خاص هيئة علماء فلسطين

         

المنعقد في مدينة إسطنبول التركية على مدار يوم السبت ‏‏14 رجب من ‏عام 1439هـ، الموافق 31 مارس آذار 2018م‎

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلاّ على الظالمين. والصلاة والسلام على ‏‏سيدنا محمد إمام المجاهدين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه أجمعين, ومن تبعهم بإحسانٍ ‏‏إلى يوم الدين. وبعد‎:‎

    فقد عقدت كل من بلدية ايسنلر والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة ‏علماء فلسطين في ‏الخارج ملتقى علماء تركيا لنصرة القدس في مدينة إسطنبول وقد ناقش علماء ودعاة تركيا من ‏مختلف المحافظات آليات عملية لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك ضمن ورشات عمل ‏متعددة بعد الاطلاع على واقع القدس وما تتعرض له من جرائم صهيونيّة بحق الإنسان ‏الفلسطيني والمقدّسات، وفي ختام الملتقى يؤكّد المجتمعون على الآتي‎:‎

أولاً:

يتوجه المجتمعون إلى تركيا رئيسًا وحكومةً وشعباً ببالغ الشكر والتقدير على احتضانها هذا ‏‏الملتقى نصرةً للقدس والأقصى في هذا الوقت المفصلي والأحداث المتسارعة التي تمر بها قضيتنا ‏‏الفلسطينية، إثر القرارات العدوانيّة التي أطلقها الرئيس الأمريكي، واعترف فيها بالقدس ‏عاصمة للكيان الصهيوني. ويؤكّد المجتمعون على أنّ تركيا تمثّل اليوم أحد أهمّ خطوط الأمّة ‏الإسلاميّة المتقدّمة دفاعا عن القدس والأقصى والقضية الفلسطينيّة.‏

ثانيًا:‏‎ ‎

يعلن المجتمعون رفضهم قرار الرئيس الأمريكي، الذي يأتي في سياق ما يسمى بـ “صفقة القرن” ‏لتصفية القضية الفلسطينية، بكلّ تفصيلاته ‏ويؤكدون على أن القدس هي عاصمة فلسطين، ‏وأنها حقٌّ للأمة الإسلامية جمعاء. ويؤكّدون على أنَّ هذا القرار عدوانٌ ‏يستهدفُ الأمّة ‏الإسلاميّة، وانه قرار غير شرعي وغير قانوني، ويخالف المواثيق والقوانين الدولية، لأنه وعد من ‏لا يملك لمن لا يستحق، كما يؤكّدون أنَّ أيّة مشاركة من أيّ كيانٍ أو دولةٍ في هذه الصفقة أو ‏تسهيلها يجهلها في مصاف العدوان للأمّة جمعاء.‏

قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ ‏بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ ‏‏كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ ‏كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ ‏جِهَادًا ‏فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا ‏أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ ‏يَفْعَلْهُ ‏مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ”  الممتحنة:1‏

ثالثًا:‏

يشيدُ المجتمعون بموقف الشعب التركي المتميز الرافض لقرار الرئيس الأمريكي حول القدس. ‏ويدعون إلى المزيد من المواقف والتحركات الشعبية الجماهيرية في المحافظات المختلفة الرافضة ‏للقرار، ويؤكّد العلماء على أنَّ هذه التحرّكات هي من ضروب الجهاد في سبيل الله تعالى ‏ونصرة الحقّ وأهله.‏

رابعًا:

يحيّي العلماء المجتمعون أهلنا المرابطين في غزة العزة الذين أبهروا الدنيا في مسيرة العودة ‏الكبرى التي أعادت قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى الواجهة، وفضحت إجرام الكيان الصهيوني، ‏وواجهت بالصدور العارية إلاّ من الإيمان بالله تعالى مشروعَ القرن لتصفية القضية ‏الفلسطينية، فواجهها العدو الصهيوني بالرصاص الحي والغاز الخانق مما أسفر عن عشرات ‏الشهداء وآلاف الجرحى، ويؤكد العلماء المجتمعون بأن مسيرة العودة من أعظم صور الجهاد ‏المبرور في سبيل الله تعالى الذي يغيظ العدوّ ويسوّد وجهه، وقد قال تعالى: “مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ‏وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا ‏يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ ‏عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”‏ التوبة:120‏

