خاص هيئة علماء فلسطين

         

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه:

تعقيبًا على العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف الليلة مخيّم عين الحلوة، وارتكب فيه مجزرة مروّعة طالت مدنيين عُزّل، وأسفرت عن شهداء وجرحى، فإن هيئة علماء فلسطين تؤكّد الآتي:

أولًا: تدين الهيئة بأشدّ عبارات الرفض والغضب هذا العدوان الوحشي الذي استهدف مكانًا مكتظًا بالمدنيين، في اعتداء سافر على أهلنا في المخيّم وعلى السيادة اللبنانية، وهو عمل يجمع بين الإرهاب والجبن والانتهاك الصريح لكل قيم السماء ونواميس الأرض.

ثانيًا: هذا القصف ليس حادثًا معزولًا، ولكنه حلقة جديدة في سلسلة العدوان الصهيوني المتصل على غزة والضفة ولبنان، وتعبير واضح عن ذهنية القتل التي يقوم عليها هذا الكيان، في تحدٍّ فاضح للقانون الدولي والإنساني، وإصرارٍ على توسيع دائرة الجريمة خارج فلسطين.

ثالثًا: الذريعة التي ساقها جيش الاحتلال باعتبار الموقع “مجمّعًا للتدريب” افتراء فاضح وكذب متعمد، يراد به التغطية على الجريمة والتحريض على المخيّمات الفلسطينية.
وأنّ هذه الادعاءات ليست سوى صناعة إعلامية لإيجاد مبرر لقتل الأبرياء.

رابعًا: ما جرى في الحقيقة هو استهداف مباشر لملعب رياضي يرتاده الفتيان من أبناء المخيّم، معروف لكل أهل المنطقة، وقد قضى في هذا العدوان مجموعة من أبنائنا وهم يمارسون نشاطهم اليومي.
وهذا يُثبت أنّ الاحتلال تعمّد إصابة المدنيين، ويؤكّد الطبيعة الإجرامية اهذا الكيان المارق.

خامسًا: تحمّل هيئة علماء فلسطين الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، وعن الدم الفلسطيني واللبناني الذي أُريق، وتدعو الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ ما يلزم من خطوات سياسية وقانونية ودبلوماسية لوقف هذا التمادي في استباحة أرض لبنان ودم شعبه.

سادسًا: تدعو الهيئة المؤسسات الدولية والحقوقية إلى الخروج من دائرة الصمت المتواطئ، وإلى تحمّل مسؤولياتها في محاسبة المجرمين، ووقف هذا الانهيار القيمي الذي يسمح للاحتلال بقتل الأطفال والمدنيين دون محاسبة أو رادع.

سابعًا: تتوجّه الهيئة بخالص التعزية إلى أسر الشهداء، وتسأل الله أن يتقبّلهم في عليّين، وتشفع بالدعاء للجرحى بالشفاء العاجل، وتؤكد أنّ دماء الأبرياء لن تُضيَّع، وأنّ هذا العدوان لن يزيد شعبنا إلا صمودًا وثباتًا على طريق الحق.

نسأل الله أن يحفظ أهلنا في لبنان وفلسطين، وأن يرفع عنهم البلاء، وأن يردّ كيد المعتدين في نحورهم.
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ.

هيئة علماء فلسطين
الثلاثاء 27 جمادى الأولى 1447هـ
18 نوفمبر / تشرين الثاني 2025م