خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
”فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ” المائدة:52
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إذ نستنكر مسارعة عدد من الدّول العربيّة إلى التّطبيع مع الكيان الصّهيوني ورئيس وزرائه المجرم بنيامين نتنياهو في مؤتمر وارسو فإنّنا نؤكّد على الآتي:
أولًا: إنّ محاولات الكيان الصّهيوني _ومعه الولايات المتحدة الأمريكيّة_ تمرير صفقة القرن عن طريق هذه المؤتمرات لن تفلح ولن تجدي، ولن تفلح كل محاولات طمس الحقّ الإسلامي في فلسطين، وحقّ شعبها في التحرر والعودة.
ثانيًا: إنّ ما يجري يحمّل علماء الأمّة ودعاتها مسؤولية كبيرةً في الرّفض المتجدّد للتطبيع، فإنّ عدوّنا يراهن على إِلف التطبيع واستمرائه من خلال تكرار مشاهده لجعله أمرًا واقعًا، وإنّنا ندعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم في تجريم التطبيع مع الكيان الصّهيوني بأشكاله كافة.
ثالثًا: إنَّ شعوب أمتنا _التي ما زال يسري بها حبّ دينها ومقدّساتها وأرضها_ لن تترك هذه المحاولات التّطبيعيّة تمرّ، وما يجري في وارسو يستنفر أبناء أمتنا في كلّ مكانٍ لمواجهة التّطبيع مع الكيان الصّهيوني، والمحافظة على وهج المواجهة مهما حاول العدو الصّهيونيّ إطفاءها بتكرار اللقاءات، ولن تعتاد الأمّة على جريمة التّطبيع مهما حاول عدوّنا وحلفاؤه.
رابعًا: إنّ التّطبيع مع الكيان الصهيوني لا يمكن أن يجلب نفعًا ولا أمنًا ولا مصلحةً لأحدٍ من المطبّعين، وما هو إلّا المزيد من الوهن والضّعف وفقدان مقوّمات الصمود والوجود، وإنّنا نطالب كلّ الدّول التي طبّعت وتفكّر بالتطبيع مع الكيان الصّهيوني بمراجعة نفسها وبالرّجوع عن هذه الخطوات الخطيرة؛ امتثالاً لأوامر الله تعالى، ولأنّ في ذلك مصالح بلادها وشعوبها.
والحمد لله رب العالمين
هيئة علماء فلسطين في الخارج
8/جمادى الثاني/1440هـ
14/2/2019م
انتهى