كما يؤكد العلماء على أن واجب الأمة الإسلامية جمعاء اليوم بكل شرائحها ومستوياتها هو التحرك ‏العاجل لوقف المجزرة الصهيونية بحق المتظاهرين السلميين في غزة العزة والضفة الغربية ‏وسائر فلسطين، والعمل على إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجرهم الكيان ‏الصهيوني منها.‏

خامسًا:‏

يعلن المجتمعون تبنّيهم الكامل لميثاق علماء الأمة في مواجهة التطبيع بأشكاله كافة. ‏ويدعون ‏علماء الأمة الإسلامية جميعاً، والسياسيين وأصحاب القرار إلى تبنيه والالتزام به مرجعية فكرية ‏وثقافية وتربوية. ويدعون إلى تشكيل لجان مقاطعة التطبيع مع الكيان الصهيوني وتفعيلها في ‏مختلف دول العالم الإسلامي‎.‎

سادسًا:‏

يدعو المجتمعون إلى تفعيل المقاطعة الاقتصادية لبضائع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ‏الامريكية، وجميع الدول التي تساند صفقة القرن ومشروع الرئيس الأمريكي في عدوانه على ‏القدس والقضية الفلسطينيّة، ويؤكد المجتمعون أنَّ هذا من الواجبات الشرعيّة في نصرة القضية ‏الفلسطينية وأهلنا المرابطين فيها.‏

سابعًا:‏

يدعو المجتمعون الأمة الإسلامية عامة، وأبناء الشعب التركي وفعالياته على وجه الخصوص إلى ‏تبنّي الدعم الكامل لبيت المقدس وأهلها المرابطين حول الأقصى، الذي هم حاضنة بيت ‏المقدس والمسجد الأقصى.‏ وذلك من خلال دعم مشاريع الوقف والإسكان والتعليم والأنشطة ‏كافة، التي تعزز صمودهم وتحافظ على هويتهم العربية والإسلامية‎.‎

ثامنًا:‏

يشيد المجتمعون بالتجربة التركيّة في مبادرة التوأمة بين المؤسسات المقدسية والتركيّة، ويدعون ‏إلى تفعيل أكبر لهذه التجربة وهذا النهج، وتعميمها على المستويات الاجتماعية والاقتصادية ‏والدينية والثقافية وغيرها‎.‎

تاسعًا: ‏

يدعو المجتمعون النخب المثقفة ووزارات التربية والثقافة والتعليم العالي في تركيا والجامعات ‏ومؤسسات التعليم والتعليم العالي إلى تبني القضية الفلسطينية والمعارف المقدسية في مناهجهم ‏التعليمية ومؤسساتهم الإعلامية والفكرية وأنشطتهم الثقافية‎.‎

عاشرًا:‏

يعلن المجتمعون عام 2018م عاماً لنصرة القدس وفلسطين. ويدعون إلى تبني خارطة طريق ‏تحرير فلسطين ونصرة القدس، ويدعون إلى اتخاذ البرامج المكثفة في المحافظات المختلفة ‏للتعريف بالقضية الفلسطينيّة وآليات نصرتها.‏

حادي عشر:‏

يوجه المجتمعون تحية إلى أهلنا المرابطين في القدس والأقصى، والمجاهدين والمقاومين في ‏فلسطين ‏المباركة، ويوجهون التحية إلى الأسرى البواسل كافة، ويؤكدون لهم أنَّ علماء ‏تركيا ودعاتها ‏‏وشعبها يقفون معهم صفاً واحداً معهم في مواجهة الكيان الصهيوني ‏الغاصب، حتى يتحقق ‏النصر والتحرير بإذن الله تعالى‎.‎

 وعسى الله أن ييسر عقد الملتقى القادم في باحات المسجد الأقصى المبارك وقد تحرر من ‏رجس المحتلين الغاصبين، وما ذلك على الله بعزيز.‏

والحمد لله رب العالمين

ملتقى علماء تركيا لأجل القدس وفلسطين

14‏/رجب/1439هـ

    31/3/2018‏