خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
”وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” الأنفال:30
الحمد لله والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فقد أقدم الاحتلال الصّهيونيّ اليوم على ارتكاب جريمةٍ جديدةٍ بحقّ شيخ الأقصى الشّيخ رائد صلاح المعتقل في سجون الاحتلال الصّهيوني وذلك بإصدار حكم جائرٍ بالسّجن الفعلي على الشّيخ المرابط الصّابر ثمانية وعشرين شهرًا.
وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إذ نعلن استنكارَنا وغضبنا من هذا الحكم الظّالم الجائر فإنّنا نؤكّد على الآتي:
أوّلًا: إنَّ هذا الحكم الجائر باطلٌ وهو امتدادٌ لبطلان وجود الكيان الصّهيونيّ من أصله، وهو محاولة لقمع وإسكات الصّوت المجلجل بالحقّ للشّيخ رائد صلاح، ولن يفلح الكيان الصّهيونيّ وزبانيته في إخماد أو إطفاء هذا الصّوت الهادر مهما مارسوا من إجراءات وأصدروا من أحكام؛ قال تعالى: ” لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ” آل عمران:111
ثانيًا: إنّ تغييب الشّيخ رائد صلاح في غياهب السّجون الصّهيونيّة يراد منه الاستفراد بالمسجد الأقصى بإسكات رموزه بالاعتقال والإبعاد، كما جرى مؤخّرًا بإبعاد الشّيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك عنه، وهذا يحمّل الأمة مسؤوليّة كبيرة في دعم المرابطين والزّاحفين إلى المسجد الأقصى لإعماره وإقامة الصلوات فيه.
ثالثًا: تحيّي الهيئة أهلنا في القدس وفلسطين الذين أقضّوا مضجع العدوّ الصّهيونيّ وقذفوا في قلبه الرّعب باحتشادهم النّوعيّ في صلوات الفجر من كل يوم جمعة، وتؤكّد الهيئة على ضرورة استمرار هذه الحملة ووجوب دعم آليّات استمرارها وتفعيلها من قوى الأمّة كلّها؛ قال تعالى: “بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ * سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ” آل عمران: 150-151
رابعًا: تدعو الهيئة علماء الأمّة ودعاتها إلى دعم صمود الشّيخ رائد صلاح ومناصرته في مواجهة الظّلم والجور الواقع عليه، وتعرية إجرام الكيان الصّهيوني بحقّه، وإحياء ذكره ومواقفه في خطبهم ودروسهم؛ ليفشل الكيان الصّهيوني في مراميه الإجراميّة بإسكات صوته وإخماد حضوره؛ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” إنّ النّاس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه” [أخرجه أبو داود بسند صحيح]
والحمد لله رب العالمين
هيئة علماء فلسطين في الخارج
16/6/1441هـ
10/2/2020م