باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه…
وبعد..
إنَّ مِنْ أعظم واجباتِ المسلمين تجاه إخوانهم نصرتَهم وإعانتَهم ودفعَ حاجاتِهم وإطعامَ جائعِهم، وقد قرنَ الإسلامُ بين القيام بهذه الحقوقِ وبين كمالِ الإيمان، وقال ﷺ: «مَا آمَنَ بِي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ إلى جَنْبِه وهُو يَعلَمُ بِهِ» الطبراني وهو صحيح.
ونهى أشدَّ النهي عن خِذلان المسلمين وإسلامِهم لعدوِّهم؛ فقَالَ ﷺ: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه مسلم.
وهذا الحقُّ يتناول كلَّ مسلم فوق أي أرض وتحت أي سماء، وأيًّا كان لونه أو جنسه، قال تعالى: ﵟوَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ ﵞ [المؤمنون: 52].
ومن الشعوب المسلمة التي تعرَّضت لظلم فادح نتيجة تمسُّكِها بدينِها وحفاظِها على هُويَّتِها وإصرارِها على استقلالِها- الشعبُ الأفغانيُّ المسلمُ، والذي بذل لأجلِ ذلك أثمانًا باهظةً عَبرَ استهدافِه مِن القوى الظَّالمة الغاشمة، ولكنه شعبٌ أبيٌّ تحطَّمت على صخرة صمودِه وجهادِه كلُّ محاولاتِ المعتدين، بدءًا من الإمبراطورية البريطانية، ومرورًا بالاتحاد السوفيتي، وانتهاء بالتحالف العالمي بقيادة أمريكا.
وإنَّ من الواجب على أمَّةِ الإسلام؛ وفاءً لهذا الشعب الأبيِّ، وأداءً لدَينه على جميع الأمَّة، أن يُبادرَ كلُّ المخلصِين والموسرين من أبنائها لدعمه والوقوف معه في المحنِ الجديدة التي يعيشُها، والصعوباتِ الشديدةِ التي يواجهُها؛ حيث تكالبَتْ عليه قوى الشرِّ والبَغي، مِن خِلالِ التَّدَاعي لحصارِه، وعدم الاعترافِ بحكومتِه الوليدةِ، وتعويقِها، وتجميدِ أموالِه المنهوبةِ في البنوكِ الدوليةِ؛ كنوعٍ من العقابِ والتأديبِ وكسرِ الإرادة لهذا الشعبِ؛ لثباته وجهاده، وأَنَفَتِه وعِزَّتِه.
ونتيجةً لكلِّ هذه الإجراءات الظالمة والخِذلان من أكثر الدول الإسلامية؛ فقد انعكست آثارها على المجالاتِ الاقتصاديةِ والحالاتِ المعيشيَّةِ لهذا الشعبِ، وزادت حاجةُ هذا الشعبِ لدعمِ إخوانِهم المسلمين، ومساندتِهم في ضائقتِهم ومساعدتِهم ودفعِ فَاقتِهم.
وعليه فإنَّ الموقِّعين على هذا البيان يُناشدون أصحاب الضمائرِ الحيَّةِ والإرادةِ الحُرَّة في عالمنا الإسلامي بما يأتي:
أولًا: تفعيلُ الجمعياتِ الخيريَّةِ الرسميَّةِ لأدوارِها الإغاثيَّة، بتقديمِ العونِ الواجبِ في توفيرِ الضروراتِ المعيشيَّة لجموعِ المتضرِّرين من الضائقة الاقتصادية النازلة بإخواننا الأفغان.
ثانيًا: قيامُ المُوسِرين ورجالِ الأعمالِ بواجبِ النصرةِ بالمالِ، لتخفيفِ الأعباءِ عن الفقراءِ هناك، وبخاصَّةٍ في ظلِّ الصقيعِ القارسِ، الذي يعمُّ تلك البلادَ في موسمِ الشتاء.
وقد وعدَ الله تعالى أهلَ الإنفاق بأنَّهم مع ما ينالونَه من الأجرِ العظيمِ؛ فإنَّهم لا خَوفٌ عليهم ولاهُمْ يَحزنونَ؛ فقال سبحانه: ﵟٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَﵞ [البقرة:262].
فكلُّ حملاتِ الإرجافِ والتخويفِ لِتعويقِ الباذلين المحسنين عن القيامِ بواجبِهم لا تضرُّهم بإذن الله شيئًا.
ثالثًا: مبادرة البنوك والشركات الإسلامية ورجال الأعمال إلى الاستثمار في المشروعات الكبرى التي يعود نفعها عليهم وعلى أهل تلك البلاد، وأن يغتنموا تلك الفرصَ الواعدةَ في تلك الأرضِ المباركةِ البِكْرِ، محتسبينَ في ذلك -مع الرِّبحِ الوفيرِ إن شاء الله- نفعَ إخوانِهم ومساعدتَهم على بناء دولتِهم الوليدة.
رابعًا: سعي المنظمات الإنسانيَّة والحقوقيَّة في رفع الضغوطاتِ السياسيَّة والدبلوماسيَّة والاقتصاديَّة، التي من شأنها مضاعفةُ المعاناةِ لهذا الشعبِ الشقيقِ العريقِ.
خامسًا: بذلُ الجهودِ من قِبَلِ الشخصياتِ الاعتبارية؛ الفكريَّة والسياسيَّة، والمراكزِ البحثيَّةِ والمنابرِ الإعلاميَّةِ، لفضحِ التضييقِ الأمريكي والفرنسي والإيراني، على دولةٍ حديثةٍ، نالت استقلالَها بعدَ دماءٍ وعناءٍ، بقيادةِ حركةٍ تحوَّلت إلى دولةٍ، تحاولُ الدولُ المتجبِّرةُ أن تُخضِعَها لإرادتها.
سادسًا: تذكيرُ كلِّ مسلمٍ صادقٍ، أنَّ مِنْ مقتضياتِ النُّصرةِ – مع النُّصحِ والتسديدِ والإغاثةِ – الإلحاحَ على خالقِنا القريبِ المجيبِ _ سبحانه_ أنْ يرفعَ الغُمَّة عن إخوانِنا الأفغانِ وعَن جميعِ الأمَّةِ، وأنْ يُبرمَ للمسلمين جميعًا أمْرًا رَشيدًا، ومَسيرًا سَديدًا.. ونجاةً ونجاحًا في شأنِ الدُّنيا والآخرة..
وصلِّ اللهم على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا
وصلِّ اللهم على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا
الموقِّعون:
1- رابطة علماء المسلمين.
2- رابطة علماء أهل السنة.
3- هيئة علماء المسلمين في العراق.
4- هيئة علماء اليمن.
5-منتدى العلماء.
6- رابطة علماء فلسطين- قطاع غزة.
7- هيئة علماء فلسطين.
8- اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية- تركيا.
9- رابطة علماء إرتريا.
10- منظمة سفراء الأمل في كوت ديفوار.
11- دار الإفتاء الليبية.
12- هيئة علماء ليبيا.
13- الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة.
14- هيئة علماء المسلمين في لبنان.
15- رابطة العلماء السوريين.
16- ملتقى دعاة فلسطين.
17- منظمة بناء الإنسان العالمية.
18- رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق.
19- رابطة أهل السنة والجماعة في العراق.
20- رابطة علماء المغرب العربي.
21- مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء – ليبيا.