خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين؛ وبعد:

فقد طالعتنا السّلطة الفلسطينيّة بقرار العودة إلى التّنسيق الأمني مع الكيان الصّهيوني، وإنّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نؤكّد على الآتي:

أوّلًا: تدين الهيئة بأشدّ العبارات هذا القرار الذي يمثّل خروجًا عن الصّف الوطنيّ وهدمًا لمسار المصالحة الوطنيّة وتعميقًا للشّرخ في الواقع الفلسطيني مقابل الارتماء في أحضان العدوّ الصّهيونيّ الغاصب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} الأنفال:27

ثانيًا: تجدّدُ الهيئةُ تأكيدها على أنّ التنسيق الأمنيّ مع الكيان الصّهيونيّ خيانةٌ لله ورسوله والمؤمنين، وخيانةٌ لفلسطين والقدس والأقصى، وخيانةٌ لدماء الشّهداء وتضحيات شعبنا الفلسطينيّ، وتدعو الهيئة السّلطة الفلسطينيّة إلى التّراجع عن هذا القرار، وتحذّرها من عواقبه في الدّنيا والآخرة. قال تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} المائدة:52

ثالثًا: تذكّر الهيئةُ قيادة السّلطة الفلسطينيّة بأنّ التوافق الفلسطينيّ الذي تمّ في الفترة الماضية كان نقطة القوّة في مواجهة صفقة القرن ومخططات ضمّ الضّفة الغربيّة، وتدعو الهيئة السلطة إلى عدم نقض غزلها أنكاثًا بإنهاء هذا التّوافق وعودتها إلى التنسيق الأمنيّ الذي لم يجرّ على فلسطين إلّا الويلات، قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} النّحل:92

رابعًا: تدعو الهيئة شعبنا الفلسطينيّ بفصائله ومؤسساته ومكوّناته المجتمعيّة إلى رفع الصّوت عاليًا برفض هذا السّلوك من السّلطة الفلسطينيّة والعمل على تعزيز وحدة الصّف لمواجهة المخاطر المتعاظمة بحقّ فلسطين وشعبها المجاهد ومقدساتها.

هيئة علماء فلسطين في الخارج

                                                                                   2/ربيع الآخر/1442هـ  الموافق: 17/11/2020م