خاص هيئة علماء فلسطين
قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة: 114
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنّ هيئة علماء فلسطين تتابع ببالغ الغضب والاستنكار ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال الصهيوني الغاصب من قرار عدواني استعماري جديد يقضي بالاستيلاء على 288 مترًا من سقف الباحة الداخلية للمسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة، بغرض التوسعة لقطعان المستوطنين وتيسير انتهاكاتهم اليومية في هذا المعلم الإسلامي المقدّس، بما يشكّل عدوانًا سافرًا على حرمة المقدسات، واغتصابًا جديدًا لحقوق الأمة في أرضها وميراثها الديني.
وإننا في هيئة علماء فلسطين نؤكد الآتي؛
أولًا: المسجد الإبراهيمي الشريف معلمٌ إسلامي خالص ووقفٌ شرعي لا يجوز شرعًا لأي جهة أن تتصرّف فيه أو أن تُجري فيه إصلاحًا أو تغييرًا أو احتلالًا أو تقسيمًا، وكل تصرّف من غير أهله فيه عدوان محرّم وباطل لا شرعية له ولا أثر في ميزان الشرع.
ثانيًا: إنّ هذا القرار الاحتلالي الجائر يمثّل حلقة متقدّمة في مشروع التهويد المستمرّ للمقدسات الإسلامية في فلسطين، بدءًا من المسجد الأقصى المبارك إلى المسجد الإبراهيمي الشريف وهو اعتداء على عقيدة الأمة وتحدٍّ سافر لمشاعر المسلمين في العالم أجمع.
ثالثاً: إنّ التعدي على الحرم الإبراهيمي يأتي في سياق ممنهج لتكريس السيطرة الصهيونية على الأماكن المقدسة الإسلامية، وتفريغها من رموزها وهويتها ومعالمها، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، واتفاقيات جنيف، وقرارات اليونسكو التي أكّدت في أكثر من مناسبة إسلامية الحرم وضرورة حمايته من التهويد والتقسيم.
رابعًا: نطالب المنظمات الدولية وفي مقدّمتها منظمة التعاون الإسلامي، واليونسكو، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، بالتحرك العاجل والفعّال لوقف هذا العدوان، ومنع الاحتلال من استكمال جريمة التهويد المتدرّجة التي تطال الحرم الإبراهيمي بعد أن قسّمته واعتدت على مآذنه وأبوابه وأروقته.
خامسًا: ندعو أهل الخليل الكرام وشبابها الغيور إلى النفير بكل قوة ومعهم أهل الضفة الغربية جميعاً لمواجهة هذا العدوان الصهيوني السافر
سادسًا: ندعو شعوب الأمة الإسلامية وعلماءها ومؤسساتها إلى النفير في وجه هذا العدوان، والتحرك المكثف دفاعًا عن الحرم الإبراهيمي، واعتبار هذا العدوان مناسبة جديدة لتجديد العهد مع قضية فلسطين، والتأكيد أن المعركة على الأرض والمقدسات هي معركة هوية ووجود، لا تحتمل التخاذل أو الصمت.
سابعًا: نؤكد أن الاحتلال إلى زوال وأنّ كل هذه القرارات والممارسات الاستعمارية الباطلة لن تغيّر من حقيقة المسجد الإبراهيمي، ولا من قدسيّته، ولا من حق الأمة الإسلامية فيه، وستبقى هذه الجرائم شاهدًا على بشاعة المحتلّ واغتصابه للحقّ، ولن تزيد شعبنا إلا ثباتًا، وأمتنا إلا يقينًا بعدالة قضيتها “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”
هيئة علماء فلسطين
1447/3/24هــ
2025/9/16م