المنعقد في فندق (Pullman Putrajaya Lakeside) في مدينة بوتراجايا الإدارية، بالقرب من العاصمة الماليزية كوالالمبور. على مدار يومي السبت والأحد 10 – 11 جمادى الأولى من عام 1439هـ, الموافق 27 – 28 يناير 2018م.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلاّ على الظالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المجاهدين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه أجمعين, ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وبعد:
فقد عقدت كل من مؤسسةMyAqsa والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة علماء فلسطين في الخارج مؤتمر ” القدس هوية الأمة” في مدينة بوتراجايا في ماليزيا برعاية كريمة من معالي “داتو سيري محمد نجيب بن تون عبدالرزاق” رئيس الوزراء الماليزي، على مدار يومي السبت والأحد بالتاريخ المذكور أعلاه. وقد تضمن المؤتمر ملتقى لعلماء الأمة ومهرجاناً جماهيرياً حاشداً في إطار نصرة القدس والأقصى وفلسطين، وفي ختام المؤتمر يؤكد المؤتمرون على الآتي:
أولاً: يتوجه المؤتمرون إلى ماليزيا حكومةً وشعباً ببالغ الشكر والتقدير على احتضانها هذا المؤتمر نصرةً للقدس والأقصى في هذا الوقت المفصلي والأحداث المتسارعة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية، إثر القرارات العدوانيّة التي أطلقها الرئيس الأمريكي، واعترف فيها بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. ويدعو المؤتمرون دول العالم الاسلامي إلى عقد المؤتمرات والملتقيات وحشد العلماء والطاقات والجماهير لنصرة القدس والأقصى وقضية الأمة في فلسطين، أسوة بماليزيا وخطوتها المباركة.
ثانياً: يدينُ المؤتمرون الإرهاب الصهيونيّ بحقّ المؤتمر من خلال العدوان على علماء فلسطين الحبيبة والقدس ودعاتها ومشائخها، بتوقيفهم والتحقيق معهم ومنعهم من السفر. وفي مقدمتهم الشيخ كمال الخطيب. ويؤكّد المؤتمرون أنّ هذه الإجراءات العدوانيّة لن تحولَ دونَ مواصلة العمل لأجل القدس والأقصى، بل ستزيد الأمّة إصراراً على مواصلة المسير في هذا الطريق إلى التحرير الكامل لفلسطين كلّها بإذن الله تعالى.
قال تعالى: ” ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ* وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” التوبة: 120،121
ثالثاً: يعلن المؤتمرون رفضهم قرار الرئيس الأمريكي، الذي يأتي في سياق ما يسمى بـ “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية. ويؤكدون على أن القدس هي عاصمة فلسطين، وأنها حقٌّ للأمة الإسلامية جمعاء. ويؤكّدون على أنَّ هذا القرار عدوانٌ يستهدفُ الأمّة الإسلاميّة، وانه قرار غير شرعي وغير قانوني، ويخالف المواثيق والقوانين الدولية، لأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
رابعاً: يثمن المؤتمرون المواقف الجماهيرية المشرفة الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي حول القدس. ويدعون الدول الإسلامية حكومات ومؤسسات وشعوب للاستمرار في مواقفهم الرافضة للقرار.
خامساً: يؤكد المؤتمرون على حرمة التطبيع مع الكيان الصهيوني بأشكاله كافة سياسياً كان أم اقتصادياً أم ثقافياً أم إعلامياً, بشكل مباشر أو غير مباشر. ويدعون إلى قطع العلاقات القائمة مع هذا الكيان على المستويات كافة خاصة السياسية والاقتصادية. ويدعون إلى إعداد قائمة بالأشخاص والمؤسسات المطبعين مع الكيان الصهيوني وتحذيرهم ومقاطعتهم.
قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ” الممتحنة:1
سادساً: يعلن المؤتمرون تبنيهم الكامل لميثاق علماء الأمة في مواجهة التطبيع بأشكاله كافة. ويدعون علماء الأمة الإسلامية جميعاً، والسياسيين وأصحاب القرار إلى تبنيه والالتزام به مرجعية فكرية وثقافية وتربوية. ويدعون إلى تشكيل لجان مقاطعة التطبيع وتفعيلها في مختلف دول العالم الإسلامي.
سابعاً: يطالب المؤتمرون جميع القوى والفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية إلى توحيد صفوفهم ولم شملهم وتكثيف جهودهم لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية على قاعدة المقاومة والجهاد ومواجهة المحتل الغاصب، كما يطالبون السلطة الفلسطينية بوقف أشكال التواصل والتنسيق مع الكيان الصهيونيّ والإدارة الأمريكيّة.
ثامناً: يدعو المؤتمرون الأمة الإسلامية إلى الوحدة فيما بينها، وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية. وتبني الدعم الكامل لبيت المقدس وأهلها المرابطين حول الأقصى، الذي هم حاضنة بيت المقدس والمسجد الأقصى. وذلك من خلال دعم مشاريع الوقف والإسكان والتعليم والأنشطة كافة, التي تعزز صمودهم وتحافظ على هويتهم العربية والإسلامية.
تاسعاً: يشيد المؤتمرون بالتجربة الماليزية والتركية في مبادرة التوأمة بين المؤسسات المقدسية ومثيلاتها في هذين البلدين, ويدعون إلى تعميم هذه التجربة في سائر البلاد الإسلامية, وعلى المستويات الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية وغيرها.
عاشراً: يوجه المؤتمرون تحية إلى أهلنا المرابطين في القدس والأقصى، والمجاهدين والمقاومين في فلسطين المباركة, ويوجهون التحية إلى الأسرى البواسل كافة, ونخص منهم شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح الرابض خلف قضبان الأسر الصهيوني. ويؤكدون لهم أنَّ علماء الأمة ودعاتها وشعوبها يقفون صفاً واحداً معهم في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب, حتى يتحقق النصر والتحرير بإذن الله تعالى.
حادي عشر: يدعو المؤتمرون إلى إيقاف ما يسمى مفاوضات التسوية مع الكيان الصهيوني، وإنهاء اتفاقية أوسلو والاتفاقيات الأخرى، والمبادرات الهزيلة والعروض الاستسلامية. لأنها لا تزيد العدو إلا غطرسة وعدواناً، ولا تورث الأمة إلا ذلاً وهواناً، ولا تسترد حقاً ولا تحرر وطناً.
ثاني عشر: يدعو المؤتمرون النخب المثقفة ووزارات التربية والثقافة والجامعات ومؤسسات التعليم والتعليم العالي إلى تبني القضية الفلسطينية والمعارف المقدسية في مناهجهم التعليمية ومؤسساتهم الإعلامية والفكرية وأنشطتهم الثقافية.
ثالث عشر: يدعو المؤتمرون إلى اعتبار عام 2018م عاماً لنصرة القدس وفلسطين. ويدعون إلى تبني خارطة طريق تحرير فلسطين ونصرة القدس، ويدعون إلى تشكيل لجنة مشتركة بين هيئات العلماء ومؤسساتهم لتفعيلها وتطبيقها على أرض الواقع.
رابع عشر: يدعو المؤتمرون إلى إطلاق مشروع علماء من أجل القدس على مستوى العالم الإسلامي، وعلى المستويات المحلية. ويطالبون بتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة توصيات هذا المؤتمر وتفعيلها.
شاكرين للجميع حضورهم وتفاعلهم، وتقبل الله من الجميع. وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
هيئة علماء فلسطين في الخارج | الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين | مؤسسة ماي أقصى |