خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} الشورى: 39
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فإنّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نتابع ببالغ الغضب والقلق السّياسة الصّهيونيّة الإجراميّة بحقّ أهلنا في القدس، والتي تفرضُ عليهم هدمَ بيوتهم بأيديهم ظلمًا وعدوانًا، ضمن سياسةِ تهجيرٍ ممنهجةٍ وتنكيلٍ متصاعدٍ بحقّ أهلنا في القدس.
وأمام هذه السّياسة الإجراميّة الخطيرة فإنّنا نؤكّدُ على الآتي:
أولًا: نؤيّدُ تأييدًا تامًا دعوة أمين المنبر فضيلة الشّيخ عكرمة صبري إلى المشاركة في اعتصامٍ مفتوحٍ في القدسِ تضامنًا مع أهلنا في سلوان الذين أعلنوا رفضهم سياسة الهدم الذّاتي الإجراميّة، وندعو كلّ القادرين على الوصول إلى القدس إلى الاستجابة إلى هذه الدّعوة.
ثانيًا: نضمّ صوتنا إلى صوت أمين المنبر فضيلة الشّيخ عكرمة صبري في دعوتِه أهلنا في القدس إلى رفض هدم منازلهم بأيديهم تنفيذًا للقرارات الجائرة الصّهيونيّة، ونؤكّد على أنّ الاحتلال الصّهيوني يجب أن يقوم بجريمته بيده لا بأيدي أهلنا الأبرياء مهما كلّف الثّمن.
عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ” رواه الترمذي
ثالثًا: ندعو العاملين في المنظّمات الإنسانيّة ومنظّمات المجتمع المدني _لا سيّما في الغرب_ إلى التّحرّك القانوني والشّعبي لفضح الكيان الصّهيوني في سياسته الإجراميّة التي تتنافى وأبسطَ حقوق الإنسان، ونؤكّد على ضرورة إساءة وجه هذا الكيان الغاصب وتعرية إجرامه وبيان زيف دعاواه في الحريّة والدّيمقراطيّة أمام شعوب الأرض قاطبة.
رابعًا: ندعو علماء الأمّة مؤسّساتٍ وأفرادًا إلى التحرّك الفاعل والتضّامن الواسع مع أهلنا المقدسيّين في مواجهة هذه السياسة الإجراميّة، ووضع برامج علميّة ودعويّة وتعبويّة لفضح الإجرام الصّهيونيّ، وحشد طاقات الأمّة للتضامن ودعم أهلنا المقدسييّن في مواجهة سياسة الهدم الذّاتي.
خامسًا: ندعو أهل الخير والبذل والعطاء في أمتنا إلى زيادة تفعيل الجهاد بالمال في سبيل الله تعالى، وأن يكون سهمٌ وافرٌ من بذلهم وعطائهم لأصحاب البيوت التي يهدمها الكيان الصّهيونيّ في القدس، ونؤكّد على أنّ تثبيتَ أهلنا في القدسِ واجبٌ شرعيّ على الأمّة كلّها، وهو من ضرورات مواجهة الكيان الصّهيونيّ وإفشال خططه وصفقاته الإجراميّة وفي مقدّمتها صفقة القرن.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” الصّف: 10-11
هيئة علماء فلسطين في الخارج
21 / محرم/1442هـ
09/09 /2020م