خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:
فقد تابعنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج ببالغ الصدمة والغضب أنباء المجزرة المروعة التي وقعت في مسجد الروضة في شمال سيناء، التي أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى، وإننا إذ نعزي أسر الضحايا والشعب المصري الشقيق فإننا نؤكد على الآتي:
أولاً: إنَّ هذه الجريمة تصب في خدمة النظام الانقلابي في مصر أياً كانت الأيدي التي نفذتها وتحت أي شعار ارتكبتها، كما أنَّ النظام الانقلابي يتحمل المسؤولية عن وقوعها فهو المسؤول عن أمن المواطنين وحمايتهم، فهذه الجريمة تضاف إلى سجل جرائمه المتلاحقة والكثيرة التي ارتكبها مباشرة أو بالتسبب.
ثانياً: إنَّ هذه الجريمة النكراء تصبُّ في خدمة مشروع تصفية القضية الفلسطينية المسىمى “صفقة القرن” من خلال التسريع في عملية تفريغ سيناء من سكانها وتهجير أهلها منها تمهيداً لتنفيذ أخطر مؤامرة تستهدف القضية الفلسطينية في وجودها مما يوجب على الأمة كلها فضح المستفيد من هذه الجريمة النكراء وهو الكيان الصهيوني ومن يدور في فلكه ويسعى لخدمته من الأنظمة الاستبدادية في المنطقة.
ثالثاً: إنَّ أيّة محاولة لإلصاق هذه المذبحة بشعارات الإسلام والجهاد في سبيل الله تعالى الهدف منها تشويه الإسلام وتعاليمه وقيمه ووصمه بالإرهاب في إطار الحرب العالمية عليه تحت شعار الحرب على الإرهاب، وإننا نؤكد أن الإسلام بريء من هذه الأفعال الإجرامية، بل إنّه يعدّ كلَّ من ارتكب منها شيئاً مجرمًا مفسدًا في الأرض تجب ملاحقته والقضاء عليه وقطع دابر شرّه عن الخلق، قال تعالى: ” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ” المائدة 33
رحم الله الشهداء وربط على قلوب ذويهم وأهليهم وشفى الجرحى وحمى مصر وشعبها وانتقم من القاتلين المجرمين؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
6/ربيع الأول/1439ه هيئة علماء فلسطين في الخارج
24/11/2017م