المسجد الأقصى من المرابطين والاعتداء على المعتكفين لتهيئة الأجواء للمستوطنين للقيام باقتحامات جماعية ابتداء من اليوم تستمر لمدّة أسبوع ممّا يمهد لتقسيمه مكانياً وزمانياً.
وإنّنا في هيئةِ علماءِ فلسطين في الخارج إذ نستنكر ببالغِ الغضبِ هذا العدوانَ السّافرَ المتكرّرَ والمتصاعدَ و الممنهجَ من العدوّ الصّهيونيّ على المسجد الأقصى، فإنّنا نؤكّد على مايلي:
أولاً :
المسجدُ الأقصى المباركُ هو محورُ الصّراعِ مع الصّهاينةِ وعنوانه وهو مركزُ قضية الأمّةِ الإسلاميّةِ كلّها، والعدوانُ عليه هو عدوانٌ على كرامةِ الأمّةِ من أقصاها إلى أقصاها، ممّا يوجبُ استنفارَ الأمّةِ بطاقاتها المختلفة كلّها لنصرتهِ والدّفاعِ عنه والذودِ عن حياضهِ بالوسائل كافّة.
ثانياً : إنّ ما يفعلُه الكيانُ الصّهيونيُّ في المسجدِ الأقصى المباركِ وفي فلسطين عموماً هو الإرهابُ الحقيقيّ الذي يستوجب التحالف ضده، ولكنّ دوائرُ الغربِ وبعضُ دوائرِ الأمّةِ تغمضُ عينَها عنه وتغضُّ طرفَها عن إجرامِهِ، وممّا يشجعُه على التّمادي في إجرامِهِ وغيّه بغيةَ إدانة الضّحيةِ التي تدافعُ عن نفسِها وتَدْفعُ هذا الإرهاب الصّهيونيّ بما تملكُه من وسائلَ وإمكانات.
ثالثاً :
لقد قدّمت الأنظمةُ المجرمةُ التي تقمعُ شعوبَها وتحاربها خدمةً مجانيّةً للصّهاينةِ بإشغال شعوبِها والأمّة عموماً عن قضيتها المركزيّةِ والمحوريّةِ التي هي قضيّةُ فلسطين, ولن ينفع هؤلاء الطّغاةُ ومن يساندهم تبجحهم بشعاراتِ المقاومةِ والممانعةِ التي بانَ زيفُها وظهرَ كفلقِ الصّبحِ كذبُها.
رابعاً :
تثبتُ الوقائعُ يوماً بعد يومٍ – لاسيّما بعدَ انتصارِ المجاهدين في غزّةَ العزّة، أنَّ الطّريقَ الأوحدَ لتحريرِ المقدّسات وحمايتها من عدوان الصّهاينةِ هو طريقُ الجهاد في سبيل الله تعالى، بأشكاله ووسائله كلّها، ممّا يوجبُ على الأمّة كلّها وفي مقدّمتها أبناءُ فلسطين داخلَها وخارجَها إعدادَ العدّةِ اللازمةِ للقيامِ بهذه الفريضةِ الواجبةِ.
خامساً:
ندعو علماءَ الأمّةِ ونخبَها وقادةَ الفكرِ فيها إلى حشدِ الطّاقاتِ واستنفارِ الجهودِ لإحياءِ قضية المسجدِ الأقصى في قلوبِ أبناءِ الأمّة, وتوجهيهم لنصرتهِ بالوسائلِ المتاحةِ كافّة, ودعمِ مشاريع المسجدِ الأقصى الماديّة والعلميّة المختلفة ممّا يُساهمُ في ثباتِ أهلِنا المرابطين في ساحاتِ المسجد الأقصى المباركِ, والعمل على حشدِ الجماهير لنصرةِ المسجد الأقصى المبارك, ومن ذلك تسيير مظاهراتٍ شعبيّةٍ غاضبةٍ يقودُها العلماءُ في البلاد الإسلاميّة المختلفة, والقيام باعتصاماتٍ تحاصر سفارات الكيان الصّهيونيّ حيثما توجد في عالمنا الإسلامي, وتحريك الرّأي العام العالميّ المناصرِ لقضيتنا لا سيّما في أوروبا.
سادساً:
نوجّه التّحيّةَ إلى أهلِ القدس المرّابطين على ثراها وفي ساحات مسجدها الأقصى المبارك في وجه الغطرسةِ الصّهيونيّةِ, الرّافضينَ لمحاولات التّطبيعِ والاستكانةِ والخضوعِ, وندعو أهلَنَا في الأراضي المحتلّة عام 1948م والضّفة الغربية حيثما يستطيعون الوصول إلى القدس شدَّ الرّحالِ إلى المسجد الأقصى المبارك والدّفاع عنه بكلّ ما يستطيعون, والمرابطةِ داخلَه ومواجهةِ الصّهاينة وصدّ عدوانهم.
حيّا الله أهلنا المرّابطين في ساحات الأقصى المجاهدين الثابتين
وإنّ النّصر صبرُ ساعة, وإنّ مع العسر يسراً
هيئة علماء فلسطين في الخارج
15/ذو الحجة/1435هـ
8/أكتوبر/2014م