خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ناصر المؤمنين، معز الموحدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله، إمام المجاهدين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإنَّ أهلنا في الضفة الغربية المجاهدة وقطاع غزة المرابط المحاصر يواجهون هجمة شرسة من قوات الاحتلال الصهيوني بعد أن وفق الله تعالى ثلة من أبناء شعبنا في الخليل من أسر مجموعة من المستوطنين المقاتلين المغتصبين لأرضنا وحقوق شعبنا وامتنا.

وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نؤكد أمام هذه الهجمة الشرسة على ما يلي:

أولاً: إنَّ أسر الجنود المستوطنين الثلاثة عمل من أعظم الأعمال الجهادية المطلوبة والواجبة على امتنا وشعبنا من أجل تحرير اسرانا  الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني، وإنَّ حرمة المسلم الأسير أعظم من حرمة الديار والأموال، والنصرة لهم واجبة بالنفس والمال، ويجب على الأمة كلها وأبناء شعبنا في مقدمتهم وجوباً شرعياً استخدام الوسائل كافة في تحريرهم وفكاكهم.

وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لأَنْ أستنقذَ رجلاً من المسلمين من أيدي المشركين أحب إلي من جزيرة العرب”

ثانياً: ندعو أهلنا في الضفة الغربية المجاهدة إلى الصبر والثبات في وجه هذه الهجمة الشرسة، وكلنا ثقة بهم أنهم سيأخذون زمام  المبادرة لتفجير انتفاضة شعبية عارمة في وجه الاحتلال الصهيوني، رداً على عدوانه السافر على أبناء شعبنا في الضفة كلها لا سيما في الخليل، واعتقاله العشرات من أبناء شعبنا المجاهد وقياداته، وإن هذه الإجراءات العدوانية تستنفر في قلوب الشباب الحمية إلى الجهاد في سبيل الله تعالى ولنصرة المستضعفين والمظلومين، والله تعالى يقول: ( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ) النساء 75

والله تعالى يقول: ( انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) التوبة 41

ثالثاً: إنّ هذه اللحظات التاريخية تحتم على أبناء شعبنا الفلسطيني بمختلف فصائله وانتماءاته وتوجهاته التوحد في خندق المقاومة والجهاد، ومجابهة الصهاينة بالوسائل كافة وإننا نعلن بكل وضوح، إنَّ معاونة الصهاينة المجرمين في البحث عن الأسرى الذين بعد أسرهم طريقاً إلى تحرير أسرانا من سجون الاحتلال الصهيوني، والمساهمة مع الصهاينة في تسهيل اعتقال المجاهدين والاشتراك في مطاردتهم خيانة لله ورسوله والمؤمنين، وخيانة للقدس والاقصى والأسرى ودماء الشهداء.

رابعاً: يا علماء الأمة ودعاتها، إن أهلكم وشعبكم في فلسطين في الضفة الغربية وفي غزة يواجهون عدواناً صهيونياً سافراً متصاعداً يحتم علينا جميعاً شحذ الهمم واستنفار الجهود ورفع الصوت عالياً لتحميل الساسة والنخب والشعوب مسؤولياتهم تجاه المجاهدين المرابطين على ثرى فلسطين.

وفي الختام: فإننا نحيي أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد المرابط، ونحيي السواعد التي أسرت المستوطنين المغتصبين أياً كان توجهها، ونحيي أسرانا البواسل والمجاهدين المطاردين، وإن الليل آذن بالزوال، وإن القيد آن أن ينكسر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

هيئة علماء فلسطين في الخارج

18/شعبان/1435هـ

16/6/2014م

هيئة علماء فلسطين
بيان رسمي