خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:
فإنَّ يوم الأسير الفلسطيني لهذا العام يمرُّ ولا يزال أخواتَنا وإخواننا يرسخون في القيد، ويربضون خلف القضبان في عتمة الزنازين، وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج في هذه المناسبة نؤكد على الآتي:
أولاً: العمل على تحرير الأسرى من سجون المحتل الصهيوني واجب شرعي وفريضة على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالوسائل كافة، وقد قال عمر رضي الله عنه: “لأن استنقذ رجلاً من المسلمين من أيدي المشركين أحبُّ إليَّ من جزيرة العرب”، ونؤكد على أنَّ أي عملٍ لتحرير أسرانا الأبطال هو جهادٌ مبرور يُحمد ويثاب فاعله، والخزي والندامة في الدنيا والآخرة ستكون لمن ضيّع الأسرى وأهمل قضيتهم.
ثانياً: نؤكد على ضرورة إحياء قضية الأسرى في المحافل المختلفة لا سيما المساجد والمنابر، والمؤسسات الشرعية العلمية والدعوية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، واستحضار قضيتهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحضرهم بأسمائهم إذ يقنتُ في صلاته لأجلهم، فقد صحَّ عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: اللهمَّ أنج عيّاش بن أبي ربيعة، اللهمَّ أنج سلمة بن هشام، اللهمَّ أنج الوليد بن الوليد، اللهمَّ أنج المستضعفين من المسلمين.
ثالثاً: ندعو السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية كافة إلى التحرك الحقيقي والعمل الجاد لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الصهيوني، وتحريك قضيتهم في المحافل السياسية المختلفة في العالم الإسلامي والمجتمع الدولي، وإساءة وجه اليهود الصهاينة من خلال الجهود السياسية والإعلامية التي تفضح الممارسات الإجرامية بحق أسرانا في سجون المحتل الصهيوني، وهذا واجب منوط كذلك بأمتنا الإسلامية جمعاء على اختلاف مؤسساتها الرسمية والسياسية والشرعية والحقوقية إذ أن قضية الأسرى هي قضية الأمة كلها.
رابعاً: نؤكد على ضرورة رعاية أسر الشهداء وعائلاتهم في مختلف أنواع الرعاية المادية والمعنوية والتربوية وهو حقٌّ واجبٌّ لهم على أبناء الأمة الإسلامية الذين ضحّى هؤلاء البواسل بحريتهم وكرامتهم لأجل حرية الأمة وكرامتها.
خامساً: نستذكر في يوم الأسير الفلسطيني إخواننا وأخواتنا الذين يقبعون في زنازين الطغاة المجرمين في مختلف أنحاء أمتنا الإسلامية بل وأنحاء العالم كله، وفي مقدمتهم أبناء شعبنا الفلسطيني والسوري في سجون النظام المجرم الذي يتاجر بالممانعة والمقاومة وهو يقتل المئات من الفلسطينيين في سجونه وزنازينه وندعو السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية كافة إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذهم مما هو واقع عليهم من إجرام لم تشهد له البشرية مثيلاً في العصر الحاضر.
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
01/رجب/1436هـ هيئة علماء فلسطين في الخارج
20/04/2015م