الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فقد لبّت العديد من المؤسسات والجمعيات من مختلف بلدان العالم الإسلامي وبمختلف الشرائح وفي مقدمتهم العلماء والدّعاة مؤسسات وأفرادًا نداءات القدس التي أثخنتها الجراح، واستغاثات الأقصى الذي يسعى الصّهاينة فيه خرابًا وتحريقًا وتهديمًا، وصرخات فلسطين التي تعاني احتلال العدوّ وخذلان بعض المنتسبين إلى الأمّة.
وبفضل الله تعالى أتمّ أسبوع القدس العالمي أعماله على مستوى الأمة كلّها في الفترة ما بين 24 رجب -1 شعبان/1443 ه الموافق 25/2 -4/3/ 2022م بمشاركة أكثر من 360 مؤسسة دولية ومحلية من 45 دولة، إضافة لآلاف الأحرار الذين تفاعلوا مع هذا الحدث الدوري العالمي بكافة الوسائل، وبالفعاليات والأنشطة الإبداعية، وفي ختام أيام أسبوع القدس العالمي يؤّكد المشاركون فيه الآتي:
أولًا: التحية لأهل البطولة والفداء في فلسطين الحبيبة، المرابطين في القدس المدافعين عن أولى القبلتين مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والمحاصرين في غزّة العزّة، والثابتين في الضّفة الغربيّة البطلة، والمتجذرين في أرضهم وأرضنا المحتلة عام 1948م، ويؤكّدون أنّ الأمّة جمعاء وفي مقدمتها العلماء تعقد الآمال بعد الله تعالى على أهل فلسطين البطولة والفداء في إبقاء جذوة القضيّة مشتعلة، كما يؤكّدون دعمهم غير المحدود لهذا الشعب المرابط البطل وشراكتهم معه في ساحات الفداء والتضحية.
ثانيًا: يبرق المشاركون في أسبوع القدس العالمي بأسمى مشاعر التحية والحب إلى المقاومة الباسلة على أرض فلسطين، ويؤكدون التفاف العلماء ومعهم الأمة الإسلاميّة حول هذه المقاومة الباسلة، ووجوب التفاف الأمة حول هذه المقاومة الباسلة التي تمثّل نموذجًا فذًّا في صد العدوان الصهيونيّ وردعه وإهانته.
قال تعالى: “قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍۢ مُّؤْمِنِينَ” التوبة: 14
ثالثًا: يؤكّد المشاركون في أسبوع القدس العالمي أنّ فلسطين هي قضيّة الأمّة جمعاء وهي في قلب كلّ مواطن مسلم وحرّ، وأنّ القدس والأقصى ليست ملكًا أو حقًّا للفلسطينيين وحدهم، بل هي ملك الأمّة الإسلاميّة جمعاء، أن الكيان الصّهيونيّ كيانٌ محتلّ غاصب وهو معادٍ للأمّة كلّها وليس لفلسطين وشعبها، ولا يمكن أن يكون هذا الكيان الغريب الدخيل صاحب حقّ في الوجود أو في إقامة دولته المزعومة على أرض فلسطين ولو اعترف العالم كلّه بها، ومن هنا نؤكّد أنّ أيّ اعترافٍ بحقّ الكيان الصّهيوني في أرض فلسطين هو اعترافٌ باطلٌ شرعًا وقانونًا ويتنافى مع أبسط قواعد الأخلاق وحقوق الإنسان.
رابعًا: يؤكّد المشاركون في أسبوع القدس العالمي أنّ الهرولة التي تمارسها بعض الأنظمة للتطبيع بجميع أشكاله السياسيّة والاقتصاديّة والأكاديميّة والثّقافيّة مع الكيان الصّهيونيّ خيانةٌ لله ورسوله والمؤمنين وخيانةٌ للقدس والمسجد الأقصى المبارك.
ويطالبون هذه الأنظمة بالتوقف عن هذه الهرولة المخزية باتجاه الكيان الصّهيوني الذي لن يحقق لهم أمن عروشهم ومناصبهم وسيكون خزيًا لهم في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ” الممتحنة: 1
خامسًا: يؤكّد المشاركون على ضرورة دور العلماء والدّعاة في مختلف بلدان الأمة الإسلاميّة في التّأصيل الشرعي والدعوي لمخاطر التطبيع وتفعيل الدور المنبري في مواجهة محاولات ودعوات التطبيع مع الصهاينة، وفي نصرة مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم ومدينة القدس، ويدعو المشاركون العلماء والدعاة إلى أن يكون لهم دورٌ محوري في التصدي لمشاريع التطبيع وحماية المجتمعات الإسلاميّة من الاختراق التطبيعي.
سادسًا: يدينُ المشاركون في أسبوع القدس العالمي عمليّات الاقتحام الصّهيونيّة المستمرّة للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقابر والأوقاف الإسلاميّة، ويطالبون المؤسسات الفاعلة والحاكمة في بلدان العالم الإسلاميّ إلى التحرّك العاجل لوقف عمليّة التهويد والتقسيم والزّماني والمكاني التي تعمل قوات الاحتلال الصّهيونيّ على تكريسها في المسجد الأقصى المبارك.
سابعًا: يدعو المشاركون في أسبوع القدس العالمي أحرار الأمة على مستوى المؤسسات والأفراد، العلمائية منها والسياسية والإعلامية ومؤسسات المجتمع الرسمي والمدني أن تكون فلسطين حاضرةً في خططهم وأن تكون القدس على رأس أجندة برامجهم، ويؤكّدون أنّ الدّفاع عن فلسطين هو دفاع عن الأمة كلّها وأنّ مواجهة الكيان الصّهيوني هي مواجهة لخطر يحدق بجميع بلاد المسلمين دونما استثناء.
قال تعالى: ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” التوبة: 105
اللجنة العليا لأسبوع القدس العالمي
السبت 2 شعبان 1443هـ الموافق 5/3/2022م